ﰡ
﴿ سبح اسم ربك الأعلى ١ الذي خلق فسوّى ٢ والذي قدّر فهدى ٣ والذي أخرج المرعى ٤ فجعله غثاء أحوى ٥ سنقرئك فلا تنسى ٦ إلا ما شاء الله إنه يعلم الجهر وما يخفى ٧ ونيسّرك لليسرى ٨ فذكّر إن نّفعت الذكرى ٩ سيذّكّر من يخشى ١٠ ويتجنّبها الأشقى ١١ الذي يصلى النار الكبرى ١٢ ثم لا يموت فيها ولا يحيى ﴾.
قوله :﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ أي عظّم ربك الأعلى. وقيل : نزّه ربك عن السوء والنقص وعما لا يليق بجلاله العظيم. والأعلى من العلو وهو القهر والاقتدار. وقد روي عن الإمام أحمد عن عقبة بن عامر الجهني : لما نزلت ﴿ فسبح باسم ربك العظيم ﴾ قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اجعلوها في ركوعكم " فلما نزلت ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ قال : " اجعلوها في سجودكم ".
٢ مختار الصحاح ص ١٦٤..
قوله :﴿ إنه يعلم الجهر وما يخفى ﴾ الله يعلم كل أعمالك يا محمد، سرها وعلانيتها. ويعلم منها ما ظهر وما بطن. أو يعلم ما أسررتم وما أعلنتم من أقوالكم وأفعالكم. وقيل : يعلم أنك تجهر بالقراءة مع قراءة جبريل خشية التفلّت. والله يعلم جهرك معه وما في نفسك مما يحملك على الجهر. فلا تفعل فإني كافيك ما تخافه.
قوله :﴿ قد أفلح من تزكّى ﴾ يعني فاز وأدرك مبتغاه من تطهر من دنس الشرك والمعاصي. وقيل : المراد بذلك صدقة الفطر فإنها طهرة لمن يؤذيها، إذ يتطهر بها من الذنوب. وقيل : المراد زكاة الأموال كلها. وقيل : المراد زكاة الأعمال وليس الأموال. والمعنى : طهّر أعماله من الرياء والتفريط.