ﰡ
﴿ أن أنذر ﴾ أي بأن أنذر، والإنذار هو الإخبار مع تخويف من العاقبة.
تفسير المعاني :
إنا أرسلنا نوحا إلى قومه بأن أنذر قومك وخوفهم عاقبة تماديهم في الباطل قبل أن يأتيهم عذاب الآخرة أو الطوفان.
فقال لهم : يا قوم إني نذير لكم من عند الله
أن اعبدوا الله وخافوه وأطيعوني.
﴿ أجل مسمى ﴾ أي ميعاد مقدر
تفسير المعاني :
فإن فعلتم يغفر لكم بعض ذنوبكم ويبقكم إلى أقصى ما قدره لكم من بقاء، إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون.
قال : رب إني دعوت قومي إلى الإيمان جهد استطاعتي فواصلت الليل بالنهار
فلم يزدهم دعائي إلا فرارا مني.
﴿ واستغشوا ثيابهم ﴾ أي تغطوا بها لئلا يروني كراهة النظر إلي. استغشى ثوبه وبثوبه تغطى به كي لا يسمع ولا يرى. ﴿ وأصروا ﴾ أي وألحوا فيه وتشددوا في التمسك به.
تفسير المعاني :
وإني كلما دعوتهم لتغفر لهم وضعوا أصابعهم في آذانهم وتغطوا بثيابهم، حتى لا يسمعوا شيئا وأصروا على كفرهم واستكبروا عن سماع نصيحتي.
﴿ جهارا ﴾ أي علانية. يقال جهر في كلامه يجهر جهرا أي أعلنه. وجهارة الصوت علوه، ويقال فلان جهير بالصوت أي عاليه.
تفسير المعاني :
ولقد حاولت إقناعهم على وجوه شتى فدعوتهم جهارا بغير تحفظ.
﴿ وأسررت ﴾ أي وأخفيت. يقال أسر إليه كلاما أي فاتحه به على غير مسمع من الناس.
تفسير المعاني :
ثم أعلنت لهم وأسررت إليهم القول إسرارا.
فقلت : استغفروا ربكم وتوبوا إليه إنه غفور رحيم.
﴿ يرسل السماء ﴾ أي يرسل السحاب أو المطر. والمدرار كثير الدرور. يقال درت السماء تدر درا أي أمطرت بشدة، ودر الثدي مثله.
تفسير المعاني :
يرسل المطر عليكم هطالا
ويمددكم بأموال وأبناء ويجعل لكم بساتين وأنهارا.
﴿ لا ترجون لله وقارا ﴾ أي لا تأملون له توقيرا، أي تعظيما.
تفسير المعاني :
ما لكم لا تأملون لله توقيرا
﴿ وقد خلقكم أطوارا ﴾ أي خلقكم طورا بعد طور. فقد كنتم أولا من العناصر الأرضية ثم مركبات تغذى بها الإنسان ثم أخلاطا ثم نطفا إلخ.
تفسير المعاني :
وقد خلقكم طورا بعد طور ؟ فمن مادة صماء عمياء إلى بشر سوي.
﴿ طباقا ﴾ أي طبقات وهو جمع طبقة.
وانظروا كيف خلق سبع سماوات بعضها فوق بعض وجعل فيهن قمرا وشمسا.
وانظروا كيف خلق سبع سماوات بعضها فوق بعض وجعل فيهن قمرا وشمسا.
﴿ أنبتكم من الأرض نباتا ﴾ أي أنشأكم منها، فاستعير الإنبات للإنشاء لأنه أدل على التكون من الأرض.
والله أنبتكم من الأرض ثم يعيدكم فيها ثم يخرجكم منها.
والله أنبتكم من الأرض ثم يعيدكم فيها ثم يخرجكم منها.
وجعل لكم الأرض بساطا تتقلبون عليها لتخترقوا منها طرقا واسعة
﴿ سبلا فجاجا ﴾ أي طرقا واسعة، جمع فج وهو الطريق الواسع الواضح بين جبلين.
وجعل لكم الأرض بساطا تتقلبون عليها لتخترقوا منها طرقا واسعة
فلم يفدهم كل هذا، بل قال نوح : رب إنهم عصوني واتبعوا رؤساءهم البطرين الذين اغتروا بأموالهم وأولادهم
﴿ كبارا ﴾ أي كبيرا للغاية. كبار أبلغ من كبار، وهذا الأخير أبلغ من كبير.
تفسير المعاني :
ومكروا مكرا عظيما
﴿ لا تذرنّ ﴾ أي لا تتركن. هذا الفعل لا يستعمل إلا في المضارع والأمر. ﴿ ودّا. إلخ ﴾ أسماء أصنام.
تفسير المعاني :
وتواصوا بعبادة أصنامهم الموروثة وترك نوح وشأنه يفعل ما بدا له.
وقد أضلت هذه الأصنام كثيرا من الناس فلا تزد الظالمين يا رب إلا ضلالا حتى يستأهلوا منك أشد العقوبات في الحياة الآخرة.
﴿ مما خطيئاتهم أغرقوا ﴾ ما " من مما " زائدة، والتقدير من أجل خطيئاتهم أغرقوا.
تفسير المعاني :
من أجل خطيئاتهم أغرقهم الله بالطوفان فأدخلوا نارا فلم تغن عنهم الأصنام التي كانوا يعبدونها من عذاب الله شيئا.
﴿ لا تذر ﴾ أي لا تدع. وهذا الفعل لا يستعمل إلا في المضارع والأمر. ﴿ ديارا ﴾ أي أحدا، وهو مما يستعمل في النفي العام.
تفسير المعاني :
وقال نوح : رب لا تترك على الأرض من الكافرين أحدا.
﴿ فاجرا ﴾ أي فاسقا منبعثا في المعاصي.
تفسير المعاني :
إنك إن تتركهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كثير الكفران والجحود.
﴿ تبارا ﴾ أي هلاكا. يقال تبر يتبر تبرا هلك. وتبره أهلكه.
تفسير المعاني :
رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات إلى يوم القيامة، ولا تزد الظالمين إلا هلاكا.