ﰡ
قوله: (يطهرهم من الشرك) أي يزيل عنهم الشبه وفساد العقيدة حتى يصيروا أزكياء. قوله: (مخففة من الثقيلة) أي بدليل وقوع اللام في خبرها. قوله: (عطف على الأميين) أي فهو مجرور، والمعنى: بعث إلى المؤمنين الموجودين، إلى الآتين منهم بعدهم، فليست رسالته خاصة بمن كان موجوداً في زمنه، بل هي عامة لهم ولغيرهم إلى يوم القيامة، وما تقدم في الأميين من قوله: ﴿ يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ﴾ الخ، يجري في قوله: ﴿ وَآخَرِينَ ﴾ لكن التلاوة والتعليم والتزكية بنفسه لمن كان في زمنه، وبالواسطة لمن يأتي بعدهم إلى يوم القيامة. قوله: (أي الموجودين منهم) تفسير للأميين المعطوف عليه، وقوله: (والآتين) تفسير لآخرين، وفي نسخة وآتين وهي مشاكلة لآخرين في عدم التعريف. قوله: ﴿ لَمَّا يَلْحَقُواْ بِهِمْ ﴾ أي في السبق إلى الإسلام والشرف، وهذا النافي مستمر دائماً، لأن الصحابة لا يلحقهم ولا يساويهم في فضلهم أحد ممن بعدهم، ولذا فسر لما بلم، وذلك لأن منفي (لم) أعم من كونه متوقع الحصول أو لا، بخلاف ﴿ لَمَّا ﴾ فمنفيها متوقع الحصول وليس مراداً. قوله: (والاقتصار عليهم) أي على التابعين في تفسير الآخرين، وهو جواب عما يقال: ما حكمة الاقتصار على التابعين الذين هم أفضل ممن بعدهم، لزم منهم تفضيلهم على جميع الناس إلى يوم القيامة، لأن كل قرن خير مما يليه قوله: (ممن بعث إليهم) بيان لقوله: (من عداهم) وقوله: (من جميع) الخ، بيان لقوله: (ممن بعث إليهم). قوله: (لأن كل قرن) تعليل لقوله: (كاف). قوله: ﴿ ذَلِكَ ﴾ أي ما ذكر من تفضيل الرسول وقومه. قوله: (النبي) تفسير لمن يشاء، وقوله: (ومن ذكر معه) هم الأميون والآخرون.
قوله: (تعلق بتمنوا الشرطان) أي وهما ﴿ إِن زَعمْتُمْ ﴾ ﴿ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾.
قوله: (على الأول قيد في الثاني) أي شرط فيه، وهذا إشارة لقاعدة، وهي أنه إذا اجتمع شرطان، وتوسط الجواب بينهما، كان الأول قيداً في الثاني، وأما إن تأخر الجواب عنهما معاً؛ أو تقدم عليهما معاً، فإن الثاني يكون قيداً في الأول نحو: إن دخلت دار زيد، إن كلمت زوجته، فأنت طالق، فلا تطلق إلا بكلام الزوجة الكائن بعد دخول الدار، وأما دخول الدار وحده، أو الكلام خارج الدار، فلا تطلق به. قوله: (ومبدؤها) أي طريقها. قوله: ﴿ وَلاَ يَتَمَنَّونَهُ ﴾ عبر هنا بلا، وفي البقرة بلن، حيث قال:﴿ وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً ﴾[البقرة: ٩٥] إشارة إلى أنه نفى عنهم التمني، على كل حال مؤكداً كما في البقرة، وغير مؤكد كما هنا. قوله: ﴿ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْديهِمْ ﴾ الباء سببية متعلقة بالنفي. قوله: (من كفرهم) بيان لما. قوله: ﴿ ٱلَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ ﴾ أي تخافون من تمنيه، مخافة أن ينزل بكم فتؤخذوا بأعمالكم. قوله: (الفاء زائدة) هذا أحد الوجهين، والثاني أنها داخلة لما تضمنه الاسم من معنى الشرط، وحكم الموصوف بالموصول حكم الموصول. قوله: (السر والعلانية) لف ونشر مرتب.