ﰡ
-[٦٨٦]- ﴿يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ﴾ المنزلة من لدنه؛ بواسطة ملائكته عليهم السلام ﴿وَيُزَكِّيهِمْ﴾ يطهرهم من دنس الشرك، وخبائث الجاهلية ﴿وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ﴾ القرآن ﴿وَالْحِكْمَةَ﴾ الأحكام، وما يليق بذوي الأفهام ﴿وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ﴾ إرساله إليهم ﴿لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ﴾ فقد كانوا يئدون بناتهم خشية الإملاق؛ فعرفهم أن خالقهم قد تكفل بأرزاقهم ﴿نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم﴾ وكانوا يرثون النساء ويعضلوهن؛ فنهاهم عن ذلك، وأمرهم بإكرامهن ﴿لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَآءَ كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ﴾ وكانوا يصنعون أصنامهم بأيديهم، ثم يعبدونها. فقبح عملهم، وسفه أحلامهم ﴿أَتَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ﴾ ﴿أَتَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلاَ نَفْعاً﴾ ﴿إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ﴾
لم يوفق موفق قط إلا
جاءه عن طريقه التوفيق
﴿لَمَّا﴾ لم ﴿يَلْحَقُواْ بِهِمْ﴾ في السابقة والفضل وهل يستوي من تمتع بصحبة الرسول، وفاز بطلعته؛ بمن لم يره؟ والمعنى: لم يلحقوا بهم، وسيلحقون بهم في الجنة، أو سيلحقون بهم إذا اهتدوا بهديهم، وساروا على طريقتهم ﴿ذَلِكَ﴾ الفضل الذي أسبغه الله تعالى على من فاز بصحبة النبي ورؤيته؛ فذلك
-[٦٨٧]- ﴿وَذَرُواْ الْبَيْعَ﴾ اتركوا التجارة الخاسرة، واسعوا إلى التجارة الرابحة
رزقه؛ بالسعي في مصالحكم، أو أريد بفضل الله: العلم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ