مدنية. وهي ثلاث آيات. ومناسبتها : أنه لما أمر نبيه أن يتبرأ من دين الكفرة، بشره بالنصر عليهم وعلى دينهم، وأعلمه بالتأهب للرحيل عنهم، فقال :
بسم الله الرحمان الرحيم :
﴿ إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ ﴾*﴿ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً ﴾*﴿ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً ﴾.
ﰡ
وقيل : نزلت أيام التشريق بمِنىً في حجة الوداع، وعاش بعدها النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثمانين يوماً، فكلمة ( إذا ) حينئذ باعتبار أنَّ بعض ما في حيزها أعني : رؤية دخول الناس أفواجاً غير منقض بعدُ. وكان فتح مكة لعَشْرٍ من شهر رمضان، سنة ثمان، ومع النبي صلى الله عليه وسلم عشرة آلاف من المهاجرين والأنصار وطوائف العرب، وأقام بها خمس عشرة ليلة. وحين دخلها وقف على باب الكعبة، ثم قال :" لا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده، ونصر عبده، وهَزَم الأحزابَ وحده "، ثم قال :" يا أهل مكة ؛ ما ترون أني فاعل بكم ؟ " قالوا : خيراً، أخ كريم، وابن أخ كريم، قال :" اذهبوا فأنتم الطُلقاء " فأعتقهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، وقد كان الله تعالى أمكنه من رقابهم عنوة، وكانوا لهم فيئاً، ولذلك سُمي أهل مكة الطُلقاء، ثم بايعوه على الإسلام، ثم خرج إلى هوازن.
٢ أخرجه البخاري في تفسير سورة ١١٠، حديث ٤٩٦٩، ٤٩٧٠..