١- قال الشافعي : يتعوذ١ فيقول : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم يقرا مرتلا بأم القرآن ويبتدئها ب ﴿ بِسْمِِ اِللَّهِ اِلرَّحْمانِ اِلرَّحِيمِ ﴾، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قرا بأم القرآن ؛ وعدها آية٢. ( مختصر المزني : ١٤. )
ــــــــــــ
٢- قال الشافعي :﴿ بِسْمِِ اِللَّهِ اِلرَّحْمانِ اِلرَّحِيمِ ﴾ الآية السابعة، فإن تركها، أو بعضها، لم تجزه الركعة التي تركها فيها.
قال الشافعي : وبلغني أن ابن عباس رضي الله عنهما كان يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يفتتح القراءة ب ﴿ بِسْمِِ اِللَّهِ اِلرَّحْمانِ اِلرَّحِيمِ ﴾ ٣. ( الأم : ١/١٠٧. ون معرفة السنن والآثار : ١/٥١٠ و ١/٥١٥. )
ــــــــــــ
قال الشافعي : أخبرنا عبد المجيد بن عبد العزيز٤، عن ابن جُريج٥ قال : أخبرني أَبي، عن سعيد ابنِ جُبير٦ ﴿ وَلَقَدَ ـاتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ اَلْمَثَانِى ﴾٧ قال : هي أم القرآن. قال أبي : وقرأها عَلَيَّ سعيد بن جبير حتى ختمها، ثم قال :﴿ بِسْمِِ اِللَّهِ اِلرَّحْمانِ اِلرَّحِيمِ ﴾ الآية السابعة. قال سعيد : فقرأها عَلَيَّ ابن عباس كما قرأتها عليك ثم قال :﴿ بِسْمِِ اِللَّهِ اِلرَّحْمانِ اِلرَّحِيمِ ﴾ الآية السابعة. قال ابن عباس : فَذَخَرَهَا٨ لكم، فما أخرجها لأحد قبلكم٩.
٢ - قال ابن العربي: اتفق الناس على أنها آية من كتاب الله تعالى في سورة النمل، واختلفوا في كونها في أول كل سورة، فقال مالك وأبو حنيفة: ليست في أوائل السور بآية، وإنما هي استفتاح ليُعْلم بها مبتدأها. وقال الشافعي: هي آية في أول الفاتحة قولا واحدا؛ وهل تكون آية في أول كل سورة؟ اختلف قوله في ذلك... ويكفيك أنها ليست بقرآن للاختلاف فيها، والقرآن لا يختلف فيه، فإن إنكار القرآن كفر. أحكام القرآن: ١/٥-٦. ون عيون المجالس: ١/٢٩٢. وتهذيب المسالك في نصرة مذهب مالك: ٢/١٥٠-١٥١..
٣ - كنز العمال: ٨/١١٩ (ر٢٢١٨٥) والراوي هو ابن عمر وليس ابن عباس. والحديث الذي رواه ابن عباس (ر٢٢١٨٣) وفيه: عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى فجهر ب ﴿بِسْمِِ اِللَّهِ اِلرَّحْمانِ اِلرَّحِيمِ﴾. وعن عمرو بن دينار: أن ابن عباس وابن عمر كانا يفتتحان ب ﴿بِسْمِِ اِللَّهِ اِلرَّحْمانِ اِلرَّحِيمِ﴾ (ر٢٢١٨٠). ورواه أحمد في مسند ابن عباس..
٤ - عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد. عن: أبيه، وابن جريج، وأيمن بن نابل. وعنه: كثير بن عبيد، والزبير بن بكار. قال أحمد: ثقة يغلو في الإرجاء. وقال أبو حاتم: ليس بالقوي. ت سنة ٢٠٦هـ. الكاشف: ٢/٢٠٠. ون التهذيب: ٥/٢٨٣. وقال في التقريب: صدوق يخطئ وكان مرجئا. وتعقبه صاحب التحرير: ٢/٣٧٩ فقال: بل ثقة، أخطا في أحاديث كما يخطئ الناس، وهو من أثبت الناس في ابن جريج، وإنما نقم عليه الإرجاء، فضعفه بعضهم بسبب ذلك، وقد أطلق توثيقه: أحمد بن حنبل، وابن معين، وأبو داود، والنسائي، والخليلي. وقال ابن عدي: وعامة ما أنكر عليه الإرجاء..
٥ - عبد الملك بن عبد العزيز بن جُريج، أبو الوليد، وأبو خالد القرشي مولاهم المكي الفقيه، أحد الأعلام. عن: مجاهد، وعطاء، وابن أبي مُلَيْكَةَ. وعنه: القطان، وروح، وحجاج. قال ابن عيينة: سمعته يقول: ما دون العلم تدويني أحد، ت سنة ١٥٠هـ. وكان يبيح المتعة ويفعلها. الكاشف: ٢/٢٠٤. ون التهذيب: ٥/٣٠٣. وقال في التقريب: ثقة فقيه فاضل، وكان يدلس ويرسل..
٦ - سعيد بن جُبير الوَالِبِي، مولاهم أبو محمد، وأبو عبد الله، أحد الأعلام. عن: ابن عباس، وعبد الله بن مغفل. وعنه: الأعمش، وأبو بِشر، وأمم. قتل في شعبان شهيدا سنة ٩٥هـ. الكاشف: ١/٣١٠. ون التهذيب: ٣/٣٠٦. وقال في التقريب: ثقة ثبت فقيه..
٧ - الحجر: ٨٧..
٨ - فَذَخَرَها لكم: أي اختصكم بها تفضلا منه سبحانه وتكرما..
٩ - رواه الشافعي في المسند (ر٢٢٢). والبيهقي في كتاب الصلاة باب: الدليل على أن ﴿ بِسْمِِ اِللَّهِ اِلرَّحْمانِ اِلرَّحِيمِ﴾ آية تامة من الفاتحة ٢/٤٥، وروى كذلك في نفس الصفحة: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: « الحمد لله رب العالمين سبع آيات إحداهن بِسْمِِ اِللهِ اِلرَّحْمَنِ اِلرَّحِيمِ. وهي السبع المثاني والقرآن العظيم وهي أم القرآن وهي فاتحة الكتاب ». وعنه أيضا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :« إذا قرأتم الحمد لله فاقرأوا بِسْمِِ اِللَّهِ اِلرَّحْمانِ اِلرَّحِيمِ، إنها أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني، و بِسْمِِ اِللَّهِ اِلرَّحْمانِ اِلرَّحِيمِ إحداها »..