تفسير سورة القدر

الصحيح المسبور
تفسير سورة سورة القدر من كتاب الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور المعروف بـالصحيح المسبور .
لمؤلفه حكمت بشير ياسين .

سورة القدر
قوله تعالى (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)
قال البخاري: حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما: "أن رجالاً من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أُرُوا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: أرى رُؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر".
(الصحيح ٤/٣٠١ - ك فضل ليلة القدر، ب التماس ليلة القدر في السبع الأواخر ح٢٠١٥).
قال البخاري: حدثنا معاذ بن فضالة، حدثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة قال: سألت أبا سعيد -وكان لي صديقا- فقال: "اعتكفنا مع النبي (العشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا وقال: إني أُريتُ ليلة القدر ثم أنسيتها -أو نسيتُها- فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيتُ أني أسجد في ماء وطين، فمن كان اعتكف معي فليرجع. فرجعنا، وما نرى في السماء قزعة، فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة، فرأيتُ رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يسجد في الماء والطين، حتى رأيتُ أثر الطين في جبهته".
(الصحيح ٤/٣٠١ - ك فضل ليلة القدر، ب التماس ليلة القدر في العشر الأواخر ح٢٠١٦).
وقال الترمذي: حدثنا ابن أبي عمر، حدثنا سفيان، عن عبدة بن أبي لبابة وعاصم هو ابن بهدلة، سمعا زرّ بن حبيش، وزر حبيش يُكنى أبا مريم، يقول: قلتُ: لأُبيّ بن كعب: إن أخاك عبد الله بن مسعود يقول: من يقم الحول يُصب ليلة القدر، فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن، لقد علم أنها في العشرة الأواخر من رمضان، وأنها ليلة سبع وعشرين، ولكنه أراد أن لا يتكل الناس،
654
ثم حلف لا يستثنى أنها ليلة سبع وعشرين قلتُ له: بأي شىء تقْول ذلك يا أبا المنذر؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، أو بالعلامة أن الشمس تطلع يومئذ لا شعاع لها.
قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح (السنن ٥/٤٤٥-٤٤٦ - ك التفسير، ب سورة القدر)، وصححه الألباني في (صحيح سنن الترمذي ح٣٣٥١).
قال الحاكم: أخبرنا أبو زكريا العنبرى: ثنا محمد بن عبد السلام، أنبأ إسحاق ابن إبراهيم، أنبأ جرير عن منصور عن سعيد بن جبير في قوله تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر) قال أنزل القرآن في ليلة القدر جملة واحدة إلى سماء الدنيا كان بموقع النجوم فكان الله ينزله على رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بعضه في إثر بعض قال عز وجل (وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا).
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. (المستدرك ٢/٥٣٠ -٥٣١- ك التفسير) وصححها الذهبي، وعزاه الحافظ ابن حجر إلى ابن أبي شيبة والبيهقي في دلائل النبوة وقال: إسناده صحيح (الفتح ٩/٤).
أخرج الطبري بأسانيد يقوي بعضها بعضا عن ابن عباس قال: نزل القرآن كله جملة واحدة في ليلة القدر في رمضان إلى السماء الدنيا، فكان الله إذا أراد أن يحدث في الأرض شيئا أنزله منه حتى جمعه.
قوله تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)
قال البخاري: حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا سفيان قال: حفظناه وأيما حفظ من الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قال: "من صام رمضان إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه".
تابعه سليمان بن كثير عن الزهري، (الصحيح ٤/٣٠٠ - ك فضل ليلة القدر - ب فضل ليلة القدر ح٢٠١٤).
655
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (خير من ألف شهر) قال: ليس فيها ليلة قدر.
وانظر عن ليلة القدر سورة عبس حديث ابن خريمة عن ابن عباس.
قوله تعالى (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)
أخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (من كل أمر) قال: يقضى فيها ما يكون في السنة إلى مثلها، فعلى هذا القول منتهى التفسير، وموضع الوقف من كل أمر.
وأخرج الطبري بسنده الحسن عن قتادة (من كل أمر سلام هي) قال: أي هي خير كلها إلى مطلع الفجر.
Icon