ﰡ
-[٦٩٤]- حتى تنقضي عدتها ﴿وَأَحْصُواْ الْعِدَّةَ﴾ اضبطوها؛ فلا تزيدوا عليها، ولا تنقصوا منها ﴿لاَ تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ﴾ حتى تنقضي عدتهن ﴿وَلاَ يَخْرُجْنَ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ﴾ هي الزنا: تخرج من بيتها لحتفها تخرج لترجم؛ إذ ما فائدة إحصاء العدة مع زناها؟ فربما علقت من الزاني بها ﴿بِفَاحِشَةٍ﴾ الأوامر هي ﴿حُدُودُ اللَّهِ﴾ التي لا يجوز تجاوزها ﴿وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ بتعريضها للعقاب ﴿فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ أيها المطلق ﴿لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ﴾ الطلاق ﴿أَمْراً﴾ أي لعل الله - وهو مقلب القلوب - يقلب قلبك من بغضها إلى محبتها، ومن طلاقها إلى رجعتها؛ فتراجعها وهي في بيتك، وتحت كنفك
أي أدوا الشهادة لوجهه تعالى؛ لا من أجل المطلق أو المطلقة ﴿ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ﴾ أي تلك الأحكام يتعظ بها وينتفع ﴿مَن كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ﴾ القيامة، وما فيها من حساب وجزاء ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ﴾ في أموره ﴿يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً﴾ من كرب الدنيا والآخرة
-[٦٩٥]- ﴿إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ﴾ منفذ أمره ومراده ﴿قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ﴾ شرعه؛ كالطلاق، والعدة ونحوهما ﴿قَدْراً﴾ زمناً لازماً؛ لا يجوز نقصانه
فيهون عليه كل شيء أراده: زواجاً، أو طلاقاً، أو غير ذلك
-[٦٩٦]- وأرسل إليكم رسولاً. ويجوز أن يكون المعنى ﴿قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً﴾ أي شرفاً عظيماً:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ