ﰡ
بسم الله الرحمن الرحيم
١ - ﴿وَالْفَجْرِ﴾، قال ابن عباس: فجر النهار. وهو رواية أبى نصر (٢) (٣)،وبالقول مكية ذهب صاحب "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٨، و"بحر العلوم" ٣/ ٤٧٥، و"الكشف والبيان" ١٣/ ٨٢ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، وغيرها من كتب التفسير.
(٢) أبو نصر الأسديّ، بَصْري، روى عن ابن عباس، وعنه خليفة بن حصين، وقد قال عنه كوفي ثقة وقال عنه المزي، وأبو نصر هذا لم يعرف سماعه من ابن عباس، وعن ابن حجر قال: أبو نصر الأسدي مجهول من الرابعة.
كتاب الجرح والتعديل: ٩/ ٤٤٨ ت ٢٢٧٨، "تهذيب الكمال" ٣٤/ ٣٤٣ ت ٧٦٦٧، "تقريب التهذيب" ٢/ ٤٨٠ ت: ٧.
(٣) "تفسير الإمام مجاهد" ٧٢٦، "جامع البيان" ٣/ ١٦٨، "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٢ أ، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٦، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٨، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٣٩، "الدر المنثور" ٨/ ٤٩٨، وعزاه إلى الفريابي، وابن أبي حاتم، كما ذكرت رواية ابن عباس من غير ذكر طريق أبي نصر في "النكت والعيون" ٦/ ٢٦٥، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٨، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٤، وقال أحمد شاكر =
وقول عكرمة (٢)، (وزيد بن أسلم (٣)) (٤)، ومحمد بن كعب (٥)، (والأسود بن يزيد (٦) (٧)، قالوا: هو انفجار الصبح من كل يوم) (٨). وقال في رواية العوفي: صلاة الفجر (٩). وقال في رواية عثمان (١٠) بن مُحَيْصِن (١١) هو (١٢): فجر المحرم (١٣)، وهو قول قتادة قال: أقسم بأول يوم من المحرم.
(١) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، والرواية عنه قال: انفجار الصبح كل يوم، وكذا في "زاد المسير" ٨/ ٢٣٨.
(٢) "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٨، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٨.
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٢ أ، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٨.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) المرجعان السابقان.
(٦) تقدمت ترجمته في سورة البقرة.
(٧) ورد معنى قوله في "معاني القرآن" للفراء ٣/ ٢٥٩، وكلامه قال: هو فجركم هذا.
(٨) ما بين القوسين: ساقط من (أ).
(٩) "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٨، "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٢ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٨، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٤، "الدر المنثور" ٨/ ٤٩٨.
(١٠) (عثمن) في كلا النسختين
(١١) عثمان بن محيصن. لم أعثر له على ترجمة.
(١٢) في (أ): (وهو).
(١٣) ورد قوله في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٢ أ، "المحرر الوجيز" ٥/ ٧٤٦، من غير ذكر طريق ابن محيصن، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٨.
وقال في رواية عطاء: يريد صبيحة يوم النحر (٢). قال الضحاك: هو فجر ذي الحجة؛ لأن الله تعالى قرن الأيام بها (٣) فقال: (قوله) (٤): ﴿وَلَيَالٍ عَشْرٍ﴾ وهو عشر ذي الحجة في قول جمهور المفسرين: عكرمة (٥)، ومقاتل (٦)، (والكلبي (٧)، ومسروق (٨)، والضحاك (٩)) (١٠)، ومجاهد (١١)،
(٢) "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٩.
(٣) المرجع السابق، وانظر أيضًا: "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٢ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٦، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٨، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٢، "روح المعاني" ٣٠/ ١١٩.
(٤) ساقط من (ع).
(٥) "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٩، "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٢ أ.
(٦) "تفسير مقاتل" ٢٣٨ ب، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٨.
(٧) "الكشف والبيان" ج ١٣: ٨٢ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٩، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٨، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٢.
(٨) "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٩.
(٩) المرجع السابق، "الكشف والبيان"، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٧، "زاد المسير".
(١٠) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١١) المراجع السابقة إضافة إلى "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٦٩، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٧، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٩، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٨، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٠.
وهي رواية أبى نصر عن ابن عباس (٦)، وعطاء عنه (٧) قال: هي تسعة أيام وعشر ليال: عشر الأضحى.
وروى قابوس (٨)، عن أبيه (٩)، عن ابن عباس قال: هي العشر الأواخر من رمضان (١٠).
(٢) المراجع السابقة عدا "تفسير عبد الرزاق"، و"جامع البيان"، وانظر أيضا في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٩، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٢، "تفسير السدي" ٤٧٦.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٩.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) "جامع البيان" ٣٠/ ١٦٩، "النكت والعيون" ٦/ ٢٦٥، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٨ برواية العوفي عنه، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٩، ولم يذكر الطريق إلى ابن عباس، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٠.
(٧) "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٩، ولم يذكر طريق ابن عباس.
(٨) تقدمت ترجمته في سورة الإسراء.
(٩) أبوه هو: حُصَيْن بن جُنْدَب بن عَمرو بن الحارث بن أدد أبو ظبيان الجَنْبي الكوفي والد قابوس، روى عن أسامة بن زيد، وعنه إبراهيم النخعي، ثقة، مات ٨٩ هـ وقيل ٩٠ هـ.
انظر: "تاريخ الثقات" للعجلي ١٢٢: ت: ٢٩٧، "الكاشف" ١/ ١٧٤: ت ١١٣١، "تهذيب الكمال" ٦/ ٥١٤: ت: ١٣٥٥.
(١٠) ورد قوله من طريق أبي ظبيان في: =
٣ - وقوله (٢) تعالى: ﴿وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ﴾، قال [أبو عبيدة] (٣): الشفع (الزَّكا) (٤)، وهو الزوج، والوتر: الخَسَاء (٥)، وهو الفرد.
وقال (٦) الليث: الشفع من العدد ما كان أزواجًا، تقول: كان وترًا فشفعته بآخر حتى صار شفعًا (٧)، والوتر: الفرد.
قال ابن السكيت: (قال يونس) (٨): أهل العالية (٩) يقولون: الوَتْر في
"النكت والعيون" ٦/ ٢٦٥، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٧، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٩، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٤، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٨، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٠، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٢، وعزاه أيضًا إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(١) "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٩.
(٢) في (أ): (قوله).
(٣) في كلا النسختين: أبو عبيد، وأثبت "أبو عبيدة"؛ لأن النص المنقول هو لأبي عبيدة، انظر: "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٧، وكذلك ورد في الوسيط أنه أبو عبيدة: ٤/ ٤٨٠، وفي "تفسير غريب القرآن" أيضا: ٥٢٦، والله أعلم.
(٤) في (أ): (الذكر وغير مقروء في (ع)، والصواب أنه الزكا، هكذا ورد في المجاز، ويراد بالزكا: زوج من الأعداد، "تهذيب اللغة" ٧/ ٤٨٤ (خسا)، وانظر: "لسان العرب" ١٤/ ٣٥٨ (زكا).
(٥) الخسا: أفراد الشيء، أي فرد. "تهذيب اللغة" ٧/ ٤٨٤ (خسا).
(٦) في (أ): (قال).
(٧) "تهذيب اللغة" ١/ ٤٣٧ (شفع).
(٨) ساقط من (أ).
(٩) العالية: اسم لكل من جهة نجد من المدينة من قراها وعمايرها إلى تهامة في =
وقال الفراء: الكسر (٤) قراءة الحسن، والأعمش، وابن عباس والفتح (٥) قراءة أهل المدينة، وهي لغة حجازية (٦).
وقال الأصمعي: كل فردٍ وِتْرٌ، وأهل الحجاز يفتحون فيقولون: وَتْر في الفرد، ويكسرون في الذَّحْل، ومن تحتهم من قيس (٧)، وتميم
(١) الذحل: جمعه ذُحُول وهو النَّرَة: "تهذيب اللغة" ٤/ ٤٦٥ (ذحل).
وفي اللسان: الذَّحل الثأر الوتر، وطلب المكافأة بجناية جنيت عليه من قتل أو جرح ونحو ذلك: ١١/ ٢٥٦ (ذحل).
(٢) قوله وتر في العدد: بياض في (ع).
(٣) ورد قوله في "إصلاح المنطق" ٣٠.
(٤) قرأ بالكسر أيضًا حمزة، والكسائي، وخلف (بكسر الواو).
انظر: كتاب "السبعة في القراءات" لابن مجاهد: ٦٨٣، "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٧١، "الحجة" ٦/ ٤٠٢، "المبسوط" ٤٠٧، "حجة القراءات" ٧٦١، "إتحاف فضلاء البشر" ٤٣٨، "المهذب" ٢/ ٣٣٢.
(٥) وقرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وعاصم، وابن عامر، ويعقوب، وأبو جعفر. انظر: كتاب "السبعة في القراءات" ٦٨٣، "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٧١، "الحجة" ٦/ ٤٠٢، "المبسوط" ٤٠٧.
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٠.
(٧) قيس: هم بطون، بطن آل عامر بن صعصعة من العدنانية، وبطن من ذهل من شيبان من العدنانية، بطن من لخم من القحطانية.
"نهاية الأرب" للقلقشندي: ٣٦١ - ٣٦٢.
قال ابن السكيت: كان القوم وترًا فشفعتهم، وكانوا شفعًا فوترتهم (٤). ويقال في الرجل: وَتَرْتُه فأنا أتره وِتْرًا، وَتِرةً، إذا قتلت (٥)
(٢) ورد قوله في "الحجة" ٦/ ٤٠٢
(٣) أخرجه البخاري في: "الجامع الصحيح" ١/ ٧٣: ح: ١٦١ - ١٦٢، كتاب الوضوء: باب ٢٥ و٢٦ من طريق أبي هريرة، ومسلم في "صحيحه" ١/ ٢١٢: ح: ٢٢ - ٢٤ من كتاب الطهارة باب ٨، وأحمد في "المسند" ٤/ ٣١٣ - ٣١٤ - ٣٣٩ - ٣٤٠ عن طريق سلمة بن قيس، وابن ماجه في "سننه" ١/ ٧٩: ح: ٤٢٣، كتاب الطهارة: باب ٤٤١، والترمذي في "سننه" ١/ ٤٠ كتاب الطهارة: باب ٢١، والنسائي في "سننه" ١/ ٧١: ح: ٨٩ عن جابر بن عبد الله كتاب الطهارة باب ٧٢، واللفظ له. ونص الحديث: عن سلمة بن قيس: أن رسول الله قال: "إذا توضأت فاستنثر وإذا استجمرت فأوتر". وانظر أيضًا: صحيح سنن ابن ماجه: ١/ ٧٠، قال عنه الألباني صحيح، سلسلة الأحاديث الصحيحة: ٣/ ٢٩١ رقم: ١٣٠٥، وقال عنه: إسناده صحيح، رجاله كلهم ثقات، رجال مسلم غير الأشجعي، وهو صحابي غير معروف، "مشكاة المصابيح" ١/ ١١١: ح: ٣٤١: كتاب الطهارة، باب آداب الخلاء، قال متفق عليه.
ومعنى قوله: " إذا استجمرت فأوتر" معنى استجمرت: الاستجمار استفعال من استعمال الجمار، وهي الحصى الصغار، لأن الغالب أن التمسح يكون بها.
فليوتر: الوتر ضد الشفع صادق بالواحد، والثالث، والخامس، والسابع، وهكذا في الأعداد كلها.
شرح سنن النسائي: لمحمد الشنقيطي: ١/ ٢٧٢: الرخصة في الاستطابة بحجر واحد: ٣٩.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد في "لسان العرب" ٥/ ٢٧٣ (وتر) مثل قوله، ولكن غير منسوب.
(٥) في (أ): (قتلت).
قال أبو بكر بن (٣) السراج (٤) قولهم (٥): وترته في الرجل؛ إنما هو أفردته من أهله وماله (٦): وعلى هذا أصل المعنيين من الأفراد.
وأما التفسير: فجمهور المفسرين على أن الشفع يوم النحر، والوتر يوم عرفة، وهو قول عكرمة (٧)، (والضحاك (٨)، ورواية زُرارة بن أوفى (٩)) (١٠)
(٢) الحديث أخرجه البخاري في: "الجامع الصحيح" ١/ ١٩٠: ح: ٥٥٢: كتا ب المواقيت باب ١٤، ونص الحديث كما هو عنده: عن ابن عمر أن رسول الله قال: الذي تفوته صلاة العصر كأنما وُتِرَ أهله وَمَالَهُ.
ومسلم في "صحيحه" ٢/ ٤٣٥ - ٤٣٦: ح ٢٠١ - ٢٠٠: كتاب المساجد ومواضع الصلاة: باب التغليظ في تفويت صلاة العصر ج ٤/ ٢١٢ ح ١١ كتاب الفتن باب نزول الفتن كمواقع القطر، ومالك في "الموطأ" ١/ ٤٣ ح ٢١ كتاب وقوت الصلاة باب ٥. وانظر: صحيح ابن ماجه: ١/ ١١٣: ح: ٥٥٩ - ٦٨٥.
(٣) ساقط من (ع).
(٤) في: ع: أبو بكر السراج.
(٥) في (أ): (قوله).
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٧) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٧٠، "جامع البيان" ٣٠/ ١٧٠، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٨، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٠، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٠، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٤، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
(٨) المراجع السابقة عدا "تفسير عبد الرزاق"، و"الجامع لأحكام القرآن".
(٩) زُرارة بن أَوْفَى العامري الحَرشِيُّ، أبو حاجب البصري قاضي البصرة، روى عن ابن عباس ثقة، وله أحاديث، روى له الجماعة، مات فُجاءة سنة ٥٩٣.
انظر: "الطبقات الكبرى" ٧/ ١٥٠، "المراسيل" لابن أبي حاتم: ٥٨: ت: ٩٤، "تهذيب الكمال" ٩/ ٣٣٩: ت: ١٩٧٧.
(١٠) ما بين القوسين ساقط من (أ).
واختاره الفراء (٤)، والزجاج (٥).
وروى (مجاهد) (٦) عن ابن عباس قال: الوتر: آدم شفع بزوجته (٧)، وقال في رواية عطاء: الشفع: آدم، وحواء، والوتر هو: الله وحده لا شريك له (٨)، (وهذا قول مقاتل (٩)) (١٠).
(٢) تقدمت ترجمته في سورة البقرة.
(٣) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ٣/ ٣٢٧، أخرجه البزار في "كشف الأستار" ٣/ ٨٠ - ٨١: ح: ٢٢٨٦، وقال: لا نعلمه يروى عن جابر إلا بهذا الإسناد، وقال الهيثمي: رواه البزار وأحمد ورجالهما رجال الصحيح غير عياش بن عقبة، وهو ثقة: ٧/ ١٣٧، كما أورده صاحب: "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٢ ب، "النكت والعيون" ٦/ ٢٦٦، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٠.
(٤) "معاني القرآن" ٣/ ٢٥٩
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢١
(٦) ساقط من (أ).
(٧) "تفسير غريب القرآن" ابن قتية: ٥٢٦، "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٥، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٩، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٠.
(٨) "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٠ من غير ذكر الطريق إلى ابن عباس، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٣ منسوبًا إلى عطاء.
(٩) "تفسير مقاتل" ٢٣٨ ب، "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٣ ب "زاد المسير" ٨/ ٢٣٩.
(١٠) ما بين القوسين ساقط من (أ).
وقال ابن الزبير: الشفع: يومان بعد يوم النحر، والوتر: اليوم الثالث، قال الله تعالى: ﴿فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: ٢٠٣] (٢).
وقال قتادة: الشفع والوتر: الصلاة منها شفع، ومنها الوتر (٣) (٤)، (وهو قول عمران بن حصين (٥)، ورواه مرفوعًا أيضًا عن النبي -صلى الله عليه وسلم- سئل عن الشفع والوتر قال: الصلاة منها شفع، ومنها الوتر) (٦) (٧).
(٢) ورد قوله في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٣ أ، "النكت والعيون" ٦/ ٢٦٦، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٦، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٩، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٠، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٤، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٠، كما ورد بمثله عن ابن زيد في "جامع البيان" ٣٠/ ١٧٠.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ١٧١، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "زاد المسير" ٨/ ٢٩٣، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٢، وعزاه إلى عبد بن حميد، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٣.
(٤) في: ع: أوتر.
(٥) ورد قوله في: "جامع الأصول" ٢/ ٤٢٨: ح: ٨٧٧ "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٧٠، "تفسير غريب القرآن"، لابن قتيبة: ٥٢٦، "جامع البيان" ٣٠/ ١٧١، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٠، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٢، وعزاه إلى عبد بن حميد.
(٦) ما بين القوسين ساقط من: أ.
(٧) وقد أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ٤/ ٤٤٢، والترمذي في "سننه" ٥/ ٤٤٠، وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث قتادة، كتاب تفسير القرآن: باب ٧٩، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٢٢، كتاب التفسير: باب تفسير سورة الفجر، قال الحاكم: حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. =
قال ابن كثير: ورواه ابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سنان الواسطي: حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا همام بن قتادة عن عمران بن عصام الضبعي شيخ من أهل البصرة عن عمران بن حصين عن النبي فذكره هكذا رأيته في تفسيره، فجعل الشيخ البصري هو عمران بن عصام، وهكذا رواه ابن جرير: أخبرنا نصر ابن علي حدثني أبي حدثني خالد بن قيس عن قتادة عن عمران بن عصام عن عمران بن حصين عن النبي ثم ذكر الحديث، فأسقط ذكر الشيخ المبهم. وتفرد به عمران بن عصام الضبعي، أبو عمارة البصري إمام مسجد بني ضبيعة، وهو والد أبي جمرة نصر بن عمران الضبعي، روى عنه قتادة، وابنه أبو جمرة، والمثنى بن سعيد، وأبو التياح يزيد بن حميد، وذكر ابن حبان في كتاب الثقات (٥/ ٢٢١) وذكره خليفة بن خياط في التابعين من أهل البصرة (ص ٢٨٢)، وكان شريفاً نبيلاً حظيًا عند الحجاج بن يوسف، ثم قتله يوم الراوية سنة ٥٨٢ لخروجه مع ابن الأشعث، وليس له عند الترمذي سوى هذا الحديث الواحد ثم قال وعندي أن وقفة على عمران بن حصين أشبه والله أعلم. "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤١، وقال الأرناؤوط في تخريج "جامع الأصول" ٢/ ٤٢٨: وفي إسناده عمران بن عصام لم يوثقه غير ابن حبان. كما أخرجه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ١٧٢، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٣ أ، والماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٢٦٥، وانظر أيضًا: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٩، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٦٤، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٣٩، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٤، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٨، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٢، وعزاه إلى عبد بن حميد، وابن أبي حاتم، وابن مردويه.
(١) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٣.
(٢) في (أ): (الحكيم).
(٣) الحكم ولعله الحكم بن أبان، وقد سبقت ترجمته، والله أعلم.
وقول مجاهد (٣)، ومسروق (٤)، ورواية أبى سعيد الخدري عن النبي -صلى الله عليه وسلم- (٥).
وقال الحسن: الشفع والوتر العدد كله، منه شفع، ومنه وتر (٦).
وقال ابن زيد: الشفع والوتر الخلق كله، منه شفع، ومنه وتر (٧).
وقال مقاتل بن حيان: الشفع: الأيام والليالي، والوتر: اليوم الذي لا ليلة بعده (٨).
(٢) "جامع البيان" ٣٠/ ١٧١، "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٣ ب، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٧، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٠، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٣، وعزاه إلى عبد بن حميد في "فتح القدير" ٥/ ٤٣٣.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ١٧١، "الكشف والبيان" ج ١٣/ ٨٣ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١.
(٤) المراجع السابقة، عدا "جامع البيان"، وانظر أيضًا: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٧، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٠، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٣.
(٥) وردت الرواية موقوفة على أبي سعيد في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٢ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٠.
(٦) "جامع البيان" ٣٠/ ١٧٢، "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٣ ب، "النكت والعيون" ٦/ ٢٦٦، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٧، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٩، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤١، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٠، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٢، وعزاه إلى عبد بن حميد، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٣، وأنظر أيضًا: "الحجة" ٦/ ٤٠٢.
(٧) "الكشف والبيان" ١٣: ٨٣ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨١، "زاد المسير" ٨/ ٢٣٩.
(٨) المراجع السابقة؛ عدا "معالم التزيل"، وانظر أيضًا: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٧، =
٤ - قوله تعالى: ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾، أي إذا يمضي (٤) فيذهب، كما قال: ﴿وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ﴾ [المدثر: ٣٣]، أقسم الله (تعالى) (٥) بالليل يمضي حتى ينقضي بالضياء المبتدئ، أي: بالنهار، وفيه دليل على سيره على المقادير المرتبة، ثم جاء بالضياء عند تقضيه، والمراد به عند كل ليلة، وهذا قول الأكثرين (٦)؛ غير أن مقاتلًا (٧)، والكلبي (٨)، ومجاهدًا (٩)، وعكرمة (١٠)
(١) ساقط من (أ).
(٢) في (أ): (للمفسرين).
(٣) وهناك أقوال أخرى غير العشرة، يراجع فيها "الكشف والبيان"، "المحرر الوجيز"، "زاد المسير"، المراجع السابقة.
(٤) في (أ): (مضى).
(٥) ساقط من (أ).
(٦) وحكاه عن أكثر المفسرين: الثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٢ ب، البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٢٤٠، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٢، والشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٤٣٤.
وقال به قتادة، وابن الزبير، وابن عباس، ومجاهد، وأبو العالية، وابن زيد،
انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٧٠، "جامع البيان" ٣٠/ ١٧٣.
وبه قال الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢١.
(٧) "تفسير مقاتل" ٢٣٨ ب، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٦٥.
(٨) "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٥، "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٤ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٢، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٧، "القرطبي" ٢٠/ ٤٢، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٤.
(٩) المراجع السابقة عدا "بحر العلوم"، وانظر: "زاد المسير" ٨/ ٢٤١.
(١٠) المراجع السابقة، وانظر أيضًا: "جامع البيان" ٣٠/ ١٧٣، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٤، وعزاه إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم.
وقال قتادة: إذا يسري (أي إذا جاء وأقبل) (١) (٢).
(قال) (٣) (الزجاج) (٤): (وقرئت إذا يسري) (٥) بإثبات (الياء، وحذفها) (٦) أحب إلي؛ لأنها فاصلة، والفواصل تحذف منها الياءات، وتدل عليها الكسرات (٧).
قال الفراء: (والعرب قد تحذف الياء، وتكتفي (بكسر) (٨) مَا قبلها، وأنشد:
(٢) ورد قوله في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٤ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٢، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٠، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٦٥، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٢، "تفسير القرآن العظيم" ٤٠/ ٥٤١، "فتح القدير" ٤/ ٤٣٤.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) بياض في نسخة (ع)، وساقط من (أ)، وأثبت ما جاء في "التفسير الكبير" ٣١/ ١٦٥ إذ هو كثير ما ينقل عن الواحدي، بالإضافة إلى أن بنحوه ما جاء عن الزجاج في معانيه.
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) قرأ ابن كثير، ويعقوب ﴿وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ﴾ بياء في الوصل وفي الوقف.
وقرأ الباقون "يَسْرٍ" بغير ياء في الوصل والوقف.
وقرأ: نافع، وأبو عمرو: "يسري" بياء في الوصل، والوقف بغير ياء.
انظر: كتاب "السبعة في القراءات" ٦٨٣، "القراءات وعلل النحوين فيها" ٢/ ٧٧٢، "الحجة" ٦/ ٤٠٣.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢١ بنحوه.
(٨) بكسرة: في كلا النسختين، وأثبت ما جاء في المعاني لصحته.
(وهذا في غير الفاصلة، وإذا كان في الفاصلة فهو أولى، فإن قيل: كيف كان الاختيار أن تحذف إذا كان في فاصلة أو قافية، والحرف من نفس الكلمة، فوجب أن يثبت كما يثبت في سائر الحروف، ولم تحذف؟!.
قال أبو علي: فالقول في ذلك أن الفواصل، والقوافي في مواضع وقف، والوقف موضع تعيين (٣)، فلما كان الوقف تُغيّر فيه الحروف الصحيحة بالتضعيف، والإسكان، ورَوْم (٤) الحركة فيها، غيرت فيه هذه الحروف المشابهة للزيادة بالحذف) (٥).
وأما من أثبت الياء في يسري في الوصل والوقف (٦)، فإنه يقول:
(٢) ورد بيت الشعر غير منسوب في: "لسان العرب" ١٠/ ٣٣٤ (ليق)، "الأمالي" الشجرية: ٢/ ٧٢، الخصائص: ٣/ ٩، ١٣٣، "جامع البيان" ٣٠/ ١٧٣ حاشية، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٦٥، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٢، "الإنصاف" ١/ ٣٨٧، شرح أبيات "معاني القرآن" ٣١٩: ش ٧١٩ - ٧٢٠.
موضع الشاهد "تُعْطِ" حذف ياءه والأصل تُعْطي فاكتفى بالحركة من الحرف اختصاراً.
وما بين القوسين من: "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٠.
(٣) تقرير هكذا ورد في "الحجة" ٦/ ٤٠٥.
(٤) الرَّوْم: هو إضعاف الصوت بالحركة (الضمة أو الكسرة) حتى يذهب معظم صوتها فيسمع لها صوت خفي يسمعه القريب المصغي دون البعيد؛ لأنها غير تامة أو هو الإتيان بثلثي الحركة (الضمة أو الكسرة) ولا يؤخذ الروم إلا بالمشافهة عن القراء البارعين. حق التلاوة: حسني شيخ عثمان: ٩٠.
(٥) بين القوسين نقلا من "الحجة" ٦/ ٤٠٥.
(٦) وهو ابن كثير ويعقوب.
قوله: ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ﴾ (٢) أي فيما ذكر.
﴿قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾ أي لذي عقل، وحجى (٣)، ونُهى (٤)، من الناس في أمر الله، وهذا قول المفسرين (٥)، وأهل اللغة (٦)، وأنشد (أبو عبيدة) (٧) لذي الرمة:
(٢) ﴿هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ﴾.
(٣) حجى: الحجا وهو حَجِىٌّ بذاك، "الصحاح" ٦/ ٢٣٠٩ (حجا).
(٤) في (أ): (لين).
(٥) قال بذلك: قتادة، والحسن، وابن عباس، ومجاهد، وابن زيد، وعكرمة، والضحاك، انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٧٠، "جامع البيان" ٣٠/ ١٧٣، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٥، وعزاه إلى الفريابي، وابن أبي شيبة، وعبد ابن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والبيهقي في "شعب الإيمان" ٤/ ١٥٩: ح: ٤٦٥٢، وسعيد بن منصور..
وبه قال الثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٥ أ، وانظر "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٢، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٧، "زاد المسير" ٨/ ٢٤١، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٦٥، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٣، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٥، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤١.
(٦) قال به: أبو عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٧، وابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن" ٥٢٦، الفراء في "معاني القرآن" ٣٠/ ٢٦٠، الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢١، وانظر في: "تهذيب اللغة" ٤/ ١٣١ (حجر)، "الصحاح" ٢/ ٦٢٣ مادة: (حجر)، "لسان العرب" ٤/ ١٣٠ مادة: (حجر).
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
وأخفيت مَا بي من رفيقي فإنه | لذو حسب عالي رفيع وذو حِجرِ (١) (٢) |
وعلى هذا سمي العقل حَجَرًا؛ لأنه يمنع من القبيح، من الحَجْر، وهو المنع من الشيء بالتضييق فيه (٤).
ومعنى "هل" هَاهنا التأكيد (٥)، كما قال ابن عباس: يريد: إن في ذلك قسمًا لذي لب وعقل (٦).
والمعنى: إن من كان ذا لب عَلِم أن ما أقسم الله (به) (٧) من هذه الأشياء فيه عجائب ودلائل على صنع الله وقدرته وتوحيده، فهو حقيق بأن يقسم به لدلالته على خالقه ومدبره بالحكمة، وجواب القسم قوله: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ [الفجر: ١٤].
مادة (حجر) في "لسان العرب" ٤/ ١٧، "تاج العروس" ٣/ ١٣٥. برواية: من صديقي: وإنه لذو نسب دان إلى وذو حجر.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٠.
(٤) بمعناه جاء عن الثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٥ أ.
(٥) وبه قال الزجاج في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢١.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله، ومعنى قوله إن "هل" في موضع جواب القسم، وهذا القول باطل لأنه لا يصلح أن يكون مقسمًا عليه على تقدير تسليم أن التركيب هكذا. قاله السمين الحلبيفي: "الدر المصون" ٦/ ٥١٧.
(٧) ساقطة من النسختين، وأثبت ما جاء في "الوسيط" ٤/ ٤٨١ إذ به يستقيم الكلام.
قال مقاتل: يعني كيف أهلكهم، وهم كانوا أطول، وأشد قوة من أهل مكة (١).
ثم قال: ﴿إِرَمَ﴾ قال ابن إسحاق: هو جد عَاد، وهو عَاد بن عوص بن إرم بن سام بن (٢) نوح (٣).
وقال قتادة: هم قبيلة من عَاد (٤)، (وهو قول مقاتل، قال: إرم قبيلة من قوم عَاد كان فيهم الملك، وهم من مهرة (٥) (٦)) (٧).
٤/ ٤٨٢، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٥
(٢) (ابن): في كلا النسختين
(٣) نقله عن "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٥ ب، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٢، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٧، "زاد المسير" ٨/ ٢٤١.
(٤) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٧٠، "جامع البيان" ٣٠/ ١٧٥، "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٥ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٢، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٨، "زاد المسير" ٨/ ٢٤١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٥، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٥، وعزاه إلى عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٥) مَهْرَة: قال ياقوت الحموي: مَهْرَة: بالفتح، ثم السكون، هكذا يرويه عامة الناس، والصحيح مَهَرَة بالتحريك -ثم قال- قال العمراني: مهرة بلاد تنسب إليها الإبل. قلت: هذا خطأ، إنما مهرة قبيلة، وهي مهرة بن حَيْدان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة. انظر: "معجم البلدان" ٥/ ٢٣٤، وانظر: "تاج العروس" ٣/ ٥٥١ (مهر). ولعل مقاتلاً أراد بـ: مهرة الموضع، وليس القبيلة، كما بينه عنه الإمام البغوي في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٢، قال: قال مقاتل: كان فيهم الملك، وكانوا بمهرة.
(٦) "تفسير مقاتل" ٢٣٩ أ، "النكت والعيون" ٦/ ٢٦٨، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٢، "المحررالوجيز" ٥/ ٤٧٨، "زاد المسير" ٨/ ٢٤١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٥، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤١.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
وقال أبو عبيدة: هما عَادان: فالأولى هي إرم (٢)، وهي التي قال الله (عز وجل) (٣): ﴿أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى﴾ [النجم: ٥٠].
قال ابن الرقيات:
مَجْدًا تَلِيدًا بَنَاهُ أوَّلُهُ | أدْرَكَ عَادًا وقَبْلَهَا إرَمَا (٤) |
قوله: ﴿ذَاتِ الْعِمَادِ﴾ فيه قولان:
أحدهما: أنهم كانوا أهل عُمُدٍ سَيَّارة في الربيع، فإذا هاج العود رجعوا (٦) إلى منازلهم.
وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء (٧)، (والكلبي (٨)، وقتادة (٩)،
(٢) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٧ نقله عنه بالمعنى.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) ورد البيت في "ديوانه" ١٥٥، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٧، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٥، "فتح القدير" ٥/ ٢٣٤، "روح المعاني" ٣٠/ ١٢٢. ومعناه: عاد قبيلة معروفة يضرب بها المثل في القدم، وإرم مدينة قديمة، وهي بلدة عاد. وقيل أمهم، أو قبيلتهم. ديوانه.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٢ بتقديم وتأخير في الكلام.
(٦) بياض في (ع).
(٧) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٢، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٢، "لباب التأويل" من غير ذكر الطريق إلى ابن عباس.
(٨) "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٦، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٢، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٥.
(٩) المراجع السابقة عدا "بحر العلوم"، وانظر أيضًا: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٧٠، =
قال الليث: يقال لأصحاب الأخبية (٦) الذين لا ينزلون غيرها: هم أهل عَمُود، وأهل عماد، والجمع منهما: العُمُد (٧).
القول الثاني: قال مقاتل: ذات العماد يعني طولهم اثنا (٨) عشر ذراعًا (٩) (١٠)، وهو قول أبى عبيدة (١١)، (والمبرد (١٢)) (١٣)،
(١) ورد معنى قوله في "تفسير مقاتل" ٢٣٩ أ، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٧٨، معزوًا إلى جماعة، "البحر المحيط" ٨/ ٤٦٩.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) "تفسير الإمام مجاهد" ٧٢٧، "جامع البيان" ٣٠/ ١٧٧، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٢، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٥، وعزاه إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر.
(٤) في (أ): (ينقلون).
(٥) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٠ بتصرف يسير.
(٦) الأخبية: جمع خباء، وهو ما يعمل من وبر أو صوف، وقد يكون من شعر، والجمع أخبية مثل كساء وأكسية، ويكون على عمودين أو ثلاثة وما فوق ذلك فهو بيت. "المصباح المنير" ١/ ١٦٩.
(٧) "تهذيب اللغة" ٢/ ٢٥١ (عمد) بنصه، وانظر: "لسان العرب" ٣/ ٣٠٣ (عمد).
(٨) في (أ): (إثني).
(٩) "تفسير مقاتل" ٢٣٩ أ، "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٦، "الكشف والبيان" ١٣/ ٨٦ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٢، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٢ بمعناه، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٥.
(١٠) الذراع هو ما يذرع به، وذراع اليد يذكر ويؤنث. مختار "الصحاح" ٢٢١ (ذراع). وقال الفيروزابادي: الذراع بالكسر من طرف المرفق إلى طرف الإصبع الوسطى والساعد، وقد تذكر فيها. المعجم "الوسيط" ٣/ ٢٢ (ذرع).
(١١) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٧.
(١٢) "الكامل" ٣/ ١٤١٤ - ١٤١٥.
(١٣) ساقط من (أ).
قال أبو إسحاق: وقيل: "ذات العماد": ذات البناء الطويل الرفيع (٢).
ثم وصفهم فقال:
٨ - (قوله) (٣): ﴿الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ﴾، قال ابن عباس (٤)، ومقاتل (٥): لم يخلق مثل تلك القبيلة في الطول، والقوة. وهم الذين قالوا: ﴿مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً﴾ [فصلت: ١٥].
قال عطاء: كان الرجل منهم طوله خمس مائة ذراع، والقصير (منهم) (٦) ثلاث مائة ذراع بذراع نفسه (٧).
(قوله تعالى) (٨): ﴿وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ﴾ أي نقبوها وقطعوها.
(٢) المرجع السابق.
(٣) ساقط من (ع).
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد في "الوسيط" ٤/ ٤٨١ بمثله من غير نسبة.
(٥) "تفسير مقاتل" ٢٣٩ أ، وقد ورد بمثله في "الوسيط" ٤/ ٤٨١ من غير عزو، "معالم التنزيل" ٤/ ٣٨٢ - ٤٨٣، وقد ورد عن الحسن بمثله انظر: "النكت والعيون" ٦/ ٢٦٨، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٢، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٦ عزاه إلى الحسن وغيره.
(٦) ساقط من (أ).
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله رواية عن عطاء عن ابن عباس في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٤٥.
(٨) ساقط من (أ).
باتت تجيب أَدْعَجَ الظلامِ | جَيْبَ البَيَطْر مِدْرَعَ الهُمامِ (٣) (٤) |
١٠ - قوله تعالى: ﴿وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ﴾ ذكرنا تفسير أوتاد في سورة:
(٢) اليبت غير منسوب، والذي أنشده شمر عن سلمة. انظر مادة: (جوب) في: "تهذيب اللغة" ١١/ ٢١٨، "لسان العرب" ١/ ٢٨٦.
(٣) ورد البيت في المراجع السابقة.
(٤) لم أجد قول الفراء في معانيه وإنما ذكر في "التفسير الكبير" ٣١/ ١٦٨.
(٥) ورد معنى قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٧ وكلامه فيه: ثمود قوم صالح كان ينحتون من الجبال بيوتاً، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٦٨، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٦، وعزاه إلى ابن أبي حاتم، وابن المنذر، والطستي في مسائله.
(٦) ساقط من (أ).
(٧) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦١ بنصه.
(٨) في (أ): (القرا).
ووادي القرى: واد بين الشام والمدينة يمر بها حاج الشام، وهو بين تيماء وخيبر فيه قرى كثيرة وبها سمي وادي القرى لأن الوادي من أوله إلى آخره قرى منظومة: وكانت قديماً منازل ثمود وعاد وبها أهلكهم الله. "معجم البلدان" ٤/ ٣٣٨.
(٩) ورد قوله في "التفسير الكبير" ١٦٩/ ٣١، ورد معزو بمثله إلى الكلبي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٦، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٣ من غير عزو، ولم أعثر على قوله في تفسيره.
﴿الَّذِينَ﴾ يعني: عَاد (٢)، وثمود، وفرعون (٣).
﴿طَغَوْا فِي الْبِلَادِ﴾ عملوا فيها بالمعَاصي، وتجبروا على أنبياء الله والمؤمنين. وقد فسر طغيانهم بقوله: ﴿فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ﴾
قال الكلبي: يعني: القتل، والمعصية لله (٤).
قال أبو إسحاق: (المعنى: ألم تر كيف أهلك ربك هذه الأمم التي كذبت رسلها، و (كيف) (٥) جعل عقوبتها أن جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب؟ فقال: ﴿فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ﴾ (٦) قال مجاهد: يعني لما عذبوا (٧).
وقال مقاتل: سمي: ذي الأوتاد، لأنها كانت له مظال وملاعب، أوجبال وأوتاد تضرب، فيلعب له تحتها وعليها بين يديه.
وقال القرظي: ذا البناء المحكم. وقال عطية: ذو الجنود، والجموع الكثيرة.
(٢) في: ع: عاداً.
(٣) قال بذلك الطبري ٣٠/ ١٨٠، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٦.
(٤) "الوسيط" ٤/ ٤٨٢.
(٥) ساقط من (أ).
(٦) ما بين القوسين من قول أبي إسحاق في "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٢.
(٧) "تفسير الإمام مجاهد" ٧٢٧، "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٠، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٦ وعزاه إلى الفريابي، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم.
قال الفراء: هذه كلمة تقولها العرب لكل نوع من العذاب تُدخل فيه السوط جرى به الكلام والمثل، ونرى السوط من عذابهم الذي يعذبون به، فجرى لكل عذاب إذ كان فيه عندهم غاية العذاب (٦).
وأجاد أبو إسحاق في قوله: جعل سوطه الذي ضربهم به العذاب (٧)، وهذا هو القول. (ويقال سَاط دابته إذا ضربها بالسَّوط يَسُوطُه، ومنه قول الشماخ يصف فرسه:
إذا سيط أحضرا) (٨) (٩)
١٤ - قوله تعالى: ﴿إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ﴾ ذكرنا تفسير المرصَاد عند قوله: ﴿كَانَتْ مِرْصَادًا﴾ [النبأ: ٢١].
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) في (ع): (وقال).
(٥) "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٠ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٤.
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦١ بنحوه، وانظر "تهذيب اللغة" ١٣/ ٢٤ (سوط)، ولعل الإمام الواحدي نقله عن الأزهري.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٢.
(٨) البيت كاملاً:
فصَوَّبْتُه كأنه صَوْبُ غَيْبَهِ | على الأمْعَر الضّاحى إذا سيط أحْضَرَا |
(٩) ما بين القوسين نقله عن "تهذيب اللغة" ٢٣/ ١٣ (سوط).
وقال الكلبي: ولهذا كان القسم، يقول عليه طريق العباد (٢).
قال عطاء عن ابن عباس: يريد لا يفوته أحد، ولا يلجأ إلى غيره فينصره (٣).
وقال الفراء: يقول إليه المصير (٤)، وهذا عام للمؤمنين والكافرين على ما ذكرنا.
ومن المفسرين من يجعل هذا خاصًا في الوعيد لأهل الظلم.
قال الضحاك: بمرصد لأهل الظلم والمعَاصي (٥).
وقال أبو إسحاق: يرصد من كفر به، وعبد [غيره] (٦) بالعذاب (٧).
قال أهل المعاني: لبالمرصاد: لا يفوته شيء من أعمال العباد، كما
(٢) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٤ وبزيادة لا يفوته احد.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله عطاء بن أبي رباح في "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٠ ب.
(٤) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦١ بنصه
(٥) "جامع البيان" ٣٠/ ١٨١، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٠ ب، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٠، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٨ وعزاه إلى ابن المنذر، وأبي نصر السجزي في الإبانة، كما ورد بمثله من غير عزو في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٠، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٧.
(٦) عنه في كلا النسختين، وأثبت ما جاء في المعاني لاستقامة الكلام به.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٢.
١٥ - قوله تعالى: ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ﴾ قال عطاء عن ابن عباس: يريد عتبة بن ربيعة، وأبا حذيفة بن المغيرة (٤).
وقال الكلبي: هو الكافر أبي بن خلف (٥).
وقال مقاتل: نزلت في أمية بن خلف (٦).
وقوله: ﴿إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ﴾ اختبره بالغنى (٧) واليسر (٨).
﴿فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ﴾ رزقه وأنعم عليه.
(٢) ورد بنحوه في "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٧١، "جامع البيان" ٣٠/ ١٨١، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٠ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٤، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٠، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٠، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٨، وعزاه إلى ابن المنذر، وإلى ابن أبي حاتم، "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤١٦.
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٠ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٤، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٠ بمعناه، ومن غير عزو، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٧.
(٤) "زاد المسير" ٨/ ٢٤٦، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥١.
(٥) "زاد المسير" ٨/ ٢٤٦، كما ورد بمثله من غير عزو في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٧، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥١.
(٦) "تفسير مقاتل" ٢٣٩ ب، "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٧، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٥ عند تفسير: "ربي أهانن"، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٦.
(٧) في (أ): (بالغنا).
(٨) بنحوه قال أكثر المفسرين: انظر "جامع البيان" ٣٠/ ١٨١، "معاني القرآن وإعرابه" ٩١ أ، "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٧، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٠ ب، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٨٤، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥١، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٧.
وقوله: ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ﴾
قال مقاتل: فضلني بما أعطاني؛ ظن أن ما أعطاه من الدنيا لكرامته عليه (٣).
وهذا معنى قول ابن عباس قال: هذه كرامة من الله لي (٤).
﴿وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ﴾ بالفقر.
﴿فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ﴾ ضيق الله عليه بأن جعل على مقداره البلغة، قال: هذا هوان من الله لي.
وهو قوله: ﴿فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ﴾ (أي أذلني بالفقر، ولم يشكر الله على ما وهب له من السلامة في جوارحه ورزقه من العافية) (٥)، وهذا معنى قول الكلبي: لا يشكره في الفقر كما يشكره في الغنى (٦) (٧).
قال أبو إسحاق: وهذا يعني به الكافر الذي لا يؤمن بالبعث، إنما الكرامة عنده والهوان بكثرة الحظ في الدنيا وقلته، وصفة المؤمن أن
(٢) لم أعثر على مصدر لقولهم.
(٣) ورد معنى قوله في "تفسير مقاتل" ٢٣٩ ب.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٥) ما بين القوسين نقله عن "الكشف والبيان" ١٣/ ٩١ أبيسير من التصرف.
(٦) في (أ): (الغنا).
(٧) لم أعثر على مصدر لقوله.
قال مقاتل: يقول الله: (كلا) لم أبتله بالغنى لكرامته علي، ولم أبتله لهوانه (٤)، أي لم يعلم هذا الإنسان أن الغنى والفقر من قضاء الله؛ ليس من الكرامة، ولا الهوان، فقوله: (كلا) رد لتوهم من ظن أن سعة الرزق إكرام الله، وأن الفقر إهانة، فإن الله يوسع على الكافر لا لكرامته عليه، ويقتر على المؤمن لا لهوانه (٥)، (وهذا معنى قول ابن عباس (٦)، وقتادة (٧)) (٨).
قال الفراء: معنى (كلا) لم يكن ينبغي أن يكون هكذا، ولكن يحمده على الغنى والفقر (٩).
ثم أخبر عن الكفار فقال: (قوله) (١٠): ﴿بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيم﴾.
(قرأ أبو عمرو ﴿يكرمون﴾ ومَا بعدها (١١) بالياء (١٢)، وذلك أنه لما
(٢) ﴿كَلَّا بَلْ لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾.
(٣) ما بين القوسين نقلاً من: "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٣.
(٤) "تفسير مقاتل" ٢٣٩ ب، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٦، وورد بمثله معزوًا إلى قتادة في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٧، وغير معزو في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٥.
(٥) "الكشف والبيان"ج ١٣/ ٩١ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٥، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٧.
(٦) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٢.
(٧) "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٢.
(٨) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٩) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦١ بنصه.
(١٠) ساقط من (أ).
(١١) أي قوله تعالى: ﴿تَحَاضُّونَ﴾ و ﴿تَأْكُلُونَ﴾ و ﴿تُحِبُّونَ﴾ سورة الفجر: ١٨ - ٢٠.
(١٢) قرأ بذلك أيضًا يعقوب بياء الغيبة في الأربعة مع ضم الحاء في ﴿تَحَاضُّونَ﴾ =
قال مقاتل: كان قُدَامَة بن مظعون (٥) يتيمًا في حجر أمية بن خلف، وكان يدفعه عن حقه (٦).
(١) في (أ): (للكثر).
(٢) في (أ): (وهم).
(٣) قرأ بذلك نافع، وابن كثير، وابن عامر بتاء الخطاب في الأفعال الأربعة مع ضم الحاء في "ولا تَحُضُّون".
وقرأ: عاصم، وحمزة، والكسائي، وخلف، وأبو جعفر، بتاء الخطاب في الأربعة مع فتح الحاء، وألف بعدها مع المد المشبع في "ولا تحاضون". قلت: والقراءة التي تخص موضعنا هي قراءة أبي عمرو كله بالياء في "يكرمون"، و"يحاضون"، و"يأكلون"، و"يحبون"، وقرأ الباقون كله بالتاء.
وانظر: "السبعة في القراءات" ٦٨٥، "القراءات في علل النحويين فيها" ٢/ ٧٧٣، "الحجة" ٦/ ٤٠٩، "المبسوط" ٤٠٧.
(٤) ما بين القوسين نقلاً عن "الحجة" ٦/ ٤٠٩ بتصرف.
(٥) تقدمت ترجمته في سورة النساء.
(٦) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٥، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٢، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٢، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٧، والذي ورد عنه في تفسيره أن الأمر ليس كما قال أمية بن خلف بل يعني أنهم لا يكرمرن اليتيم ولا يحضون على طعام المسكين لأنهم لا يرجون بها الآخرة ٢٣٩ ب.
أحدهما (٢): أنهم لا يبرونه، ولا يعطونه، ولا يحسنون إليه.
والثاني: أنهم لا يعطونه الميراث على ما جرت به عادتهم من حرمان اليتيم ما كان من الميراث، ويدل على هذا المعنى قوله: ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ﴾، ويدل على المعنى الأول: قوله:
١٨ - ﴿وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ قال مقاتل: ولا يطعمون مسكينًا (٣).
والمعنى: لا يأمرون بإطعامه كقوله تعالى: ﴿إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (٣٣) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ [الحاقة: ٣٣ - ٣٤].
ومن قرأ: "يحاضون" أراد تتحاضون، فحذف تاء تتفاعلون، والمعنى لا يحض بعضكم بعضًا.
﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ﴾ قال أبو إسحاق: التراث أصله الوُراث (٤)، ولكن التاء تبدل من الواو إذا كانت مضمومة، نحو تُجاه، أصله وُجَاه من واجهت (٥).
(٢) وهناك احتمالات أخرى ذكرها الفخر الرازي في "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٣.
(٣) بمعناه في تفسيره: ٢٣٩ ب، "التفسير الكبير" ١٣/ ١٧٣.
(٤) التراث: هو الميراث. قال بذلك الخزرجي في "نفس الصباح" ٧٨١. والمراد بالميراث ما ينقل إلى الغير من قُنْية ومن غير عقد، ولا يجري مجرى العقد وذلك بعد أن يموت مالكها، ولذلك يقال للقِنْية الموروثة ميراث وإرث وتراث أصله وُراث فقلبت الواو ألفًا وتاء. انظر: "المفردات في غريب القرآن" ٥١٨.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٣ بتصرف.
وقال الليث: اللمَّ: الجمع الشديد، تقول: كتيبة ملْموُمة (٤)، وحجر مَلْمُوم، والآكل يَلُم الثريد (٥) فيجمعه لقمًا، ثم يأكله "أكلًا لمًا" أي شديدًا (٦).
(ويقال: لممت ما على الخوان (٧) ألمه لمًا، إذا أكلته أجمع) (٨).
فمعنى اللمّ في اللغة: الجمع (٩).
والمفسرون (١٠)، وأهل المعاني (١١) يقولون في قوله: ﴿أَكْلًا لَمًّا﴾
(٢) (أثبت على) غير واضحة في (ع).
(٣) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٨ بنصه.
(٤) في (أ): (مَملْمُومة).
(٥) الثريد لا يكون إلا من لحم غالباً قال بذلك ابن الأثير وأصل الثَّرد الهَشْم ومن قيل لما يُهشَم من الخبز ويُبَل بماء وغيره ثريد انظر: "النهاية في غريب الحديث والأثر" ١/ ٢٠٩، "تهذيب اللغة" ١٤/ ٨٨ (ثرد).
(٦) "تهذيب اللغة" ١٥/ ٣٤٣ - ٣٤٤ (لمَّ) باختصار.
(٧) الخوان هو ما يوضع عليه الطعام عند الآكل. "النهاية" ٢/ ٨٩.
(٨) ما بين القوسين عزاه الثعلبي إلى أبي عبيدة في "الكشف والبيان" ١٣/ ٩١ ب، وكذلك ابن عطية عزاه إلى ابن عبيدة في "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٠.
(٩) انظر: "إصلاح المنطق" ص٦١، "تهذيب اللغة" ١٥/ ٣٤٤، "الصحاح" ٥/ ٢٠٣١، "لسان العرب" ١٢/ ٥٤٨، "تاج العروس" ٩/ ٦٢ (لمم).
(١٠) قال بذلك ابن عباس، وقتادة، والضحاك، والسدي. انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٣ - ١٨٤، "النكت والعيون" ٦/ ٢٧٠، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٣، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٩ - ٥١٠. وبه قال أيضًا: ابن قتيبة في: "تفسير غريب القرآن" ٥٣٧، السمرقندي ٣٠/ ٤٧٧، والثعلبي في "الكشف والبيان" ج ١٣/ ٩١ ب، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٥، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٧، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٣، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٨.
(١١) الفراء في "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٢، وأبو عبيدة في "مجاز القرآن" ٢/ ١٩٨.
قال أبو إسحاق: كانوا يأكلون أموال اليتامى إسرافًا (٢) وبدارًا، فقال الله تعالى: ﴿وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أَكْلًا لَمًّا﴾ أي تراث اليتامى أن تلمون جميعه (٣).
وهذا معنى قول الحسن: يأكل نصيبه، ونصيب صاحبه (٤).
قال ابن زيد: وذلك أنهم كانوا لا يورثون النساء، ولا الصبيان (٥).
قوله: ﴿وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا﴾.
(الجم: الكثير، يقال: جَمَّ الشيء يَجُمُّ جُمومًا، يقال ذلك في الماء وغيره، فهو شيء جم، وجام، قال أبو عمرو: يَجِمُّ وَيجُمُّ أي يكثر) (٦).
قال أبو عبيدة (٧)، والفراء (٨)، والكسائي (٩)،
(٢) بدارًا: أي مبادرة بمعنى عاجلة. "لسان العرب" ٤٠/ ٤٨ (بدر).
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٣ بيسير من التصرف
(٤) "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٣، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩١/ ٢، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٣، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٣، "الدر المنثور" ٨/ ٥٠٩، وعزاه إلى عبد بن حميد، "فتح القدير" ٥/ ٤٣٩، "تفسير الحسن البصري" ٨/ ٤١٧.
(٥) "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٤ بمعناه، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩١ ب، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٣.
(٦) ما بين القوسين نقلاً عن "تهذيب اللغة" ١٠/ ٥٢٠ (جم)، وانظر: "لسان العرب" ١٢/ ١٠٥ (جم).
(٧) "مجاز القرآن" ٢/ ٢٩٨.
(٨) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٢.
(٩) لم أعثر على مصدر لقوله.
والمعنى: إنهم يُولعون بجمع المال، فلا ينفقونه في خير، كما ذكر من صفتهم في قوله: ﴿لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ (١٧) وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ﴾ [الفجر: ١٧ - ١٨].
قال الله تعالى: ﴿كَلَّا﴾ (٥) وهو تنبيه وزجر لهم عما هم عليه.
وقال مقاتل: أي لا يفعلون مَا أُمروا في اليتيم، والمسكين (٦). ثم خوفهم مستأنفًا بقوله:
قوله (٧): ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴾.
ذكرنا معنى الدك عند قوله: ﴿جَعَلَهُ دَكًّا﴾ (٨).
(٢) ساقط من (أ).
(٣) قال بذلك أيضا ابن عباس، ومجاهد، وابن زيد. "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٥، وإليه ذهب السمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٧، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ٩١ ب، وانظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٥، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٠، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٧، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٣، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٤، "لباب التأويل" ٤/ ٤٧٨.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٥، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٨.
(٥) ﴿كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا﴾.
(٦) بمعناه في "تفسيره" ٢٣٩ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٥، وقد ورد بمثله من غير عزو في "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٨.
(٧) في (أ): (قوله ولا ينتظم الكلام بإثباتها).
(٨) سورة الكهف: ٩٨، ومما جاء في تفسيرها أي دكهُ دكا ويجوز أن يكون المعنى جعله ذا دك.
قال أبو إسحاق: إذا زلزلت فَدَكَّ بعضُها بَعْضًا (٢).
قال ابن قتيبة: دُقَّت جبالها، وأنشازها (٣) حتى استوت (٤).
وقال المبرد: (دكت) معناه ألصقت، وذهب ارتفاعها من قولهم: ناقة دكاء للاصقة السنام (٥).
وقال صاحب النظم: معنى التكرير في قوله: ﴿دَكًّا دَكًّا﴾ أنه دفعات على تأويل دكت الأرض دكًا بعد دك، ولو كان غير مكرر لاشتبه أن يكون دفعة واحدة (٦).
و (قد) (٧) قال الكلبي: دكًا دكًا زلزلة بعد زلزله (٨).
وقال أهل المعاني: الدك: حط (٩) المرتفع بالبسط، [و] (١٠) اندك
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٣ بنصه.
(٣) أنشازها: مفرد نشز وهو ما ارتفع من الأرض، يقال: قعد على نشز من الأرض، وجمع نشز نشوز. إصلاح المنطق: ٩٥، وانظر: المصباح المنير: ٢/ ٧٤١.
(٤) "تفسير غريب القرآن" ٥٢٧.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٧) ساقط من (أ).
(٨) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٩) غير واضحة في كلا، النسختين.
(١٠) ساقط من كلا النسختين، وأثبت ما ينتظم به الكلام.
وقوله: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾ معنى هذا (٤) كمعنى قوله: ﴿إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾ [البقرة: ٢١٠] وقد مر (٥).
(٢) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٤.
والدك لغة قال الأزهري: الدك يطلق على الهدم، والدُّكك: الهضاب المفسخة، والدُّكك: النوق المنفضخة الأسمنة، والدك: كسر الحائط، والجبل، والدكاوات من الأرض الواحدة دكاء وهي رواب مشرفة من طين فيها شيء من غلط، "تهذيب اللغة" ٩/ ٤٣٦ - ٤٣٧، وانظر: "لسان العرب" ١٠/ ٤٢٤ وما بعدها وكلاهما تحت (دك).
وفي الغريب: الدَّك الأرض اللينة والسهلة، وقد دكه دكا ثم قال وأرض دكاء مسواة والجمع الدُّك، وناقة دكاء لاسنام لها تشبيهاً بالأرض الدكاء. "المفردات في غريب القرآن" ١٧١، انظر: "تحفة الأريب" ١٢٤.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٥ من حديث طويل، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٤.
(٤) في (أ): (هداك).
(٥) ومما جاء في تفسيرها: قال الواحدي في قوله: ﴿إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾. وجهان:
أحدهما: أن هذا من باب حذف المضاف: أن يأتيهم عذاب الله، أو أمر الله أو آيات الله فجعل الآيات والعذاب مجيئاً له تفخيماً لشأن العذاب وتعظيماً له.
والثاني: المعنى هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله بما وعدهم من العذاب والحساب فحذف ما يأتي به وتهويلاً عليهم إذ لو ذكر ما يأتي به كان أسهل عليهم في باب =
وذكر أهل المعاني في هذا قولين:
أحدهما: أن المعنى وجاء جلائل آياته، لأن هذا يكون يوم القيامة، وفي ذلك اليوم تظهر العظائم، وجلائل الآيات، فجعل مجيئها مجيئًا له تفخيمًا لشأنها.
الثاني: أن المعنى: وجاء ظهوره بضرورة المعرفة، وضرورة المعرفة التي تقوم مقام ظهوره ورؤيته، ولما صارت المعارف في ذلك اليوم بالله تعالى ضرورة، صار ذلك كظهوره، وتجليه (٢) للخلق، فقيل: وجاء ربك، أي زالت الشبهة، وارتفعت الشكوك كما ترتفع (عند) (٣) مجيء الشيء الذي كان يشك فيه (٤).
أحدهما أن العذاب يأتي فيها ويكون أهول كقوله: ﴿عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ﴾.
والثاني: أن ما يأتيهم من العذاب يأتي في أهوال مفظعة فشبه الأهوال بالظلل من الغمام كقوله: ﴿وَإِذَا غَشِيَهُمْ مَوْجٌ كَالظُّلَلِ﴾.
(١) "الكشف والبيان" ١٣/ ٩١ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٦، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٧، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٥.
(٢) غير مقروءة في (أ).
(٣) ساقط من (أ).
(٤) "الوسيط" ٣/ ٤٨٥.
أحدها: إنه إضمار ما لا يدل اللفظ عليه بمطابقة ولا تضمن ولا لزوم وادعاء حذف ما لا دليل عليه يرجع لوثوقه من الخطاب، ويطرق كل مبطل على ادعاء إضمار ما يصحح باطله.
الثاني: إن صحة التركيب واستقامة اللفظ لا تتوقف على هذا المحذوف، بل الكلام مستقيم تام قائم المعنى بدون إضمار، فإضماره مجرد خلاف الأصل فلا يجوز.
الثالث: إنه إذا لم يكن في اللفظ دليل على تعيين المحذوف كان تعيينه قولاً على المتكلم بلا علم، وإخباراً عنه بإرادة ما لم يقم به دليل على إرادته وذلك كذب عليه.
الرابع: إن في السياق ما يبطل هذا التقرير وهو قوله: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ﴾. فعطف، مجيء الملك على مجيئه سبحانه يدل على تغاير المجيئين، وأن مجيئه سبحانه حقيقة، كما أن مجيء الملك حقيقة، بل مجيء الرب سبحانه أولى أن يكون حقيقة من مجيء الملك.
الخامس: إن ما ادعوه من الحذف والإضمار إما أن يكون في اللفظ ما يقتضيه ويدل عليه أولاً فإن كان الثاني لم يجز إدعاؤه، وإن كان الأول كان كالملفوظ به وعلى التقدير فلا يكون مجازاً فإن المدلول عليه يمتنع تقديره.
وهناك ردود أخرى. انظر في ذلك "مختصر الصواعق المرسلة" لابن القيم ١٩٥، وعلى ذلك فالواجب حمل الآية على ظاهرها وحقيقتها، قال ابن تيمية: أما الإتيان المنسوب إلى الله فلا يختلف قول أئمة السلف أنه يمر كما جاء وكذلك ما شاكل ذلك فما جاء في القرآن أو وردت به السنة كأحاديث النزول ونحوها وهي طريقة السلامة، ومنهج أهل السنة والجماعة يؤمنون بظاهرها ويكلون علمها إلى الله ويعتقدون أن الله منزه عن سمات الحدث، على ذلك مضت الأئمة خلفاً بعد =
وقال الضحاك: إن الله تعالى يأمر السماء يوم القيامة فتنشق عمن فيها من الملائكة، فينزلون، فيحيطون بمن في الأرض، ثم يأمر السماء الثانية، حتى ذكر السَابعة، فيكون سبع صفوف بعضها خلف بعض (٢)، ونحو هذا قال مقاتل: وكل أهل سماء صف على حدة (٣)، فمن ثم قال: ﴿صَفًّا صَفًّا﴾، والمعنى: صفًا بعد صف -كما ذكرنا في قوله: ﴿دَكًّا دَكًّا﴾ (٤).
وقوله: ﴿وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ﴾.
"مجموع الفتاوى" ١٦/ ٤٠٩، ٤٢٣ - ٤٢٤.
ومعنى الآية على ذلك كما قال الإمام السعدي يجيء الله لفصل القضاء بين عباده في ظلل من الغمام وتجيء الملائكة الكرام أهل السموات كلهم صفاً بعد صف كل سماء يجيء ملائكتها صفاً يحيطون من دونهم من الخلق.
"تيسير الكريم الرحمن" ٥/ ٤١٤.
(١) "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٦، "فتح القدير" ٥/ ٤٤٠، وبمثل قوله ذهب قتادة: "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٨.
(٢) ورد معنى قوله في "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٦، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٧، مختصرًا، وبمعناه في "فتح القدير" ٥/ ٤٤٠.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) سورة الفجر: ٢١ راجع ذلك في موضعه.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾ يعني: يوم يجاء (٣) بها.
﴿يَتَذَكَّرُ الْإِنْسَانُ﴾ يتعظ ويتوب له الكافر.
﴿وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى﴾ قال أبو إسحاق: يُظْهِر التربة، ومن (٤) أين له التوبة (٥)؟ وهذا كقوله: ﴿أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرَى وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ﴾ [الدخان: ١٣]، وتفسير الذكرى قد سبق في مواضع (٦).
ثم فسر ذكراه بقوله: ﴿يَقُولُ﴾ (٧) يعني الإنسان.
﴿يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾ أي: قدمت الخير والعمل الصَالح، فحذف للعلم به.
(٢) قال بذلك: قتادة، وابن مسعود، ومقاتل انظر: "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٧١، "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٨، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٦، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٥، وعزاه الفخر إلى جماعة المفسرين: "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٥.
وهذا القول من المفسرين يصدقه الحديث الذي في "صحيح مسلم" ٤/ ٢١٨٤: ح: ٢٩ كتاب الجنة: باب ١٢ عن عبد الله، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: يؤتي بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها.
(٣) في (أ): (جابها).
(٤) في (أ): (من).
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٤ بيسير من التصرف.
(٦) في سورة الدخان: ١٣، سورة الأعلى: ٩ فليراجع ذلك في سورة الأعلى: ٩.
(٧) ﴿يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي﴾.
قال الحسن: عَلم والله أنه صادق هناك حياة طويلة لا موت فيها (٦).
قال الله تعالى: ﴿فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ (٢٥) وَلَا يُوثِقُ وَثَاقَهُ أَحَدٌ﴾ قراءة العَامة: "يُعذِب"، و"يُوثِقُ" بكسر العين فيهما (٧).
قال مقاتل: فيومئذ لا يعذب عذاب الله أحد من الخلق، ولا يوثق وثاق الله أحد من الخلق (٨).
(٢) بمعناه في تفسيره: ٢٤٠ أقال: يا ليتني قدمت في الدنيا لآخرتي.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) قال بذلك: قتادة، ومجاهد.
انظر: "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٩، وبه قال الفراء: "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٢، والسمرقندي في "بحر العلوم" ٣/ ٤٧٨، وعزاه ابن عطية إلى جمهور المتأولين: "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨١، وانظر: "زاد المسير" ٨/ ٤٨٤، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٦، "لباب التأويل" ٤/ ٣٧٨، "فتح القدير" ٥/ ٤٤٠.
(٥) سورة العنكبوت: ٦٤.
(٦) "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٩، "الدر المنثور" ٨/ ٥١٢، وعزاه إلى ابن أبي شيبة، "فتح القدير" ٥/ ٤٤٠، "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤١٨.
(٧) أي بكسر الذال في ﴿يُعَذِّبُ﴾ والثاء في ﴿يُوثِقُ﴾ انظر: كتاب "السبعة في القراءات" ٦٨٥، "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٧٤، "الحجة" ٦/ ٤١١، "المبسوط" ٤٠٨، "حجة القراءات" ٧٦٣، كتاب "التبصرة" ٧٢٦، "النشر" ٤٠٠، "المهذب" ٢/ ٣٣٣.
(٨) بمعناه في "تفسيره" ٢٤٠ أ، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٦.
وقال أبو إسحاق: المعنى لا يتولى يوم القيامة عذاب الله أحد، أي الأمر يومئذ أمره، ولا أمر لغيره (٥).
وقال الحسن: لا يعذب عذابه في السماء أحد، ولا يوثق وثاقه في الدنيا أحد (٦)، وتقدير هذا القول: لا يعذب أحد في الدنيا عذاب الله الكافر يومئذ، ولا يوثق أحد في الدنيا وثاق الله الكَافر يومئذ، والمعنى: مثل عذابه ووثاقه في الشدة والمبالغة.
وذكر الفراء (٧)، والزجاج (٨) هذا القول، (وقرأ الكسائي: "لا
(٢) "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٦، وعزاه إلى أبي عبيدة وهو تصحيف في الاسم.
(٣) غير مقروءة في (أ).
(٤) كما رد الإمام الطبري على أبي عبيدة في ما ذهب إليه في تفسيره من إنكاره لقراءة الكسر، فقال: وهذا من التأويل غلط، لأن أهل التأويل تأولوه بخلاف ذلك، مع إجماع الحجة من القراء على قراءته بالمعنى الذي جاء به تأويل أهل التأويل، وما أحسبه دعاه إلى قراءات ذلك أي بالفتح كذلك إلا ذهابه عن وجه صحته في التأويل."جامع البيان" ٣٠/ ١٨٩ - ١٩٠.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٢٤، ويعتبر قول أبي إسحاق أحد الأوجه عند الفخر في الرد على أبي عبيدة. انظر "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٦.
(٦) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٢٧١ - ٢٧٢، "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٩ وبمعناه في "النكت والعيون" ٦/ ٢٧١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٦، "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤١٨.
(٧) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٢
(٨) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٤.
واختاره أبو عبيد (٢) لما روى خالد الحذاء عن أبي قلابة عمن سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأهما (٣) بالفتح (٤).
والعذاب في القراءتين بمعنى التعذيب، كما قلنا في السراح (٥)، والأداء، وكما قال (٦):
وبعد عطائك المائة الرتاعَا (٧) (٨)
فجعله موضع الإعطاء، والوثاق أيضًا في موضع الإيثاق، كالعذاب في موضع التعذيب، وهما مضافان إلى الفاعل في قراءة العامة، وهو الله
(٢) "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٢ ب، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٦، وعزاه إلى أبي عبيدة، وهو تصحيف، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٧، "فتح القدير" ٥/ ٤٤٠.
(٣) في (أ): (قراءها).
(٤) الحديث أخرجه الحاكم في "المستدرك" ٢/ ٢٥٥، كتاب التفسير، قراءات النبي -صلى الله عليه وسلم- وصححه، وقال: والصحابي الذي لم يسمه في إسناده قد سماه غيره: مالك بن الحويرث ووافقه الذهبي، أما ابن جرير فقد رد الحديث واعتبر إسناده واهياً. "جامع البيان" ٣٠/ ١٨٩.
(٥) في (أ): (للسراح).
(٦) القطامي من قصيدة مدح بها زفر بن الحارث وقد سبق ذكرها في سورة الحاقة: ٣٤، وصدره:
أكفراً بعد رد الموت عني
(٧) غير مقروء في (ع).
(٨) ورد البيت أيضًا في "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٧، برواية: "عدائك" بدلاً من: "عطائك" "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨١ برواية "بعض" بدلاً من: "بعد".
وفي قراءة الكسائي مضاف إلى المفعول به مثل: ﴿مِنْ دُعَاءِ الْخَيْرِ﴾ [فصلت: ٤٩].
والمعنى: لا يعذب أحد تعذيب هذا الكافر، وهذا الصنف من الكفار.
ومن قال المراد بالإنسان كافر بعينه (١)، فهو ظاهر يقول: لا يعذب يومئذ أحد تعذيبه، ولا يوثق أحد إيثاقه) (٢)، وهذا قول الفراء (٣)، والزجاج (٤).
وقال أبو عبيد: تفسير هذه القراءة: لا يعذَبُ عذاب الكَافر أحد (٥). فهذه ثلاثة أقوال:
أحدهَا: لا يعذب أحد عذاب ذلك الصنف من الكفار، وهم الذين ذكرهم في قوله: ﴿لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ﴾ (٦) (الآيات) (٧).
(٢) ما بين القوسين نقله عن الحجة ٦/ ٤١١ - ٤١٢ بتصرف.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٢.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٤/ ٣٢٤.
(٥) بمعناه ورد في "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٦، وورد بمثله من غير عزو في "النكت والعيون" ٦/ ٢٧١، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٦.
(٦) سورة الفجر: ١٧ وما بعدها أي من آية ١٧ إلى آية ٢٠.
(٧) ساقط من (أ).
الثالث: لا يعذب أحد من الناس عذاب الكَافر. وهذا أولى الأقوال.
وذكر أبو علي الفارسي قولًا آخر في قراءة العَامة، قال: المعنى فيؤمئذ لا يعذب أحدٌ، أحدًا، تعذيبًا مثل تعذيب هذا الكافر المتقدم ذكره؛ فأضيف المصدر إلى المفعول به، كما أُضيف إليه في قراءة الكسائي، ولم يذكر الفاعل، فكان (٤) المعنى في القراءتين سواء، والذي يُراد بأحدٍ الملائكة الذين يتولون تعذيب أهل النار (٥).
قوله تعالى: ﴿يَا أَيَّتُهَا (٦) النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ (ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ) (٧)﴾ قال عطاء عن ابن عباس: بثواب الله (٨).
وقال مقاتل: التي عملت على يقين بما ذكر الله في كتابه (٩).
وقال أبو صَالح: المطمئنة بالإيمان (١٠) (١١).
(٢) في (أ): (غيره).
(٣) في كلا النسختين: الكفر، وأثبت ما رأيت به استقامة المعنى.
(٤) في (أ): (وكأن).
(٥) "الحجة" ٦/ ٤١٢ بيسير من التصرف.
(٦) يايتها: في كلا النسختين.
(٧) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٨) "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٧ من غير ذكر طريق عطاء.
(٩) لم أعثر على مصدر لقوله، وورد بمثله من غير نسبة في "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٧.
(١٠) بياض في (ع).
(١١) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله عن مقاتل في "تفسيره" ٢٤٠ أ.
وقال الحسن: المؤمنة الموقنة (٤).
ومعنى هذه الأقوال: المطمئنة إلى وعد الله، المصدقة بما قال.
قال صَاحب النظم: المطمئنة الموقنة اعتبارا بقوله: ﴿وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ (٥) والطمأنينة: حقيقة الإيمان، فإذا لم تكن طمأنينة كانت وسوسة، وهذه الصفة ثابتة لنفس المؤمن في الدنيا؛ لأنه صَدَّق الله، واطمأن إلى ما ذكر في كتابه (٦).
وقوله: ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ﴾ قال أبو صالح: هَذا عند خروجها من الدنيا
(٢) جأشاً: أي قرَّت يقيناً، اطمأنت كما يضرب البعير بصدره الأرض إذا برك وسكن. "تهذيب اللغة" ١١/ ١٣٥ (جيش).
(٣) ورد قوله في تفسير مجاهد: ٧٢٨ مختصرًا، "جامع البيان" ٣٠/ ١٩٠ بنحوه، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٢ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٦، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٧ بمعناه ولم يذكر الزيادة، "الراضية بقضاء الله". إلا برواية منفصلة عن مجاهد في "الكشف" ١٣/ ٩٣ أ، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٨، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٧ وبالنص كاملاً ورد عن عطية بمثله، انظر: "الكشف والبيان"، و"معالم التنزيل". مرجعين سابقين، "الدر المنثور" ٨/ ٥١٥ مختصرًا، وعزاه إلى الفريابي، وعبد بن حميد.
(٤) "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٣ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٦، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٧، "فتح القدير" ٥/ ٤٤٠، تفسير الحسن: ٢/ ٤١٨.
(٥) سورة البقرة: ٢٦٠
(٦) لم أعثر على مصدر لقوله.
يدل على هذا ما روى أن رجلاً قرأ عند النبي -صلى الله عليه وسلم- هذه الآيات فقال أبو بكر (رضي الله عنه): ما أحسن هذا، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: أما إن الملك سيقولها لك (٥) (٦).
وقوله (٧): ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾ أي في جملة عبادي الصالحين المصطفين، وهذا يقال لها يوم القيامة.
قال أبو صَالح: إذا كان يوم القيامة قيل ادخلي في عبادي وادخلي جنتي (٨).
(٢) ورد معنى قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ١١٩، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٣ أ، "النكت والعيون" ٦/ ٢٧٢، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٧، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٩ برواية أبي صالح عن ابن عباس،"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٨، "الدر المنثور" ٨/ ٤١٤ - ٥١٥، وعزاه إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم.
(٣) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٤) عزاه ابن الجوزي إلى الأكثرين: "زاد المسير" ٨/ ٢٤٨، وقال به الحسن البصري، وعبد الله بن عمرو بن العاص، وابن زيد.
انظر: "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٣ ب، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨١، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٨، "البحر المحيط" ٨/ ٤٧٢.
(٥) بياض في (ع).
(٦) ورد في "جامع البيان" ٣٠/ ١٩١ برواية سيقول لك عند الموت، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٤ أ، "التفسير الكبير" ٣١/ ١٧٩، "الجامع لأحكام القرآن" ١٠/ ٥٨، "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٥٤٥، وقال عنه مرسل، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨١.
(٧) في (أ): (قوله).
(٨) "جامع البيان" ٣/ ١٩٢، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٧.
قوله: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي (٢٩) وَادْخُلِي جَنَّتِي﴾، وهذا لا يكون إلا في الآخرة، فنظم عز وجل خبرًا بخبر في وقت على ظاهره، وهما في وقتين في الباطن (١).
ومن المفسرين من يقول هذا كله، يقال للنفس المطمئنة في الآخرة (٢).
ومعنى "المطمئنة": الآمنة من العذاب (٣)؛ لأن الله أمنها من العذاب يدل هذا على ما ذكر في حرف أبي: (يا أيتها النفس الآمنة المطمئنة) (٤).
وقوله: ﴿ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ﴾ أي إلى ثواب ربك وكرامته (قاله) (٥) الحسن (٦). قال الفراء: إلى ما أعد الله لك من الثواب (٧)، ثم ينتظم بقوله: ﴿فَادْخُلِي فِي عِبَادِي﴾.
(٢) قال بذلك أسامة بن زيد عن أبيه وكلامه قال: بُشرت بالجنة عند الموت ويوم الجمع وعند البعث.
"جامع البيان" ٣٠/ ١٩١.
(٣) قال بذلك الكلبي، ومقاتل. انظر: "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٦، "فتح القدير" ٥/ ٤٤١.
(٤) ورد قوله في "مختصر في شواذ القرآن" لابن خالوية: ١٧٣، "جامع البيان" ٣٠/ ١٩١، "النكت والعيون" ٦/ ٢٧٢، "المحرر الوجيز" ٥/ ٤٨٢.
(٥) في كلا النسختين: (قال).
(٦) "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٤ أب، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٧، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٩، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٨، "تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤١٩.
(٧) "معاني القرآن" ٣/ ٢٦٣ بنصه.
يدل على هذا ما روي عن ابن عباس أنه قرأ: فادخلي في عبدي، على التوحيد (٦).
(٢) "جامع البيان" ٣٠/ ١٩١، "الكشف والبيان" ١٣/ ٩٤ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٤٨٧، "زاد المسير" ٨/ ٢٤٩، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٥٨.
(٣) المراجع السابقة عدا "جامع البيان".
(٤) المراجع السابقة عدا "جامع البيان"، و"الجامع لأحكام القرآن".
(٥) ساقط من (ع).
(٦) "المحتسب" ٢/ ٣٦٠، "مختصر في شواذ القرآن" ١٧٣.
وزارة التعليم العالي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
عمادة البحث العلمي
سلسلة الرسائل الجامعية
-١١٥ -
التَّفْسِيرُ البَسِيْط
لأبي الحسن على بن أحمد بن محمد الواحدي
(ت ٤٦٨ هـ)
من سورة البلد إلى آخر المصحف
تحقيق
د. نورة بنت عبد الله بن عبد العزير الورثان
أشرف على طباعته وإخراجه
د. عبد العزير بن سطام آل سعود | أ. د. تركي بن سهو العتيبي |
وزارة التعليم العالي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
عمادة البحث العلمي
سلسلة الرسائل الجامعية
-١١٥ -
التَّفْسِيرُ البَسِيْط
لأبي الحسن على بن أحمد بن محمد الواحدي
(ت ٤٦٨ هـ)
من سورة البلد إلى آخر المصحف
تحقيق
د. نورة بنت عبد الله بن عبد العزير الورثان
أشرف على طباعته وإخراجه
د. عبد العزير بن سطام آل سعود | أ. د. تركي بن سهو العتيبي |
فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر
الواحدي، علي بن أحمد
التفسير البسيط لأبي الحسن علي بن أحمد بن محمد
الواحدي (ت ٤٦٨)./ نورة بنت عبد الله بن عبد العزيز الورثان،
الرياض ١٤٣٠ هـ.
٢٥ مج. (سلسلة الرسائل الجامعية)
ردمك: ٤ - ٨٥٧ - ٠٤ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (مجموعة)
٩ - ٨٨٠ - ٠٤ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (ج ٢٤)
١ - القرآن تفسير... ٢ - الواحدي، علي بن أحمد
أ- العنوان... ب-السلسلة
ديوي ٢٢٧. ٣... ٨٦٨/ ١٤٣٠
رقم الإيداع: ٨٦٨/ ١٤٣٠ هـ:
ردمك: ٤ - ٨٥٧ - ٠٤ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (مجموعة)
٩ - ٨٨٠ - ٠٤ - ٩٩٦٠ - ٩٧٨ (ج ٢٤)
لأبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي
(ت ٤٦٨ هـ)
[٢٤]
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لأبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الواحدي
(ت ٤٦٨ هـ)