ﰡ
٨٥٥- ﴿ ولو ترى إذ المجرمون ناكسوا رءوسهم عند ربهم ﴾ فبين أنهم عند ربهم إلا أنهم منكوسون، قد انقلبت وجوههم إلى أقفيتهم وانتكست رؤوسهم عن جهة فوق إلى جهة أسفل، وذلك حكم الله فيمن حرمه توفيقه ولم يهده طريقه، فتعوذ بالله من الضلال والنزول إلى منازل الجهال. ( الإحياء : ٤/٣١ )
٨٥٦- ﴿ ربنا أبصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا إننا موقنون ﴾ أي علمنا أنه لا يولد إلا بوقاع ونكاح، و لا ينبت زرع إلا بحراثة وبث بذر، فكذلك لا يحصل في الآخرة ثواب وأجر إلا بعمل صالح :﴿ فارجعنا نعمل صالحا ﴾ فقد علمنا الآن صدقك في قولك :﴿ وأن ليس للإنسان إلا ما سعى وأن سعيه سوف يرى ﴾١. ( نفسه : ٣/٤٠٧ و ٤/٤٨ ).
٨٥٧- روي عن الحسن وأسنده ابن أبي زياد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه سئل عن هذه الآية فقال صلى الله عليه وسلم :( الصلاة بين العشائين ) ثم قال صلى الله عليه وسلم :( عليكم بالصلاة بين العشائين فإنها تذهب بملاغات النهار وتهذب آخره )١ والملاغات جمع ملغاة من اللغو. ( الإحياء : ١/٤٠٤ وبداية الهداية ضمن المجموعة رقم ٥ ص : ٤١ ).
٨٥٨- إحياء ما بين العشائين هي سنة مؤكدة، ومما نقل عدده من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم بين العشائين ست ركعات٢، ولهذه الصلاة فضل عظيم وقيل : إنها المراد بقوله عز وجل ﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ﴾. ( الإحياء : ١/٢٣١ )
٨٥٩- قال الأسود٣ : ما أتيت ابن مسعود رضي الله عنه في هذا الوقت إلا ورأيته يصلي فسألته فقال : نعم هي ساعة وكان أنس رضي الله عنه يواظب عليها ويقول : هي ناشئة الليل، ويقول : فيها نزل قوله تعالى :﴿ تتجافى جنوبهم عن المضاجع ﴾. ( نفسه : ١/٤١٧ ).
٢ أخرجه ابن منده في الضحى والطبراني في الأوسط والصغر من حديث عمار بن ياسر بسند ضعيف، والترمذي وضعفه من حديث أبي هريرة: [من صلى بعد المغرب ست ركعات لم يتكلم فيها بينهن بسوء عدلن له بعبادة اثنتي عشر سنة]] ن. المغني بهامش الإحياء: ١/٢٣١. وسنن الترمذي ١/٢٧٢ حديث رقم ٤٣٣..
٣ هو ابن قيس الإمام القدوة أبو عمرو النخعي الكوفي، كان الأسود مخضرما أدرك الجاهلية والإسلام حدث عن معاذ بن جبل وبلال وابن مسعود وغيرهم، وحدث عنه ابنه عبد الرحمان وأخبره إبراهيم والنخعي وغيرهما ت سنة ٧٥هـ ن شذرات الذهب ١/٨٢ وسير أعلام النبلاء: ٤/٥٠..
٨٦٠- قيل : كان عملهم الصيام. ( نفسه : ١/٢٧٤ )
٨٦١- اعلم : أن الله تعالى أثبت فعل العبد في موضع نحو قوله تعالى :﴿ جزاء بما كانوا يعملون ﴾... والحكمة فيه أنه تعالى خالق الأفعال ومقدرها، والعبد كاسبها ومسببها، فالعبد يعمل العادة والله تعالى يجازي عليها، ولولا نسبة هذه الأفعال خلقا وكسبا لما سمي عابدا ومعبودا، فثبت أن العبد عابد كاسب، وأن الله تعالى معبود خالق. ( روضة الطالبين وعمدة السالكين ضمن المجموعة رقم ٢ ص : ٣٤ )
٨٦٢- قصورهم وأملاكهم ومساكنهم صوامت ناطقة، تشهد بلسان حالها على غرور عمالها. ( نصيحة من الإمام أبي حامد الغزالي : ٣٢ ).