ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
١ - ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ﴾ هو قال المفسرون: إذا جاءك يا محمد نصر الله على من عاداك، وهم قريش، وغيرهم (٣).﴿وَالْفَتْحُ﴾ فتح مكة (٤).
﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا﴾ قال ابن عباس: يريد أهل مكة، و (أهل) (٥) اليمن (٦)، وهو قول عكرمة (٧)،
(٢) أكثر كتب التفسير تذكر أنها مدنية، ولم يخالفهم إلا السمرقندي قال: إنها مكية: "بحر العلوم" ٣/ ٥٢٢.
(٣) قال بذلك ابن عباس. انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ٣٣٢، و"بحر العلوم" ٣/ ٥٢٢ وعزاه الثعلبي إلى عامة أهل التفسير. "الكشف والبيان" ١٣/ ١٧١ أ، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٥٣٦، و"زاد المسير" ٨/ ٣٢٤
(٤) قال بذلك مجاهد، والحسن، وابن عباس انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ٣٣٢، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٦٠، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١٥٣.
(٥) ساقط من (أ).
(٦) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٣٣، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٧٩ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٦٠، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١٥٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٣٠، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٤٤ وعزاه إلى ابن عساكر.
(٧) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٤٠٤ - ٤٠٥ و"جامع البيان" ٣٠/ ٣٣٣ و"الكشف =
وقال الحسن: لما فتح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مكة قالت العرب: أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم، وقد أجارهم الله من أصحاب الفيل، فليس لكم به يدان (٢)، وكانوا يدخلون في دين الله أفواجًا (٣).
قال أبو إسحاق: معنى (أفواجًا) أي جماعات كثيرة، أي بعد أن كانوا يدخلون واحداً واحداً، واثنين اثنين، صارت تدخل القبيلة بأسرها في الإسلام (٤).
وقوله (٥): ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ﴾
قال ابن عباس: لما نزلت هذه السورة على النبي -صلى الله عليه وسلم- (أنه) (٦) نعيت
(١) "تفسير مقاتل" ٢٥٥ أ، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٧٩ أ، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٢، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٣٠، "ثلاث رسائل للحافظ ابن رجب"، تقديم ابن جبرين ص ٣٩.
(٢) يدان: أي طاقة نقلًا عن "الوسيط" ٣٤/ ٥٦٦ والذي رجعت إليه من المصادر كالنهاية واللسان لم أجد ذكراً للطاقة.
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٧٩ أ، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٦٠، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤١، و"الكشاف" ٤/ ٢٣٩، و"زاد المسير" ٨/ ٣٢٤، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٢٣، و"فتح القدير" ٥/ ٥٠٩.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٧٣ بنصه.
(٥) في (أ): (قوله).
(٦) ساقط من (أ).
قال الحسن: اعلم أنه قد اقترب أجله فأمر بالاستغفار والتوبة (٢).
وقال قتادة (٣)، (ومقاتل (٤)) (٥): عاش النبي -صلى الله عليه وسلم- بعد نزول هذه السورة سنتين.
وقال عبد الله: لما نزلت هذه السورة كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر أن يقول: "سبحانك اللهم بحمدك اغفر لي أنك أنت التواب" (٦). (ونحو هذا روت
وله أيضًا في ذلك حديثًا مرفوعًا، انظر "مجمع الزوائد" ٧/ ١٤٤ كتاب التفسير: سورة إذا جاء نصر الله، قال الهيثمي: رواه أحمد والطبراني في حديث طويل، وفي إسناده هلال بن خباب، قال يحيى: ثقة مأمون لم يتغير، ووثقه ابن حبان، وفيه ضعف، وبقية رجاله رجال الصحيح، وفي إسناده أحمد عطاء بن السائب وقد اختلط.
(٢) ورد معنى قوله في: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٤٠٤، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٢، و"فتح القدير" ٤/ ٥١٠، "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤٤٣.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٣٥، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٠ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٢، و"زاد المسير" ٨/ ٣٢٤، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٦٠ وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن المنذر.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢٥٥ أ، إلا أنه قال عاش بعدها ثمانين يومًا، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٠ أ.
(٥) ساقط من (أ).
(٦) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٠ أب، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٦٣ وعزاه إلى عبد الرزاق، ومحمد بن نصر وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه، و"المستدرك" ٢/ ٥٣٨ - ٥٣٩: كتاب التفسير: سورة النصر: قال عنه صحيح، ووافقه الذهبي.
قال أبو إسحاق: أمره عليه السلام أن يكثر التسبيح والاستغفار ليختم له في آخر عمره بالزيادة في العمل الصالح (٤).
وقال (عطاء عن) (٥) ابن عباس: (فسبح بحمد ربك) صل لربك وأحمده (٦).
وقال آخرون: نزهه عما لا يجوز عليه مع شكرك إياه (٧).
والإمام أحمد في: "المسند" ٦/ ٤٣، ٤٩، ١٩٠، وابن ماجة في: "السنن" ١/ ١٦٠: ح ٨٧٤: أبواب إقامة الصلاة: باب ٢٠.
(٢) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٣٥، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٨٠ ب "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٣١، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٦٣ وعزاه إلى ابن مردويه.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥٠/ ٣٧٣.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) "النكت والعيون" ٦/ ٣٦١، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٣١، و"زاد المسير" ٨/ ٣٢٤.
(٧) لم أعثر على من قال ذلك، وقد ورد بمثله من غير عزو في: "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٣١.
وقوله (١): ﴿إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا﴾ أي على المسبحين المستغفرين؛ يتوب عليهم، فيرحمهم، ويغفر لهم، ويقبل توبتهم (بمنه وفضله) (٢).
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).