تفسير سورة المائدة

إيجاز البيان
تفسير سورة سورة المائدة من كتاب إيجاز البيان عن معاني القرآن المعروف بـإيجاز البيان .
لمؤلفه بيان الحق النيسابوري . المتوفي سنة 553 هـ
نزلت المائدة والنبي صلى الله عليه وسلم واقف بعرفة على راحلته فتنوخت١ لئلا يندق٢ ذراعها٣.
١ فتنوخت: ورد في اللسان: أنخت البعير فاستناخ، ونوخته فتنوخ، وأناخ الإبل: أبركها فبركت. لسان العرب مادة "نوخ" ج٣ ص٦٥..
٢ أي: لئلا ينكسر..
٣ الحديث أخرجه ابن جرير الطبري عن شهر بن حوشب. جامع البيان ج٦ ص٨٣..

ومن سورة المائدة
نزلت المائدة والنبي صلّى الله عليه وسلّم واقف بعرفة على راحلته «١»، فتنوخت لئلا تندقّ ذراعها.
١ أَوْفُوا بِالْعُقُودِ: ما عقدها الله عليكم، وما تعاقدتم بينكم «٢».
بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ قال رجل عند مجاهد «٣» : دعونا من هذه الأحاديث،
(١) أخرج الإمام أحمد في مسنده: ٦/ ٤٥٥ عن أسماء بنت يزيد قالت: «إني لآخذة بزمام العضباء ناقة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إذ أنزلت عليه «المائدة» كلها، وكادت من ثقلها تدق بعضد الناقة».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٣/ ٣ وزاد نسبته إلى عبد بن حميد، وابن جرير، ومحمد بن نصر، والطبراني، وأبي نعيم في «الدلائل»، والبيهقي في «شعب الإيمان» عن أسماء بنت يزيد أيضا.
قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٤/ ٣١١: «هذه السورة مدنية بإجماع... ومن هذه السورة ما نزل في حجة الوداع، ومنها ما نزل عام الفتح وهو قوله: وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ الآية. وكل ما نزل من القرآن بعد هجرة النّبي صلّى الله عليه وسلّم فهو مدني، سواء ما نزل بالمدينة أو في سفر من الأسفار أو بمكة، وإنما يرسم بالمكي ما نزل قبل الهجرة... ».
وانظر تفسير البغوي: ٢/ ٥، وزاد المسير: ٢/ ٢٦٧، وتفسير القرطبي: (٦/ ٣٠، ٣١).
(٢) عن معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٣٩، وقال: «والعقود: العهود، يقال: وفيت بالعهد وأوفيت. والعقود واحدها عقد، وهي أوكد العهود، يقال: عهدت إلى فلان في كذا وكذا، تأويله ألزمته ذلك... ».
(٣) مجاهد: (٢١- ١٠٤ هـ).
مجاهد بن جبر- بفتح الجيم وسكون الموحدة- المكي، القرشي، أبو الحجاج.
الإمام التابعي الثبت، المقرئي المفسّر، الحافظ.
ترجمته في: تذكرة الحفاظ: ١/ ٩٢، سير أعلام النبلاء: ٤/ ٤٤٩، تهذيب التهذيب:
(١٠/ ٤٢)، وطبقات الحفاظ: (٣٥، ٣٦).
عليكم بالقرآن، فقال رجل من الكوفة: فما تقول في لحم القرد؟.
فقال مجاهد: ليس القرد من بهيمة الأنعام «١».
٢ لا تُحِلُّوا شَعائِرَ اللَّهِ: مناسك الحج وعلاماته «٢».
وقيل «٣» : الهدايا المشعرة، أي: المطعونة. وفي الحديث «٤» :
«لا سلب إلّا لمن أشعر أو قتل» أي: طعن.
وَلَا الْهَدْيَ: ما يهدى إلى البيت، فلا يذبح حتى يبلغ الحرم «٥».
وَلَا الْقَلائِدَ: كانوا يقلّدون «٦» من لحاء شجر «٧» الحرم ليأمنوا، أي: فلا تقتلوا من تقلد به «٨».
(١) أخرج عبد الرزاق في مصنفه: ٤/ ٥٢٩، كتاب المناسك، باب «الثعلب والقرد» عن مجاهد أنه سئل عن أكل القرد، فقال: «ليس من بهيمة الأنعام».
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٣/ ٧، وزاد نسبته إلى عبد بن حميد عن مجاهد أيضا.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٩/ ٤٦٣ عن ابن عباس ومجاهد.
ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٤٤٠ عن ابن عباس ومجاهد، وابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٣٧٢ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٤٦، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٥٠، ونقله البغوي في تفسيره: ٢/ ٧ عن أبي عبيدة وقال: «والإشعار من الشعار، وهي العلامة، وأشعارها:
أعلامها بما يعرف أنها هدي، والاشعار هاهنا: أن يطعن في صحفة سنام البعير بحديدة حتى يسيل الدم، فيكون ذلك علامة أنها هدي»
.
(٤) أخرجه الخطابي في غريب الحديث: ٣/ ١٣٦ بلفظ: «لا سلب إلا لمن أشعر علجا أو قتله» عن مكحول، وهو في الفائق للزمخشري: ٢/ ٢٥٠، وغريب الحديث لابن الجوزي:
١/ ٥٤٣، والنهاية: ٢/ ٤٧٩.
قال الخطابي رحمه الله: «قوله: أشعر علجا: أي أثخنه جراحا. يقال: أشعرت الرجل، إذا جرحته فسال دمه. ومنه إشعار البدن، وهو أن تطعن بالحربة في سنامها... ».
(٥) تفسير الطبري: ٩/ ٤٦٦.
(٦) لحاء الشجرة: - بكسر اللّام-: قشرها.
اللسان: ١٥/ ٢٤١ (لحا).
(٧) في «ج» : يتقلدون. [.....]
(٨) معاني القرآن للفراء: ١/ ٢٩٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٣٩، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (٩/ ٤٦٨، ٤٦٩) عن عطاء، ومجاهد، والسدي، وابن زيد.
وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٥١، وتفسير الماوردي: ١/ ٤٤١، وزاد المسير: ٢/ ٢٧٣.
266
وقيل «١» : على عكسه، أي: لا تحلّوا التقلّد به لأنه عادة جاهلية ولئلا يتشذّب «٢» شجر الحرم.
وَلَا آمِّينَ الْبَيْتَ: أي: لا تحلّوا قاصدين البيت «٣».
وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ: لا يكسبنكم «٤». شَنَآنُ قَوْمٍ: أهل مكة،
(١) أخرجه الطبري في تفسيره: ٩/ ٤٦٩ عن عطاء، ومطرّف بن الشخير.
وذكره البغوي في تفسيره: ٢/ ٧.
قال الطبري رحمه الله: «والذي هو أولى بتأويل قوله: وَلَا الْقَلائِدَ- إذ كانت معطوفة على أول الكلام، ولم يكن في الكلام ما يدل على انقطاعها عن أوله، ولا أنه عني بها النهي عن التقلد أو اتخاذ القلائد من شيء- أن يكون معناه: ولا تحلوا القلائد.
فإذا كان ذلك بتأويله أولى، فمعلوم أنه نهي من الله جل ذكره عن استحلال حرمة المقلّد، هديا كان ذلك أو إنسانا، دون حرمة القلادة. وإن الله عز ذكره، إنما دل بتحريمه حرمة القلادة، على ما ذكرنا من حرمة المقلّد، فاجتزأ بذكره «القلائد»
من ذكر «المقلد»، إذ كان مفهوما عند المخاطبين بذلك معنى ما أريد به».
(٢) في أساس البلاغة: ١/ ٤٨٣: «شذب الشجرة. ونخل مشذّب، وطار عن النخل شذ به وهو ما قطع عنه».
وانظر اللسان: ١/ ٤٨٦ (شذب).
(٣) قال الفراء في معاني القرآن: ١/ ٢٩٩: «نسخت هذه الآية الآية التي في التوبة فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ إلى آخر الآية».
وانظر تفسير الطبري: ٩/ ٤٧١، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٥٢، والمحرر الوجيز:
٤/ ٣٢٣.
(٤) هذا نص قول ابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٣٩، ونقله النحاس في معاني القرآن:
٢/ ٢٥٣ عن أبي عبيدة. ولم أقف على هذا القول له في كتابه مجاز القرآن.
وإنما قال: «مجازه: ولا يحملنكم ولا يعدينكم».
ينظر مجاز القرآن: ١/ ١٤٧.
قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٤٣: «والمعنى واحد، وقال الأخفش: لا يجنفنكم بغض قوم. وهذه ألفاظ مختلفة والمعنى واحد».
267
أَنْ صَدُّوكُمْ: عام الحديبية.
أَنْ تَعْتَدُوا: موضع «أن» الأولى مفعول له، والثانية مفعول به «١»، أي: لا يكسبنكم بغضكم قوما بصدّهم إياكم الاعتداء على هؤلاء الحجاج.
والمهلّ والمستهلّ: رافع صوته بذكر الله تعالى، وفي حديث المولود «٢» :
«لا يورّث حتى يستهل صارخا».
٣ وَالْمَوْقُوذَةُ: المضروبة ضربا مبرّحا حتى تموت فتكون أرخص للحمها «٣».
وَالْمُتَرَدِّيَةُ: الهاوية من جبل أو [في] «٤» بئر «٥».
[٢٦/ ب] وَالنَّطِيحَةُ: / نطحتها أخرى فماتت «٦».
(١) عن معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٤٣، وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤٠، وتفسير الطبري: (٩/ ٤٨٨، ٤٨٩)، وزاد المسير: (٢/ ٢٧٦، ٢٧٧).
(٢) أخرجه ابن ماجة في سننه: ٢/ ٩١٩، كتاب الفرائض، باب «إذا استهل المولود ورث» عن جابر بن عبد الله والمسور بن مخرمة مرفوعا.
وقال: واستهلاله، أن يبكي ويصيح أو يعطس.
وأخرج- نحوه- الدارمي في سننه: (٢/ ٣٩٣) عن مكحول مرفوعا.
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما موقوفا.
(٣) ينظر مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٥١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤٠، وتفسير الطبري: ٩/ ٤٩٥.
(٤) عن نسخة «ج».
(٥) كذا في معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٠١، وفي مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٥١: «التي تردت فوقعت في بئر أو وقعت من جبل أو حائط أو نحو ذلك فماتت».
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤٠، وتفسير المشكل لمكي: ١٥٠، وزاد المسير:
٢/ ٢٨٠، وتفسير القرطبي: ٦/ ٤٩.
(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤٠.
قال الطبري في تفسيره: ٩/ ٤٩٩: «وأصل النطيحة المنطوحة، صرفت من مفعولة إلى فعلية».
وقال مكي في تفسير المشكل: ١٥٠: «ويجوز أن تكون هي الناطحة نطحت غيرها فماتت، فتكون النطيحة بمعنى الناطحة».
268
والتذكية: فري الأوداج «١» وانهار الدم.
قال أبو حنيفة رحمة الله عليه: كل ما فرى الأوداج من شظية «٢»، أو شظاظ، أو ليطة.
و «النّصب» : الأصنام المنصوبة واحدها «نصاب» «٣». أو واحد وجمعه «أنصاب» «٤». و «نصايب».
وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا: تطلبوا قسمة الجزور «٥» بالميسر.
قال المبرد «٦» : تأويل الاستقسام أنهم ألزموا أنفسهم ما تخرج به الأزلام كما يفعل ذلك في اليمين، فيقال: أقسم به، أي: ألزم نفسه وجعله قسمه. وكانوا يحيلون القداح مكتوبا عليها الأمر والنهي ليقسم لهم ما يفعلون أو يتركون «٧». وحكى أبو سعيد الضرير «٨» : تركت فلانا
(١) أي قطعها.
النهاية لابن الأثير: ٣/ ٤٤٢، واللسان: ١٥/ ١٥٣ (فرا).
(٢) جاء في هامش الأصل: «الشّظية: القطعة من العصا. الشظاظ: العود. اللّيطة: قشر القصب».
اللسان: ١٤/ ٤٤٣ (شظى)، ٧/ ٤٤٥ (شظظ)، ٧/ ٣٩٦ (ليط).
وانظر قول الإمام أبي حنيفة في أحكام القرآن للجصاص: (٢/ ٣٠٦، ٣٠٧)، والهداية للمرغيناني: ٤/ ٦٥.
(٣) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٤٦، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٥٨، وتفسير الفخر الرازي: ١١/ ١٣٧. [.....]
(٤) ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ١٥٢، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: (١٤٠، ١٤١)، والطبري في تفسيره: ٩/ ٥٠٨، والزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٤٦.
(٥) قال ابن الأثير في النهاية: ١/ ٢٦٦: «الجزور: البعير ذكرا كان أو أنثى... ».
(٦) لم أقف على قول المبرد فيما تيسر لي من كتبه.
وينظر قوله في تفسير الماوردي: ١/ ٤٤٤.
(٧) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٥٢، وتفسير الطبري: ٩/ ٥١٠، ومعاني القرآن للزجاج:
(٢/ ١٤٦، ١٤٧)، وتفسير القرطبي: ٦/ ٥٨.
(٨) هو أحمد بن خالد البغدادي، أبو سعيد.
وصفه القفطي في إنباه الرواة: ١/ ٤١ ب «اللغوي الفاضل الكامل»، وقال: «لقي ابن- الأعرابي وأبا عمرو الشيباني، وحفظ عن الأعراب نكتا كثيرة».
وانظر أخباره في إنباه الرواة: ٤/ ٩٥، ومعجم الأدباء: (٣/ ١٥- ٢٦)، وبغية الوعاة:
١/ ٣٠٥.
269
يستقسم، أي: يروي ويفكّر بين أمرين. والقداح أزلام لأنها تزلم، أي:
تسوّى وتؤخذ من حروفها «١».
٤ مِنَ الْجَوارِحِ: الكواسب «٢».
مُكَلِّبِينَ: ذوي كلاب «٣». أو معلّمين الكلاب الصيد «٤» ك «المؤدب» لمعلم الأدب.
(١) جاء في اللسان: ٢/ ٢٧٠ (زلم) :«زلّم القدح: سوّاه ولينه. وزلّم الرّحى: أدارها وأخذ من حروفها... ويقال: قدح مزلم وقدح زليم إذا طرّ وأجيد قدّه وصنعته».
(٢) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ١٥٤: «أي الصوائد، ويقال: فلان جارحة أهله أي كاسبهم... ويقال: امرأة أرملة لا جارح لها، أي لا كاسب لها».
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤١، وتفسير الطبري: ٩/ ٥٤٣، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٦٤، والصحاح: ١/ ٣٥٨، واللسان: ٢/ ٤٢٣ (جرح).
(٣) ذكره الفراء في معاني القرآن: ١/ ٣٠٢، وأبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ١٥٤، وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ٩/ ٥٤٩ عن الضحاك، والسدي.
وقيل أيضا هو كل ما علّم الصيد من بهيمة أو طائر.
أخرجه الطبري في تفسيره: (٩/ ٥٤٧- ٥٤٩) عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد، وعبيد ابن عمير، وخيثمة بن عبد الرحمن.
قال الطبري- رحمه الله- بعد أن أورد القولين: «وأولى القولين بتأويل الآية قول من قال:
كل ما صاد من الطير والسباع فمن الجوارح، وأنّ صيد جميع ذلك حلال إذا صاد بعد التعليم، لأنّ الله جل ثناؤه عمّ بقوله: وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ، كل جارحة، ولم يخصص منها شيئا. فكل جارحة كانت بالصفة التي وصف الله من كل طائر وسبع، فحلال أكل صيدها... فإن ظنّ ظان أن في قوله: مُكَلِّبِينَ، دلالة على أن الجوارح التي ذكرت في قوله: وَما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ، هي الكلاب خاصة، فقد ظن غير الصواب.
وذلك أن معنى الآية: قل أحل لكم، أيها الناس، في حال مصيركم أصحاب كلاب الطيبات، وصيد ما علمتوه الصيد من كواسر السباع والطير.
فقوله: مُكَلِّبِينَ: صفة للقانص، وإن صاد بغير الكلاب في بعض أحيانه... »
.
(٤) ذكره البغوي في تفسيره: ٢/ ١٢ دون عزو. وعزاه ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٢٩٢ إلى أبي سليمان الدمشقي.
ويقال «أكلب» إذا كثرت كلابه، و «أمشى» كثرت ماشيته «١».
وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهِ: على الإرسال «٢».
٥ وَطَعامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ: ذبائحهم «٣».
٦ وَامْسَحُوا بِرُؤُسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ: خفض أرجلكم على الجوار «٤». ومن قرأ: وَأَرْجُلَكُمْ «٥» فيقدر فيه تكرار الفعل.
وأرجلكم بالرفع «٦» على الابتداء المحذوف الخبر، أي:
وأرجلكم مغسولة.
وقيل «٧» : إنه معطوف على الرأس في اللفظ والمعنى، ثم نسخ بالسنة، أو بدليل التحديد إلى الكعبين.
(١) ينظر معاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٦٣، والمحرر الوجيز: (٤/ ٣٥٤، ٣٥٥)، وزاد المسير:
٢/ ٢٩٢.
(٢) ذكره الطبري في تفسيره: ٩/ ٥٧١، والقرطبي في تفسيره: ٦/ ٧٤، وقال: «وقيل المراد بالتسمية هنا عند الأكل، وهو الأظهر... ».
(٣) تفسير الطبري: ٩/ ٥٧٢، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٥١، وتفسير الماوردي: ١/ ٤٤٩، وقال القرطبي في تفسيره: ٦/ ٧٦: «والطعام اسم لما يؤكل والذبائح منه، وهو هنا خاص بالذبائح عند كثير من أهل العلم بالتأويل».
(٤) وهي قراءة ابن كثير، وحمزة، وأبي عمرو كما في السبعة لابن مجاهد: ٢٤٣، والتبصرة لمكي: ١٨٦.
(٥) وهي قراءة نافع، وابن عامر، والكسائي، وعاصم في رواية حفص.
ينظر السّبعة لابن مجاهد: (٢٤٣، ٢٤٤)، والكشف لمكي: ١/ ٤٠٦، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٥٢. [.....]
(٦) وتنسب هذه القراءة إلى الحسن البصري والأعمش وهي قراءة شاذة.
ينظر المحتسب لابن جني: ١/ ٢٠٨، والكشاف: ١/ ٥٩٨، وتفسير القرطبي: ٦/ ٩١.
(٧) هذا توجيه آخر لقراءة الخفض، وقد ذكره أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ١٥٥، والزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٥٤، وأبو علي الفارسي في الحجة: (٣/ ٢١٥، ٢١٦)، وابن عطية في المحرر الوجيز: ٤/ ٣٧١، والقرطبي في تفسيره: ٦/ ٩١، والسمين الحلبي في الدر المصون: ٤/ ٢١٥.
وروى الأزهري «١» بإسناد له عن أبي زيد الأنصاري «٢» أنّ المسح عند العرب غسل ومسح «٣».
٧ وَمِيثاقَهُ الَّذِي واثَقَكُمْ بِهِ: يعني: بيعة الرضوان «٤».
عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ: بضمائرها، ولذلك أنثت، وإنما لم تجيء «ذوات الصّدور» لينبئ عن التفصيل في كل ذات.
١٢ نَقِيباً: حفيظا أمينا «٥».
وَعَزَّرْتُمُوهُمْ: عزرته أعزره عزرا: حطته، وعزّرته: فخّمت
(١) الأزهري: (٢٨٢- ٣٧٠ هـ).
هو محمد بن أحمد بن الأزهر الهروي، أبو منصور.
الإمام اللغوي الأديب، صاحب كتاب تهذيب اللّغة، وعلل القراءات، وشرح ديوان أبي تمام... وغير ذلك.
أخباره في معجم الأدباء: ١٧/ ١٦٤، وفيات الأعيان: ٤/ ٣٣٤، والطبقات الكبرى للسبكي: ٣/ ٦٣، وبغية الوعاة: ١/ ١٩.
(٢) أبو زيد الأنصاري: (١١٩- ٢١٥ هـ).
هو سعيد بن أوس بن ثابت الأنصاري، البصري.
إمام اللّغة والأدب في عصره، وصفه الذهبي بقوله: «الإمام العلامة، حجة العرب...
صاحب التصانيف»
.
صنف «النوادر» في اللّغة، وخلق الإنسان، ولغات القرآن، وغريب الأسماء... وغير ذلك.
أخباره في: تاريخ بغداد: ٩/ ٧٧، إنباه الرواة: ٢/ ٣٠، سير أعلام النبلاء: ٩/ ٤٩٤.
(٣) لم أقف على قول أبي زيد في تهذيب اللغة للأزهري.
وينظر قوله في معاني القرآن للنحاس: ٢/ ٢٧٢، والحجة لأبي علي الفارسي: ٣/ ٢١٥، والمحرر الوجيز: ٤/ ٣٧١، وتفسير القرطبي: ٦/ ٩٢.
(٤) ذكره الزمخشري في الكشاف: ١/ ٥٩٨ دون عزو.
وانظر زاد المسير: ٢/ ٣٠٦، وتفسير الفخر الرازي: ١١/ ١٨٣، وتفسير القرطبي:
(٦/ ١٠٨، ١٠٩).
(٥) قال الطبري في تفسيره: ١٠/ ١١٠: «والنقيب في كلام العرب، كالعريف على القوم، غير أنه فوق العريف. يقال منه: نقب فلان على بني فلان فهو ينقب نقبا».
وانظر الصحاح: ١/ ٢٢٧، واللسان: ١/ ٧٦٩ (نقب).
أمره «١»، فكأنّه لقربه من «الأزر» كانت التقوية معناه.
١٣ عَلى خائِنَةٍ: مصدر ك «الخاطئة» و «الكاذبة» «٢» أو اسم ك «العافية» / و «العاقبة» «٣». [٢٧/ أ]
١٥ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ: لما أخبرهم بالرجم من التوراة «٤» أخبرهم بعلمه غير ذلك لئلا يجاحدوه.
٢٢ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَها: هي أريحا «٥».
كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ: الذين كتب لهم دخولها غير الذين حرّمت عليهم أربعين سنة، دخلوها بعد موت موسى بشهرين مع يوشع بن
(١) فهو من الأضداد كما في الأضداد لابن الأنباري: ١٤٧، واللسان: ٤/ ٥٦٢ (عزر) ونقل الماوردي في تفسيره: ١/ ٤٥٢ عن الفراء قال: «عزرته عزرا: إذا رددته عن الظلم، ومنه التعزير لأنه يمنع عن معاودة القبح».
وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤١، وتفسير الطبري: ١٠/ ١٢١، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٥٩، وتفسير الفخر الرازي: ١١/ ١٩٠، وتفسير القرطبي: ٦/ ١١٤.
(٢) قال الطبري في تفسيره: ١٠/ ١٣١: «و «الخائنة» في هذا الموضع: الخيانة، وضع- وهو اسم- موضع المصدر، كما قيل: «خاطئة» للخطيئة، وقائلة «للقيلولة».
(٣) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٦٠.
(٤) أخرج الطبريّ في تفسيره: ١٠/ ١٤١. والحاكم في المستدرك: ٤/ ٣٥٩، كتاب الحدود، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب، قوله عز وجل: يا أَهْلَ الْكِتابِ قَدْ جاءَكُمْ رَسُولُنا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتابِ، فكان الرجم مما أخفوا».
قال الحاكم: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، ووافقه الذهبي.
(٥) أريحا: مدينة بفلسطين المحتلة.
وأخرج الطبريّ هذا القول في تفسيره: ١٠/ ١٦٨ عن ابن عباس، وابن زيد، والسدي.
وقيل: هي الطور، وقيل: الشام، وقيل: إنها دمشق وفلسطين وبعض الأردن. وعقب الطبري على هذه الأقوال بقوله: «وأولى الأقوال في ذلك بالصواب أن يقال: هي الأرض المقدسة، كما قال نبي الله موسى، لأن القول في ذلك بأنها أرض دون أرض، لا تدرك حقيقة صحته إلا بالخبر، ولا خبر بذلك يجوز قطع الشهادة به. غير أنها لن تخرج من أن تكون من الأرض التي ما بين الفرات وعريش مصر، لإجماع جميع أهل التأويل والسّير والعلماء بالأخبار على ذلك».
نون «١» عليهما السلام.
٢٥ لا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي: أَخِي رفع أي: وأخي لا يملك إلا نفسه «٢». ويجوز نصبا «٣» لأنه إذا ملك طاعة أخيه فكأنه ملكه.
٢٩ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ: بإثم قتلي وإثمك إذ لم يقبل قربانك «٤».
٣٠ فَطَوَّعَتْ: فوق «أطاعت» لأن فيه معنى «انطاع» «٥».
٣٢ مِنْ أَجْلِ ذلِكَ: من أجله ومن جراه ومن جرائه وجاره «٦».
فَكَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ: بما سن القتل، قال عليه السلام «٧» :«على ابن
(١) يوشع بن نون بن أفرائيم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
فتى موسى عليه السلام، ابتعثه الله بعد موسى وأمره الله بالسير لقتال الجبارين، واختلف أهل العلم في تفاصيل ذلك.
ينظر المعارف لابن قتيبة ٤٤، وتاريخ الطبري: (١/ ٤٣٥- ٤٣٨).
(٢) أي أن رفع «أخي»
على الابتداء، والخبر محذوف تقديره: لا يملك إلا نفسه.
ينظر مشكل إعراب لمكي: ١/ ٢٢٣، والتبيان للعكبري: ١/ ٤٣١، والدر المصون:
٤/ ٢٣٥. [.....]
(٣) بأن يكون معطوفا على «نفسي».
ذكر ذلك الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٦٥: وقال: «فيكون المعنى: لا أملك إلا نفسي، ولا أملك إلا أخي، لأن أخاه إذا كان مطيعا له فهو ملك طاعته».
وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٢٢٣، والتبيان للعكبري: ١/ ٤٣١.
ورجح أبو حيان هذا الوجه في البحر المحيط: ٣/ ٤٥٧، وكذا السّمين الحلبي في الدر المصون: ٤/ ٢٣٤.
(٤) عن معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٦٧.
وانظر تفسير الطبري: ١٠/ ٢١٥، وتفسير الماوردي: ١/ ٤٥٨، وتفسير الفخر الرازي:
١١/ ٢١٢ عن الزجاج.
(٥) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٦٧، وزاد المسير: ٢/ ٣٣٧، وتفسير القرطبي: ٦/ ١٣٨، والدر المصون: ٤/ ٢٤٢.
(٦) قال أبو عبيدة في مجاز القرآن: ١/ ١٦٢: «أي من جناية ذلك وجرّ ذلك، وهي مصدر أجلت ذلك عليه».
وقال الطبري في تفسيره: ٦/ ١٤٥: «أي من جرّاء ذلك القاتل وجريرته».
(٧) الحديث باختلاف في بعض ألفاظه في صحيح البخاري: ٤/ ١٠٤، كتاب الأنبياء، باب- «خلق آدم وذريته»، وصحيح مسلم: ٣/ ١٣٠٤، كتاب القسامة، باب «بيان إثم من سن القتل» عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعا.
آدم القاتل أولا كفل «١» من إثم كلّ قاتل بني آدم».
وَمَنْ أَحْياها: أنقذها من هلكة في دين أو دنيا «٢».
٣٣ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ: يحبسوا «٣». أو يقاتلوا حيث توجهوا «٤». أو من قتلهم فدمه هدر، إذ لا يجوز إلجاؤهم إلى دار الحرب.
نزلت في عرنيين «٥» وعكل «٦» وكانوا ارتدوا وساقوا إبل الصدقة «٧».
وخطب الحجاج يوم الجمعة فقال: أتزعمون أني شديد العقوبة، وهذا
(١) الكفل: بكسر الكاف وسكون الفاء: الحظ والنصيب.
والكفل- أيضا- ضعف الشيء.
قال الحافظ في الفتح: ١٢/ ٢٠١: «وأكثر ما يطلق على الأجر والضعف على الإثم».
وانظر غريب الحديث لأبي عبيد: ٤/ ٤٢٩، والنهاية لابن الأثير: ٤/ ١٩٢.
(٢) ينظر تفسير الطبري: ١٠/ ٢٣٣، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٦٩، وتفسير الماوردي:
١/ ٤٦٠، وزاد المسير: ٢/ ٣٤٣، وتفسير الفخر الرازي: ١١/ ٢١٩.
(٣) وهو قول الحنفية كما في أحكام القرآن للجصاص: ٢/ ٤١٢.
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ١١/ ٢٢٢: «وهو اختيار أكثر أهل اللّغة».
(٤) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٧٠.
(٥) العرنيون نسبة إلى عرينة: بضم العين المهملة وفتح الراء وآخرها نون ثم هاء حي من قضاعة وحي من بجيلة. وهم من بجيلة في هذه الحادثة كما ذكره الماوردي في تفسيره:
١/ ٤٦٢.
وينظر الاشتقاق لابن دريد: ٢٢٦.
(٦) عكل: بضم العين وسكون الكاف: بطن من طابخة، من العدنانية.
قال ابن دريد في الاشتقاق: ١٨٣: «واشتقاق (عكل) من قولهم: عكلت الشيء أعكله عكلا، إذا جمعته» وفي «عكل» قال الحازمي في عجالة المبتدي: ٩٣: «هي امرأة حضنت ولد عوف بن إياس بن قيس بن عوف بن عبد مناة بن أد بن طابخة فنسبوا إليها... ».
وانظر الإنباه على قبائل الرواة لابن عبد البر: ٦٢.
(٧) راجع هذه الحادثة في صحيح البخاري: ٨/ ٤٣، كتاب الديات، باب «القسامة»، وصحيح مسلم: ٣/ ١٢٩٦ كتاب القسامة، باب «حكم المحاربين والمرتدين» حديث رقم (١٦٧١)، وأسباب النزول للواحدي: ٢٢٥.
أنس «١» حدثني أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قطع أيدي رجال وأرجلهم وسمل أعينهم «٢».
فقال أنس: فوددت أنّي متّ قبل أن حدّثته.
وقال أبو عبيد «٣» : سألت محمد بن الحسن «٤» عن قوله: أَوْ يُصَلَّبُوا فقال: هو أن يصلب حيا ثم يطعن بالرماح «٥». قلت: هذا مثلة.
قال: فالمثلة تراد.
٤١ وَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ: فضيحته «٦»، أو عذابه «٧»، ........
(١) هو أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه.
(٢) سمل العين: فقؤها بحديدة محماة.
النهاية: ٢/ ٤٠٣، واللسان: ١١/ ٣٤٧ (سمل). [.....]
(٣) أبو عبيد: (١٥٧- ٢٢٤ هـ).
هو القاسم بن سلام الهروي الأزدي.
الإمام المحدث، الفقيه، الأديب المشهور.
وصفه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء: ١٠/ ٤٩٠ بقوله: «الإمام الحافظ المجتهد ذو الفنون... ».
أخباره في: طبقات النحويين للزبيدي: ١٩٩، وفيات الأعيان: ٤/ ٦٠، وتذكرة الحفاظ:
١/ ٤١٧.
(٤) محمد بن الحسن: (١٣١- ١٨٩ هـ).
هو محمد بن الحسن بن فرقد الشيباني، أبو عبد الله.
الإمام الفقيه المشهور، صاحب الإمام أبي حنيفة.
أخباره في: تاريخ بغداد: ٢/ ١٧٢، طبقات الفقهاء للشيرازي: ١٣٥، سير أعلام النبلاء:
٩/ ١٣٤، الجواهر المضيئة: ٣/ ١٢٢.
(٥) هذا مذهب أبي حنيفة ومحمد بن الحسن رحمهما الله تعالى، وهو أن المحارب إذا قدر عليه صلب حيا وطعن حتى يموت.
ينظر أحكام القرآن للجصاص: ٢/ ٤١٢، والكشاف: ١/ ٦٠٩.
ورجح ابن العربي المالكي هذا القول في أحكام القرآن: ٢/ ٦٠٢، فقال: «والصلب حيا أصح لأنه أنكى وأفضح، وهو مقتضى الردع الأصلح».
(٦) هذا قول الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٧٦، وذكره الماوردي في تفسيره: ١/ ٤٦٧، وابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٣٥٩ عن الزجاج.
وانظر اللسان: ١٣/ ٣١٩ (فتن).
(٧) ذكره النحاس في معاني القرآن: ٢/ ٣٠٨ دون عزو. ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٤٦٧- عن الحسن. وابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٣٥٩ عن الحسن وقتادة.
كقوله «١» : عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ.
٤٨ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ: أمينا، أو شاهدا «٢». هيمن عليه: شهده وحفظه مفيعل من «الأمان» مثل: مبيطر ومسيطر، فانقلبت الهمزة هاء «٣» وليست الياء للتصغير «٤»، بل لحقت «فعل» فألحقته بذوات الأربعة.
٥٢ يُسارِعُونَ فِيهِمْ: في الكفار «٥»، في مرضاتهم وولايتهم «٦».
٥٤ أَذِلَّةٍ: رحماء ليّنون «٧».
٥٨ نادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ: أدّيتم.
٥٩ تَنْقِمُونَ مِنَّا: تكرهون وتعيبون «٨».
(١) سورة الذاريات: آية: ١٣.
(٢) ذكره الزّجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٧٩، ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٤٧١ عن قتادة والسدي.
وأورده ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٣٧١ وقال: «رواه أبو صالح عن ابن عباس، وبه قال الحسن، وقتادة، والسدي، ومقاتل».
(٣) أي أن أصل الكلمة: «مؤيمن» وهو قول المبرد كما في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٨٠، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٣١٨، وزاد المسير: ٢/ ٣٠.
ونقل السمين الحلبي في الدر المصون: ٤/ ٢٨٧ عن أبي عبيدة قال: «لم يجيء في كلام العرب على هذا البناء إلا أربعة ألفاظ: مبيطر ومسيطر ومهيمن ومحيمر» ونقل عن الزجاجي لفظا خامسا هو: مبيقر.
(٤) قال السمين الحلبي في الدر المصون: ٤/ ٢٨٨: «وقد سقط ابن قتيبة سقطة فاحشة حيث زعم أن «مهيمنا» مصغر، وأن أصله «مؤيمن» تصغير «مؤمن» اسم فاعل ثم قلبت همزته هاء كهراق، ويعزى ذلك لأبي العباس المبرد أيضا».
(٥) هم المنافقون الذين يتوددون إلى الكفار.
(٦) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤٤، وتفسير الطبري: ١٠/ ٤٠٣، وتفسير المشكل لمكي: ١٥٤، وزاد المسير: ٢/ ٣٧٩.
(٧) تفسير الطبري: ١٠/ ٤٢١. وقال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٨٣: «أي جانبهم ليّن على المؤمنين، ليس أنهم أذلاء مهانون».
وانظر معاني القرآن للنحاس: ٢/ ٣٢٤، وزاد المسير: ٢/ ٣٨٢.
(٨) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٧٠، وتفسير الطبري: ١٠/ ٤٣٣، ومعاني القرآن للزجاج: - ٢/ ١٨٦ قال الزجاج: «يقال:
[٢٧/ ب] ٦٠ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ: أي: الشيطان «١»، فعطف الفعل على مثله وإن اختلفا في الفاعل.
٦١ وَقَدْ دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وَهُمْ قَدْ خَرَجُوا بِهِ: أي: دخلوا وخرجوا بالكفر، لا بما أظهروه «٢»، أو استمروا على الكفر وتصحّفوا فيه.
قال معاوية: أبو بكر رضي الله عنه- سلم من الدنيا وسلمت منه، وعمر عالجها وعالجته، وعثمان رضي الله عنه نال منها ونالت منه، وأما أنا فقد تصحّفت فيها ظهرا لبطن «٣».
٦٣ لَوْلا يَنْهاهُمُ: هلّا ينهاهم، و «لولا» في الماضي توبيخ وفي المستقبل تحريض «٤».
٦٦ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ: النّجاشيّ وبحيرا «٥» وأمثالهما القائلون في عيسى بالحق «٦».
(١) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ١٨٧، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٣٣٢، وزاد المسير: ٢/ ٣٩٠. [.....]
(٢) تفسير الطبري: ١٠/ ٤٤٤، وزاد المسير: ٢/ ٣٩١.
وقال الفخر الرازي في تفسيره: ١٢/ ٤١: «الباء في قوله: دَخَلُوا بِالْكُفْرِ وخَرَجُوا بِهِ يفيد بقاء الكفر معهم حالتي الدخول والخروج من غير نقصان ولا تغيير فيه ألبتة، كما تقول: دخل زيد بثوبه وخرج به، أي: بقي ثوبه حال الخروج كما كان حال الدخول».
(٣) لم أقف على هذا الأثر.
(٤) في تفسير الفخر الرازي: ١٢/ ٤٢، والبحر المحيط: ٣/ ٥٢٢، والدر المصون: ٤/ ٣٤٢ أن «لولا» حرف تحضيض ومعناه «التوبيخ».
(٥) بحيرا- بفتح أوله وكسر ثانيه- كان عالما نصرانيا، رأى النبي صلّى الله عليه وسلّم قبل مبعثه وآمن به.
ترجمته في: أسد الغابة: ١/ ١٩٩، والإصابة: (١/ ٢٧١، ٣٥٢).
(٦) أخرج الطبري في تفسيره: (١٠/ ٤٦٥، ٤٦٦) عن مجاهد قال: «هم مسلمة أهل الكتاب... » دون تسمية أحد منهم. وكذا نقل ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٣٩٥ عن ابن عباس، ومجاهد. وورد اسم النجاشي فقط في تفسير الفخر الرازي: ١٢٢/ ٥٠، وتفسير القرطبي: ٦/ ٢٤١.
٦٩ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا: أظهروا الإيمان، يعني: المنافقين «١».
وَالَّذِينَ هادُوا وَالصَّابِئُونَ: رفع «الصابئين» على تقدير التأخير، كأنه: ولا هم يحزنون والصابئون كذلك «٢».
أو عطف على ضمير هادُوا أي: والذين هادوا هم والصابئون «٣».
أو ارتفع لضعف عمل «إن» لا سيما وهو عطف على المضمر الذي لم يظهر إعرابه «٤».
وبلغ ابن عباس قراءة أهل المدينة «٥» :«والصّابون» فأنكرها وقال:
(١) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٩٤، والنحاس في معاني القرآن: ٢/ ٣٣٩.
وقال الزجاج: فأما مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ «وقد ذكر الذين آمنوا، فإنما يعني الذين آمنوا هاهنا المنافقين الذين أظهروا الإيمان بألسنتهم ودلّ على أن المعنى هنا ما تقدم من قوله: لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ.
وقيل: هم المسلمون الذين صدقوا الله ورسوله.
وهو قول الطبري في تفسيره: ١٠/ ٤٧٦، وابن كثير في تفسيره: ٣/ ١٤٧.
(٢) هذا قول سيبويه في الكتاب: ٢/ ١٥٥. وعزاه الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٩٣ إلى سيبويه والخليل وإلى جميع البصريين.
وانظر هذا القول في تفسير البغوي: ٢/ ٥٣، والمحرر الوجيز: ٤/ ٥٢٢، والتبيان للعكبري: ١/ ٤٥١، والدر المصون: ٤/ ٣٥٣.
(٣) هذا قول الكسائي وردّه الفراء في معاني القرآن: ١/ ٣١٢، وخطّأه الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٩٤ فقال: «وهذا القول خطأ من جهتين، إحداهما: أن الصابئ يشارك اليهودي في اليهودية وإن ذكر أنّ هادوا في معنى تابوا فهذا خطأ في هذا الموضع أيضا لأن معنى «الذين آمنوا»
هاهنا إنما هو إيمان بأفواههم، لأنه يعنى به المنافقون، ألا ترى أنه قال:
من آمن بالله، فلو كانوا مؤمنين لم يحتج أن يقال إن آمنوا فلهم أجرهم».
وانظر مشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٢٣٢، والتبيان للعكبري: ١/ ٤٥١، والدر المصون: (٤/ ٣٥٦، ٣٥٧).
(٤) معاني القرآن للفراء: (١/ ٣١٠، ٣١١)، ومشكل إعراب القرآن لمكي: ١/ ٢٣٢، والدر المصون: ٤/ ٣٦٢.
(٥) وهي قراءة نافع كما في الكشف لمكي: ١/ ٢٤٥، والتيسير لأبي عمرو الداني: ٧٤ وفي توجيه هذه القراءة السبعية قال مكي: «فأما من لم يهمز فهو على أحد وجهين إما أن يكون خفف الهمزة على البدل، فأبدل منها ياء مضمومة، أو واوا مضمومة، في الرفع، فلما- انضمت الياء إلى الواو ألقى الحركة على الياء، استثقالا للضم على حرف علة، فاجتمع حرفان ساكنان، فحذف الأول لالتقاء الساكنين،... والوجه الثاني أن يكون من «صبا يصبو» إذا فعل ما لا يجب له فعله، كما يفعل الصبي، فيكون في الاعتلال، قد حذف لامه في الجمع، وهي واو مضمومة في الرفع، وواو مكسورة في الخفض والنصب، فجرى الاعتلال على إلقاء حركة الواو على الياء، وحذف الواو الأولى لسكونها وسكون واو الجمع أو يائه بعدها... ».
ونسب ابن جني هذه القراءة في المحتسب: ١/ ٢١٦ إلى أبي جعفر وشيبة.
إنما الصابون ما يغسل به الثّياب.
٧١ ثُمَّ تابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بأن أرسل محمدا يعلمهم أنهم إن آمنوا تاب عليهم «١».
فَعَمُوا وَصَمُّوا: لم يعملوا بما سمعوا ولا ما رأوا «٢».
كَثِيرٌ مِنْهُمْ: يرتفع على البدل من الواو في عَمُوا وَصَمُّوا.
وَحَسِبُوا أَلَّا تَكُونَ فِتْنَةٌ: رفعه بمعنى: أنه لا تكون «٣».
٧٧ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ: عن الهدى في الدنيا.
(١) هذا قول الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٩٥. وذكره النحاس في معاني القرآن: ٢/ ٣٤١، ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٤٠١ عن الزجاج.
وذكره ابن عطية في المحرر الوجيز: ٤/ ٥٢٥، وقال: «وخص بهذا العمى كثيرا منهم لأنّ منهم قليلا آمن».
(٢) قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ١٩٥: «هذا مثل، تأويله: أنهم لم يعملوا بما سمعوا ولا بما رأوا من الآيات، فصاروا كالعمي الصّمّ».
وانظر معاني القرآن للنحاس: ٢/ ٣٤١، وزاد المسير: ٢/ ٤٠١.
(٣) ورد هذا التوجيه لقراءة أبي عمرو، وحمزة، والكسائي برفع تكون وقرأ باقي السبعة تَكُونَ نصبا.
ينظر السبعة لابن مجاهد: ٢٤٧، والتبصرة لمكي: ١٨٨.
قال الزجاج في معانيه: ٢/ ١٩٥: «فمن قرأ بالرفع فالمعنى: أنه لا تكون فتنة، أي:
حسبوا فعلهم غير فاتن لهم وذلك أنهم كانوا يقولون إنهم أبناء الله وأحباؤه»
.
ينظر توجيه القراءتين في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٧٤، والكشف لمكي:
١/ ٤١٦.
وَضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِيلِ: عن طريق الجنة في الآخرة «١».
٨٢ قِسِّيسِينَ: عابدين، من الاتباع، يقال في اتباع الحديث: يقسّ، وفي أثر الطّريق يقصّ «٢»، جعلوا الأقوى لما فيه أثر مشاهد كالوصيلة في المماسّة الحسيّة، والوسيلة في القربة، والفسيل «٣» في نتاج النخيل «٤»، والفصيل في الإبل «٥».
٩٣ لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا: لما حرّمت الخمر قالت الصحابة: كيف بمن مات من إخواننا «٦».
إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا: الاتقاء الأول: فعل الاتقاء، والثاني: دوامه، والثالث: اتقاء مظالم العباد بدليل/ ضم الإحسان إليه «٧». [٢٨/ أ]
(١) تفسير الطبري: ١٠/ ٤٨٧، وتفسير الفخر الرازي: ١٢/ ٦٧. [.....]
(٢) ليس هذا على الإطلاق، ولكنه في الغالب، فقد استعمل القرآن في اتباع الحديث (يقص) كما في قوله تعالى: إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلى بَنِي إِسْرائِيلَ [سورة النمل: ٧٦]، وقوله تعالى: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ [سورة يوسف: آية: ٣]، واستعمله أيضا في تتبع الأثر كما في قوله تعالى: وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ [سورة القصص: آية: ١١].
ينظر المفردات للراغب: (٤٠٣، ٤٠٤)، واللسان: ٦/ ١٧٤ (قسس)، (٧/ ٧٤ (قصص).
(٣) ينظر كتاب النخل لأبي حاتم: (٥٤، ٥٥)، واللسان: ١١/ ٥١٩ (فسل).
(٤) اللسان: ١١/ ٥١٩ (فسل).
(٥) النهاية لابن الأثير: ٣/ ٤٥١، واللسان: ١١/ ٥٢٢ (فصل).
(٦) سنن الترمذي: ٥/ ٢٥٤، كتاب التفسير، باب «ومن سورة المائدة» عن البراء بن عازب رضي الله عنه.
ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٣٥٧، وأسباب النزول للواحدي: ٢٤٢، وتفسير الماوردي:
١/ ٤٨٥، وزاد المسير: ٢/ ٤١٩.
(٧) ذكره الفخر الرازي في تفسيره: ١٢/ ٨٩.
وقال الطبري في تفسيره: ١٠/ ٥٧٧: «الاتقاء الأول: هو الاتقاء بتلقي أمر الله بالقبول والتصديق، والدينونة به والعمل. والاتقاء الثاني: الاتقاء بالثبات على التصديق، وترك التبديل والتغيير. والاتقاء الثالث: هو الاتقاء بالإحسان، والتقرب بنوافل الأعمال». -
وتوجيه الطبري للحالة الثالثة أنسب لأن الديمومة على التقوى تستلزم الحالة الثالثة التي ذكرها المصنف وهي اتقاء الظلم، وليس ضم الإحسان دليلا على ذلك، فالإحسان أمر زائد على الفرائض والواجبات وترك المنهيات، ولذا كان توجيه الطبري أنسب حيث جعله في دائرة التقرب بنوافل الأعمال.
٩٥ فَجَزاءٌ مِثْلُ «١» ما قَتَلَ: أي: عليه جزاء مثل ما قتل فيكون «الجزاء» بمعنى المصدر، وهو غير المثل لأنه فعل المجازي «٢». ويقرأ: فَجَزاءٌ مِثْلُ «٣». ف «مثل» صفة للجزاء «٤».
٩٦ صَيْدُ الْبَحْرِ: هو الطريّ «٥»، وَطَعامُهُ: المالح «٦».
(١) برفع «فجزاء» بغير تنوين وخفض «مثل» وهي قراءة نافع، وابن كثير، وأبي عمرو، وابن عامر.
السّبعة لابن مجاهد: ٢٤٧، والتبصرة لمكي: ١٨٨.
(٢) الحجة لأبي علي الفارسي: (٣/ ٢٥٦، ٢٥٧).
وقال السّمين الحلبي في الدر المصون: ٤/ ٤١٩: «و «جزاء» مصدر مضاف لمفعوله تخفيفا، والأصل: فعليه جزاء مثل ما قتل، أي أن يجزئ مثل ما قتل، ثم أضيف، كما تقول: «عجبت من ضرب زيدا» ثم «من ضرب زيد»... وبسط ذلك أن الجزاء هنا بمعنى القضاء والأصل: فعليه أن يجزي المقتول من الصيد مثله من النعم، ثم حذف المفعول الأول لدلالة الكلام عليه وأضيف المصدر إلى ثانيهما... ».
(٣) وهي قراءة عاصم، وحمزة، والكسائي كما في السّبعة لابن مجاهد: ٢٤٨، والتبصرة لمكي: ١٨٨.
(٤) الحجة لأبي علي الفارسي: ٣/ ٢٥٤ وقال: «والمعنى: فعليه جزاء من النّعم مماثل المقتول، والتقدير: فعليه جزاء وفاء للازم له، أو فالواجب عليه جزاء من النعم مماثل ما قتل من الصيد».
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٢١٧، والبحر المحيط: ٤/ ١٩، والدر المصون:
٤/ ٤١٨.
(٥) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١١/ ٥٧- ٥٩) عن أبي بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وابن عباس، وسعيد بن جبير، رضي الله تعالى عنهم أجمعين.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٣/ ١٩٨ وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور، وابن أبي حاتم، وأبي الشيخ عن ابن عباس رضي الله عنهما.
(٦) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١١/ ٦٥- ٦٨) عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وعكرمة، وإبراهيم النخعي، وقتادة، ومجاهد، والسدي. -
ونقله الماوردي في تفسيره: ١/ ٤٨٩ عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب.
وقيل «١» : ما نضب عنه الماء فأخذ بغير صيد.
٩٧ قِياماً لِلنَّاسِ: عمادا وقواما «٢» ومعناه ما في المناسك من منافع الدين، وما في الحج من معايش أهل مكة.
٩٧ قوله تعالى: ذلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ... : أن من علم أموركم قبل خلقكم جعل لكم حرما يؤمن اللّاجيء إليه ويقيم معيشة الثاوي «٣» فيه، فهو الذي يعلم ما في السماوات والأرض.
البحيرة «٤» : المشقوقة الأذن وهي النّاقة نتجت خمسة أبطن فإن كان آخرها سقبا- أي: ذكرا- أكلوه وبحروا أذن الناقة وخلّيت، لا تحلب ولا تركب. وإن كانت الخامسة أنثى صنعوا بها هذا دون أمها «٥». والسائبة:
الإبل تسيّب بنذر أو بلوغ راكبها حاجته «٦».
والوصيلة: الشّاة ولدت سبعة أبطن فإن كان ذكرا «٧» أكله الرجال.
(١) رجحه الطبري في تفسيره: ١١/ ٦٩ بدليل: «أنّ الله تعالى ذكره ذكر قبله صيد الذي يصاد، فقال: أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ، فالذي يجب أن يعطف عليه في المفهوم ما لم يصد منه، فقال: أحل لكم ما صدتموه من البحر، وما لم تصيدوه منه... ».
(٢) تفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤٧، والمفردات للراغب: ٤١٧. [.....]
(٣) أي المقيم فيه.
قال الخطابي في غريب الحديث: ١/ ٤٩٨: «والثواء: طول المكث بالمكان، والمثوى:
المنزل»
.
(٤) من قوله تعالى: ما جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلا سائِبَةٍ وَلا وَصِيلَةٍ وَلا حامٍ وَلكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَأَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ [المائدة: ١٠٣].
(٥) عن مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٨٠.
وانظر تفسير الطبري: ١١/ ١٣٠، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٢١٣.
(٦) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٧٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤٧، وتفسير الطبري: ١١/ ١٢٥، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٢١٣، وزاد المسير: ٢/ ٤٣٨.
(٧) أي فإن كان السابع ذكرا.
والبحيرة : المشقوقة الأذن، وهي الناقة نتجت خمسة/ أبطن، فإن كان آخرها سبقا أي : ذكرا أكلوه وبحروا أذن الناقة وخليت لا تحلب ولا تركب. وإن كانت الخامسة أنثى صنعوا بها هذا دون أمها١.
والسائبة : الإبل التي تسيب بنذر أو بلوغ راكبها حاجته٢.
والوصيلة : الشاة ولدت سبعة أبطن، فإن كان ذكرا أكله الرجال، وإن كان أنثى أرسلت في الغنم، وكذلك إن كان ذكرا وأنثى، وقالوا : وصلت أخاها٣.
الحامي : الفحل يضرب في الإبل عشر سنين فيصير ظهره حمى. وقيل : هو الذي نتج ولده٤.
١ انظر معاني القرآن وإعرابه ج٢ ص٢١٣، ولسان العرب مادة "بحر" ج٤ ص٤٣..
٢ لسان العرب مادة "سيب" ج١ ص٤٧٨..
٣ لسان العرب مادة "وصل" ج١١ ص٧٢٩، والنكت وبعيون ج٢ ص٧٤..
٤ أي الفحل الذي يولد لولده. وانظر معاني هذه الكلمات في: معاني القرآن للفراء ج١ ص٣٢٢، ومجاز القرآن ج١ ص١٧٧، وغريب القرآن لابن قتيبة ص١٤٧..
وإن كانت أنثى أرسلت في الغنم، وكذلك إن كان ذكرا وأنثى «١» وقالوا: وصلت أخاها.
والحامي: الفحل يضرب في الإبل عشر سنين فيصير ظهره حمى «٢».
وقيل «٣» : هو الذي نتج ولده.
١٠٥ عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ: نصب على الإغراء «٤»، أي: احفظوها.
لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ: أي: في الآخرة «٥». أما الإمساك عن إرشاد الضّالّ فلا سبيل إليه «٦».
(١) في مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٧٨: «وإذا ولدت سبعة أبطن، كل بطن ذكرا وأنثى، قالوا: قد وصلت أخاها، وإذا وضعت بعد سبعة أبطن ذكرا وأنثى قالوا: وصلت أخاها، فأحموها وتركوها ترعى ولا يمسها أحد... ». وانظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة:
١٤٧، وتفسير الطبري: ١١/ ١٢٤، والمفردات للراغب: ٥٢٥، وزاد المسير: ٢/ ٤٣٩.
(٢) نص هذا القول في زاد المسير: ٢/ ٤٤٠، وقال: «ذكره الماوردي عن الشّافعي»، وقال الماوردي في تفسيره: ١/ ٤٩٣: «وأما الحام ففيه قول واحد أجمعوا عليه وهو البعير ينتج من صلبه عشرة أبطن فيقال: حمى ظهره ويخلّى». وانظر مجاز القرآن لأبي عبيدة:
١/ ١٧٩، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤٨، وتفسير الطبري: (١١/ ١٢٤، ١٢٥)، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٢١٣.
(٣) ذكره الفراء في معاني القرآن: ١/ ٣٢٢، وابن قتيبة في تفسير غريب القرآن: ١٤٨، والطبري في تفسيره: ١١/ ١٣٠ والسمين الحلبي في الدر المصون: ٤/ ٤٤٨ وقال:
«فيقولون» : قد حمى ظهره، فلا يركب ولا يستعمل ولا يطرد عن ماء ولا شجر».
(٤) معاني القرآن للفراء: (١/ ٣٢٢، ٣٢٣)، وقال الطبري في تفسيره: ١١/ ١٣٨: «ونصب قوله: أَنْفُسَكُمْ بالإغراء، والعرب تغري من الصفات ب «عليك»، و «عندك»، و «دونك»، و «إليك»... ». وقال السّمين الحلبي في الدر المصون: ٤/ ٤٥٠: «الجمهور على نصب أَنْفُسَكُمْ على الإغراء ب عَلَيْكُمْ لأن عَلَيْكُمْ هنا اسم فعل، إذ التقدير: الزموا أنفسكم أي: هدايتها وحفظها مما يؤذيها... ».
(٥) لم أقف على هذا القول.
(٦) قال ابن عطية في المحرر الوجيز: ٥/ ٧٥: «وجملة ما عليه أهل العلم في هذا أن الأمر بالمعروف متعين متى رجى رد المظالم ولو بعنف ما لم يخف المرء ضررا يلحقه في خاصته أو فتنة يدخلها على المسلمين إما بشق عصا وإما بضرر يلحق طائفة من الناس فإذا خيف هذا فعليكم أنفسكم محكم واجب أن يوقف عنده». -
- وقال ابن كثير في تفسيره: ٣/ ٢٠٧: «وليس في الآية مستدل على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذا كان فعل ذلك ممكنا».
١٠٦ شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ: أي: أسبابه «١».
اثْنانِ: شهادة اثنين، أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ: من غير ملتكم في السّفر «٢»، ثم نسخ «٣»، فيحلفان بعد صلاة العصر «٤» إذ هو وقت يعظّمه
(١) زاد المسير: ٢/ ٤٤٥، وقال الفخر الرازي في تفسيره: ١٢/ ١٢١: «والمراد بحضور الموت مشارفته وظهور أمارات وقوعه... ».
وقال القرطبي في تفسيره: ٦/ ٣٤٨: «معناه إذا قارب الحضور، وإلا فإذا حضر الموت لم يشهد ميت، وهذا كقوله تعالى: فَإِذا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ، وكقوله: إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ ومثله كثير».
(٢) ذكره الفراء في معاني القرآن: ١/ ٣٢٤، وأخرجه الطبريّ في تفسيره: (١١/ ١٦٠- ١٦٦) عن ابن عباس، وسعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب، ومجاهد، وإبراهيم النخعي، وشريح وعبيدة السّلماني، وابن زيد، وزيد بن أسلم. ورجح الطبري هذا القول في تفسيره: ١١/ ١٦٨.
وانظر هذا القول وأدلة القائلين به في معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٢١٥، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٣٧٦، وتفسير الماوردي: ١/ ٤٩٤، وزاد المسير: ٢/ ٤٤٦، وتفسير الفخر الرازي: ١٢/ ١٢٢.
(٣) الناسخ والمنسوخ للنحاس: ١٦٣ عن زيد بن أسلم، ومالك بن أنس، والشافعي، وأبي حنيفة.
وذكره ابن الجوزي في نواسخ القرآن: ٣٢ وقال: «وهو قول زيد بن أسلم. وإليه يميل أبو حنيفة ومالك والشّافعي، قالوا: وأهل الكفر ليسوا بعدول».
وقيل: إن الآية محكمة والعمل على هذا عندهم باق. وقال مكي في الإيضاح: ٢٧٥:
«أكثر الناس على أنه محكم غير منسوخ». ونقل مكي هذا القول عن ابن عباس، وعائشة، وأبي موسى الأشعري، والشعبي، وابن سيرين، وسعيد بن المسيب، وشريح، وإبراهيم النخعي، والأوزاعي.
وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٤٤٦، ونواسخ القرآن: ٣٢١ ونسبه إلى ابن عباس، وابن المسيب، وابن جبير، وابن سيرين، وقتادة، والشعبي، والثّوري، وأحمد بن حنبل.
وصحح ابن الجوزي هذا القول وقال: «لأن هذا موضع ضرورة كما يجوز في بعض الأماكن شهادة نساء لا رجل معهن بالحيض والنفاس والاستهلال». [.....]
(٤) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١١/ ١٧٤، ١٧٥) عن سعيد بن جبير، وشريح، -- وإبراهيم النخعي، وقتادة.
وأورده السيوطي في الدر المنثور: ٣/ ٢٢٥ وعزا إخراجه إلى عبد الرازق، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن عبيدة السّلماني، قال الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٢١٦: «كان الناس بالحجاز يحلفون بعد صلاة العصر، لأنه وقت اجتماع الناس». ونقل ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٤٤٨ عن ابن قتيبة قال: «لأنه وقت يعظمه أهل الأديان».
أهل الكتاب.
لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً: لا نطلب عوضا.
ومن لا يرى نسخ القرآن فهو شهادة حضور الوصية لا الأداء «١».
أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ: وصيّان من غير قبيلتكم «٢»، والوصيّ يحلّف عند التهمة لا الشاهد.
١٠٧ فَإِنْ عُثِرَ: اطّلع «٣»، عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا: اقتطعا بشهادتهما أو [٢٨/ ب] يمينهما «إثما» حلّف آخران أوليان بالميت، / أي: بوصيته على العلم أنهما لم يعلما من الميت ما ادعيا عليه وأن أيمانهما أحق من أيمانهما.
(١) الناسخ والمنسوخ للنحاس: ١٦٢، والإيضاح لمكي: ٢٧٩، وتفسير الماوردي: ١/ ٤٩٣.
وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٤٤٥، وقال: «واستدل أرباب هذا القول بقوله:
فَيُقْسِمانِ بِاللَّهِ قالوا: والشاهد لا يلزمه يمين»
.
(٢) أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١١/ ١٦٦، ١٦٧)، عن الحسن، وعكرمة، والزهري، وعبيدة السّلماني.
ونقله ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٤٤٦ عن الحسن، وعكرمة، والأزهري، والسدي.
(٣) مجاز القرآن لأبي عبيدة: ١/ ١٨١، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤٨.
وقال الطبري في تفسيره: ١١/ ١٧٩: «وأصل «العثر» الوقوع على الشيء والسقوط عليه... وأما قوله: عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً، فإنه يقول تعالى ذكره: فإن اطلع من الوصيين اللذين ذكر الله أمرهما في هذه الآية- بعد حلفهما بالله لا نشتري بأيماننا ثمنا ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله- عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً، يقول: على أنهما استوجبا بأيمانهما التي حلفا بها إثما، وذلك أن يطلع على أنهما كانا كاذبين في أيمانهما بالله ما خنّا ولا بدلنا ولا غيرنا. فإن وجدا قد خانا من مال الميت شيئا، أو غيرا وصيته، أو بدّلا، فأثما بذلك من حلفهما بربهما فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما، يقول يقوم حينئذ مقامهما من ورثة الميت، الأوليان الموصى إليهما».
مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ: أي: بكسبهم الإثم على الخيانة، وهم أهل الميت «١»، هما الأوليان بالشهادة من الوصيين.
١٠٩ قالُوا لا عِلْمَ لَنا: أي: بباطن أمورهم «٢» التي المجازاة عليها بدليل قوله: إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ، أو ذلك لذهولهم عن الجواب لأهوال القيامة «٣».
١١١ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ: ألقيت إليهم، والوحي: الإلقاء السريع، والوحي: السرعة، والأمر الوحي: السريع «٤».
١١٢ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ: هل يطيع إن سألت، أو هل يستجيب «٥». أو قالوا ذلك في ابتداء أمرهم قبل استحكام إيمانهم «٦»، أو بعد إيمانهم لمزيد اليقين «٧»، ولذلك قالوا: وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنا.
١١٦ وَإِذْ قالَ اللَّهُ: جاء إِذْ وهو للماضي لإرادة التقريب، ولأنه
(١) ذكر الماوردي هذا القول في تفسيره: ١/ ٤٩٥ وعزاه إلى سعيد بن جبير.
وذكره ابن الجوزي في زاد المسير: ٢/ ٤٥٠ وقال: «قاله الجمهور».
(٢) تفسير الطبري: ١١/ ٢١١، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٢١٨.
وذكره النحاس في معاني القرآن: (٢/ ٣٨١، ٣٨٢) وقال: «هذا مذهب ابن جريج».
(٣) معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٢٤، وتفسير غريب القرآن لابن قتيبة: ١٤٨.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره: ١١/ ٢٠ عن الحسن، ومجاهد، والسدي.
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٢١٨، وتفسير الماوردي: ١/ ٤٩٦، وزاد المسير:
٢/ ٤٥٣.
(٤) ينظر معنى «الوحي» في تفسير الطبري: (٦/ ٤٠٥، ٤٠٦)، والمفردات للراغب: ٥١٥، واللسان: (١٥/ ٣٧٩- ٣٨٢) (وحى).
(٥) تفسير الطبري: ١١/ ٢١٩، ومعاني القرآن للزجاج: ٢/ ٢٢٠، وتفسير الماوردي:
١/ ٤٩٩.
(٦) معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٢٢١، ومعاني القرآن للنحاس: ٢/ ٣٨٥، وزاد المسير:
٢/ ٤٥٦.
(٧) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٢٢١.
كائن «١».
أَأَنْتَ قُلْتَ: يقول الله ذلك لتوبيخ أمته «٢». أو لإعلامه كيلا يشفع لهم.
١١٨ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ: تفويض الأمر إلى الله «٣»، أو تغفر كذبهم عليّ لا كفرهم «٤».
١١٩ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ: رفعه «٥» على الإشارة إلى «اليوم»، ونصبه «٦» على الظرف.
(١) أي: أن هذا القول سيكون يوم القيامة.
وقد أخرج الطبري هذا القول في تفسيره: (١١/ ٢٣٤، ٢٣٥) عن ابن جريج، وقتادة، وميسرة.
وانظر معاني القرآن للنحاس: ٢/ ٣٩٠، وزاد المسير: ٢/ ٤٦٣، وتفسير الفخر الرازي:
١٢/ ١٤٢.
(٢) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٢٢٢ فقال: «فالمسألة هنا على وجه التوبيخ للّذين ادعوا عليه لأنهم مجمعون أنه صادق الخبر وأنه لا يكذبهم وهو الصادق عندهم فذلك أوكد في الحجة عليهم وأبلغ في توبيخهم، والتوبيخ ضرب من العقوبة».
(٣) ذكر النحاس هذا القول في معاني القرآن: ٢/ ٣٩١ وصححه.
وذكره الماوردي في تفسيره: ١/ ٥٠٥، والفخر الرازي في تفسيره: ١٢/ ١٤٦. [.....]
(٤) ذكره الزجاج في معاني القرآن: ٢/ ٢٢٣ فقال: «اختلف أهل النظر في تفسير قول عيسى:
إِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فقال بعضهم: معناه إن تغفر لهم كذبهم عليّ، وقالوا: لا يجوز أن يقول عيسى عليه السلام: إن الله يجوز أن يغفر الكفر، وكأنه على هذا القول: إن تغفر لهم الحكاية فقط، هذا قول أبي العباس محمد بن يزيد، ولا أدري أشيء سمعه أم استخرجه»
.
وانظر هذا القول في معاني القرآن للنحاس: (٢/ ٣٩٢، ٣٩٣)، وتفسير الماوردي:
١/ ٥٠٥.
(٥) أي رفع يَوْمُ والجمهور على رفعه من غير تنوين.
ينظر معاني القرآن للفراء: ١/ ٣٢٦، وتفسير الطبري: ١١/ ٢٤١، والسبعة لابن مجاهد:
٢٥٠، والدر المصون: ٤/ ٥٢٠.
(٦) وهي قراءة نافع. كما في السّبعة لابن مجاهد: ٢٥٠، والتبصرة لمكي: ١٨٩.
وانظر معاني القرآن للزجاج: ٢/ ٢٢٤، والحجة لأبي علي الفارسي: ٣/ ٢٨٣، والدر المصون: ٤/ ٥٢٠.
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
نقمت على الرجل أنقم، ونقمت عليه أنقم، والأجود نقمت أنقم ومعنى نقمت بالغت في كراهة الشيء».