ﰡ
﴿ يسبح لله ﴾ أي ينزهه عن صفات النقص. ﴿ القدوس ﴾ أي الطاهر المنزه عن كل شين، وهو مشتق من القدس وهو الطهر، ويقال له القدوس أيضا بفتح القاف. فعله قدس يقدس قدسا وقدسا أي طهر، وتقدس أي تطهر.
تفسير المعاني :
يقدس الله وينزهه عن صفات النقص كل ما في السماوات والأرض من كائنات، وهو الملك المنزه العزيز الحكيم.
﴿ الأميين ﴾ أي العرب لأنهم كانوا أمة أمية لا تقرأ ولا تكتب. ﴿ يتلو ﴾ أي يقرأ. ﴿ ويزكيهم ﴾ أي ويطهرهم. ﴿ الكتاب والحكمة ﴾ أي القرآن ومعالم الدين.
تفسير المعاني :
هو الذي بعث في العرب الأميين رسولا منهم يقرأ عليهم آياته ويطهرهم، ويعلمهم القرآن ومعالم الدين وآداب الحياة، وإن كانوا من قبله لفي ضلال مبين.
﴿ وآخرين ﴾ عطف على الأميين. ﴿ لما يلحقوا بهم ﴾ أي لم يلحقوا بهم بعد، لأن لما مثل لم إلا أن نفيها يسري على الحال.
تفسير المعاني :
وبعثه أيضا لغيرهم لم يلحقوا بالعرب بعد، ولكنهم سيأتون في مستقبل الأيام، وهم أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين.
ذلك فضل الله على الأمة العربية والله يتفضل على من يشاء وهو ذو الفضل العظيم.
﴿ حملوا التوراة ﴾ أي كلفوا بها. ﴿ ثم لم يحملوها ﴾ أي ثم لم يعملوا بها. ﴿ أسفارا ﴾ كتبا وهي جمع سفر وهو الكتاب.
تفسير المعاني :
مثل الذين كلفوا العمل بالتوراة والقيام على صراطها، ولم يرفعوا بذلك رأسا ولم يقوموا بما عهد إليهم من ذلك.. كمثل الحمار يحمل على ظهره كتبا ينقلها من مكان إلى مكان وهو لا يدري ما فيها من كنوز المعارف ومعين الحياة الصحيحة. فبئس الذين يكذبون بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين.
﴿ الذين هادوا ﴾ هم اليهود، سموا بذلك لقول موسى عليه السلام : إنا هدنا إليك، أي رجعنا إليك. وهاد يهود هودا أي رجع وتاب.
تفسير المعاني :
قل : يا أيها اليهود إن ادعيتم أنكم أولى بالله من دون الناس وهو أولى بكم، فتمنوا الموت إن كنتم صادقين.
إنهم لا يتمنونه أبدا بسبب ما قدمت أيديهم من الآثام عليم بالظالمين.
﴿ عالم الغيب والشهادة ﴾ أي العالم بما غاب عن المشاعر وبما ظهر للحواس من عالم الشهود والعيان. ﴿ فينبئكم ﴾ أي فيخبركم.
تفسير المعاني :
قل : إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم حتما، ثم تردون إلى العالم بما غاب عن الحس وما حضر فيه فيخبركم بما كنتم تعملون.
﴿ فاسعوا إلى ذكر الله ﴾ أي فامضوا إليه مسرعين. ﴿ وذروا ﴾ أي واتركوا. هذا الفعل لا يستعمل إلا في المضارع والأمر.
تفسير المعاني :
يا أيها الذين آمنوا إذا نادى المنادي للصلاة من يوم الجمعة فامضوا سراعا إلى ذكر الله أي إلى الصلاة، واتركوا البيع والشراء، ذلكم أفضل لكم وأعود بالخيرات والبركات عليكم إن كنتم من أهل العلم.
﴿ وابتغوا ﴾ أي واطلبوا.
تفسير المعاني :
﴿ انفضوا إليها ﴾ أي تفرقوا عنك إليها. يقال انفض القوم أي تفرقوا.
تفسير المعاني :
روي أنه عليه الصلاة والسلام كان يخطب للجمعة فمرت عير تحمل الطعام، فخرج الناس من المسجد لما سمعوا اللهو والطبل اللذين أعدا لاستقبالها بهما، وتركوا رسول الله قائما ولم يثبت معه غير اثني عشر شخصا، فنزلت هذه الآية توبخهم.