ﰡ
عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ فطلقوهن لعدتهن ﴾ قال : إذا طهرت من الحيض لغير جماع قلت : وكيف ؟ قال : إذا طهرت فطلقها قبل أن تمسها، فإن بدا لك أن تطلقها أخرى تركتها حتى تحيض حيضة أخرى ثم طلقها إذا طهرت الثانية، فإن أردت طلاقها الثالثة أمهلتها حتى تحيض فإذا طهرت طلقتها الثالثة ثم تعتد حيضة واحدة ثم تنكح إن شاءت. عبد الرزاق عن ابن جريج قال : سمعت مجاهدا يقرأ :﴿ فطلقوهن في قبل عدتهن ﴾٢. عبد الرزاق عن ابن جريج عن أبي الزبير عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ :﴿ فطلقوهن لقبل عدتهن ﴾٣. عبد الرزاق عن معمر عن ابن طاوس عن أبيه في قوله تعالى :﴿ فطلقوهن ﴾ قال : إذا أردت الطلاق فطلقها حين تطهر قبل أن تمسها تطليقة واحدة، ولا ينبغي لك أن تزيد عليها حتى تخلو ثلاثة قروء فإن واحده تبينها هذا الطلاق السنة. عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن نافع أن ابن عمر طلق امرأته وهي حائض فأتى عمر النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر له فأمره أن يراجعها ثم يتركها حتى إذا طهرت ثم حاضت ثم طهرت طلقها، قال النبي صلى الله عليه وسلم :" فهي العدة التي أمر الله أن تطلق النساء لها يقول حتى يطهرن " ٤.
عبد الرزاق عن معمر عن الزهري في قوله تعالى :﴿ لا تخرجوهن ﴾ عن ابن المسيب أنه قال : إذا لم يكن للرجل إلا بيت واحد فليجعل بينه وبينها سترا يستأذن عليها إذا كانت له عليها رجعة. عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن عبيد الله بن عبد الله أن فاطمة ابنة قيس كانت تحت أبي عمرو بن حفص المخزومي وكان النبي صلى الله عليه وسلم أمر عليا على بعض اليمن، فخرج معه فبعث إليها بتطليقة كانت بقيت لها وأمر عياش ابن أبي ربيعة والحرث بن هشام أن ينفقا عليها، فقالا : والله ما لها من نفقة إلا أن تكون حاملا فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له فلم يجعل لها نفقة إلا أن تكون حاملا، فاستأذنته في الانتقال فقالت : أين أنتقل يا رسول الله ؟ قال عند ابن أم مكتوم، وكان أعمى تضع ثيابها عنده ولا يبصرها، فلم تزل هنالك حتى أنكحها النبي صلى الله عليه وسلم أسامة بن زيد حين مضت عدتها فأرسل إليها مروان ابن الحكم قبيصة بن ذؤيب يسألها عن هذا الحديث، فأخبرته، فقال مروان : لم نسمع هذا الحديث إلا من امرأة سنأخذ بالعصمة التي وجدنا الناس عليها فقالت فاطمة : بيني وبينكم القرآن، قال الله تعالى :﴿ فطلقوهن لعدتهن ﴾ حتى بلغ ﴿ لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ﴾ قالت : فأي أمر يحدث بعد الثلاث، وإنما هو في مراجعة الرجل امرأته فكيف تحبس امرأة فكيف يقولون : لا نفقة لها٥. عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى :﴿ لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا ﴾ قال : هذا في مراجعة الرجل امرأته.
٢ في (م): (لقبل عدتهن). أي في بدايتها، وكما شرحت الروايات ذلك بأن تطلق في بداية طهر لم تجامع فيه..
٣ هذه الرواية أوردها أبو داود بأطول منها حيث ذكر فيها (قل عبد الله فردها علي ولم يرها شيئا وقال إذا طهرت فليطلق أو ليمسك، قال ابن عمر: وقرأ النبي صلى الله عليه وسلم (... فطلقوهن في قبل عدتهن). وهذه القراءة شاذة كما أن الحكم (ولم يرها شيئا) قال عنه العلماء وإنه ليس بشيء لأنه معارض بما هو أقوى وأثبت منه كما هو مصرح به في روايات البخاري ومسلم وغيرهما..
٤ رواه البخاري في الطلاق ج ٦ ص ١٦٣ ومسلم في الطلاق ج ٤ ص ١٨٠.
وأبو داود في الطلاق ج ٣ ص ٩٤ والترمذي ج ٢ ص ٣٢١..
٥ انظر رواية مسلم في الطلاق ج ٤ ص ١٩٧ والترمذي في الطلاق ج ٢ ص ٣٢٥.
وأبو داود في الطلاق ج ٣ ص ١٩٠ والنسائي في الطلاق ج ٦ ص ١٥٠ مختصرا والدارمي في النكاح ج ٢ ص ١٣٥..
٢ أخرجه ابن المنذر. انظر الدر ج ٦ ص ٢٣٥..
قال عبد الرزاق : عن معمر عن قتادة قال : بينا النبي صلى الله عليه وسلم جالس مع أصحابه إذ مرت سحاب فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" أتدرون ما هذه ؟ هذه العنان١ هذه روايا أهل الأرض، يسوقها الله إلى قوم لا يعبدونه، ثم قال : أتدرون ما هذه السماء ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ؛ قال : هذه السماء موج مكفوف وسقف محفوظ، ثم قال : أتدرون ما فوق ذلك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ؛ قال : فوق ذلك سماء أخرى حتى عد سبع سماوات، ويقول : أتدرون ما بينهما ؟ ثم يقول : ما بينهما خمس مائة عام، ثم قال : أتدرون ما فوق ذلك ؟ قال : فوق ذلك العرش ثم قال : أتدرون كم ما بينهما ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ؛ قال : بينهما خمس مائة سنة، ثم قال : أتدرون ما هذه الأرض ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ؛ قال : هذه الأرض، ثم قال : أتدرون ما تحت ذلك ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ؛ قال : تحت ذلك أرض أخرى، ثم قال : أتدرون كم بينهما ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ؛ قال : بينهما مسيرة خمسمائة سنة، حتى عد سبع أرضين، ثم قال : والذي نفسي بيده لو دلي رجل بحبل حتى يبلغ أسفل الأرض السابعة، لهبط على الله، ثم قال :﴿ هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ﴾٢. عبد الرزاق عن معمر عن قتادة قال : التقى أربعة من الملائكة بين السماء والأرض، فقال بعضهم لبعض : من أين جئت ؟ قال : أرسلني ربي٣ من السماء السابعة وتركته ثم، ثم قال الآخر : أرسلني ربي من الأرض السابعة وتركته ثم، وقال الآخر : أرسلني ربي من المغرب وتركته ثم، وقال الآخر : أرسلني ربي من المشرق وتركته ثم. عبد الرزاق عن معمر عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق بن الأجدع قال : ما سرقة أعظم من سرقة الأرض، ولو أن رجلا سرق من الأرض موضع حصاة، ثم حملته دواب الأرض ما حملته، قال مسروق : وكان يقال إلى أسفل الأرض السابعة. عبد الرزاق عن معمر عن الزهري عن طلحة بن عبد الله بن عوف عن عبد الرحمن بن سهل عن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول :" من ظلم من الأرض شبرا طوقه من سبع أرضين " ٤.
وقد أثبتنا ما ورد في (م) لموافقته لرواية الترمذي..
٢ رواه الترمذي في التفسير ج ٥ ص ٧٧ وقال: هذا حديث غريب من هذا الوجه ورواه الإمام أحمد ج ٢ ص ٣٧٠.
وأخرجه عبد بن حميد وابن المنذر وابن مردويه وأبو الشيخ في العظمة انظر الدر ج ٦ ص ١٧٠..
٣ كلمة (ربي) من (م)..
٤ رواه البخاري في مواضع من صحيحه منها في المظالم ج ٣ ص ١٠٠.
ومسلم في المساقاة ج ٥ ص ٥٨..