تفسير سورة سورة العصر من كتاب فتح الرحمن في تفسير القرآن
.
لمؤلفه
تعيلب
.
المتوفي سنة 2004 هـ
( ١٠٣ ) سورة العصر مكية
وآياتها ثلاث
كلماتها : ١٤. حروفها : ٦٨
وآياتها ثلاث
كلماتها : ١٤. حروفها : ٦٨
ﰡ
ﭑ
ﰀ
﴿ والعصر ﴾ والزمان والدهر.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والعصر ( ١ ) إن الإنسان لفي خسر ( ٢ ) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( ٣ ) ﴾.
أقسم الله تعالى بالدهر ربما لما فيه من تبدل الأحوال، وفي تصرفها وتقلب شئونها دليل على الاقتدار، وبرهان على حكمة الفاعل المختار، الواحد القهار، وفي ذلك جاءت الحجة والسلطان، يعقلهما من هدي إلى التفكير والاستبصار، يقول تبارك اسمه :﴿ يقلب الله الليل والنهار. إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ﴾١، ولهذا جاء في الحديث القدسي عن رب العزة : " لا تسبوا الدهر، فإني أنا الدهر، بيدي الأمر أصرف ليله ونهاره ) وفي رواية : " أقلب ليله ونهاره ". عن الحسن وغيره : العصران : الغداة والعشي ؛ وعن قتادة : هو آخر ساعة من ساعات النهار، وقيل : هو قسم بصلاة العصر، وهي الوسطى ؛ لأنها أفضل الصلوات، قاله مقاتل... وفي الصحيح : " الصلاة الوسطى صلاة العصر.. " -٢ [ وفي تخصيص القسم به إشارة إلى أن الإنسان يضيف المكاره والنوائب إليه، ويحيل شقاءه وخسرانه عليه، فإقسام الله تعالى به دليل على شرفه، وأن الشقاء والخسران إنما لزم الإنسان لعيب فيه لا في الدهر، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " ٣.
بسم الله الرحمان الرحيم
﴿ والعصر ( ١ ) إن الإنسان لفي خسر ( ٢ ) إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر ( ٣ ) ﴾.
أقسم الله تعالى بالدهر ربما لما فيه من تبدل الأحوال، وفي تصرفها وتقلب شئونها دليل على الاقتدار، وبرهان على حكمة الفاعل المختار، الواحد القهار، وفي ذلك جاءت الحجة والسلطان، يعقلهما من هدي إلى التفكير والاستبصار، يقول تبارك اسمه :﴿ يقلب الله الليل والنهار. إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار ﴾١، ولهذا جاء في الحديث القدسي عن رب العزة : " لا تسبوا الدهر، فإني أنا الدهر، بيدي الأمر أصرف ليله ونهاره ) وفي رواية : " أقلب ليله ونهاره ". عن الحسن وغيره : العصران : الغداة والعشي ؛ وعن قتادة : هو آخر ساعة من ساعات النهار، وقيل : هو قسم بصلاة العصر، وهي الوسطى ؛ لأنها أفضل الصلوات، قاله مقاتل... وفي الصحيح : " الصلاة الوسطى صلاة العصر.. " -٢ [ وفي تخصيص القسم به إشارة إلى أن الإنسان يضيف المكاره والنوائب إليه، ويحيل شقاءه وخسرانه عليه، فإقسام الله تعالى به دليل على شرفه، وأن الشقاء والخسران إنما لزم الإنسان لعيب فيه لا في الدهر، ولذلك قال صلى الله عليه وسلم : " لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر " ٣.
١ - سورة النور. الآيتان: ٤٤/ ٤٥..
٢ - ما بين العارضتين من الجامع لأحكام القرآن؛ أقول: وفي الحديث كذلك: (من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله)..
٣ - ما بين العلامتين [ ] مما أورد صاحب تفسير غرائب القرآن..
٢ - ما بين العارضتين من الجامع لأحكام القرآن؛ أقول: وفي الحديث كذلك: (من فاتته صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله)..
٣ - ما بين العلامتين [ ] مما أورد صاحب تفسير غرائب القرآن..
﴿ خسر ﴾ خسارة وهلاك.
﴿ إن الإنسان لفي خسر( ٢ ) ﴾ هذا هو المقسم عليه، وفي الآية الكريمة مؤكدات : إنّ ولام التأكيد، و﴿ في ﴾ التي تدل على الظرفية، وتنكير١ ﴿ خسر ﴾ ؛ وقد يراد بالخسر النقصان، أو الشر، أو الهلاك، والألف واللام في ﴿ الإنسان ﴾ قد يراد بهما الجنس ؛ إذ أكثر الناس يصرفون أعمارهم فيما لا يجديهم، بل قد يضر بهم ويهلكهم ويرديهم، ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ مستثنون من الشر والنقصان والهلاك، فمن استيقن بما يجب التصديق به، واستقام على الخير والبر عمله، والتزمت جوارحه منهاج الرشد قولا وفعلا، فهو من المفلحين الفائزين، المدركين ما طابوا من عز ونعيم.
﴿ تواصوا بالحق ﴾ وصى بعضهم بعضا، وحث كل منهم صاحبه بالثبات على الهدى، والحذر من الغي والردى ؛ ومما أورد الألوسي في المراد بالحق : الثابت الذي لا سبيل إلى إنكاره، ولا يزول في الدارين لمحاسن آثاره، وهو الخير كله، من الإيمان بالله عز وجل، واتباع كتبه ورسله عليهم السلام في كل عقد وعمل. اه
﴿ وتواصوا بالصبر ﴾ وصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله، وبالصبر عن معصية الله، وبالصبر على قضاء الله، وبالصبر على ما يلاقون من البأس في سبيل الله، وفي السورة من الندب إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه ما لا يخفى٢.
[ وذكر الطبراني من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبيد الله بن حفص قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يفترقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر. وقال الشافعي رحمه الله : لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم. ]٣.
وجاء في روح المعاني : أخرج الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب، عن أبي حذيفة- وكانت له صحبة- قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة ﴿ والعصر ﴾، ثم يسلم أحدهما على الآخر. اه.
﴿ إن الإنسان لفي خسر( ٢ ) ﴾ هذا هو المقسم عليه، وفي الآية الكريمة مؤكدات : إنّ ولام التأكيد، و﴿ في ﴾ التي تدل على الظرفية، وتنكير١ ﴿ خسر ﴾ ؛ وقد يراد بالخسر النقصان، أو الشر، أو الهلاك، والألف واللام في ﴿ الإنسان ﴾ قد يراد بهما الجنس ؛ إذ أكثر الناس يصرفون أعمارهم فيما لا يجديهم، بل قد يضر بهم ويهلكهم ويرديهم، ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ مستثنون من الشر والنقصان والهلاك، فمن استيقن بما يجب التصديق به، واستقام على الخير والبر عمله، والتزمت جوارحه منهاج الرشد قولا وفعلا، فهو من المفلحين الفائزين، المدركين ما طابوا من عز ونعيم.
﴿ تواصوا بالحق ﴾ وصى بعضهم بعضا، وحث كل منهم صاحبه بالثبات على الهدى، والحذر من الغي والردى ؛ ومما أورد الألوسي في المراد بالحق : الثابت الذي لا سبيل إلى إنكاره، ولا يزول في الدارين لمحاسن آثاره، وهو الخير كله، من الإيمان بالله عز وجل، واتباع كتبه ورسله عليهم السلام في كل عقد وعمل. اه
﴿ وتواصوا بالصبر ﴾ وصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله، وبالصبر عن معصية الله، وبالصبر على قضاء الله، وبالصبر على ما يلاقون من البأس في سبيل الله، وفي السورة من الندب إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه ما لا يخفى٢.
[ وذكر الطبراني من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبيد الله بن حفص قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يفترقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر. وقال الشافعي رحمه الله : لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم. ]٣.
وجاء في روح المعاني : أخرج الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب، عن أبي حذيفة- وكانت له صحبة- قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة ﴿ والعصر ﴾، ثم يسلم أحدهما على الآخر. اه.
١ - يقول الألوسي: والتنكير، قيل للتعظيم، أي في خسر عظيم؛ ويجوز أن يكون للتنويع، أي نوع الخسر غير ما يعرفه الإنسان..
٢ - ما بين العارضتين مما جاء في روح المعاني..
٣ - ما بين العلامتين [ ] مما أورد صاحب تفسير القرآن العظيم..
٢ - ما بين العارضتين مما جاء في روح المعاني..
٣ - ما بين العلامتين [ ] مما أورد صاحب تفسير القرآن العظيم..
﴿ تواصوا ﴾ وصى بعضهم بعضا، وحث بعضهم بعضا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢:﴿ خسر ﴾ خسارة وهلاك.
﴿ إن الإنسان لفي خسر( ٢ ) ﴾ هذا هو المقسم عليه، وفي الآية الكريمة مؤكدات : إنّ ولام التأكيد، و﴿ في ﴾ التي تدل على الظرفية، وتنكير١ ﴿ خسر ﴾ ؛ وقد يراد بالخسر النقصان، أو الشر، أو الهلاك، والألف واللام في ﴿ الإنسان ﴾ قد يراد بهما الجنس ؛ إذ أكثر الناس يصرفون أعمارهم فيما لا يجديهم، بل قد يضر بهم ويهلكهم ويرديهم، ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ مستثنون من الشر والنقصان والهلاك، فمن استيقن بما يجب التصديق به، واستقام على الخير والبر عمله، والتزمت جوارحه منهاج الرشد قولا وفعلا، فهو من المفلحين الفائزين، المدركين ما طابوا من عز ونعيم.
﴿ تواصوا بالحق ﴾ وصى بعضهم بعضا، وحث كل منهم صاحبه بالثبات على الهدى، والحذر من الغي والردى ؛ ومما أورد الألوسي في المراد بالحق : الثابت الذي لا سبيل إلى إنكاره، ولا يزول في الدارين لمحاسن آثاره، وهو الخير كله، من الإيمان بالله عز وجل، واتباع كتبه ورسله عليهم السلام في كل عقد وعمل. اه
﴿ وتواصوا بالصبر ﴾ وصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله، وبالصبر عن معصية الله، وبالصبر على قضاء الله، وبالصبر على ما يلاقون من البأس في سبيل الله، وفي السورة من الندب إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه ما لا يخفى٢.
[ وذكر الطبراني من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبيد الله بن حفص قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يفترقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر. وقال الشافعي رحمه الله : لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم. ]٣.
وجاء في روح المعاني : أخرج الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب، عن أبي حذيفة- وكانت له صحبة- قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة ﴿ والعصر ﴾، ثم يسلم أحدهما على الآخر. اه.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢:﴿ خسر ﴾ خسارة وهلاك.
﴿ إن الإنسان لفي خسر( ٢ ) ﴾ هذا هو المقسم عليه، وفي الآية الكريمة مؤكدات : إنّ ولام التأكيد، و﴿ في ﴾ التي تدل على الظرفية، وتنكير١ ﴿ خسر ﴾ ؛ وقد يراد بالخسر النقصان، أو الشر، أو الهلاك، والألف واللام في ﴿ الإنسان ﴾ قد يراد بهما الجنس ؛ إذ أكثر الناس يصرفون أعمارهم فيما لا يجديهم، بل قد يضر بهم ويهلكهم ويرديهم، ﴿ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات ﴾ مستثنون من الشر والنقصان والهلاك، فمن استيقن بما يجب التصديق به، واستقام على الخير والبر عمله، والتزمت جوارحه منهاج الرشد قولا وفعلا، فهو من المفلحين الفائزين، المدركين ما طابوا من عز ونعيم.
﴿ تواصوا بالحق ﴾ وصى بعضهم بعضا، وحث كل منهم صاحبه بالثبات على الهدى، والحذر من الغي والردى ؛ ومما أورد الألوسي في المراد بالحق : الثابت الذي لا سبيل إلى إنكاره، ولا يزول في الدارين لمحاسن آثاره، وهو الخير كله، من الإيمان بالله عز وجل، واتباع كتبه ورسله عليهم السلام في كل عقد وعمل. اه
﴿ وتواصوا بالصبر ﴾ وصى بعضهم بعضا بالصبر على طاعة الله، وبالصبر عن معصية الله، وبالصبر على قضاء الله، وبالصبر على ما يلاقون من البأس في سبيل الله، وفي السورة من الندب إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يحب المرء لأخيه ما يحب لنفسه ما لا يخفى٢.
[ وذكر الطبراني من طريق حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبيد الله بن حفص قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله إذا التقيا لم يفترقا إلا على أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصر إلى آخرها، ثم يسلم أحدهما على الآخر. وقال الشافعي رحمه الله : لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم. ]٣.
وجاء في روح المعاني : أخرج الطبراني في الأوسط، والبيهقي في الشعب، عن أبي حذيفة- وكانت له صحبة- قال : كان الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا حتى يقرأ أحدهما على الآخر سورة ﴿ والعصر ﴾، ثم يسلم أحدهما على الآخر. اه.
١ - يقول الألوسي: والتنكير، قيل للتعظيم، أي في خسر عظيم؛ ويجوز أن يكون للتنويع، أي نوع الخسر غير ما يعرفه الإنسان..
٢ - ما بين العارضتين مما جاء في روح المعاني..
٣ - ما بين العلامتين [ ] مما أورد صاحب تفسير القرآن العظيم..
٢ - ما بين العارضتين مما جاء في روح المعاني..
٣ - ما بين العلامتين [ ] مما أورد صاحب تفسير القرآن العظيم..