مكية في قول الأكثرين، ومدنية في قول الضحاك. وذكر الواقدي أنها أول سورة نزلت بالمدينة.
بسم الله الرحمان الرحيم
ﰡ
مكية في قول يحيى بن سلام، وعند الجمهور مدنية وهو الصواب. بسم الله الرحمن الرحيم
قال الفراء : كل ما في القرآن من قوله تعالى :" وما أدراك " فقد أدراه، وما كان من قوله :" وما يدريك " فلم يدره.
قال الضحاك : لا يقدر الله في ليلة القدر إلا السعادة والنعم، ويقدر في غيرها البلايا والنقم، وقال عكرمة : كان ابن عباس يسمي ليلة القدر ليلة التعظيم، وليلة النصف من شعبان ليلة البراءة، وليلتي العيدين ليلة الجائزة.
أحدها : ليلة القدر خير من عمر ألف شهر، قاله الربيع.
الثاني : أن العمل في ليلة القدر خير من العمل في غيرها ألف شهر، قاله مجاهد.
الثالث : أن ليلة القدر خير من ألف شهر ليس فيها ليلة القدر، قاله قتادة.
الرابع : أنه كان رجل في بني إسرائيل يقوم الليل حتى يصبح ثم يجاهد العدوّ حتى يمسي، ففعل ذلك ألف شهر، فأخبر الله تعالى أن قيام ليلة القدر خير من عمل ذلك الرجل ألف شهر، رواه ابن أبي نجيح ومجاهد.
الخامس : أن ملك سليمان كان خمسمائة شهر، وملك ذي القرنين كان خمسمائة شهر، فصار ملكهما ألف شهر، فجعل العمل في ليلة القدر خيراً من زمان ملكهما١.
وفي " الروح " ها هنا أربعة أقاويل :
أحدها : جبريل عليه السلام، قاله سعيد بن جبير.
الثاني : حفظة الملائكة، قاله ابن أبي نجيح.
الثالث : أنهم أشرف الملائكة وأقربهم من الله، قاله مقاتل.
الرابع : أنهم جند من الله من غير الملائكة، رواه مجاهد عن ابن عباس مرفوعاً.
ويحتمل إن لم يثبت فيه نص قولاً خامساً : إن الروح والرحمة تنزل بها الملائكة على أهلها، دليله قوله تعالى :﴿ ينزّل الملائكة بالرُّوح من أمْره على من يشَاءُ من عباده ﴾ أي بالرحمة.
﴿ بإذْن ربِّهم ﴾ يعني بأمر ربهم.
﴿ مِن كل أمْرٍ ﴾ يعني يُقضى في تلك الليلة من رزق وأجل إلى مثلها من العام القابل.
وقرأ ابن عباس :" من كل امرئ "، فتأولها الكلبي على أن جبريل ينزل فيها مع الملائكة فيسلمون على كل امرئ مسلم.
أحدها : أن ليلة القدر هي ليلة سالمة من كل شر، لا يحدث فيها حدث ولا يرسل فيها شيطان، قاله مجاهد.
الثاني : أن ليلة القدر هي سلام وخير وبركة، قاله قتادة.
الثالث : أن الملائكة تسلم على المؤمنين في ليلة القدر إلى مطلع الفجر، قاله الكلبي.