ﰡ
البَلاَغَة: تضمنت السورة الكريمة وجوهاً من البديع والبيان نوجزها فيما يلي:
١ -
٢ - إِطلاق العموم وإِرادة الخصوص ﴿وَرَأَيْتَ الناس﴾ لفظ الناس عام والمراد به العرب.
٣ - دين الله هو الإِسلام ﴿يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله﴾ وأضافه اليه تشريفاً وتعظيماً، كبيت الله وناقة الله.
٤ - صيغة المبالغة ﴿إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾ لأن صيغة «فعال» للمبالغة.
تنبيه: هذه السورة الكريمة فيها نعيُ النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ولهذا تسمى سورة (التوديع) وحين نزلت قال رسول الله صلى اله عليه وسلم لعائشة: ما أراه إِلا حضور أجلي، وقال ابن عمر: نزلت هذه السورة بمنى في حجة الوداع، ثم نزلت ﴿اليوم أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾ [المائدة: ٣] الآية فعاش بعدهما النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ ثمانين يوماً. وروى الإِمام البخاري عن ابن عباس قال: «كان عمر يدْخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم تدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله؟ فقال: إِنه من علمتم!! فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم قال فما رأيت أنه دعاني إِلا ليريهم فقال عمر: ما تقولون في قول الله تعالى ﴿إِذَا جَآءَ نَصْرُ الله والفتح﴾ ؟ فقال بعضهم: أُمرنا بأن نحمد الله ونستغفره إِذا نصرنا وفتح علينا، وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً، فقال لي: أكذا تقول يا ابن عباس؟ قلت: لا قال: فما تقول؟ قلت: هو أجل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ أعلمه إياه فقال ﴿إِذَا جَآءَ نَصْرُ الله والفتح﴾ فذلك علامة أجلك ﴿فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ واستغفره إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً﴾ فقال عمر: والله ما أعلم منها إِلا ما تقول».