مدنية
بسم الله الرحمان الرحيم
ﰡ
(وأشهد عند الله أني أحبها | فهذا لها عندي فما عندها ليا) |
(إذا أنت لم تجعل لعرضك جنة | من المال سار الذم كل مسير) |
إذا أنت لم تجعل لعرضك جنة | من المال سار الذم كل مسير |
أحدهما : من السبي والقتل ليعصموا بها دماءهم وأموالهم، قاله قتادة.
الثاني : من الموت ألاَّ يُصلَّى عليهم، فيظهر على جميع المسلمين نفاقهم، وهذا معنى قول السدي.
ويحتمل ثالثاً : جنة تدفع عنهم فضيحة النفاق.
﴿ فصدوا عن سبيل الله ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : عن الإسلام بتنفير المسلمين عنه.
الثاني : عن الجهاد بتثبيطهم المسلمين وإرجافهم به وتميزهم عنهم، قال عمر بن الخطاب : ما أخاف عليكم رجلين : مؤمناً قد استبان إيمانه، وكافرا قد استبان كفره، ولكن أخاف عليكم منافقاً يتعوذ بالإيمان ويعمل بغيره.
﴿ وإن يقولوا تسمع لقولهم ﴾ يعني لحسن منطقهم وفصاحة كلامهم.
ويحتمل ثانياً : لإظهار الإسلام وذكر موافقتهم.
﴿ كأنهم خشب مسندة ﴾ فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه شبههم بالنخل القيام لحسن منظرهم.
الثاني :[ شبههم ] بالخشب النخرة لسوء مخبرهم.
الثالث : أنه شبههم بالخشب المسندة لأنهم لا يسمعون الهدى ولا يقبلونه، كما لا تسمعه الخشب المسندة، قاله الكلبي، وقوله :﴿ مسندة ﴾ لأنهم يستندون إلى الإيمان لحقن دمائهم.
﴿ يحسبون كل صيحة عليهم ﴾ فيه ثلاثة أوجه :
أحدها : أنهم لِوَجَلهم وخبثهم يحسبون كل صيحة يسمعونها - حتى لو دعا رجل صاحبه أو صاح بناقته - أن العدو قد اصطلم وأن القتل قد حَلَّ بهم، قاله السدي.
الثاني :﴿ يحسبون كل صيحة عليهم ﴾ كلام ضميره فيه ولا يفتقر إلى ما بعده، وتقديره : يحسبون كل صيحة عليهم أنهم قد فطن بهم وعلم بنفاقهم لأن للريبة خوفا، ثم استأنف الله خطاب نبيه صلى الله عليه وسلم فقال :﴿ هم العدو فاحذرهم ﴾ وهذا معنى قول الضحاك.
الثالث : يحسبون كل صيحة يسمعونها في المسجد أنها عليهم، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر فيها بقتلهم، فهم أبداً وجلون١ ثم وصفهم الله بأن قال :﴿ هم العدو فاحذرهم ﴾ حكاه عبد الرحمن بن أبي حاتم.
وفي قوله :﴿ فاحذرهم ﴾ وجهان :
أحدهما : فاحذر أن تثق بقولهم وتميل إلى كلامهم.
الثاني : فاحذر ممايلتهم لأعدائك وتخذيلهم لأصحابك.
﴿ قاتلهم الله ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : معناه لعنهم الله، قاله ابن عباس وأبو مالك.
والثاني : أي أحلهم الله محل من قاتله عدو قاهر، لأن الله تعالى قاهر لكل معاند، حكاه ابن عيسى.
وفي قوله :﴿ أني يؤفكون ﴾ أربعة أوجه :
أحدها : معناه يكذبون، قاله ابن عباس.
الثاني : معناه يعدلون عن الحق، قاله قتادة.
الثالث : معناه يصرفون عن الرشد، قاله الحسن.
الرابع : معناه كيف يضل عقولهم٢ عن هذا، قاله السدي٣.
٢ أي مع وضوح الدلائل التي أمامهم ويكون هذا أسلوب استفهام أريد به الاستنكار والتوبيخ..
٣ معظم ما تقدم نقله القرطبي حرفيا عن المؤلف. انظر تفسيره ١٢٦/ ١٨..
(صدَدْتِ الكاسَ عنا أُمَّ عمرو | وكان الكأسُ مجراها اليمينا) |
(صَدَّقَ هُرَيْرةُ عنّا ما تُكَلِّمنا | جَهْلاً بأُمّ خُلَيْدٍ حبل من تصل) |
﴿ ولله خزائن السموات والأرض ﴾ فيه وجهان :
أحدهما : خزائن السموات : المطر، وخزائن الأرضين : النبات.
الثاني : خزائن السموات : ما قضاه، وخزائن الأرضين : ما أعطاه.
وفيه لأصحاب الخواطر ( ثالث ) أن خزائن السموات : الغيوب، وخزائن الأرض القلوب.
٢ أي إن قوم عبد الله بن أبي اعتذروا لرسول الله عن فعلته..
أحدهما : أنها الزكاة المفروضة في المال، قاله الضحاك.
الثاني : أنها صدقة التطوع ورفد المحتاج ومعونة المضطر.
﴿ ولَن يُؤخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إذا جاءَ أَجَلُها ﴾ يحتمل وجهين :
أحدهما : لن يؤخرها عن الموت بعد انقضاء الأجل، وهو أظهرهما.
( الثاني ) لن يؤخرها بعد الموت وإنما يعجل لها في القبر١