تفسير سورة سبأ

المصحف المفسّر
تفسير سورة سورة سبأ من كتاب المصحف المفسّر .
لمؤلفه فريد وجدي . المتوفي سنة 1373 هـ
سورة سبأ مكية وآياتها أربع وخمسون

تفسير المعاني :
الحمد لله الذي له ما في السماوات والأرض خلقا وإبداعا، وله الحمد في الآخرة على جميل إحسانه ورحمته وهو الحكيم الخبير.
تفسير الألفاظ :
﴿ يعلم ما يلج في الأرض ﴾ أي ما يدخل في الأرض. يقال ولج يلج ولوجا، أي دخل. والذي يلج في الأرض هو الغيث وما يدفن فيها من مقتنيات وموتى. ﴿ وما يخرج منها ﴾ كالنباتات والمعادن والعيون. ﴿ وما ينزل من السماء ﴾ كالملائكة والوحي والأرزاق. ﴿ وما يعرج فيها ﴾ كالملائكة وأعمال العباد إلخ. يقال عرج يعرج عروجا، أي صعد.
تفسير المعاني :
يعلم ما يدخل في جوف الأرض وما يخرج منها، وما يهبط من السماء وما يصعد إليها، لا تخفى عليه صغيرة ولا كبيرة مما يحصل في ملكه الذي لا ينتهي إلى حد وهو الرحيم الغفور.
تفسير الألفاظ :
﴿ بلى ﴾ حرف جواب قد تأتى ردا لنفي كما في هذه الآية، أو جوابا لسؤال منفي نحو قوله تعالى :﴿ ألست بربكم قالوا بلى ﴾.. ﴿ لا يعزب ﴾ أي لا يغيب. يقال عزب عنه الشيء يعزب، ويعزب عزوبا بعد وغاب وخفي. وأما عزب الرجل يعزب عزبة وعزوبة فمعناه صار عزبا بلا زوج. ﴿ في كتاب ﴾ هو اللوح المحفوظ الذي فيه ما كان ويكون إلى يوم القيامة.
تفسير المعاني :
وأنكر الذين كفروا مجيء يوم القيامة، قل : بلى والله عالم الغيب، لتجيئنكم لا يخفى عليه ثقل ذرة من هباء في السماوات والأرض، ولا أصغر ولا أكبر منها، إلا في كتاب مبين، هو اللوح المحفوظ.
تفسير المعاني :
﴿ ليجزي الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ " هذا تعليل لقوله عن يوم القيامة : بلى وربي لتأتينكم في الآية السابقة " أولئك لهم مغفرة ورزق حسن لا عناء فيه ولا ضرر منه.
تفسير الألفاظ :
﴿ معاجزين ﴾ أي مسابقين لكي يفوتونا : لأن المسابق يطلب تعجيز خصمه. ﴿ رجز ﴾ الرجز والرجز العذاب وعبادة الأوثان.
تفسير المعاني :
والذين أجهدوا أنفسهم في إبطال آياتنا مسابقين لنا أولئك لهم عذاب أليم.
تفسير الألفاظ :
﴿ صراط ﴾ أي طريق جمعه صرط وأصله سراط. ﴿ الحميد ﴾ المحمود.
تفسير المعاني :
أما الذين منحوا نعمة العلم فيرون أن ما أوحاه الله إليك هو الحق ويهدي إلى طريق العزيز الحميد.
تفسير المعاني :
وقال بعض الذين كفروا لبعض : هل ندلكم على رجل يخبركم أنكم إذا تمزقت أجسادكم وتفرقت في ذرات التراب ستعودون من جديد ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ افترى ﴾ أي اختلق وهو استفهام. ﴿ جنة ﴾ أي جنون.
تفسير المعاني :
أكذب على الله أم به جنون يوهمه بصحة ذلك ؟ بل الذين لا يؤمنون بالآخرة في ضلال بعيد سيجرهم إلى عذاب شديد.
تفسير الألفاظ :
﴿ كسفا ﴾ أي قطعا، جمع كسفة. ﴿ منيب ﴾ أي تائب، من أناب أي رجع وتاب.
تفسير المعاني :
أفلم ينظروا إلى ما هو أمامهم وما هو خلفهم من السماء والأرض فيروا أهي أشد خلقا أم هو ؟ وإنا إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط عليهم قطعا من السماء فتهلكهم، إن في ذلك لآية لكل عبد راجع إلى ربه.
تفسير الألفاظ :
﴿ أوّبى ﴾ أي رجّعي معه التسبيح. يقال آب يئوب أوبا أي رجع، وأوّب أي رجّع.
تفسير المعاني :
ولقد آتينا داود منا فضلا على سائر الناس، هو النبوة والزبور والملك والصوت الحسن، وقلنا : يا جبال رجّعي معه التسبيح، والطير، أي وأمرنا الطير بالترجيع معه كذلك، وألنا له الحديد.
تفسير الألفاظ :
﴿ سابغات ﴾ أي دروعا سابغات، أي طويلات تامات. يقال سبغ الثوب يسبغ سبوغا أي طال وتم. ﴿ وقدّر في السرد ﴾ أي ودبر في النسيج. من قدر الشيء أي قاسه وناسبه بغيره. والسرد للدرع هو نسجه. يقال سرد الدرع يسردها أي نسجها.
تفسير المعاني :
يذكر الله أنه ألان لداود الحديد، وأوحى إليه أن يعمل دروعا.
تفسير الألفاظ :
﴿ غدوها ﴾ أي جريها بالغداة، وهي من الفجر إلى طلوع الشمس. ﴿ ورواحها ﴾ أي جريها بالعشي في عودتها. يقال غدا وراح أي ذهب بالغداة ورجع في المساء. ﴿ وأرسلنا له عين القطر ﴾ القطر النحاس المذاب، والمعنى وأنبعنا له النحاس المذاب من عينه، أي من معدنه. ﴿ ومن يزغ ﴾ أي ومن ينحرف. يقال زاغ يزيغ زيغا أي انحرف وعدل.
﴿ محاريب وتماثل وجفان ﴾ المحاريب القصور الحصينة جمع محراب، سميت بالمحاريب لأنها يحارب من أجلها ويدافع عنها، والتماثيل الصور المجسمة، والجفان جمع جفنة وهي الصحاف. ﴿ كالجواب ﴾ كالجوابي أي كالحياض، جمع جابية من الجباية وهي الجمع، وهي من الصفات الجارية مجرى الأسماء. ﴿ راسيات ﴾ أي ثابتات.
﴿ منسأته ﴾ أي عصاه، من نسأت البعير أنسؤه أي طردته. ﴿ خرّ ﴾ أي سقط مضارعه يخرّ.
تفسير المعاني :
وأنه سخر لسليمان الريح ذهابها شهر ورجوعها شهر تحمل بساطه وهو خاصته من فوقه إلى حيث يشاء، وأنه أنبع له النحاس، وذلل له الجن تعمل له أنواع المصنوعات. فلما انقضى أجله مات واقفا متكئا على عصاه، وما دل الجن على موته إلا أرضة قرضت عصاه فسقط، فانطلقوا بعد أن كانوا مسجونين.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:تفسير الألفاظ :
﴿ غدوها ﴾ أي جريها بالغداة، وهي من الفجر إلى طلوع الشمس. ﴿ ورواحها ﴾ أي جريها بالعشي في عودتها. يقال غدا وراح أي ذهب بالغداة ورجع في المساء. ﴿ وأرسلنا له عين القطر ﴾ القطر النحاس المذاب، والمعنى وأنبعنا له النحاس المذاب من عينه، أي من معدنه. ﴿ ومن يزغ ﴾ أي ومن ينحرف. يقال زاغ يزيغ زيغا أي انحرف وعدل.
﴿ محاريب وتماثل وجفان ﴾ المحاريب القصور الحصينة جمع محراب، سميت بالمحاريب لأنها يحارب من أجلها ويدافع عنها، والتماثيل الصور المجسمة، والجفان جمع جفنة وهي الصحاف. ﴿ كالجواب ﴾ كالجوابي أي كالحياض، جمع جابية من الجباية وهي الجمع، وهي من الصفات الجارية مجرى الأسماء. ﴿ راسيات ﴾ أي ثابتات.
﴿ منسأته ﴾ أي عصاه، من نسأت البعير أنسؤه أي طردته. ﴿ خرّ ﴾ أي سقط مضارعه يخرّ.

تفسير المعاني :

وأنه سخر لسليمان الريح ذهابها شهر ورجوعها شهر تحمل بساطه وهو خاصته من فوقه إلى حيث يشاء، وأنه أنبع له النحاس، وذلل له الجن تعمل له أنواع المصنوعات. فلما انقضى أجله مات واقفا متكئا على عصاه، وما دل الجن على موته إلا أرضة قرضت عصاه فسقط، فانطلقوا بعد أن كانوا مسجونين.

نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٢:تفسير الألفاظ :
﴿ غدوها ﴾ أي جريها بالغداة، وهي من الفجر إلى طلوع الشمس. ﴿ ورواحها ﴾ أي جريها بالعشي في عودتها. يقال غدا وراح أي ذهب بالغداة ورجع في المساء. ﴿ وأرسلنا له عين القطر ﴾ القطر النحاس المذاب، والمعنى وأنبعنا له النحاس المذاب من عينه، أي من معدنه. ﴿ ومن يزغ ﴾ أي ومن ينحرف. يقال زاغ يزيغ زيغا أي انحرف وعدل.
﴿ محاريب وتماثل وجفان ﴾ المحاريب القصور الحصينة جمع محراب، سميت بالمحاريب لأنها يحارب من أجلها ويدافع عنها، والتماثيل الصور المجسمة، والجفان جمع جفنة وهي الصحاف. ﴿ كالجواب ﴾ كالجوابي أي كالحياض، جمع جابية من الجباية وهي الجمع، وهي من الصفات الجارية مجرى الأسماء. ﴿ راسيات ﴾ أي ثابتات.
﴿ منسأته ﴾ أي عصاه، من نسأت البعير أنسؤه أي طردته. ﴿ خرّ ﴾ أي سقط مضارعه يخرّ.

تفسير المعاني :

وأنه سخر لسليمان الريح ذهابها شهر ورجوعها شهر تحمل بساطه وهو خاصته من فوقه إلى حيث يشاء، وأنه أنبع له النحاس، وذلل له الجن تعمل له أنواع المصنوعات. فلما انقضى أجله مات واقفا متكئا على عصاه، وما دل الجن على موته إلا أرضة قرضت عصاه فسقط، فانطلقوا بعد أن كانوا مسجونين.

تفسير الألفاظ :
﴿ لسبأ ﴾ لبني سبأ وهم أولاد يشجب بن يعرب من قبائل اليمن.
تفسير المعاني :
ثم ذكر تعالى بني سبأ، وقال : إنه كانت لهم جنتان، والمراد جماعتان من البساتين تؤتيهم رزقا حسنا.
تفسير الألفاظ :
﴿ سيل العرم ﴾ أي سيل الأمر العرم، أي الأمر الصعب. يقال عرم الرجل يعرم عرما، أي شرس فهو عارم. وقيل العرم اسم واد، وقيل المطر الشديد. ﴿ ذواتي أكل خمط ﴾ أي صاحبتي ثمر بشع، والخمط كل نبت فيه مرارة. ﴿ وأثل ﴾ هو شجر الطرفاء ولا ثمر له. ﴿ وسدر ﴾ هو شجر النبق.
تفسير المعاني :
فأعرضوا عن شكر الله فأرسلنا عليهم سيلا عارما أي شديدا، وبدلناهم بجنتيهم جنتين أخريين لهما ثمر بشع وشجر من الطرفاء لا ثمر له وشيء من شجر النبق.
تفسير المعاني :
جزيناهم ذلك بما كفروا، وهل نعاقب إلا الكفور ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ القرى التي باركنا فيها ﴾ أي باركنا فيها بالتوسعة وهي قرى الشام.
تفسير المعاني :
وكنا جعلنا بينهم وبين قرى الشام قرى ظاهرة، أي متواصلة يظهر بعضها لبعض، وقدرنا فيها السير بحيث يقيل المسافر في قرية ويبيت في أخرى لا ينقطع عن العمران.
تفسير الألفاظ :
﴿ ومزقناهم كل ممزق ﴾ أي وفرقناهم غاية التفريق.
تفسير المعاني :
فطلبوا أن يباعد الله بين أسفارهم في مفاوز ووديان ليظهروا بأبهة الثروة، ويتطاولوا على الفقراء بركوب الرواحل وتزود الأزواد، فبطروا هذه النعمة ففرقناهم كل تفريق، وجعلناهم أحاديث بين الناس.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولقد صدق عليهم إبليس ظنه ﴾ أي حقق ظنه، أو وجده صادقا.
تفسير المعاني :
ولقد حقق إبليس ظنه فيهم فاتبعوه إلا طائفة منهم.
تفسير الألفاظ :
﴿ سلطان ﴾ أي تسلط واستيلاء. ﴿ حفيظ ﴾ أي محافظ.
تفسير المعاني :
وما كان له عليهم من تسلط إلا لنعلم من يؤمن بالحياة الأخرى ومن هو منها في شك، وربك محافظ على كل شيء لا يفلت منه صغير منها ولا كبير.
تفسير الألفاظ :
﴿ مثقال ذرة ﴾ أي وزن ذرة وهي الهباء. ﴿ من شرك ﴾ أي من شركة. ﴿ من ظهير ﴾ أي من مساعد.
تفسير المعاني :
قل يا محمد : ادعوا أيها المشركون أولئك الذين ادعيتم أنهم آلهة من دون الله ليجلبوا إليكم نفعا أو يدفعوا عنكم ضرا. إنهم لا يملكون وزن ذرة من الهباء في السماوات والأرض، وما لهم فيهما من شركة، وما لله منهم من معين.
تفسير الألفاظ :
﴿ فزع عن قلوبهم ﴾ أي كشف الفزع عن قلوبهم، من قولهم إنه فزّع فلان أي كشف عنه الفزع، ضد أفزعه.
تفسير المعاني :
ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن الله له أن يشفع عنده، حتى إذا كف الفزع عن قلوب الشافعين والمشفوع لهم بصدور الإذن، قال بعضهم لبعض : ماذا قال ربكم في الشفاعة ؟ قالوا : قال الحق، وهو الإذن بالشفاعة لمن ارتضى، وهم المؤمنون، وهو العلي الكبير.
تفسير المعاني :
قل : من يرزقكم من السماوات والأرض ؟ فأجبهم : هو الله. وبعدما تقدم من التقرير البليغ، فإن أحد الفريقين لعلى هدى، والثاني لفي ضلال مبين.
تفسير الألفاظ :
﴿ أجرمنا ﴾ أي أذنبنا.
تفسير المعاني :
قل إنكم لا تسألون عما ارتكبناه من إثم، ونحن لا نسأل عما تعملون.
تفسير الألفاظ :
﴿ يفتح بيننا ﴾ أي يحكم. يقال فتح يفتح فتحا أي حكم. والفتاح هو الحاكم.
تفسير المعاني :
قل : يجمع الله بيننا يوم القيامة ثم يحكم بالحق وهو الحاكم العليم.
تفسير المعاني :
قل : أروني الذين ألحقتموهم بالله شركاء لأرى بأي صفة وجدتموهم يستحقون العبادة، كلا، إنهم لا يستحقونها، بل الله هو العزيز الحكيم.
تفسير الألفاظ :
﴿ وما أرسلناك إلا ﴾ إرسالة عامة من الكف فإنها إذا عمتهم فقد كفتهم أي منعتهم أن يخرج منهم أحد.
تفسير المعاني :
وما أرسلناك يا محمد إلا للناس كافة بشيرا للمؤمنين ونذيرا للكافرين، ولكن أكثر الناس لا يعلمون ذلك فيحملهم جهلهم على مخالفتك.
تفسير المعاني :
ويقولون : متى هذا الوعد بالمحاكمة إن كنتم صادقين.
تفسير الألفاظ :
﴿ ميعاد يوم ﴾ أي وعد يوم.
تفسير المعاني :
قل يا محمد : لكم أيها الكافرون وعد يوم لا تتأخرون عنه ساعة ولا تتقدمون.
تفسير الألفاظ :
﴿ ولا بالذي بين يديه ﴾ أي ولا بالذي تقدمه من الكتب. ﴿ يرجع بعضهم إلى بعض القول ﴾ أي يتحاورون ويرد بعضهم على بعض.
تفسير المعاني :
وقال الذين كفروا : لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالكتب التي بين يديه، أي السابقة له. ولو ترى حين يقف الظالمون أمام ربهم يتحاورون فيراجع بعضهم بعضا، كل منهما يلقي التبعة على الآخر، فيقول الذين استضعفهم الكافرون في الدنيا للذين أضلوهم : لولا أنكم أغريتمونا بالكفر لكنا مؤمنين.
تفسير المعاني :
قال الذين قادوهم منكرين عليهم هذه التهمة : أنحن منعناكم عن الهدى بعد إذ جاءكم ؟ بل كنتم أنتم مجرمين إذ أخذتم الكفر عنا بالتقليد، والتقليد بلا دليل جريمة، لأنه إنكار للعقل.
تفسير الألفاظ :
﴿ أندادا ﴾ أي نظراء جمع ند. يقال هو نده ونديده أي مماثل له في صفاته ومميزاته. ﴿ وأسروا ﴾ أي وأخفوا. ﴿ الأغلال ﴾ قيود الأعناق، جمع غل. أما القيود فللأرجل.
تفسير المعاني :
فرد عليهم المستضعفون قائلين : لم يكن إجرامنا هو الذي صدنا كما تقولون، بل تصديكم لنا بالمكر علينا ليلا ونهارا حتى أفسدتم علينا رأينا، وجعلتمونا نكفر بالله ونجعل له نظراء من الآلهة الخيالية. وأخفوا الندم في نفوسهم لما رأوا العذاب، وجعلنا الأغلال في أعناق الكافرين، فهل يفعل بهم ما يفعل إلا جزاء على أعمالهم ؟
تفسير المعاني :
وما أرسلنا في قرية من نذير إلا قال متنعموها : إنا بما أرسلتم به أيها الرسل كافرون.
تفسير الألفاظ :
﴿ مترفوها ﴾ أي متنعموها، من أترفته الثروة، أي نعمته وأبطرته.
تفسير المعاني :
وقال الكافرون : نحن أكثر في الدنيا أموالا من المؤمنين، وهذا دليل على أنه يحبنا ويكرمنا وعلى هذا القياس فما نحن في الآخرة بمعذبين.
تفسير المعاني :
قل إن ربي يوسع الرزق لمن يشاء ويضيق على من يشاء لحكمة اقتضاها علمه ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
تفسير الألفاظ :
﴿ زلفى ﴾ أي قربة. يقال زلف يزلف زلفا، أي تقرب. ﴿ فأولئك لهم جزاء الضعف ﴾ أي يجازون الضعف إلى عشر فما فوق، وهو من إضافة المصدر إلى المفعول. ﴿ الغرفات ﴾ جمع غرفة وهي الحجرة، والمراد بها حجرات الجنة.
تفسير المعاني :
ومع هذا فما أموالكم ولا أولادكم بالأمور التي تقربكم منا إلا إذا كان أصحابهم مؤمنين صالحين، فأولئك يجزون على أعمالهم أضعافا مضاعفة، وهم في حجرات الجنات آمنون.
تفسير الألفاظ :
﴿ معاجزين ﴾ أي مسابقين لأنبيائنا، ظانين أنهم يفوتوننا. ﴿ محضرون ﴾ أي يحضرهم ملائكة العذاب.
تفسير المعاني :
وأما الذين يجتهدون في إبطال آياتنا فأولئك في العذاب مقودون.
تفسير الألفاظ :
﴿ يبسط الرزق ﴾ أي يوسع الرزق. ﴿ ويقدر ﴾ أي ويضيق. يقال قدر الله عليه رزقه يقدره، أي ضيقه عليه.
تفسير المعاني :
قل : إن ربي يوسع الرزق ويضيقه وما أنفقتم من شيء فإن الله يعوضه لكم وهو خير الرازقين.
تفسير المعاني :
ويوم نحشرهم جميعا ثم نقول للملائكة : أهؤلاء كانوا يعبدونكم من دوني ؟
تفسير الألفاظ :
﴿ أنت ولينا ﴾ أي أنت الذي نواليك دون غيرك.
تفسير المعاني :
قالوا : سبحانك أنت الذي نواليه ولا موالاة بيننا وبينهم، بل كانوا يعبدون الشياطين إذ أطاعوهم في عبادة غيرك فكان أكثرهم بهم مؤمنين.
نقول : قد عبدت أمم كثيرة الملائكة باعتبار أنهم بنات الله أو خاصته المقربون عنده.
تفسير المعاني :
فاليوم أي يوم القيامة لا يملك بعضكم لبعض جلب نفع ولا دفع ضر، ونقول للذين ظلموا : ذوقوا عذاب النار التي كنتم لا تصدقون بوجودها.
تفسير الألفاظ :
﴿ تتلى ﴾ أي تقرأ. يقال تلا الكتاب يتلوه تلاوة قرأه، وتلا صاحبه يتلوه تلوا جاء بعده. ﴿ بينات ﴾ أي واضحات. ﴿ يصدكم ﴾ أي يمنعكم. يقال صده يصده صدا، أي منعه، . ﴿ إفك ﴾ أي اختلاق وأصله الأفك، أي صرف الشيء عن وجهه. يقال أفكه يأفكه أفكا أي صرفه عن وجهه. ﴿ إن هذا ﴾ أي ما هذا.
تفسير المعاني :
وإذا تقرأ عليهم آياتنا واضحات، قالوا : ما هذا إلا رجل يريد أن يمنعكم عما كان يعبد آباؤكم من الآلهة، وقالوا : ما هذا إلا كذب مفترى، وقال الذين كفروا للحق، أي لأم النبوة أو للإسلام أو للقرآن : ما هذا إلا سحر مبين، أي خداع ظاهر.
تفسير الألفاظ :
﴿ نذير ﴾ هو المخبر مع تخويف من العاقبة.
تفسير المعاني :
وما آتيناهم من كتب يدرسونها تؤيد لهم صحة ما هم فيه، وما أرسلنا إليهم من نذير يدعوهم إلى الشرك وينذرهم على تركه.
تفسير الألفاظ :
﴿ معشار ﴾ أي عشر. ﴿ نكير ﴾ أي نكيري بمعنى إنكاري.
تفسير المعاني :
ولقد كذب الذين من قبلهم، وما بلغ هؤلاء عشر ما منحناهم من المنعة والجاه فكيف كان إنكاري عليهم تكذيبهم ؟ ألم أهلكهم أجمعين ؟ !
تفسير الألفاظ :
﴿ مثنى ﴾ أي اثنين اثنين. ﴿ وفرادى ﴾ أي واحدا واحدا. ﴿ جنة ﴾ أي جنون. ﴿ بين يدي ﴾ أي أمام.
تفسير المعاني :
قل : إنما أعظكم بخصلة واحدة أن تتفرقوا اثنتين اثنتين وواحدا واحدا ثم تتفكروا في أمر محمد وما جاء به لتعملوا أنه ليس به جنون يحمله على ما يدعوكم إليه. فما هو إلا نذير لكم أمام عذاب شديد قادم عليكم.
تفسير الألفاظ :
﴿ إن أجري ﴾ أي ما أجرى.
تفسير المعاني :
قل : ما سألتكم من أجر على جهادي لإصلاحهم فهو لكم، ما أجري إلا على الله وهو على كل شيء رقيب.
تفسير الألفاظ :
﴿ يقذف بالحق ﴾ أي يلقيه على من يصطفيه من عباده.
تفسير المعاني :
قل : إن ربي يلقى بالحق على من يصطفيه من عباده وهو علام الغيوب.
تفسير المعاني :
قل : جاء الحق أي الإسلام وهلك الباطل، والهالك لا يبدي ولا يعيد.
تفسير المعاني :
قل : إن ضللت فإنما وبال ضلالي على نفسي، وإن اهتديت فبما يوحيه إلي ربي إنه سميع قريب.
تفسير الألفاظ :
﴿ فلا فوت ﴾ أي فلا يفوتون الله بهرب أو تحصن. ﴿ وأخذوا من مكان قريب ﴾ أي من ظهر الأرض إلى بطنها أو من الموقف إلى النار.
تفسير المعاني :
ولو ترى إذ فزعوا عند البعث فلا يفوتون الله بهرب ولا تحصن وأخذوا من الموقف إلى النار.
تفسير الألفاظ :
﴿ آمنا به ﴾ أي بمحمد. ﴿ وأنى لهم التناوش ﴾ ومن أين لهم التناول أي أن يتناولوا الإيمان تناولا سهلا. يقال ناشه تناوله.
تفسير المعاني :
وقالوا : آمنا بمحمد. ومن أين لهم تناول الإيمان من مكان بعيد.
تفسير الألفاظ :
﴿ ويقذفون بالغيب ﴾ أي ويرجمون بالظن.
تفسير المعاني :
أي بعد ما بعد عنهم وصار لا ينفعهم وقد كفروا به من قبل ورجعوا بالظن فيه، وطعنوا عليه وتصيّدوا عليه الشبه من مكان بعيد عنه.
تفسير الألفاظ :
﴿ بأشياعهم ﴾ أي بأشباههم من كفرة الأمم جمع شيعة حزب. ﴿ مريب ﴾ أي موقع في الارتياب أي الشك. يقال رابني هذا الأمر يريبني وأرابني أي حدث لي منه شك.
تفسير المعاني :
وحال الله بينهم وبين ما يشتهون من النجاة كما فعل بأشباههم من كفرة الأمم التي قبلهم. إنهم كانوا في شك موقع في الارتياب.
Icon