﴿ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾ مالكهم. وكل من ملك شيئا يدعى ربه، أو مربيهم ومتولي أمورهم، والقائم عليهم بما يصلحهم، يقال لمن قام بإصلاح الشئ وإتمامه : قد ربه. ويقال : فلان يرب صنيعته عند فلان إذا كان يحفظها ويربيها عنده، وفي الحديث :( هل لك من نعمة تربها عليه ) أي تحفظها وتربيها كما يربي الرجل ولده. وأصل الرب، مصدر بمعنى التربية، وهي تبليغ الشئ إلى كلمة بحسب استعداده شيئا فشيئا، واستعير للفاعل أي المربي. والرب على الأول صفة ذات، وعلى الثاني صفة فعل و ﴿ العَالَمِينَ ﴾ جمع عالم، وهو ما سوى الله تعالى، وسمى بذلك لأنه علم على وجود الخالق، وجمع جمع العقلاء تغليبا.
﴿ يَومَئِذ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِنَهُمُ الحَقَّ ﴾٢ ويقال : دنته بما صنع دينا-بفتح الدال وكسرها-جزيته، وكما تدين تدان، والله الديان، أي المجازى
٢ ية ٢٥ النور.
﴿ وإياك نستعين ﴾
لانستعين إلا بك على عبادتنا وطاعتنا لك في جميع أمورنا، مخلصين لك،
فلا نستعين بغيرك، وفي الحديث :( إذا استعنت فاستعن بالله ). وقدمت العبادة على الاستعانة لأنها وسيلة الإجابة، وتقديم الوسيلة قبل طلب الحاجة أقرب إلى الإجابة.
٢ ية ٦٠ غافر.
٣ ية ٥٦ الذاريات.
﴿ غَيْرِ المَغْضُوبِ عَلَيهِم ﴾ روي مرفوعا تفسير " المغضوب عليهم " باليهود، و " الضالين " بالنصارى، قال تعالى في اليهود ﴿ قُل هَل أُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ من ذَلِكَ مَثُوبَةً عندَ الله مَن لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيهِ وَجَعَلَ منهم القِرَدَةَ والخَنَازِير وعَبَد الطَّاغُوتَ أولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَاَضَلُّ عن سَواء السبِيل ﴾٢ وقال تعالى في النصارى ﴿ يأهلَ الكتابِ لاَ تَغلُوا فِي دِينكم غير الحقِ ولا تتبِعُوا أهواء قوم قد ضَلُّوا من قبلُ وأَضلُّوا كثيراً وضلُّوا عن سواء السبيل ﴾٣ واليهود قد عرفوا الحق وانحرفوا عنه، فغضب الله عليهم. والنصارى جهلوه وعموا عنه، فضلوا وأضلوا. وفي حكم اليهود والنصارى من هم على شاكلتهم من أهل النحل الأخرى من غير المسلمين.
والغضب : صفة أثبتها الله تعالى لنفسه على الوجه اللائق بحلال ذاته، ونؤمن بها، ونفوض إليه تعالى علم حقيقتها بالنسبة إليه، مع تنزيهه عن مشابهة الحوادث. وأثرها الانتقام والعذاب.
والضلال : العدول عن الطريق السوي، والذهاب عن سنن القصد، وطريق الحق، ومنه : ضل اللبن في الماء إذا غاب.
٢ آية ٦٠ المائدة.
٣ آية ٧٧ المائدة.