تفسير سورة النصر

الصحيح المسبور
تفسير سورة سورة النصر من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور المعروف بـالصحيح المسبور .
لمؤلفه حكمت بشير ياسين .

سورة النصر
لقوله تعالى (إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (١) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا)
قال الحاكم: حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب، ثنا إبراهيم بن مرزوق، ثنا أبو داود، ثنا شعبة أخبرني عمرو بن مرة سمعت أبا البختري يحدث عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: لما نزلت هذه السورة (إذا جاء نصر الله والفتح) قرأها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حتى ختمها ثم قال: "أنا وأصحابي خير والناس خير لا هجرة بعد الفتح".
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. (المستدرك ٢/٢٥٧- ك التفسير) ووافقه الذهبي وعزاه الهيثمي إلى أحمد والطبراني بأطول من هذا ثم قال: ورجال أحمد رجال الصحيح (مجمع الزوائد ٥/٢٥٠).
أخرج مسلم عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قال لي ابن عباس: تعلم آخر سورة نزلت من القرآن، نزلت جميعاً؟ قلت: نعم (إذا جاء نصر الله والفتح) قال: صدقت.
(الصحيح - التفسير ٤/٢٣١٨ ح ٣٠٢٤).
قال النسائي: أنا عمرو بن منصور، نا محمد بن محبوب، نا أبو عوانة، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: لما نزلت (إذا جاء نصر الله والفتح) إلى أخر السورة قال: نعيت لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - نفسه حين أنزلت، فأخذ في أشد ما كان اجتهاداً في أمر الآخرة. وقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعد ذلك: "جاء الفتح وجاء نصر الله، وجاء أهل اليمن" فقال رجل: يا رسول الله، وما أهل اليمن؟ قال: " قوم رقيقة قلوبهم، لينة قلوبهم، الإيمان يمان، والحكمة يمانية، والفقه يمان".
(التفسير ٢/٥٦٦-٥٦٧ ح ٧٣٢)، وأخرجه الدارمي (السنن ١/٣٧- المقدمة) من طريق عباد ابن العوام، عن هلال به نحوه. وأخرجه الطبري (التفسير ٣٠/٣٣٢) من طريق الزهري، عن أبي حازم، عن ابن عباس، دون ذكر نصفه الأول. وعزاه الهيثمي للطبراني في الأوسط والكبير من طريق النسائي المتقدمة، ثم قال: وأحد أسانيده رجاله رجال الصحيح (مجمع الزوائد ٩/٢٢) وللحديث شاهد عن أبي هريرة، أخرجه أحمد (المسند ح ٧٧٠٩) من طريق هشام بن حسان، عن محمد، عن أبي هريرة به مختصراً، قال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح. وصححه محققا تفسير النسائي بشواهد.
677
قال مسلم: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا: حدثنا أبو معاوية، عن الأعمش عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة قالت: كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكثر أن يقول قبل أن يموت: "سبحانك وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك".
قالت: قلتُ: يا رسول الله! ما هذه الكلمات التي أراك أحدثتها تقولها؟
قال: "جُعلت لي علامة في أمتي إذا رأيتها قلتها إذا جاء نصر الله والفتح" إلى أخر السورة.
(الصحيح ١/٣٥١ ح بعد، ٤٨٤- ك الصلاة، ب ما يقال في الركوع والسجود).
أخرج البخاري بسنده عن ابن عباس قال: كان عمر يدخلني مع أشياخ بدر... قال: ما تقولون في قول الله تعالى (إذا جاء نصر الله والفتح) فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم، فلم يقل شيئا، فقال لي: أكذاك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا، قال: فما تقول؟
قلت: هو أجل رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أعلمه له، قال (إذا جاء نصر الله والفتح) - وذلك علامة أجلك - (فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا) قال عمر: لا أعلم منها إلا ما تقول.
(الصحيح - ك التفسير، ب فسبح بحمد ربك واستغفره ح ٤٩٧٠).
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (إذا جاء نصر الله والفتح) قال: فتح مكة.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (في دين الله أفواجاً) قال: زمراً زمراً.
أخرج الطبري بسنده الصحيح عن مجاهد (واستغفره إنه كان تواباً) قال: اعلم أنك ستموت عند ذلك.
678
Icon