تفسير سورة الفاتحة

تفسير غريب القرآن للكواري
تفسير سورة سورة الفاتحة من كتاب تفسير غريب القرآن - الكواري المعروف بـتفسير غريب القرآن للكواري .
لمؤلفه كَامِلَة بنت محمد الكَوارِي .
• البسملة: قَوْلُ العَبْدِ: بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.
﴿بِسْمِ﴾ لفظٌ جُعِلَ علامة على مسمًّى يُعْرَف به ويَتَمَيَّز عن غيره.
﴿اللهِ﴾ اسم عَلَم على ذَاتِ الرَّبّ تبارك وتعالى ويُعَرفُ به.
﴿الرَّحْمنِ﴾ اسْمٌ من أسْمَاء الله تعالى مُشْتَقّ من الرَّحمة، دَالّ على كثرتها فيه تَعَالَى.
﴿الرَّحِيمِ﴾ اسمُ وصِفَةُ الله تعالى مُشْتَق من الرحمة، ومعناه: ذو الرحمة بعباده المُفِيضها عليهم في الدنيا والآخرة.
﴿الحَمْدُ﴾ مرادف للشكر على قول «الطبري»، والأكثرون ذهبوا إلى أن الحمد أعَمّ من الشكر من حيث ما يَقَعَانِ عليه؛ لأنه يكون على الصفات اللازمة والمتعَدِّيَة نقول: حَمَدْتُهُ لِفُرُوسِيَّتِهِ وَلِكَرَمِهِ، فهو أعَمّ موردًا وأخص متعلقًا؛ لأنه لا يكون إلا بالقول، وأما الشُّكْرُ فَهُوَ أعَمُّ مُتعلقًا؛ لأنه يكون بالقول والفعل والنية، وأخص موردًا؛ لأن مورده النعمة فقط فلا يكون إلا على الصفات المتعدية، كَشَكَرْتُهُ على كَرَمِهِ وإِحْسَانِهِ.
﴿الحَمْدُ للهِ﴾ ثَنَاءٌ أثْنَى الله به على نَفْسِهِ، وفي ضمنه أمر عباده أن يثنوا عليه، فكأنه قال: قولوا: الحمد لله.
﴿رَبِّ﴾ السيد، المالك، المتصرف، المصلح، مُرَبّي الخلق بالنعم.
﴿الْعَالَمِينَ﴾ كل موجود سوى الله، وهو جَمْعٌ لَا وَاحِدَ له من لفظه مثل: (رَهْط وَقَوْم)، وقال «الفراء» و «أبو عبيدة»: العَالَم: عبارة عَمَّنْ يَعْقِلُ، وهُمْ أَرْبَع أمم: الإنس، والجن، والملائكة، والشياطين، ولا يقال للبهائم عَالَم؛ لأن هذا جمع من يعقل خاصة.
﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾ يوم الجَزَاءِ والحساب، ومنه (مَنْ دَانَ نَفْسَهُ) أي: حَاسَبَ، وتخصيص الملك بيوم الدين لا ينفي ما عداه؛ لأنه رَبُّ العالمين، وذلك عام في الدنيا والآخرة، وإنَّما أضِيفَتْ إلى يوم الدين؛ لأنه لا ملك ظاهرٌ فيه لأحد إلا الله.
﴿صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِمْ﴾ هم المذكورون في سورة النساء (الآيتين: ٧٠: ٦٩) حيث قال: ﴿وَمَن يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (٦٩) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفَى بِاللهِ عَلِيمًا (٧٠)﴾.
﴿المَغضُوبِ عَلَيهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ﴾ كُلٌّ مِنَ اليهود والنصارى، لَكِن أخَصّ أوصاف اليهود: الغضب عليهم، وأخصّ أوصاف النصارى الضَّلَال.
7
سُورة البَقَرَة
Icon