تفسير سورة العصر

البسيط للواحدي
تفسير سورة سورة العصر من كتاب التفسير البسيط المعروف بـالبسيط للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ

(تفسير) (١) سورة والعصر (٢) (٣)

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - ﴿وَالْعَصْرِ﴾ قال ابن عباس: يريد والدهر (٤). قال الفراء: هو (٥) الدهر أقسم الله به (٦)، قال (٧) قتادة: أراد آخر ساعة من ساعات النهار (٨)، وهو رواية مجاهد عن ابن عباس قال: العصر ما يلي المغرب
(١) ساقط من (ع).
(٢) وفيها قولان: أحدهما: أنها مكية، قاله ابن عباس، وابن الزبير والجمهور.
والآخر: أنها مدنية، قاله مجاهد، وقتادة، ومقاتل.
"زاد المسير" ٨/ ٣٠٣، "النكت والعيون" ٦/ ٣٣٣، "البحر المحيط" ص ٥٠٩.
(٣) في (أ): (العصر)؛ بغير واو.
(٤) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٤٦ ب، "النكت والعيون" ٦/ ٣٣٣، "معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٢، "المحرر الوجيز" ٥/ ٥٢٠، "زاد المسير" ٨/ ٣٠٣، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٧٨، "لباب التأويل" ٤/ ٤٠٥، "البحر المحيط" ٨/ ٥٠٩.
(٥) في (ع): (وهو).
(٦) "معاني القرآن" ٣/ ٢٨٩ نجصه.
(٧) مكررة في (أ).
(٨) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٩٤، "الكشف والبيان" ١٣/ ١٤٦ ب، "معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٢، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٧٩، "الدر المنثور" ٨/ ٦٢٢ وعزاه إلى ابن المنذر، وابن أبي حاتم، و"فتح القدير" ٥/ ٤٩١، و"فتح الباري" ٨/ ٧٢٩ بنحوه.
293
من النهار (١).
قال (٢) ابن كيسان: هو الليل والنهار (٣). وهذا قول المفسرين (٤).
والعصر بهذه (٥) المعاني صحيح في اللغة؛ (يقال للدهر: العَصْرُ، والعِصْرُ، (والعُصْرُ) (٦)، أنشد ابن السكيت (٧):
ثم اتَّقَى وأيَّ عصرٍ يتَّقِى بِعُلْبَةٍ وقَلْعِهِ المُعَلَّقِ (٨) (٩)
ويقال لليوم، والليلة، والغداة، والعشي: العصر.
قال حميد بن ثور:
ولن يلبثَ العَصْرانِ يومٌ وليلةٌ إذا طَلَبا أن يُدرِكا ما تَيَمَّما (١٠)
(١) "بحر العلوم" ٣/ ٥٠٨، "معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٢، "الدر المنثور" ٨/ ٦٢٢ بمعناه، وعزاه إلى ابن المنذر، "تهذيب اللغة" ٢٠/ ١٣.
(٢) في (ع): (وقال).
(٣) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٤٦ ب.
(٤) قال بذلك ابن عباس في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٨٩.
(٥) في (ع): (هذه).
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) نسبة صاحب اللسان إلى أبي محمد الفقعسي، ٨/ ٢٩١ (قلع).
(٨) ورد البيت في: "إصلاح المنطق" ٣١، "لسان العرب" ٨/ ٢٩١ (قلع).
ومعنى البيت كما في اللسان: "أي" وأي زمان يتقى، وجمعه قِلعه وقِلاع، وهو الكِنْف يكون فيه زاد الراعي وقناعه.
(٩) ما بين القوسين نقلاً عن "إصلاح المنطق" ٣١.
(١٠) ورد البيت في ديوانه، "إصلاح المنطق" ٣٩٤، "تهذيب اللغة" ٢/ ١٣ (عصر) غير منسوب، و"الصحاح" ٢/ ٧٤٨ (عصر)، و"لسان العرب" ٤/ ٥٧٦ (عصر)، و"تاج العروس" ٣/ ٤٠٤ (عصر)، "البحر المحيط" ٨/ ٥٠٢، "فتح القدير" ٥/ ٤٩١، و"روح المعاني" ٣٠/ ٢٢٨، "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٥٩ من غير نسبة، و"الحجة" ٦/ ٤٤.
294
(فإبداله اليوم، والليلة من "العصران" يدل على أنهما العصران) (١)، أنشد (٢) ابن السكيت:
وأمطُلُهُ العَصْرَيْنِ حتَّى يملَّنِي... ويرضى بنِصفِ الدّينِ والأنفُ رَاغِمُ (٣) (٤)
قال: العصران: الغداة والعشي (٥).
قال الليث: والعصر العشي، وأنشد:
تروَّحْ بنا يا عمر... وقد قَصُرَ العَصْر (٦)
قال: وبه سميت صلاة (العصر) (٧) (٨).
وقال أهل المعاني في "العصر" بجميع هذه المعاني عبرة للناظرة من جهة مرور الليل والنهار؛ على تقدير الأدوار من جهة أخذ (٩) النهار في
(١) ما بين القوسين نقله عن "الحجة" ٦/ ٤٤٠.
(٢) في (ع): (وأنشد).
(٣) في (ع): (راعم).
(٤) ورد البيت غير منسوب في "إصلاح المنطق" ٣٩٥، و"تهذيب اللغة" ٢/ ١٣ (عصر)، و"الصحاح" ٢/ ٧٤٩ (عصر)، و"لسان العرب" ٤/ ٥٧٦ (عصر)، و"تاج العروس" ٣/ ٤٠٤ (عصر)، وقال: قال الصاغاني: والصواب في الرواية: ويرضى بنصف الدين في غير نائل. ونسبه لعبد الله بن الزبير الأسدي.
(٥) " إصلاح المنطق" ص ٣٩٤ بنصه.
(٦) عجز البيت:
وفي الرَّوحة الأولى الغنيمة والأجر
وقد ورد غير منسوب في "تهذيب اللغة" ٢/ ٤ (عصر)، و"لسان العرب" ٤/ ٥٧٦ (عصر)، "تاج العروس" ٣/ ٤٠٤ (عصر)، "النكت والعيون" ٦/ ٣٣٣.
(٧) ساقط من (ع).
(٨) "تهذيب اللغة" ٢/ ١٣ - ١٤ (عصر).
(٩) في (أ): (جهد).
295
التقضي، والليل في المجيء (١).
وقال أبو إسحاق: وقال بعضهم معناه (٢): ورب العصر، كما قال: (فورب السماء والأرض) (٣) (٤).
وقال مقاتل: يعني صلاة العصر أقسم الله بصلاة العصر، وهي الصلاة الوسطى (٥)، فقال:
٢ - ﴿إِنَّ الْإِنْسَانَ﴾.
وقال أبو عبيدة (٦)، والزجاج (٧)، وغيرهما (٨): "الإنسان" هاهنا في معنى الناس، وهو اسم الجنس يقع على الجميع كقولهم: كثر الدرهم في أيدي الناس.
قوله تعالى: ﴿لَفِي خُسْر﴾.
(١) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير نسبة في: "الوسيط" ٤/ ٥٥.
(٢) بياض في (ع).
(٣) سورة الذاريات: ٢٣.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٦٠.
(٥) "تفسير مقاتل" ٢٥٠ أ، "الكثسف والبيان" ١٣/ ١٤٦ ب، "النكت والعيون"، ٦/ ٣٣٣، "معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٢ - ٥٢٣، "زاد المسير" ٨/ ٣٠٣، "التفسير الكبير" ٣٢/ ٨٥، "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٧٩ و"فتح القدير" ٥/ ٤٩١، "روح المعاني" ٣٠/ ٢٢٧، ورجحه الزمخشري في "الكشاف" ٤/ ٣٢٣.
(٦) "مجاز القرآن" ٢/ ٣١٠.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٥٩.
(٨) وقال به محمد بن كعب القرظي، قال: يعني الناس كلهم، "بحر العلوم" ٣/ ٥٠٨، وذهب إليه الطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٢٩٠، والماوردي في "النكت والعيون" ٦/ ٣٣٣، ورجحه الشوكاني في "فتح القدير" ٥/ ٥١٥.
الخسر: كالخسران، وهو النقصان، وذهاب رأس المال (١).
وذكر في تفسير الخسر -هاهنا- قولان:
أحدهما: إن هذا الخسر في الدنيا، وهو الضلال.
والمعنى: أن كل إنسان؛ يعني الكافر لاستثنائه المؤمنين في الآية الثانية، لفي ضلال حتى يموت فيه، فيدخل الناس. وهذا قول مقاتل (٢).
وقال الفراء: لفي عقوبة بذنوبه، وأن يخسر أهله، ومنزله، وماله في الجنة (٣).
-وهذا الخسر إنما هو في الآخرة- وقال أهل المعاني: الخسر هلاك رأس المال، والإنسان في هلاك نفسه وعمره وهما أكثر رأس المال؛ إلا المؤمن العامل بطاعة ربه (٤)، وهو قوله:
٣ - ﴿إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا﴾ وذكر المفسرون في الإنسان التعيين والتخصيص، فقال: عطاء عن ابن عباس: يريد جماعة من المشركين: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن عبد المطلب (٥).
وقال مقاتل: نزلت في أبي لهب (٦).
(١) قال بنحو ذلك ابن قتيبة في "تأويل مشكل القرآن" ص ٣٤٢، وانظر "تفسير غريب القرآن" له أيضًا ص ٥٣٨، قال: الخسران: النقصان، كذلك ابن شجرة في: "النكت والعيون" ٦/ ٣٣٤، والثعلبي في "الكشف والبيان" ١٣/ ١٤٦ ب.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في "التفسير الكبير" ٣٢/ ٨٧.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٢٨٩ بنحوه.
(٤) لم أعثر على مصدر لقولهم، وقد ورد بنص عبارتهم من غير عزو في "الوسيط" ٤/ ٥٥١، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٣، و"زاد المسير" ٨/ ٣٠٤.
(٥) "التفسير الكبير" ٣٢/ ٨٦، وورد من غير عزو في "فتح القدير" ٥/ ٤٩١.
(٦) "تفسير مقاتل" ٢٥٠ أ، "التفسير الكبير" ٣٢/ ٨٦.
297
وروي مرفوعًا أنه أبو جهل (١).
وهذا يحمل على أن هؤلاء ممن عني بلفظ الإنسان؛ لأن اللفظ اختص بهم لمكان استثناء المؤمنين من الإنسان.
والمعنى: إلا الذين صدقوا الله ورسوله وعملوا بطاعته.
﴿وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ﴾
أوصى بعضهم بعضًا بالقرآن، (قاله الكلبي (٢)، والحسن (٣)) (٤).
وقال مقاتل: بتوحيد الله (٥). وهو اختيار أبي إسحاق، قال: تواصوا بالإقامة على توحيد الله، والإيمان بنبيه -صلى الله عليه وسلم- (٦).
(وقوله) (٧): ﴿وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ﴾.
قال ابن عباس: بالصبر عن (٨) معاصي الله، وعلى فرائض الله (٩).
وروي مرفوعًا: أن المراد بـ: "الذين آمنوا": أبو بكر، و"عملوا
(١) "التفسير الكبير" ٣٢/ ٨٦، "الدر المنثور" ٨/ ٦٢٢ موقوفًا على ابن عباس، وعزاه إلى ابن مردويه.
(٢) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٣) ورد بمعنى قوله في "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٣٩٤، "جامع البيان" ٣٠/ ٢٩، "معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٣.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) "تفسير مقاتل" ٢٥٠ أ، "الكشف والبيان" ١٣/ ١٤٧ أ، "معالم التنزيل" ٤/ ٥٢٣، "زاد المسير" ٨/ ٣٠٤ - هامش عن النسخة الأزهرية.
(٦) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٥٩ بنصه.
(٧) ساقط من (أ).
(٨) في (أ): (على).
(٩) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد من غير عزو في "فتح القدير" ٥/ ٣٥٩.
298
الصالحات" عمر "وتواصوا (بالحق) عثمان، و (تواصوا) (١) بالصبر" علي رضي الله عنهم. (٢)
وقال أبو حاتم: قرأ أبو عمرو بالصَّبر "بشمم الباء شيئًا (من الجر) (٣) ولا يُشبع (٤).
قال أبو علي: (وهما مما لا يجوز في الوقف، ولا يكون في الوصل إلا على إجراء الوصل مُجرى الوقف، وهذا لا يكاد يكون في القراءة، وعلى هذا قول الشاعر (٥):
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) وقد ورد في: "بحر العلوم" ٣/ ٥٠٨ - ٥٠٩، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ١٨٠ موقوفاً على ابن عباس، وذكره ابن جماعة في "غرر البيان" ٥٤٨، ولم ينسبه للنبي -صلى الله عليه وسلم- وذكره نحوه ابن تيمية في "مقدمته في أصول التفسير" ص ٨٨، وعدّه -وأمثاله- من الخرافات التي تتضمن تفسير اللفظ بما لا يدل عليه بحال. وانظر "الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"؛ تح: صفوان داوودي ص ١٢٣١.
(٣) ساقط من (أ).
(٤) وهو من باب الوقف بالنقل؛ حيث يقف على الصبر، وينقل حركة الراء إلى الساكن قبلها، وهي لغة سائغة.
انظر: "الكتاب" لسيبويه ٤/ ١٧٣، و"البحر المحيط" ٨/ ٥٠٩، و"علل النحويين" ٢/ ٧٩٥ ويراد بالإشمام هو: ضم الثسفتين وبعيد التسكين (إشارة إلى الضم) مع بعض انفراج بينهما ليخرج منه النفس، ولا يدرك لغير البصير، أي أنه يرى رؤية، ولا يسمع له صوت. "حق التلاوة" لحسني الشيخ عثمان ص ٩٠.
وقال أبو منصور: كان هذا من اختلاس أبي عمرو، ولم يرو هذا لأبي عمرو، والقراءة بسكون الباء. "القراءات وعلل النحويين فيها" ٢/ ٧٩٥.
(٥) هو أبو النجم العجلي الراجز، هو الفضل بن قدامة بن عبيد الله.. بن عِجل بن لجيم. انظر: "جمهرة أنساب العرب" ص ٣١٤ وقد تقدمت ترجمته في سورة النساء.
299
فقرَّبْنَ هذا وهذا أزحِلُهْ (١)
وأنشد سيبوية: (٢)
أنا ابن ماوية إذ جد النقر (٣)
(١) عجز البيت:
ولا يقول رأيت البكر
ورد البيت في: "كتاب سيبويه" ٤/ ١٨٠، "المفصل" ٩/ ٧١ برواية زُحِلُّة، و"الكامل" ٢/ ٦٩٣، والشاهد: نقل حركة الهاء إلى الساكن قبلها. "المفصل" ٢/ ٧٢.
قال شارح المفصل: اعلم أنه يجوز في الوقف الجمع بين ساكنين، لأن الوقف يمكن الحرف ويستوفى صوته، ويوفره على الحرف الموقوف عليه فيجري ذلك مجرى الحركة لقوة الصوت واستيعابه، كما جرى المد في حروف المد مجرى الحركة، وليس كذلك الوصل، لأن الآخذ في متحرك بعد الساكن يمنع من امتداد الصوت لصرفه إلى ذلك المتحرك... ثم قال: ومن الناس من يكره اجتماع الساكنين في الوقف؛ كما يكره ذلك في الوصل فيأخذ في تحريك الأول؛ لأنه هو المانع من الوصل إلى الثاني، فحركوه بالحركة التي كانت له في حال الوصل، فإن كان مرفوعًا حولوا الضمة إلى الساكن قبله، ويكون في ذلك تنبيه على أنه كان مرفوعًا وخروج عن عهدة الساكنين... إلخ. "المفصل" ٩/ ٧١.
(٢) لبعض السعديين كما هو عند سيبويه فدكى بن أعبد بن أسعد بن منقر كما في جمهرة ابن حزم. ومراجع أخرى نسبته إلى عبيد الله بن ماوية الطائي، أو عبيد بن معاوية الطائي، كما في اللسان، وعجزه:
وجاءت الخيل أثافيَّ زُمَرْ
(٣) وقد ورد البيت في: "جمهرة ابن حزم" ص ٢١٧، و"كتاب سيبوية" ٤/ ١٧٣، و"الإنصاف" ٢/ ٧٣٢ ش ٤٥٠، و"المغني" ٢/ ٩٠ س ٦٨٠، و"الدر اللوامع" ٢/ ٢٣٤، و"الكامل" ٢/ ٦٩٣، و"التكملة" للفارسي ص ٩.
والنَّقْر: أصله -بفتح النون وسكون القاف- قال ابن سيده: ومعناه، أن تلزق =
300
(وكذلك) (١) أنشد (٢):
عجبتُ والدهرُ كثيرٌ عجَبُهْ (٣) من عَنَزيِّ سبني لم أضرِبه (٤)
فعلى هذه الأشياء قوله: "وتواصوا بالصبر"، وعلى هذا ما يروى عن سلام أبي (٥) المنذر أنه قرأ: "والعصِر" بكسر الصاد، ولعله وقف لانقطاع نفس أو عارض منعه من إدراج القراءة.
وعلى هذا يحمل على إجراء (٦) الوصل مجرى الوقف، وعلى هذا ما روي عن الكسائي أنه كان يستحب أن يقف على "مِنْه"، و"عَنْه" بإشمام النون الضمة، فيقول: "مِنْهُ" و"عَنهُ" وهو مثل ما ذكرنا من قول الشاعر:
= طرف لسانك بحنكك وتفتح ثم تصوت، وقيل: هو اضطراب اللسان في الفم إلى فوق وإلى أسفل، وقد نقر بالدابة نقرًا إذا صوت. هامش الإنصاف. والشاهد فيه: إلقاء حركة الراء على القاف للوقف. نقلاً عن الكتاب والإنصاف.
(١) ساقط من (ع).
(٢) لزياد الأعجم نسبه له سيبويه في كتابه، وابن منظور.
(٣) في (ع): (عجيبة).
(٤) ورد في البيت في: "الكتاب" ٤/ ١٨٠، "المحتسب" ١/ ١٩٦،"الدر اللوامع" ٢/ ٢٣٤ "الهمع" ٢/ ٢٠٨ دار المعرفة "لسان العرب" ١٢/ ٥٥٤: (لمم) برواية: يا عجبًا والدهر جم عجبه، قال: والمشهور في البيت الأول: عجبت والدهر كثير عجبه، و"المفصل" ٩/ ٧٠، و"شرح أبيات سيبويه" للنحاس ٣٦ ش ٢٥، "الكامل" ٢/ ٦٩٣.
الشاهد: قال النحاس: فرفع يلم، وكان حقه أن يقول: لم أضربه بسكون الباء، لأن "لم" عامله الجزم، ولكن لما كانت القافية موقوفة حول الضمة التي في الهاء من أضربه إلى الباء لئلا يجتمع ساكنان: "شرح أبيات سيبوية" ٣٦: ش ٢٥.
(٥) في (أ): (أبن).
(٦) في (أ): (أجري).
301
من عَنَزيٍّ سبَّني لم أضرِبُه
وأنشد ابن مجاهد (١) على هذه القراءة:
أيت ثيائا على جشة... فقلت هشامٌ ولم أخبَرُه (٢) (٣)
(-تمت-)
(١) لم أعثر على قائله، وقال محقق "الحجة" لم نقف على قائله.
(٢) ما بين القوسين من كلام طويل هو لأبي على -كما نص عليه الإمام الواحدي- نقله عن "الحجة" ٦/ ٤٣٨ - ٤٤٠ باختصار.
(٣) ساقط من (ع).
302
سورة الهمزة
303
Icon