تفسير سورة القيامة

الدر المنثور
تفسير سورة سورة القيامة من كتاب الدر المنثور في التأويل بالمأثور المعروف بـالدر المنثور .
لمؤلفه السُّيوطي . المتوفي سنة 911 هـ
أخرج ابن الضريس والنحاس وابن مردويه والبيهقي في الدلائل من طرق عن ابن عباس قال : نزلت سورة القيامة وفي لفظ : نزلت ﴿ لا أقسم بيوم القيامة ﴾ بمكة.
وأخرج ابن مردويه عن عبدالله بن الزبير قال : نزلت سورة ﴿ لا أقسم ﴾ بمكة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة قال : حدثنا أن عمر بن الخطاب قال : من سأل عن يوم القيامة فليقرأ هذه السورة والله أعلم.

أخرج ابْن الضريس والنحاس وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل من طرق عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: نزلت سُورَة الْقِيَامَة وَفِي لفظ: نزلت ﴿لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة﴾ بِمَكَّة
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن عبد الله بن الزبير قَالَ: نزلت سُورَة ﴿لَا أقسم﴾ بِمَكَّة
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة قَالَ: حَدثنَا أَن عمر بن الْخطاب قَالَ: من سَأَلَ عَن يَوْم الْقِيَامَة فليقرأ هَذِه السُّورَة وَالله أعلم
أخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن سعيد بن جُبَير فِي قَوْله: ﴿لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة﴾ يَقُول: أقسم
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالْحَاكِم وَصَححهُ عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: سَأَلت ابْن عَبَّاس عَن قَوْله: ﴿لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة﴾ قَالَ: يقسم رَبك بِمَا شَاءَ من خلقه قلت: ﴿وَلَا أقسم بِالنَّفسِ اللوّامة﴾ قَالَ: من النَّفس الملومة
قلت: ﴿أيحسب الْإِنْسَان ألن نجمع عِظَامه بلَى قَادِرين على أَن نسوي بنانه﴾ قَالَ: لَو شَاءَ لجعله خفاً أَو حافراً
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة ﴿لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة﴾ قَالَ: يقسم الله بِمَا شَاءَ من خلقه ﴿وَلَا أقسم بِالنَّفسِ اللوّامة﴾ الْفَاجِرَة قَالَ: يقسم بهَا
342
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿بِالنَّفسِ اللوّامة﴾ قَالَ: المذمومة
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس ﴿بِالنَّفسِ اللوامة﴾ قَالَ: الَّتِي تلوم على الْخَيْر وَالشَّر تَقول لَو فعلت كَذَا وَكَذَا
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس ﴿بِالنَّفسِ اللوامة﴾ قَالَ: تندم على مَا فَاتَ وتلوم عَلَيْهِ
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن مُجَاهِد ﴿بِالنَّفسِ اللوامة﴾ قَالَ: تندم على مَا فَاتَ وتلوم عَلَيْهِ
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي محاسبة النَّفس عَن الْحسن ﴿وَلَا أقسم بِالنَّفسِ اللوامة﴾ قَالَ: إِن الْمُؤمن لَا ترَاهُ إِلَّا يلوم نَفسه مَا أردْت بكلمتي مَا أردْت بأكلتي مَا أردْت بحديثي نَفسِي وَلَا أرَاهُ إِلَّا يعاتبها وَإِن الْفَاجِر يمْضِي قدماً لَا يُعَاتب نَفسه
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور عَن ابْن عَبَّاس ﴿بلَى قَادِرين على أَن نسوي بنانه﴾ قَالَ: نَجْعَلهَا كفا لَيْسَ فِيهِ أَصَابِع
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس ﴿بلَى قَادِرين على أَن نسوي بنانه﴾ قَالَ: لَو شَاءَ لجعله كخف الْبَعِير أَو كحافر الْحمار وَلَكِن جعله الله خلقا سوياً حسنا جميلاً تقبض بِهِ وتبسط بِهِ يَا ابْن آدم
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن مُجَاهِد ﴿على أَن نسوي بنانه﴾ قَالَ: يَجْعَل رجلَيْهِ كخف الْبَعِير فَلَا يعْمل بهَا شَيْئا
وَأخرج عبد بن حميد عَن عِكْرِمَة ﴿على أَن نسوي بنانه﴾ قَالَ: إِن شَاءَ رده مثل خف الْبَعِير حَتَّى لَا ينْتَفع
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك ﴿على أَن نسوي بنانه﴾ قَالَ: يَجْعَل رجلَيْهِ كخف الْبَعِير فَلَا يعْمل بهما شَيْئا
وَأخرج عبد بن حميد عَن عِكْرِمَة ﴿على أَن نسوي بنانه﴾ قَالَ: إِن شَاءَ رده مثل خف الْجمل حَتَّى لَا ينْتَفع بِهِ
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك ﴿على أَن نسوي بنانه﴾ قَالَ: على أَن نجْعَل يَدَيْهِ وَرجلَيْهِ مثل خف الْبَعِير
343
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ أَنه قَرَأَ هَذِه الْآيَة ﴿بلَى قَادِرين على أَن نسوي بنانه﴾ فَقَالَ: إِن الله أعف مطعم ابْن آدم وَلم يَجعله خفاً وَلَا حافراً فَهُوَ يَأْكُل بيدَيْهِ فيتقي بهَا وَسَائِر الدَّوَابّ إِنَّمَا يَتَّقِي الأَرْض بفمه
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: ﴿بل يُرِيد الإِنسان ليفجر أَمَامه﴾ قَالَ: يمْضِي قدماً
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: ﴿بل يُرِيد الإِنسان ليفجر أَمَامه﴾ قَالَ: هُوَ الْكَافِر يكذب بِالْحِسَابِ
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: ﴿بل يُرِيد الإِنسان ليفجر أَمَامه﴾ يَعْنِي الأمل يَقُول: أعمل ثمَّ أَتُوب
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذمّ الأمل وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿بل يُرِيد الإِنسان ليفجر أَمَامه﴾ قَالَ: يقدم الذَّنب وَيُؤَخر التَّوْبَة
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿بل يُرِيد الإِنسان ليفجر أَمَامه﴾ قَالَ: يمْضِي أَمَامه رَاكِبًا
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن الْحسن ﴿بل يُرِيد الإِنسان ليفجر أَمَامه﴾ قَالَ: يمشي قدماً فِي معاصي الله
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة ﴿بل يُرِيد الإِنسان ليفجر أَمَامه﴾ قَالَ: لَا تلقى ابْن آدم إِلَّا تنْزع نَفسه إِلَى مَعْصِيّة الله قدماً قدماً إِلَّا من عصم الله وَفِي قَوْله: ﴿يسْأَل أَيَّانَ يَوْم الْقِيَامَة﴾ يَقُول: مَتى يَوْم الْقِيَامَة
وَأخرج الْفرْيَابِيّ وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الإِيمان عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿بل يُرِيد الإِنسان ليفجر أَمَامه﴾ قَالَ: يَقُول سَوف أَتُوب ﴿يسْأَل أَيَّانَ يَوْم الْقِيَامَة﴾ قَالَ: يَقُول مَتى يَوْم الْقِيَامَة
قَالَ: فَبين لَهُ ﴿فَإِذا برق الْبَصَر﴾ وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿فَإِذا برق الْبَصَر﴾ يَعْنِي الْمَوْت
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ ﴿فَإِذا برق الْبَصَر﴾ يَعْنِي الْمَوْت
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة ﴿فَإِذا برق الْبَصَر﴾ قَالَ: شخص الْبَصَر ﴿وَخسف الْقَمَر﴾ يَقُول: ذهب ضوءه
344
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: ﴿فَإِذا برق الْبَصَر﴾ قَالَ: عِنْد الْمَوْت ﴿وَخسف الْقَمَر وَجمع الشَّمْس وَالْقَمَر﴾ قَالَ: كورا يَوْم الْقِيَامَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج فِي قَوْله: ﴿وَجمع الشَّمْس وَالْقَمَر﴾ قَالَ: كورا يَوْم الْقِيَامَة
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن عَطاء بن يسَار فِي قَوْله: ﴿وَجمع الشَّمْس وَالْقَمَر﴾ قَالَ: يجمعان يَوْم الْقِيَامَة ثمَّ يقذفان فِي الْبَحْر فَيكون نَار الله الْكُبْرَى
وَأخرج أَبُو عبيد وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن عبد الله بن خَالِد قَالَ: قَرَأَهَا ابْن عَبَّاس ﴿أَيْن المفر﴾ بِنصب الْمِيم وَكسر الْفَاء
قَالَ: وَقرأَهَا يحيى بن وثاب ﴿أَيْن المفر﴾ بِنصب الْمِيم وَالْفَاء
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب الْأَهْوَال وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم من طرق عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿لَا وزر﴾ قَالَ: لَا حصن وَلَا ملْجأ وَفِي لفظ لَا حرز وَفِي لفظ لَا جبل
وَأخرج الطستي عَن ابْن عَبَّاس إِن نَافِع بن الْأَزْرَق قَالَ لَهُ: أَخْبرنِي عَن قَوْله: ﴿لَا وزر﴾ قَالَ: الْوزر الملجأ
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم
أما سَمِعت عَمْرو بن كُلْثُوم وَهُوَ يَقُول: لعمرك مَا إِن لَهُ صَخْرَة لعمرك مَا إِن لَهُ من وزر وَأخرج عبد بن حميد وَابْن أبي الدُّنْيَا فِي الْأَهْوَال وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن مَسْعُود فِي قَوْله: ﴿لَا وزر﴾ قَالَ: لَا حصن
وَأخرج عبد بن حميد عَن سعيد بن جُبَير وعطية وَأبي قلَابَة مثله
وَأخرج عبد بن حميد عَن الْحسن فِي قَوْله: ﴿كلا لَا وزر﴾ قَالَ: كَانَت الْعَرَب إِذا نزل بهم الْأَمر الشَّديد قَالُوا: الْوزر الْوَزير فَلَمَّا أَن جَاءَ الله بالإِسلام قَالَ: ﴿كلا لَا وزر﴾ قَالَ: لَا جبل
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الْحسن قَالَ: كَانَ الرجل يكون فِي مَاشِيَته فَتَأْتِيه الْخَيل بَغْتَة فَيَقُول لَهُ صَاحبه: الْوزر الْوَزير أَي أقصد الْجَبَل فتحصن بِهِ
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: ﴿لَا وزر﴾ قَالَ: لَا جبل
345
وَأخرج عبد بن حميد عَن أبي قلَابَة ﴿لَا وزر﴾ قَالَ: لَا غَار لَا ملْجأ
وَأخرج عبد بن حميد عَن الضَّحَّاك ﴿لَا وزر﴾ قَالَ: لَا جبل محرزة
وَأخرج ابْن جرير عَن الضَّحَّاك فِي قَوْله: ﴿لَا وزر﴾ قَالَ: لَا وزر يَعْنِي الْجَبَل بلغَة حمير
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جريرعن مطرف ﴿لَا وزر﴾ قَالَ: لَا جبل
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة قَالَ ﴿لَا وزر﴾ قَالَ: لَا جبل وَلَا حرز وَلَا ملْجأ وَلَا منجى ﴿إِلَى رَبك يَوْمئِذٍ المستقر﴾ قَالَ: الْمُنْتَهى ﴿ينبأ الإِنسان يَوْمئِذٍ بِمَا قدم﴾ قَالَ: من طَاعَة الله ﴿وَأخر﴾ قَالَ: وَمَا ضيع من حق الله
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَابْن جرير عَن مُجَاهِد وَإِبْرَاهِيم ﴿ينبأ الإِنسان يَوْمئِذٍ بِمَا قدم وَأخر﴾ قَالَ: بِأول عمله وَآخره
وَأخرج عبد بن حميد عَن عِكْرِمَة فِي الْآيَة قَالَ: بِمَا قدم من الذُّنُوب وَالشَّر والخطايا وَمَا أخر من الْخَيْر
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن مَسْعُود فِي قَوْله: ﴿ينبأ الإِنسان يَوْمئِذٍ بِمَا قدم وَأخر﴾ بِمَا قدم من عمله وَمَا أخر من سنة عمل بهَا من بعده من خير أَو شَرّ
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس ﴿ينبأ الإِنسان يَوْمئِذٍ بِمَا قدم وَأخر﴾ قَالَ: بِمَا عمل قبل مَوته وَمَا يسن فَعمل بِهِ بعد مَوته
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن أبي صَالح فِي قَوْله: ﴿ينبأ الإِنسان يَوْمئِذٍ بِمَا قدم وَأخر﴾ قَالَ: قدم من حَسَنَة أَو أخر من سنة حَسَنَة عمل بهَا بعده علما علمه صَدَقَة أَمر بهَا
وَأخرج ابْن جرير عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿ينبأ الإِنسان يَوْمئِذٍ بِمَا قدم وَأخر﴾ يَقُول: بِمَا قدم من الْمعْصِيَة وَأخر من الطَّاعَة فينبأ بذلك
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي كتاب المحتضرين عَن الْحسن فِي قَوْله: ﴿ينبأ الإِنسان يَوْمئِذٍ بِمَا قدم وَأخر﴾ قَالَ: ينزل ملك الْمَوْت عَلَيْهِ مَعَ حفظَة فَيعرض عَلَيْهِ الْخَيْر وَالشَّر فَإِذا رأى حَسَنَة هش وأشرق وَإِذا رأى سَيِّئَة غض وقطب
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا عَن مُجَاهِد قَالَ: بلغنَا أَن نفس الْمُؤمن لَا تخرج حَتَّى يعرض عَلَيْهِ عمله خَيره وشره
346
الْآيَة ١٤ - ١٩
347
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة ﴿ لا أقسم بيوم القيامة ﴾ قال : يقسم الله بما شاء من خلقه. ﴿ ولا أقسم بالنفس اللوّامة ﴾ الفاجرة قال : يقسم بها.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ بالنفس اللوّامة ﴾ قال : المذمومة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن ابن عباس ﴿ بالنفس اللوامة ﴾ قال : التي تلوم على الخير والشر تقول لو فعلت كذا وكذا.
وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس ﴿ بالنفس اللوامة ﴾ قال : تندم على ما فات وتلوم عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ﴿ بالنفس اللوامة ﴾ قال : تندم على ما فات وتلوم عليه.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في محاسبة النفس عن الحسن ﴿ ولا أقسم بالنفس اللوامة ﴾ قال : إن المؤمن لا تراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلمتي ما أردت بأكلتي، ما أردت بحديثي نفسي، ولا أراه إلا يعاتبها، وإن الفاجر يمضي قدماً لا يعاتب نفسه.
وأخرج سعيد بن منصور عن ابن عباس ﴿ بلى قادرين على أن نسوي بنانه ﴾ قال : نجعلها كفاً ليس فيه أصابع.
وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ بلى قادرين على أن نسوي بنانه ﴾ قال : لو شاء لجعله كخف البعير أو كحافر الحمار، ولكن جعله الله خلقاً سوياً حسناً جميلاً تقبض به وتبسط به يا ابن آدم.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ﴿ على أن نسوي بنانه ﴾ قال : يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بها شيئاً.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ﴿ على أن نسوي بنانه ﴾ قال : إن شاء رده مثل خف البعير حتى لا ينتفع.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الضحاك ﴿ على أن نسوي بنانه ﴾ قال : يجعل رجليه كخف البعير فلا يعمل بهما شيئاً.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة ﴿ على أن نسوي بنانه ﴾ قال : إن شاء رده مثل خف الجمل حتى لا ينتفع به.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ﴿ على أن نسوي بنانه ﴾ قال : على أن نجعل يديه ورجليه مثل خف البعير.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أنه قرأ هذه الآية ﴿ بلى قادرين على أن نسوي بنانه ﴾ فقال : إن الله أعف مطعم ابن آدم ولم يجعله خفاً ولا حافراً فهو يأكل بيديه فيتقي بها وسائر الدواب إنما يتقي الأرض بفمه.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : يمضي قدماً.
وأخرج ابن أبي حاتم وابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : هو الكافر يكذب بالحساب.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ يعني الأمل يقول : أعمل ثم أتوب.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذم الأمل والبيهقي في شعب الإِيمان عن عباس رضي الله عنهما ﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : يقدم الذنب ويؤخر التوبة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : يمضي أمامه راكباً.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الحسن ﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : يمشي قدماً في معاصي الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدماً قدماً إلا من عصم الله. وفي قوله :﴿ يسأل أيان يوم القيامة ﴾ يقول : متى يوم القيامة.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : لا تلقى ابن آدم إلا تنزع نفسه إلى معصية الله قدماً قدماً إلا من عصم الله. وفي قوله :﴿ يسأل أيان يوم القيامة ﴾ يقول : متى يوم القيامة.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم وصححه والبيهقي في شعب الإِيمان عن ابن عباس في قوله :﴿ بل يريد الإِنسان ليفجر أمامه ﴾ قال : يقول سوف أتوب ﴿ يسأل أيان يوم القيامة ﴾ قال : يقول متى يوم القيامة. قال : فبين له ﴿ فإذا برق البصر ﴾.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله :﴿ فإذا برق البصر ﴾ يعني الموت.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه ﴿ فإذا برق البصر ﴾ يعني الموت.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة ﴿ فإذا برق البصر ﴾ قال : شخص البصر ﴿ وخسف القمر ﴾ يقول : ذهب ضوءه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ فإذا برق البصر ﴾ قال : عند الموت. ﴿ وخسف القمر وجمع الشمس والقمر ﴾ قال : كورا يوم القيامة.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن ابن جريج في قوله :﴿ وجمع الشمس والقمر ﴾ قال : كورا يوم القيامة. وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن عطاء بن يسار في قوله :﴿ وجمع الشمس والقمر ﴾ قال : يجمعان يوم القيامة ثم يقذفان في البحر فيكون نار الله الكبرى.
وأخرج أبو عبيد وعبد بن حميد وابن المنذر عن عبدالله بن خالد قال : قرأها ابن عباس ﴿ أين المفر ﴾ بنصب الميم وكسر الفاء. قال : وقرأها يحيى بن وثاب ﴿ أين المفر ﴾ بنصب الميم والفاء.
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في كتاب الأهوال وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله :﴿ لا وزر ﴾ قال : لا حصن ولا ملجأ، وفي لفظ لا حرز، وفي لفظ لا جبل.
وأخرج الطستي عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله :﴿ لا وزر ﴾ قال : الوزر الملجأ. قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم. أما سمعت عمرو بن كلثوم وهو يقول :
لعمرك ما إن له صخرة لعمرك ما إن له من وزر
وأخرج عبد بن حميد وابن أبي الدنيا في الأهوال وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن مسعود في قوله :﴿ لا وزر ﴾ قال : لا حصن.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعطية وأبي قلابة مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن في قوله :﴿ كلا لا وزر ﴾ قال : كانت العرب إذا نزل بهم الأمر الشديد قالوا : الوزر الوزير، فلما أن جاء الله بالإِسلام قال :﴿ كلا لا وزر ﴾ قال : لا جبل.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر عن الحسن قال : كان الرجل يكون في ماشيته فتأتيه الخيل بغتة فيقول له صاحبه : الوزر الوزير أي أقصد الجبل فتحصن به.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد في قوله :﴿ لا وزر ﴾ قال : لا جبل.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي قلابة ﴿ لا وزر ﴾ قال : لا غار لا ملجأ.
وأخرج عبد بن حميد عن الضحاك ﴿ لا وزر ﴾ قال : لا جبل محرزة.
وأخرج ابن جرير عن الضحاك في قوله :﴿ لا وزر ﴾ قال : لا وزر يعني الجبل بلغة حمير.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مطرف ﴿ لا وزر ﴾ قال : لا جبل.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ﴿ لا وزر ﴾ قال : لا جبل ولا حرز ولا ملجأ ولا منجى. ﴿ إلى ربك يومئذ المستقر ﴾ قال : المنتهى. ﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم ﴾ قال : من طاعة الله ﴿ وأخر ﴾ قال : وما ضيع من حق الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ﴿ لا وزر ﴾ قال : لا جبل ولا حرز ولا ملجأ ولا منجى. ﴿ إلى ربك يومئذ المستقر ﴾ قال : المنتهى. ﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم ﴾ قال : من طاعة الله ﴿ وأخر ﴾ قال : وما ضيع من حق الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن قتادة قال ﴿ لا وزر ﴾ قال : لا جبل ولا حرز ولا ملجأ ولا منجى. ﴿ إلى ربك يومئذ المستقر ﴾ قال : المنتهى. ﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم ﴾ قال : من طاعة الله ﴿ وأخر ﴾ قال : وما ضيع من حق الله.
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد وإبراهيم ﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ قال : بأول عمله وآخره.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في الآية قال : بما قدم من الذنوب والشر والخطايا وما أخر من الخير.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن مسعود في قوله :﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ بما قدم من عمله وما أخر من سنة عمل بها من بعده من خير أو شر.
وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ قال : بما عمل قبل موته وما يسن فعمل به بعد موته.
وأخرج ابن المنذر عن أبي صالح في قوله :﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ قال : قدم من حسنة أو أخر من سنة حسنة عمل بها بعده علماً علمه صدقة أمر بها.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس في قوله :﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ يقول : بما قدم من المعصية وأخر من الطاعة فينبأ بذلك.
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب المحتضرين عن الحسن في قوله :﴿ ينبأ الإِنسان يومئذ بما قدم وأخر ﴾ قال : ينزل ملك الموت عليه مع حفظة فيعرض عليه الخير والشر فإذا رأى حسنة هش وأشرق، وإذا رأى سيئة غض وقطب.
وأخرج ابن أبي الدنيا عن مجاهد قال : بلغنا أن نفس المؤمن لا تخرج حتى يعرض عليه عمله خيره وشره.
أخرج عبد الرَّزَّاق وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر من طَرِيق عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿بل الإِنسان على نَفسه بَصِيرَة﴾ قَالَ: الإِنسان شَهِيد على نَفسه وَحده ﴿وَلَو ألْقى معاذيره﴾ قَالَ: وَلَو اعتذر
وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن سعيد بن جُبَير مثله
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة فِي قَوْله: ﴿بل الإِنسان على نَفسه بَصِيرَة﴾ قَالَ: شَاهد عَلَيْهَا بعملها ﴿وَلَو ألْقى معاذيره﴾ قَالَ: وَاعْتذر يَوْمئِذٍ بباطل لم يقبل الله ذَلِك مِنْهُ يَوْم الْقِيَامَة
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد ﴿على نَفسه بَصِيرَة وَلَو ألْقى معاذيره﴾ قَالَ: لَو جادل عَنْهَا هُوَ بَصِير عَلَيْهَا
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك ﴿وَلَو ألْقى معاذيره﴾ قَالَ: حجَّته
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن عمرَان بن جُبَير قَالَ: قلت لعكرمة: ﴿بل الإِنسان على نَفسه بَصِيرَة وَلَو ألْقى معاذيره﴾ فَسكت وَكَانَ يستاك فَقلت: إِن الْحسن قَالَ: يَا ابْن آدم عَمَلك أَحَق بك قَالَ: صدقت
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة ﴿بل الإِنسان على نَفسه بَصِيرَة﴾ قَالَ: إِذا شِئْت رَأَيْته بَصيرًا بعيون النَّاس غافلاً عَن عَيبه قَالَ: وَكَانَ يُقَال فِي الإِنجيل: مَكْتُوب يَا ابْن آدم أتبصر القذاة فِي عين أَخِيك وَلَا تبصر الجذل الْمُعْتَرض فِي عَيْنك
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس ﴿بل الإِنسان على نَفسه بَصِيرَة﴾ قَالَ: سَمعه وبصره وَيَده وَرجلَيْهِ وجوارحه ﴿وَلَو ألْقى معاذيره﴾ قَالَ: وَلَو تجرد من ثِيَابه
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك ﴿وَلَو ألْقى معاذيره﴾ قَالَ: ستوره بلغَة أهل الْيمن
347
أخرج الطَّيَالِسِيّ وَأحمد وَعبد بن حميد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَابْن الْأَنْبَارِي فِي الْمَصَاحِف وَالطَّبَرَانِيّ وَابْن مرْدَوَيْه وَأَبُو نعيم وَالْبَيْهَقِيّ مَعًا فِي الدَّلَائِل عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يعالج من التَّنْزِيل شدَّة وَكَانَ يُحَرك بِهِ لِسَانه وشفتيه مَخَافَة أَن يتلفت مِنْهُ يُرِيد أَن يحفظه فَأنْزل الله ﴿لَا تحرّك بِهِ لسَانك لتعجل بِهِ إِن علينا جمعه وقرآنه﴾ قَالَ: يَقُول إِن علينا أَن نجمعه فِي صدرك ثمَّ تقرؤه ﴿فَإِذا قرأناه﴾ يَقُول: إِذا أَنزَلْنَاهُ عَلَيْك ﴿فَاتبع قرآنه﴾ فاستمع لَهُ وأنصت ﴿ثمَّ إِن علينا بَيَانه﴾ بَينه بلسانك وَفِي لفظ علينا أَن نقرأه فَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بعد ذَلِك إِذا أَتَاهُ جِبْرِيل أطرق
وَفِي لفظ اسْتمع فَإِذا ذهب قَرَأَ كَمَا وعده الله عز وَجل
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا نزل عَلَيْهِ الْقُرْآن تعجل بقرَاءَته ليحفظه فَنزلت هَذِه الْآيَة ﴿لَا تحرّك بِهِ لسَانك﴾ وَكَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يعلم ختم سُورَة حَتَّى ينزل عَلَيْهِ بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم
وَأخرج ابْن جرير وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يفتر عَن الْقُرْآن مَخَافَة أَن ينساه فَقَالَ الله: لَا تحرّك بِهِ لسَانك ﴿إِن علينا جمعه﴾ أَن نجمعه لَك ﴿وقرآنه﴾ أَن تَقْرَأهُ فَلَا تنسى ﴿فَإِذا قرأناه﴾ عَلَيْك ﴿فَاتبع قرآنه﴾ يَقُول: إِذا يُتْلَى عَلَيْك فَاتبع مَا فِيهِ ﴿ثمَّ إِن علينا بَيَانه﴾ يَقُول: حَلَاله وَحَرَامه فَذَلِك بَيَانه
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس ﴿فَإِذا قرأناه﴾ قَالَ: بَيناهُ ﴿فَاتبع قرآنه﴾ يَقُول: اعْمَلْ بِهِ
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: ﴿لَا تحرّك بِهِ لسَانك﴾ قَالَ: كَانَ يستذكر الْقُرْآن مَخَافَة النسْيَان فَقيل لَهُ: كفيناكه يَا مُحَمَّد
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة ﴿لَا تحرّك بِهِ لسَانك لتعجل بِهِ﴾ قَالَ: كَانَ نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُحَرك لِسَانه بِالْقُرْآنِ مَخَافَة النسْيَان
فَأنْزل الله مَا تسمع ﴿إِن علينا جمعه وقرآنه﴾ يَقُول: إِن علينا حفظه وتأليفه ﴿فَإِذا قرأناه فَاتبع قرآنه﴾ يَقُول اتبع حَلَاله واجتنب حرَامه ﴿ثمَّ إِن علينا بَيَانه﴾ قَالَ: بَيَان حَلَاله وَحَرَامه وطاعته ومعصيته
348
الْآيَة ٢٠ - ٢٥
349
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ﴿ ولو ألقى معاذيره ﴾ قال : حجته.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن عمران بن جبير قال : قلت لعكرمة :﴿ بل الإِنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيره ﴾ فسكت وكان يستاك، فقلت : إن الحسن قال : يا ابن آدم عملك أحق بك، قال : صدقت.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ﴿ بل الإِنسان على نفسه بصيرة ﴾ قال : إذا شئت رأيته بصيراً بعيوب الناس غافلاً عن عيبه، قال : وكان يقال في الإِنجيل : مكتوب يا ابن آدم أتبصر القذاة في عين أخيك ولا تبصر الجذل المعترض في عينك ؟
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ بل الإِنسان على نفسه بصيرة ﴾ قال : سمعه وبصره ويده ورجليه وجوارحه ﴿ ولو ألقى معاذيره ﴾ قال : ولو تجرد من ثيابه.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ﴿ ولو ألقى معاذيره ﴾ قال : ستوره بلغة أهل اليمن.
أخرج الطيالسي وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف والطبراني وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعالج من التنزيل شدة وكان يحرك به لسانه وشفتيه مخافة أن يتلفت منه يريد أن يحفظه فأنزل الله ﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به إن علينا جمعه وقرآنه ﴾ قال : يقول إن علينا أن نجمعه في صدرك ثم تقرؤه ﴿ فإذا قرأناه ﴾ يقول : إذا أنزلناه عليك ﴿ فاتبع قرآنه ﴾ فاستمع له وأنصت ﴿ ثم إن علينا بيانه ﴾ بينه بلسانك، وفي لفظ علينا أن نقرأه فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك إذا أتاه جبريل أطرق. وفي لفظ استمع فإذا ذهب قرأكما وعده الله عز وجل.
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن تعجل بقراءته ليحفظه فنزلت هذه الآية ﴿ لا تحرك به لسانك ﴾ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم سورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفتر عن القرآن مخافة أن ينساه فقال الله : لا تحرك به لسانك ﴿ إن علينا جمعه ﴾ أن نجمعه لك ﴿ وقرآنه ﴾ أن تقرأه فلا تنسى ﴿ فإذا قرأناه ﴾ عليك ﴿ فاتبع قرآنه ﴾ يقول : إذا يتلى عليك فاتبع ما فيه ﴿ ثم إن علينا بيانه ﴾ يقول : حلاله وحرامه فذلك بيانه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه القرآن تعجل بقراءته ليحفظه فنزلت هذه الآية ﴿ لا تحرك به لسانك ﴾ وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ختم سورة حتى ينزل عليه بسم الله الرحمن الرحيم.
وأخرج ابن جرير وابن مردويه عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يفتر عن القرآن مخافة أن ينساه فقال الله : لا تحرك به لسانك ﴿ إن علينا جمعه ﴾ أن نجمعه لك ﴿ وقرآنه ﴾ أن تقرأه فلا تنسى ﴿ فإذا قرأناه ﴾ عليك ﴿ فاتبع قرآنه ﴾ يقول : إذا يتلى عليك فاتبع ما فيه ﴿ ثم إن علينا بيانه ﴾ يقول : حلاله وحرامه فذلك بيانه.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ لا تحرك به لسانك ﴾ قال : كان يستذكر القرآن مخافة النسيان، فقيل له : كفيناكه يا محمد.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ﴿ لا تحرك به لسانك لتعجل به ﴾ قال : كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يحرك لسانه بالقرآن مخافة النسيان. فأنزل الله ما تسمع ﴿ إن علينا جمعه وقرآنه ﴾ يقول : إن علينا حفظه وتأليفه ﴿ فإذا قرأناه فاتبع قرآنه ﴾ يقول اتبع حلاله واجتنب حرامه ﴿ ثم إن علينا بيانه ﴾ قال : بيان حلاله وحرامه وطاعته ومعصيته.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس ﴿ فإذا قرأناه ﴾ قال : بيناه ﴿ فاتبع قرآنه ﴾ يقول : اعمل به.
أخرج سعيد بن مَنْصُور عَن مُجَاهِد أَنه كَانَ يقْرَأ / كلا بل يحبونَ العاجلة ويذرون الْآخِرَة /
وَأخرج عبد بن حميد عَن عَاصِم أَنه قَرَأَ كلا بل تحبون العاجلة بِالتَّاءِ وتذرون الْآخِرَة بِالتَّاءِ
وَأخرج عبد بن حميد عَن قَتَادَة فِي قَوْله: / كلا بل يحبونَ العاجلة ويذرون الْآخِرَة / قَالَ: اخْتَار أَكثر النَّاس العاجلة إِلَّا من رحم الله وعصم
وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الزّهْد عَن ابْن مَسْعُود فِي قَوْله: ﴿كلا بل تحبون العاجلة﴾ قَالَ: عجلت لَهُم الدُّنْيَا سناها وَخَيرهَا وغيبت عَنْهُم الْآخِرَة
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة﴾ قَالَ: ناعمة
وَأخرج ابْن الْمُنْذر والآجري فِي الشَّرِيعَة واللالكائي فِي السّنة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الرُّؤْيَة عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة﴾ قَالَ: يَعْنِي حسنها ﴿إِلَى رَبهَا ناظرة﴾ قَالَ: نظرت إِلَى الْخَالِق
وَأخرج ابْن الْمُنْذر والآجري عَن مُحَمَّد بن كَعْب الْقرظِيّ فِي قَوْله: ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة﴾ قَالَ: نضر الله تِلْكَ الْوُجُوه وحسنها للنَّظَر إِلَيْهِ
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم واللالكائي عَن مُجَاهِد ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة﴾ قَالَ: مسرورة
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن أبي صَالح ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة﴾ قَالَ: بهجة لما هِيَ فِيهِ من النِّعْمَة
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة﴾ قَالَ: النضارة الْبيَاض والصفاء ﴿إِلَى رَبهَا ناظرة﴾ قَالَ: ناظرة إِلَى وَجه الله
وَأخرج ابْن الْمُنْذر والآجري واللالكائي وَالْبَيْهَقِيّ عَن عِكْرِمَة ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة﴾ قَالَ: ناضرة من النَّعيم ﴿إِلَى رَبهَا ناظرة﴾ قَالَ: تنظر إِلَى الله نظرا
349
وَأخرج الدارقطنى والآجري واللالكائي وَالْبَيْهَقِيّ عَن الْحسن فِي الْآيَة قَالَ: النضرة الْحسن نظرت إِلَى رَبهَا فنضرت بنوره
وَأخرج ابْن جرير عَن الْحسن ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة﴾ يَقُول: حَسَنَة ﴿إِلَى رَبهَا ناظرة﴾ قَالَ: تنظر إِلَى الْخَالِق
وَأخرج عبد بن حميد عَن عِكْرِمَة فِي قَوْله: ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة﴾ قَالَ: مسرورة ﴿إِلَى رَبهَا ناظرة﴾ قَالَ: انْظُر مَا أعْطى الله عَبده من النُّور فِي عَيْنَيْهِ أَن لَو جعل نور أعين جَمِيع خلق الله من الإِنس وَالْجِنّ وَالدَّوَاب وكل شَيْء خلق الله فَجعل نور أَعينهم فِي عَيْني عبد من عباده ثمَّ كشف عَن الشَّمْس سترا وَاحِدًا ودونها سَبْعُونَ سترا مَا قدر على أَن ينظر إِلَى الشَّمْس وَالشَّمْس جُزْء من سبعين جُزْءا من نور الْكُرْسِيّ والكرسي جُزْء من سبعين جُزْءا من نور الْعَرْش وَالْعرش جُزْء من سبعين جُزْءا من نور السّتْر
قَالَ عِكْرِمَة: انْظُرُوا مَاذَا أعْطى الله عَبده من النُّور فِي عَيْنَيْهِ أَن نظر إِلَى وَجه الرب الْكَرِيم عيَانًا
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة إِلَى رَبهَا ناظرة﴾ قَالَ: تنظر إِلَى وَجه رَبهَا
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أنس بن مَالك قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي قَول الله: ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة إِلَى رَبهَا ناظرة﴾ قَالَ: ينظرُونَ إِلَى رَبهم بِلَا كَيْفيَّة وَلَا حد مَحْدُود وَلَا صفة مَعْلُومَة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَعبد بن حميد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر والآجري فِي الشَّرِيعَة وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي الرُّؤْيَة وَالْحَاكِم وَابْن مرْدَوَيْه واللالكائي فِي السّنة وَالْبَيْهَقِيّ عَن ابْن عمر قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن أدنى أهل الْجنَّة منزلا لمن ينظر إِلَى جناته وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرَة ألف سنة وَأكْرمهمْ على الله من ينظر إِلَى وَجهه غدْوَة وَعَشِيَّة ثمَّ قَرَأَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة﴾ قَالَ: الْبيَاض والصفاء ﴿إِلَى رَبهَا ناظرة﴾ قَالَ: تنظر كل يَوْم فِي وَجه الله
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَأحمد وَعبد بن حميد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَالنَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ فِي الرُّؤْيَة وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَسْمَاء وَالصِّفَات عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ النَّاس يَا رَسُول الله هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة قَالَ: هَل تضَارونَ فِي الشَّمْس لَيْسَ دونهَا سَحَاب قَالُوا: لَا يَا رَسُول الله
قَالَ: فَإِنَّكُم تَرَوْنَهُ يَوْم الْقِيَامَة كَذَلِك يجمع الله النَّاس
350
فَيَقُول من كَانَ يعبد شَيْئا فليتبعه فَيتبع من كَانَ يعبد الشَّمْس الشَّمْس وَيتبع منكان يعبد الْقَمَر الْقَمَر وَيتبع من كَانَ يعبد الطواغيت الطواغيت وَتبقى هَذِه الْأمة فِيهَا منافقوها فيأتيهم الله فِي غير الصُّورَة الَّتِي يعْرفُونَ فَيَقُول: أَنا ربكُم فَيَقُولُونَ: نَعُوذ بِاللَّه مِنْك هَذَا مَكَاننَا حَتَّى يأتينا رَبنَا فَإِذا أَتَانَا رَبنَا عَرفْنَاهُ فيأتيهم الله فِي الصُّورَة الَّتِي يعْرفُونَ فَيَقُول: أَنا ربكُم فَيَقُولُونَ: أَنْت رَبنَا فيتبعونه
وَيضْرب جسر جَهَنَّم قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: فَأَكُون أول من يُجِيز وَدُعَاء الرُّسُل يَوْمئِذٍ اللَّهُمَّ سلم سلم وَفِيه كلابيب مثل شوك السعدان غير أَنه لَا يعلم قدر عظمتها إِلَّا الله فتخطف النَّاس بأعمالهم مِنْهُم الموبق بِعَمَلِهِ وَمِنْهُم المخردل ثمَّ ينجو حَتَّى إِذا فرغ الله من الْقَضَاء بَين عباده وَأَرَادَ أَن يخرج من النَّار من أَرَادَ أَن يُخرجهُ مِمَّن كَانَ يشْهد أَن لَا إِلَه إِلَّا الله أَمر الْمَلَائِكَة أَن يخرجوهم فيعرفونهم بآثار السُّجُود فيخرجونهم قد امتحشوا فَيصب عَلَيْهِم مَاء يُقَال لَهُ مَاء الْحَيَاة فينبتون نَبَات الْحبَّة فِي جميل السَّيْل
وَيبقى رجل مقبل بِوَجْهِهِ على النَّار فَيَقُول: يَا رب قد قشبني رِيحهَا وأحرقني ذكاؤها فأصرف وَجْهي عَن النَّار فَلَا يزَال يدعوا الله فَيَقُول لعَلي: إِن أَعطيتك ذَلِك تَسْأَلنِي غَيره فَيَقُول: لَا وَعزَّتك لَا أَسأَلك غَيره
فَيصْرف وَجهه عَن النَّار ثمَّ يَقُول بعد ذَلِك: يَا رب قربني إِلَى بَاب الْجنَّة فَيَقُول: أَلَيْسَ قد زعمت لَا تَسْأَلنِي غَيره وَيلك يَا ابْن آدم مَا أغدرك فَلَا يزل يَدْعُو فَيَقُول لعَلي: إِن أَعطيتك ذَلِك تَسْأَلنِي غَيره فَيَقُول: لَا وَعزَّتك لَا أَسأَلك غَيره
فيعطي الله من عهود ومواثيق أَن لَا يسْأَله غَيره فيقربه إِلَى بَاب الْجنَّة فَإِذا رأى مَا فِيهَا سكت مَا شَاءَ الله أَن يسكت فَيَقُول: رب أدخلني الْجنَّة
فَيَقُول: أَلَيْسَ قد زعمت أَن لَا تَسْأَلنِي غَيره وَيلك يَا ابْن آدم مَا أغدرك
فَيَقُول: رب لَا تجعلني أَشْقَى خلقك فَلَا يزَال يَدْعُو حَتَّى يضْحك الله عز وَجل فَإِذا ضحك مِنْهُ أذن لَهُ فِي الدُّخُول فِيهَا فَإِذا دخل فِيهَا قيل لَهُ: تمنّ من كَذَا فيتمنى ثمَّ يُقَال لَهُ: تمنَّ من كَذَا فيتمنى حَتَّى تَنْقَطِع بِهِ الْأَمَانِي فَيَقُول: هَذَا لَك وَمثله مَعَه
قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: وَذَلِكَ الرجل آخر أهل الْجنَّة دُخُولا الْجنَّة
قَالَ: وَأَبُو سعيد الْخُدْرِيّ جَالس مَعَ أبي هُرَيْرَة لَا يُغير عَلَيْهِ شَيْئا من حَدِيثه حَتَّى انْتهى إِلَى قَوْله: هَذَا لَك وَمثله مَعَه
قَالَ أَبُو سعيد: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: هَذَا لَك وَعشرَة أَمْثَاله قَالَ أَبُو هُرَيْرَة: حفظت وَمثله مَعَه
351
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ فِي الرُّؤْيَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: سَأَلَ النَّاس رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالُوا يَا رَسُول الله: هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة قَالَ: هَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر لَيْسَ فِي سَحَاب قَالُوا: لَا يَا رَسُول الله قَالَ: فَهَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الشَّمْس عِنْد الظهيرة لَيست فِي سَحَاب قَالُوا: لَا يَا رَسُول الله
قَالَ: فوالذي نَفسِي بِيَدِهِ لَا تضَارونَ فِي رُؤْيَة ربكُم عز وَجل كَمَا لَا تضَارونَ فِي رُؤْيَتهمَا فَيلقى العَبْد فَيَقُول: يَا عَبدِي ألم أكرمك ألم أسودك ألم أزَوجك ألم أسخر لَك الْخَيل والإِبل وأتركك ترأس وتربع فَيَقُول: بلَى يَا رب
قَالَ: فاليوم أنساك مَا نسيتني ثمَّ يلقى الثَّانِي فَيَقُول: ألم أسودك ألم أزَوجك ألم أسخر لَك الْخَيل والإِبل وأتركك ترأس وتربع فَيَقُول: بلَى يَا رب
قَالَ: أفننت أَنَّك ملاقي قَالَ: لايارب
قَالَ: فاليوم أنساك كَمَا نسيتني
قَالَ: ثمَّ يلقى الثَّالِث فَيَقُول: مَا أَنْت فَيَقُول: أَنا عَبدك آمَنت بك وبنبيك وبكتابك وَصمت وَصليت وتصدقت ويثني بِخَير مَا اسْتَطَاعَ فَيُقَال لَهُ: أَلا نبعث عَلَيْك شَاهدا فيفكر فِي نَفسه من الَّذِي يشْهد عَليّ قَالَ: فيختم على فِيهِ وَيُقَال لفخذه انْطِقِي فينطق فَخذه ولحمه وعظمه بِمَا كَانَ يعْمل ذَلِك الْمُنَافِق وَذَلِكَ بِعُذْر من نَفسه وَذَلِكَ الَّذِي يسْخط الله عَلَيْهِ ثمَّ يُنَادي منادٍ: أَلا اتبعت كل أمة مَا كَانَت تعبد فَيتبع أَوْلِيَاء الشَّيْطَان الشَّيْطَان وَاتَّبَعت الْيَهُود وَالنَّصَارَى أولياءهم إِلَى جَهَنَّم ثمَّ نبقى أَيهَا الْمُؤْمِنُونَ فَيَأْتِينَا رَبنَا عز وَجل وَهُوَ رَبنَا فَيَقُول: علام هَؤُلَاءِ قيام فَيَقُولُونَ: نَحن عباد الله الْمُؤْمِنُونَ عبدناه وَهُوَ رَبنَا وَهُوَ آتَيْنَا ومثيبنا وَهَذَا مقامنا فَيَقُول الله عز وَجل: أَنا ربكُم فامضوا فَيُوضَع الجسر وَعَلِيهِ كلاليب من نَار تخطف النَّاس فَعِنْدَ ذَلِك حلت الشَّفَاعَة أَي اللَّهُمَّ سلم فَإِذا جَاوز الجسر فَمن أنْفق زوجا من المَال مِمَّا يملك فِي سَبِيل الله وكل خَزَنَة الْجنَّة يَدعُوهُ يَا عبد الله يَا مُسلم هَذَا خير فتعال
قَالَ أَبُو بكر: يَا رَسُول الله إِن ذَلِك العَبْد لَا ترى عَلَيْهِ يدع بَابا ويلج من آخر فَضرب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَنْكِبَيْه وَقَالَ: وَالَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأرجو أَن تكون مِنْهُم
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ فِي الرُّؤْيَة عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا جمع الله الْأَوَّلين والآخرين يَوْم الْقِيَامَة جَاءَ الرب عز وَجل إِلَى الْمُؤمنِينَ فَوقف عَلَيْهِم والمؤمنون على كوم فَيَقُول: هَل تعرفُون ربكُم عز وَجل فَيَقُولُونَ: إِن عرفنَا نَفسه عَرفْنَاهُ
فَيَقُول لَهُم الثَّانِيَة: هَل تعرفُون ربكُم فَيَقُولُونَ: إِن عرفنَا نَفسه عَرفْنَاهُ
352
فتجلى لَهُ عز وَجل فيضحك فِي وُجُوههم فَيَخِرُّونَ لَهُ سجدا
وَأخرج النَّسَائِيّ وَالدَّارَقُطْنِيّ وَصَححهُ عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُول الله هَل نرى رَبنَا قَالَ: هَل ترَوْنَ الشَّمْس فِي قوم لاغيم فِيهِ وترون الْقَمَر فِي لَيْلَة لَا غيم فِيهَا قُلْنَا: نعم قَالَ: فَإِنَّكُم سَتَرَوْنَ ربكُم عز وَجل حَتَّى إِن أحدكُم ليحاضر ربه محاضرة فَيَقُول عَبدِي: هَل تعرف ذَنْب كَذَا وَكَذَا فَيَقُول: ألم تغْفر لي فَيَقُول: بمغفرتي صرت إِلَى هَذَا
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ عَن أبي هُرَيْرَة أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ: ترَوْنَ الله عز وَجل يَوْم الْقِيَامَة كَمَا ترَوْنَ الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر أَو كَمَا ترَوْنَ الشَّمْس لَيْسَ دونهَا سَحَاب
وَأخرج أَحْمد وَعبد بن حميد وَالدَّارَقُطْنِيّ عَن جَابر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: أَن الله ليتجلى للنَّاس عَامَّة وتجلى لأبي بكر خَاصَّة
وَأخرج أَحْمد وَعبد بن حميد وَالْبُخَارِيّ وَمُسلم وَالدَّارَقُطْنِيّ وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ عَن أبي سعيد الْخُدْرِيّ قَالَ: قُلْنَا يَا رَسُول الله: هَل نرى رَبنَا يَوْم الْقِيَامَة قَالَ: هَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الشَّمْس بالظهيرة صحواً لَيْسَ فِيهِ سَحَاب قُلْنَا: لَا يَا رَسُول الله
قَالَ: هَل تضَارونَ فِي رُؤْيَة الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر صحواً لَيْسَ فِيهِ سَحَاب قَالُوا: لَا يَا رَسُول الله قَالَ: مَا تضَارونَ فِي رُؤْيَته يَوْم الْقِيَامَة إِلَّا كَمَا تضَارونَ فِي رُؤْيَة أَحدهمَا
وَأخرج عبد بن حميد وَالدَّارَقُطْنِيّ وَابْن مرْدَوَيْه عَن أبي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يجمع الله الْأُمَم يَوْم الْقِيَامَة بصعيد وَاحِد فَإِذا أَرَادَ الله عزوجل أَن يصدع بَين خلقه مثل لكل قوم مَا كَانُوا يعْبدُونَ فيتبعونهم حَتَّى يقحموهم النَّار ثمَّ يأتينا رَبنَا عز وَجل وَنحن على مَكَان رفيع فَيَقُول: من أَنْتُم فَيَقُولُونَ: نَحن الْمُسلمُونَ فَيَقُول: مَا تنتظرون فَيَقُولُونَ: نَنْتَظِر رَبنَا عز وَجل
فَيَقُول: وَهل تعرفونه إِن رَأَيْتُمُوهُ فَيَقُولُونَ: نعم فَيَقُول: كَيفَ تعرفونه وَلم تروه فَيَقُولُونَ: نعرفه إِنَّه لَا عدل لَهُ
فيتجلى لنا ضَاحِكا ثمَّ يَقُول: أَبْشِرُوا يَا معشر الْمُسلمين فَإِنَّهُ لَيْسَ مِنْكُم أحد إِلَّا جعلت لَهُ مَكَانَهُ فِي النَّار يَهُودِيّا أَو نَصْرَانِيّا
وَأخرج ابْن عَسَاكِر عَن أبي مُوسَى: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة مثل لكل قوم مَا كَانُوا يعْبدُونَ فِي الدُّنْيَا وَيبقى أهل التَّوْحِيد فَيُقَال لَهُم: مَا تنتظرون وَقد ذهب النَّاس فَيَقُولُونَ: إِن لنا لرباً كُنَّا نعبده فِي الدُّنْيَا لم نره
قَالَ: وتعرفونه إِذا رَأَيْتُمُوهُ فَيَقُولُونَ: نعم فَيُقَال لَهُم: وَكَيف تعرفونه وَلم تروه
353
قَالُوا: إِنَّه لَا شَبيه لَهُ
قَالَ: فَيكْشف لَهُم الْحجاب فَيَنْظُرُونَ إِلَى الله تبَارك وَتَعَالَى فَيَخِرُّونَ لَهُ سجدا وَيبقى فِي ظُهُورهمْ مثل صياصي الْبَقر يُرِيدُونَ السُّجُود فَلَا يَسْتَطِيعُونَ فَذَلِك قَول الله عز وَجل: (يَوْم يكْشف عَن سَاق وَيدعونَ إِلَى السُّجُود فَلَا يَسْتَطِيعُونَ) (سُورَة الْقَلَم الْآيَة ٤٢) وَيَقُول الله عز وَجل: عبَادي ارْفَعُوا رؤوسكم فقد جعلت بدل وَفِي لفظ فدَاء كل رجل مِنْكُم رجلا من الْيَهُود أَو النَّصَارَى فِي النَّار
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ عَن بُرَيْدَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: مَا من أحد إِلَّا ويخلو الله بِهِ كَمَا يَخْلُو أحدكُم بالقمر لَيْلَة الْبَدْر
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ عَن عبد الله بن عَمْرو قَالَ: ليخلون الله عز وَجل بكم يَوْم الْقِيَامَة وَاحِدًا وَاحِدًا فِي الْمَسْأَلَة حَتَّى تَكُونُوا فِي الْقرب مِنْهُ أقرب من هَذَا وَأَشَارَ إِلَى شَيْء قريب
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ عَن ابْن عمر عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يُقَال: يَوْم الْقِيَامَة أول يَوْم نظرت فِيهِ عين إِلَى الله عز وَجل
وَأخرج أَحْمد وَمُسلم وَالدَّارَقُطْنِيّ من طَرِيق أبي الزبير أَنه سمع جَابر بن عبد الله يسْأَل عَن الْوُرُود فَقَالَ: نَحن يَوْم الْقِيَامَة على كوم فَوق النَّاس فَتُدْعَى الْأُمَم بأوثانها وَمَا كَانَت تعبد الأول فَالْأول ثمَّ يأتينا رَبنَا بعد ذَلِك فَيَقُول: مَا تنتظرون فَيَقُولُونَ: نَنْتَظِر رَبنَا
فَيَقُول: أَنا ربكُم
فَيَقُولُونَ: حَتَّى نَنْظُر إِلَيْك فتجلى لَهُم يضْحك فَينْطَلق بهم ويتبعونه وَيُعْطى كل إِنْسَان مِنْهُم نورا
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: يتجلى لنا رَبنَا عز وَجل ينظرُونَ إِلَى وَجهه فَيَخِرُّونَ لَهُ سجدا فَيَقُول: ارْفَعُوا رؤوسكم فَلَيْسَ هَذَا بِيَوْم عبَادَة
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ عَن جَابر قَالَ: قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِن الله ليتجلى للنَّاس عَامَّة ويتجلى لأبي بكر الصّديق خَاصَّة
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ والخطيب عَن أنس أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم اقرأه هَذِه الْآيَة ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة إِلَى رَبهَا ناظرة﴾ قَالَ: وَالله مَا نسختها مُنْذُ أنزلهَا يزورون رَبهم تبَارك وَتَعَالَى فيطعمون ويسقون ويتطيبون وَيحلونَ وَيرْفَع الْحجاب بَينه وَبينهمْ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَينظر إِلَيْهِم عز وَجل وَذَلِكَ قَوْله: عز وَجل (لَهُم رزقهم فِيهَا بكرَة وعشياً) (سُورَة مَرْيَم الْآيَة ٦٢)
354
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ عَن أنس قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة رأى الْمُؤْمِنُونَ رَبهم عز وَجل فاحدثم عهدا بِالنّظرِ إِلَيْهِ فِي كل جُمُعَة وَيَرَاهُ الْمُؤْمِنَات يَوْم الْفطر وَيَوْم النَّحْر
وَأخرج الدَّارَقُطْنِيّ عَن أنس قَالَ: بَيْنَمَا نَحن حول رَسُول صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قَالَ [إِذْ قَالَ] : أَتَانِي جِبْرِيل وَفِي يَده كالمرآة الْبَيْضَاء فِي وَسطهَا كالنكتة السَّوْدَاء قلت يَا جِبْرِيل: مَا هَذَا قَالَ: هَذَا يَوْم الْجُمُعَة يعرض عَلَيْك رَبك ليَكُون لَك عيداً وَلِأُمَّتِك من بعْدك
قلت يَا جِبْرِيل: فَمَا هَذِه النُّكْتَة السَّوْدَاء قَالَ: هَذِه السَّاعَة وَهِي تقوم فِي يَوْم الْجُمُعَة وَهُوَ سيد أَيَّام الدُّنْيَا وَنحن نَدْعُوهُ فِي الْجنَّة يَوْم الْمَزِيد
قلت يَا جِبْرِيل: وَلم تَدعُونَهُ يَوْم الْمَزِيد قَالَ: لِأَن الله عز وَجل اتخذ فِي الْجنَّة وَاديا أفيح من مسك أَبيض فَإِذا كَانَ يَوْم الْجُمُعَة ينزل رَبنَا على كرْسِي إِلَى ذَلِك الْوَادي وَقد حف الْعَرْش بمنابر من ذهب مكللة بالجوهر وَقد حفت تِلْكَ المنابر بكراسي من نور ثمَّ يَأْذَن لأهل الغرفات فيقبلون يَخُوضُونَ كثائب الْمسك إِلَى الركب عَلَيْهِم أسورة الذَّهَب وَالْفِضَّة وَثيَاب السندس وَالْحَرِير حَتَّى ينْتَهوا إِلَى ذَلِك الْوَادي فَإِذا اطمأنوا فِيهِ جُلُوسًا نبعث الله عز وَجل عَلَيْهِم ريحًا يُقَال لَهَا المثيرة فثارت ينابيع الْمسك الْأَبْيَض فِي وُجُوههم وثيابهم وهم يَوْمئِذٍ جرد مكعلون أَبنَاء ثَلَاث وَثَلَاثِينَ يضْرب جمامهم إِلَى سررهم على صُورَة آدم يَوْم خلقه الله عز وجلز فينادي رب الْعِزَّة تبَارك وَتَعَالَى رضوَان وَهُوَ خَازِن الْجنَّة فَيَقُول: يَا رضوَان ارْفَعْ الْحجب بيني وَبَين عبَادي وزواري فَإِذا رفع الْحجب بَينه وَبينهمْ فَرَأَوْا بهاءه ونوره هبوا لَهُ سجوداً فيناديهم عز وَجل بِصَوْت: ارْفَعُوا رؤوسكم فَإِنَّمَا كَانَت الْعِبَادَة فِي الدُّنْيَا وَأَنْتُم الْيَوْم دَار الْجَزَاء سلوني مَا شِئْتُم فَأَنا ربكُم الَّذِي صدقتكم وعدي وَأَتْمَمْت عَلَيْكُم نعمتي فَهَذَا مَحل كَرَامَتِي فسلوني مَا شِئْتُم
فَيَقُولُونَ: رَبنَا وأيّ خير لم تَفْعَلهُ بِنَا أَلَسْت الَّذِي أعنتنا على سَكَرَات الْمَوْت وآنست منا الوحشة فِي ظلمات الْقُبُور وَآمَنت روعتنا عِنْد النفخة فِي الصُّور أَلَسْت أقلتنا عثراتنا وسترت علينا الْقَبِيح من فعلنَا وَثَبت على جسر جَهَنَّم أقدامنا أَلَسْت الَّذِي ادنيتنا فِي جوارك وأسمعتنا من لذادة منطقك وتجليت لنا بنورك فَأَي خير لم تَفْعَلهُ بِنَا فَيَعُود عز وَجل فيناديهم بِصَوْتِهِ فَيَقُول: أَنا ربكُم الَّذِي صدقتكم وعدي وَأَتْمَمْت عليكمن نعمتي فسلوني فَيَقُولُونَ: نَسْأَلك رضاك
فَيَقُول: رضاي عَنْكُم أقلتكم عثراتكم وسترت
355
عَلَيْكُم الْقَبِيح من أُمُوركُم وأدنيت مني جواركم وأسمعتكم لذاذة منطقي وتجليت لكم بنوري فَهَذَا مَحل كَرَامَتِي فسلوني
فيسألونه حَتَّى تَنْتَهِي مسألتهم ثمَّ يَقُول عز وَجل: سلوني فيسألونه حَتَّى تَنْتَهِي رغبتهم
ثمَّ يَقُول عز وَجل: سلوني فَيَقُولُونَ: رَضِينَا رَبنَا وَسلمنَا فيزيدههم من مزِيد فضلَة وكرامته وَيزِيد زهرَة الْجنَّة مَالا عين رَأَتْ وَلَا أذن سَمِعت وَلَا خطرت على قلب بشر وَيكون كَذَلِك حَتَّى مِقْدَار متفرقهم من الْجُمُعَة
قَالَ أنس: فَقلت: بِأبي وَأمي يَا رَسُول الله وَمَا مقدارتفرقهم قَالَ: كَقدْر الْجُمُعَة إِلَى الْجُمُعَة
قَالَ: يحمل عرش رَبنَا العليون مَعَهم الْمَلَائِكَة والنبيون ثمَّ يُؤذن لأهل الغرفات فيعودون إِلَى غرفهم وهم غرفتان زمردتان خضروان وَلَيْسوا إِلَى شَيْء أشوق مِنْهُم إِلَى وَيَوْم الْجُمُعَة لينظروا إِلَى رَبهم وليزيدهم من مزِيد فَضله وكرامته
قَالَ أنس: سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَلَيْسَ بيني وَبَينه أحد
وَأخرج عبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الْمسند وَالْحَاكِم عَن لَقِيط بن عَامر أَنه خرج وافداً إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَعَهُ صَاحب لَهُ يُقَال لَهُ نهيك بن عَاصِم قَالَ: فَخرجت أَنا وصاحبي حَتَّى قدمنَا على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حِين انْصَرف من صَلَاة الْغَدَاة فَقَامَ فِي النَّاس خَطِيبًا فَقَالَ: يَا أَيهَا النَّاس أَلا إِنِّي قد خبأت لكم صوتي مُنْذُ أَرْبَعَة أَيَّام لأسمعكم أَلا فَهَل من امْرِئ بَعثه قومه فَقَالُوا اعْلَم لنا مَا يَقُول رَسُول الله الاتم لَعَلَّه أَن يلهيه حَدِيث نَفسه أَو حَدِيث صَاحبه أَو يلهيه الضلال أَلا إِنِّي مسؤول هَل بلغت أل اسمعوا تعيشوا أَلا اجلسوا أَلا اجلسو
قَالَ: فَجَلَسَ النَّاس وَقمت أَنا وصاحبي حَتَّى إِذا فرغ لنا فُؤَاده وبصره قُلْنَا يَا رَسُول الله مَا عنْدك من علم الْغَيْب فَضَحِك لعمر الله وهز رَأسه وَعلم أَنِّي الْفَتى فَقَالَ: ضن رَبك عز وَجل بمفاتيح خمس من الْغَيْب لَا يعلمهَا إِلَّا الله وَأَشَارَ بِيَدِهِ
قلت وَمَا هن قَالَ: علم الْمنية قد علم مَتى منية أحدكُم وَلَا تعلمونه
وَعلم مَا فِي الْغَد مَا أَنْت طاعم غذاً وَلَا تعلمه وَعلم يَوْم الْغَيْم يشرف عَلَيْكُم إِذا قنطتم مشفقين فيظل يضْحك قد علم أَن [] غَيْركُمْ إِلَى قريب
قَالَ لَقِيط: قلت لن نعدم من رب يضْحك خيرا وَعلم يَوْم السَّاعَة
قلت يَا رَسُول الله: علمنَا مَا يعلم النَّاس وَمَا يعلم صَاحِبي فَإنَّا فِي قبيل لَا يصدقون تصديقنا من أحد مذْحج الَّتِي قربوا علينا خثعم الَّتِي توالينا وعشيرتنا الَّتِي نَحن مِنْهَا
قَالَ: تلبثون مَا لبثتم ثمَّ يتوفى نَبِيكُم ثمَّ تلبثون مَا لبثتم ثمَّ تبْعَث
356
الصائحة لعمر إلهك مَا تدع على ظهرهَا من شَيْء إِلَّا مَاتَ وَالْمَلَائِكَة الَّذين مَعَ رَبك عز وَجل فَأصْبح رَبك عز وَجل يطوف فِي الْبِلَاد وَقد خلت عَلَيْهِ الْبِلَاد فَأرْسل رَبك السَّمَاء بمهضب من عِنْد الْعَرْش ولعمر إلهك مَا تدع على ظهرهَا من مصدع قَتِيل وَلَا مدفن ميت إِلَّا شقَّتْ الأَرْض عَنهُ حَتَّى تَجْعَلهُ من عِنْد رَأسه فيستوي جَالِسا يَقُول رَبك مَهيم لما كَانَ فِيهِ
يَقُول يَا رب أمس الْيَوْم ولعهده بِالْحَيَاةِ يحسبه حَدِيثا بأَهْله فَقلت يَا رَسُول الله: كَيفَ يجمعنا بعد مَا تمزقنا الرِّيَاح والبلى وَالسِّبَاع قَالَ: أنبئك بِمثل ذَلِك من آلَاء الأَرْض أشرفت عَلَيْهَا وَهِي مذرة بالية فَقلت: لَا تحيا أبدا ثمَّ أرسل رَبك عَلَيْهَا السَّمَاء فَلم تلبث عَنْك إِلَّا أَيَّامًا حَتَّى أشرفت عَلَيْهَا وَهِي سَرِيَّة وَاحِدَة ولعمر إلهك لَهو أقدر على أَن يجمعهُمْ من المَاء وعَلى أَن يجمعهُمْ من نَبَات الأَرْض فَيخْرجُونَ من الأصواء أَو من مصَارِعهمْ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ وَينظر إِلَيْهِم قلت يَا رَسُول الله: وَكَيف وَنحن ملْء الأَرْض وَهُوَ شخص وَاحِد ينظر إِلَيْنَا وَنَنْظُر إِلَيْهِ قَالَ: أنبئك بِمثل ذَلِك من آلَاء الله الشَّمْس وَالْقَمَر آيَة مِنْهُ صَغِيرَة ترونهما ويريانكم سَاعَة وَاحِدَة وتريانهما لَا تضَارونَ فِي رُؤْيَتهمَا ولعمر إلهك لَهو أقدر على أَن يراكم وترونه أَو ترونهما ويريانكم لَا تضَارونَ فِي رُؤْيَتهمَا
قلت يَا رَسُول الله: فَمَا يفعل بِنَا رَبنَا إِذا لقيناه قَالَ: تعرضون عَلَيْهِ بادية لَهُ صفحاتكم لَا تخفى عَلَيْهِ مِنْكُم خافية فَيَأْخُذ رَبك بِيَدِهِ غرفَة من مَاء فينضح قبلكُمْ بهَا فلعمر إلهك مَا يُخطئ وَجه أحد مِنْهُ قَطْرَة فَأَما الْمُسلم فتدع وَجهه مثل الربطة الْبَيْضَاء وَأما الْكَافِر فتخطمه بِمثل الْحَمِيم الْأسود
أَلا ثمَّ ينْصَرف نَبِيكُم صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَيصرف على أَثَره الصالحون فيسلكون جِسْرًا من النَّار فيظل أحدكُم يَقُول: حس يَقُول رَبك: أَو أَنه فتطلعون على حَوْض الرَّسُول على أظمأ وَالله ناهلة قطّ رَأَيْتهَا ولعمر إلهك مَا يبسط وَاحِد مِنْكُم يَده إِلَّا وَقع عَلَيْهَا قرح بطهره من [] الطّرف وَالْبَوْل والأذى وَيحبس الشَّمْس وَالْقَمَر وَلَا ترَوْنَ مِنْهُمَا وَاحِدًا
قلت يَا رَسُول الله: فيمَ نبصر قَالَ: بِمثل بَصرك ساعتك هَذِه وَذَلِكَ قبل طُلُوع الشَّمْس فِي يَوْم أشرقت الأَرْض
قلت يَا رَسُول الله: فَمَا يَجْزِي من حَسَنَاتنَا وسيئاتنا قَالَ الْحَسَنَة بِعشر أَمْثَالهَا والسيئة بِمِثْلِهَا إِلَّا أَن يعفوا رَبك قلت يَا رَسُول الله: مَا الْجنَّة وَمَا النَّار قَالَ: لعمر إلهك أما للنار فسبعة أَبْوَاب مَا مِنْهُنَّ بَاب إِلَّا يسير الرَّاكِب فِيهَا سبعين عَاما
قلت يَا رَسُول الله: فعلام نطلع من الْجنَّة قَالَ: على أَنهَار من عسل مصفى وأنهار من كأس مَا بهَا من
357
صداع وَلَا ندامة وأنهار من لبن لم يتَغَيَّر طعمه وَمَاء غير آسن وَفَاكِهَة لعمر إلهك مَا تعلمُونَ وَخير من مثله مَعَه وَأَزْوَاج مطهرة
قلت يَا رَسُول الله: وَلنَا فِيهَا أَزوَاج قَالَ: الصَّالِحَات للصالحين تلذونهم بِمثل لذاتكم فِي الدُّنْيَا ويتلذذ بكم غير أَن لَا توالد
قَالَ لَقِيط: فَقلت أقْصَى مَا نَحن بالغون ومنتهون إِلَيْهِ قلت يَا رَسُول الله: علام أُبَايِعك فَبسط النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده وَقَالَ: على إقَام الصَّلَاة وإيتاء الزَّكَاة وزيال الشّرك وَأَن لَا تشرك بِاللَّه شَيْئا غَيره
قلت: وَإِن لنا مَا بَين الْمشرق وَالْمغْرب
فَقبض النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَده وَبسط أَصَابِعه وَظن أَنِّي مشترط شَيْئا لَا يعطينه
قلت: نحل مِنْهَا حَيْثُ شِئْنَا وَلَا يجني على أمرئ إِلَّا نَفسه
فَبسط يَده وَقَالَ: ذَلِك لَك تَحِلَّة حَيْثُ شِئْت وَلَا يجني عَلَيْك إِلَّا نَفسك: قَالَ: فانصرفنا وَقَالَ لنا: إِن هذَيْن لعمر إلهك من أتقى النَّاس فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
فَقَالَ لَهُ كَعْب: من هم يَا رَسُول الله قَالَ: بَنو المنتقف أهل ذَلِك
فانصرفنا وَأَقْبَلت عَلَيْهِ فَقلت يَا رَسُول الله: هَل لأحد فِيمَا مضى من خير فِي جاهليتهم قَالَ: قَالَ رجل من عرض قُرَيْش: وَالله إِن أَبَاك المنتقف لفي النَّار
قَالَ: فلكأنه وَقع من بَين جلدي ووجهي مِمَّا قَالَ لأبي على رُؤُوس النَّاس فهممت أَن أَقُول أَبوك يَا رَسُول الله
ثمَّ قلت يَا رَسُول الله: وَأهْلك قَالَ: وَأَهلي لعمر الله مَا أتيت عَلَيْهِ من قبر عامري أَو قرشي مُشْرك فَقل أَرْسلنِي إِلَيْك مُحَمَّد فأبشرك بِمَا يسوءك تجر على وَجهك وبطنك فِي النَّار
قلت يَا رَسُول الله: مَا فعل بهم ذَلِك وَقد كَانُوا على عمل لَا يحسنون إِلَّا إِيَّاه وَقد كَانُوا يحسبون أَنهم مصلحون قَالَ: ذَلِك بِمَا قَالَ: بِأَن الله بعث فِي آخر كل سبع أُمَم نَبيا فَمن عصى نبيه كَانَ من الضَّالّين وَمن أطَاع نبيه كَانَ من المهتدين
وَأخرج عبد بن حميد وَأَبُو دَاوُد وَابْن ماجة عَن أبي رزين قَالَ: قلت يَا رَسُول الله: أكلنَا يرى ربه يَوْم الْقِيَامَة مخليا بِهِ قَالَ: نعم
قلت: وَمَا آيَة ذَلِك قَالَ: أَلَيْسَ كلكُمْ يرى الْقَمَر لَيْلَة الْبَدْر مخليا بِهِ قلت: بلَى
قَالَ: فَالله أعظم
وَأخرج أَبُو الشَّيْخ عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ قَالَ: أول من ينظر إِلَى الله تبَارك وَتَعَالَى الْأَعْمَى
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَأَبُو الشَّيْخ عَن مُوسَى بن صَالح بن الصَّباح رَضِي الله عَنهُ قَالَ: إِذا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة يُؤْتى بِأَهْل ولَايَة الله فَيقومُونَ بَين يَدَيْهِ ثَلَاثَة أَصْنَاف فَيُؤتى بِرَجُل من الصِّنْف الأول فَيَقُول: عَبدِي لماذا عملت فَيَقُول: يَا رب خلقت
358
الْجنَّة وأشجارها وثمارها وأنهارها وحورها وَنَعِيمهَا وَمَا أَعدَدْت لأهل طَاعَتك فِيهَا فأسهرت ليلِي وَأَظْمَأت نهاري شوقاً إِلَيْهَا
فَيَقُول: عَبدِي إِنَّمَا عملت للجنة فادخلها وَمن فضلي عَلَيْك أَن أعتقك من النَّار فيدخلها هُوَ وَمن مَعَه
ثمَّ يُؤْتى بالصنف الثَّانِي فَيَقُول: عَبدِي لما عملت فَيَقُول: يَا رب خلقت نَارا وخلقت أغلاها وسعيرها وسمومها ويحمومها وَمَا أَعدَدْت لأعدائك وَلأَهل معصيتك فِيهَا فأسهرت ليلِي وَأَظْمَأت نهاري خوفًا مِنْهَا
فَيَقُول: عَبدِي إِنَّمَا عملت خوفًا من النَّار فَإِنِّي أَعتَقتك من النَّار وَمن فضلي عَلَيْك أدخلتك جنتي فَيدْخل هُوَ وَمن مَعَه الْجنَّة ثمَّ يُؤْتى بِرَجُل من الصِّنْف الثَّالِث فَيَقُول: عَبدِي لماذا عملت فَيَقُول: رَبِّي حبا لَك وشوقاً إِلَيْك وَعزَّتك لقد أَسهرت ليلِي وَأَظْمَأت نهاري شوقاً إِلَيْك وحباً لَك فَيَقُول الله: عَبدِي إِنَّمَا عملت شوقاً إليّ وحباً لي فيتجلى لَهُ الرب فَيَقُول: هَا أَنا ذَا أنظر إليّ
ثمَّ يَقُول: فضلي عَلَيْك أَن أعتقك من النَّار وأبيحك جنتي وأزيرك ملائكتي وَأسلم عَلَيْك بنفسي فَيدْخل هُوَ وَمن مَعَه الْجنَّة
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَالنَّسَائِيّ وَالْبَيْهَقِيّ فِي الْأَعْمَال وَالصِّفَات عَن عمار بن يَاسر رضى الله عَنهُ قَالَ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَدْعُو بهؤلاء الدَّعْوَات: اللَّهُمَّ بعلمك الْغَيْب وقدرتك على الْخلق أحيني مَا علمت الْحَيَاة خيرا لي وتوفني إِذا كَانَت الْوَفَاة خيرا لي اللَّهُمَّ أَسأَلك خشيتك فِي الْغَيْب وَالشَّهَادَة وَأَسْأَلك كلمة الحكم فِي الْغَضَب وَالرِّضَا وَأَسْأَلك الْقَصْد فِي الْفقر والغنى وَأَسْأَلك نعيماً لَا يبيد وقرة عين لَا تَنْقَطِع وَأَسْأَلك الرِّضَا بعد الْقَضَاء وَأَسْأَلك برد الْعَيْش بعد الْمَوْت وَأَسْأَلك لَذَّة النّظر إِلَى وَجهك والشوق إِلَى لقائك فِي غير ضراء مضرَّة وَلَا فتْنَة مضلة
اللَّهُمَّ زينا بزينة الإِيمان واجعلنا هداة مهتدين
وَأخرج الْبَيْهَقِيّ عَن زيد ثَابت أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم علمه دُعَاء وَأمره أَن يتعاهده ويتعاهد بِهِ أهل كل يَوْم قَالَ: حِين تصبح لبيْك الله لبيْك لبيْك وَسَعْديك وَالْخَيْر فِي يَديك ومنك وَبِك وَإِلَيْك الله مَا قلت من قَول أَو حَلَفت من حلف أَو نذرت من نذر فمشيئتك بَين يَدي ذَلِك مَا شِئْت كَانَ وَمَا لم تشأ لم يكن لَا حول وَلَا قُوَّة إِلَّا بك إِنَّك على كل شَيْء قدير اللَّهُمَّ مَا صليت من صَلَاة فعلى من صليت وَمَا لعنت من لعن فعلى من لعنت
أَنْت وليي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة توفني مُسلما وألحقني بالصالحين
أَسأَلك اللَّهُمَّ الرِّضَا بعد الْقَضَاء وَبرد الْعَيْش بعد
359
الْمَوْت وَلَذَّة النّظر إِلَى وَجهك وشوقاً إِلَى لقائك من غير ضراء مضرَّة وَلَا فتْنَة مضلة
أعوذ بك أَن أظلم أَو أظلم أَو أعتدي أَو يعتدى عليّ أَو أكسب خَطِيئَة أَو ذَنبا لَا تغفره
اللَّهُمَّ فاطر السَّمَوَات وَالْأَرْض عَالم الْغَيْب وَالشَّهَادَة ذَا الْجلَال والإِكرام فَإِنِّي أَعهد إِلَيْك فِي هَذِه الْحَيَاة الدُّنْيَا وأشهدك وَكفى بك شَهِيدا أَنِّي أشهد أَن لَا إِلَه إِلَّا أَنْت وَحدك لَا شريك لَك لَك الْملك وَلَك الْحَمد وَأَنت على كل شَيْء قدير
وَأشْهد أَن مُحَمَّدًا عَبدك وَرَسُولك وَأشْهد أَن وَعدك حق ولقاءك حق والساعة آتِيَة لَا ريب فِيهَا وَأَنت تبْعَث من فِي الْقُبُور وَأشْهد أَنَّك أَن تَكِلنِي إِلَى نَفسِي تَكِلنِي إِلَى وَهن وعورة وذنب وخطيئة وَإِنِّي لَا أَثِق إِلَّا بِرَحْمَتك فَاغْفِر لي ذَنبي كُله إِنَّه لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت وَتب عليّ إِنَّك أَنْت التواب الرَّحِيم
وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَابْن جرير عَن أبي صَالح رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿وُجُوه يَوْمئِذٍ ناضرة﴾ قَالَ: حَسَنَة ﴿إِلَى رَبهَا ناظرة﴾ قَالَ: تنْتَظر الثَّوَاب من رَبهَا
وَأخرج ابْن جرير عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿إِلَى رَبهَا ناظرة﴾ قَالَ: تنْتَظر مِنْهُ الثَّوَاب
أخرج الطستي عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَن نَافِع بن الْأَزْرَق قَالَ لَهُ: أَخْبرنِي عَن قَوْله: ﴿ووجوه يَوْمئِذٍ باسرة﴾ قَالَ: كالحة قاطبة
قَالَ: وَهل تعرف الْعَرَب ذَلِك قَالَ: نعم
أما سَمِعت عبيد بن الْأَزْرَق وَهُوَ يَقُول: صبحنا تميما غَدَاة النسا رشهباء ملمومة باسرة وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ: ﴿ووجوه يَوْمئِذٍ باسرة﴾ قَالَ: كالحة ﴿تظن أَن يفعل بهَا فاقرة﴾ قَالَ: أَن يفعل بهَا شَرّ
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿ووجوه يَوْمئِذٍ باسرة﴾ قَالَ: كاشرة ﴿تظن أَن يفعل بهَا فاقرة﴾ قَالَ: داهية
الْآيَة ٢٦ - ٤٠
360
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٠:أخرج سعيد بن منصور عن مجاهد أنه كان يقرأ ﴿ كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة ﴾.
وأخرج عبد بن حميد عن عاصم أنه قرأ «كلا بل تحبون العاجلة » بالتاء «وتذرون الآخرة » بالتاء.
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله :﴿ كلا بل يحبون العاجلة ويذرون الآخرة ﴾ قال : اختار أكثر الناس العاجلة إلا من رحم الله وعصم.
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن ابن مسعود في قوله :﴿ كلا بل يحبون العاجلة ﴾ قال : عجلت لهم الدنيا سناها وخيرها وغيبت عنهم الآخرة.

أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : ناعمة.
وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عن ابن عباس في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : نظرت إلى الخالق.
وأخرج ابن المنذر والآجري عن محمد بن كعب القرظي في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : نضر الله تلك الوجوه وحسنها للنظر إليه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واللالكائي عن مجاهد ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : مسرورة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : بهجة لما هي فيه من النعمة.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : النضارة البياض والصفاء ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : ناظرة إلى وجه الله.
وأخرج ابن المنذر والآجري واللالكائي والبيهقي عن عكرمة ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : ناضرة من النعيم ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر إلى الله نظراً.
وأخرج الدارقطني والآجري واللالكائي والبيهقي عن الحسن في الآية قال : النضرة الحسن نظرت إلى ربها فنضرت بنوره.
وأخرج ابن جرير عن الحسن ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ يقول : حسنة ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر إلى الخالق.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : مسرورة ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : انظر ما أعطى الله عبده من النور في عينيه أن لو جعل نور أعين جميع خلق الله من الإِنس والجن والدواب وكل شيء خلق الله فجعل نور أعينهم في عيني عبد من عباده ثم كشف عن الشمس ستراً واحداً ودونها سبعون ستراً ما قدر على أن ينظر إلى الشمس، والشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسي، والكرسي جزء من سبعين جزءاً من نور العرش، والعرش جزء من سبعين جزءاً من نور الستر. قال عكرمة : انظروا ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه أن نظر إلى وجه الرب الكريم عياناً.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ولا صفة معلومة ».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلاً لمن ينظر إلى جناته وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : البياض والصفاء ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر كل يوم في وجه الله ».
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والدارقطني في الرؤية والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال :«قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس فيقول من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون، فيقول : أنا ربكم فيقولون : نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه. ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«فأكون أول من يجيز ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم، وفيه كلاليب مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمتها إلا الله فتخطف الناس بأعمالهم منهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل، ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بآثار السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في جميل السيل. ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، فيقول : يا رب قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فاصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعوا الله فيقول لعلي إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره. فيصرف وجهه عن النار، ثم يقول بعد ذلك : يا رب قربني إلى باب الجنة فيقول : أليس قد زعمت لا تسألني غيره ؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فلا يزال يدعو فيقول لعلي : إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره. فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت فيقول : رب أدخلني الجنة. فيقول : أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك. فيقول : رب لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك الله عز وجل، فإذا ضحك منه أذن له في الدخول فيها، فإذا دخل فيها قيل له : تمنّ من كذا فيتمنى، ثم يقال له : تمنَّ من كذا فيتمنى حتى تنقطع به الأماني، فيقول : هذا لك ومثله معه. قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً الجنة. قال : وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئاً من حديثه حتى انتهى إلى قوله : هذا لك ومثله معه. قال أبو سعيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :«هذا لك وعشرة أمثاله » قال أبو هريرة : حفظت ومثله معه ».
وأخرج الدارقطني في الرؤية عن أبي هريرة قال :«سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله : هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله قال : فهل تضارون في رؤية الشمس عند الظهيرة ليست في سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم عز وجل كما لا تضارون في رؤيتهما، فيلقى العبد فيقول : يا عبدي ألم أكرمك ؟ ألم أسودك ؟ ألم أزوجك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإِبل، وأتركك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى يا رب. قال : فاليوم أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول : ألم أسودك ؟ ألم أزوجك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإِبل ؟ وأتركك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى يا رب. قال : أفظننت أنك ملاقيّ ؟ قال : لا يا رب. قال : فاليوم أنساك كما نسيتني. قال : ثم يلقى الثالث فيقول : ما أنت ؟ فيقول : أنا عبدك آمنت بك وبنبيك وبكتابك وصمت وصليت وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع، فيقال له : ألا نبعث عليك شاهداً فيفكر في نفسه من الذي يشهد علي ؟ قال : فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي فينطق فخذه ولحمه وعظمه بما كان يعمل ذلك المنافق وذلك بعذر من نفسه، وذلك الذي يسخط الله عليه، ثم ينادي منادٍ : ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد، فيتبع أولياء الشيطان الشيطان، واتبعت اليهود والنصارى أولياءهم إلى جهنم، ثم نبقى أيها المؤمنون فيأتينا ربنا عز وجل، وهو ربنا، فيقول : علام هؤلاء قيام فيقولون : نحن عباد الله المؤمنون عبدناه وهو ربنا وهو آتينا ومثيبنا وهذا مقامنا، فيقول الله عز وجل : أنا ربكم فامضوا فيوضع الجسر وعليه كلاليب من نار تخطف الناس، فعند ذلك حلت الشفاعة أي اللهم سلم، فإذا جاوز الجسر فمن أنفق زوجاً من المال مما يملك في سبيل الله وكل خزنة الجنة يدعوه يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال. قال أبو بكر : يا رسول الله إن ذلك العبد لا ترى عليه يدع باباً ويلج من آخر فضرب النبي صلى الله عليه وسلم منكبيه وقال : والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكون منهم ».
وأخرج الدارقطني في الرؤية عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة جاء الرب عز وجل إلى المؤمنين، فوقف عليهم والمؤمنون على كوم فيقول : هل تعرفون ربكم عز وجل ؟ فيقولون : إن عرفنا نفسه عرفناه. فيقول لهم الثانية : هل تعرفون ربكم ؟ فيقولون : إن عرفنا نفسه عرفناه.
فتجلى لهم عز وجل فيضحك في وجوههم فيخرون له سجداً ».
وأخرج النسائي والدارقطني وصححه عن أبي هريرة قال :«قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم قال : فإنكم سترون ربكم عز وجل حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول عبدي : هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا ».
وأخرج الدارقطني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«ترون الله عز وجل يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر أو كما ترون الشمس ليس دونها سحاب ».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والدارقطني عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم :«أن الله ليتجلى للناس عامة ويتجلى لأبي بكر خاصة ».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال :«قلنا يا رسول الله : هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحواً ليس فيه سحاب ؟ قلنا : لا يا رسول الله. قال : هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحواً ليس فيه سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : ما تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ».
وأخرج عبد بن حميد والدارقطني وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«يجمع الله الأمم يوم القيامة بصعيد واحد، فإذا أراد الله عز وجل أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحموهم النار، ثم يأنينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع، فيقول : من أنتم ؟ فيقولون : نحن المسلمون، فيقول : ما تنتظرون ؟ فيقولون : ننتظر ربنا عز وجل. فيقول : وهل تعرفونه إن رأيتموه ؟ فيقولون : نعم، فيقول : كيف تعرفونه ولم تروه ؟ فيقولون : نعرفه إنه لا عدل له. فيتجلى لنا ضاحكاً ثم يقول : أبشروا يا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت له مكانه في النار يهودياً أو نصرانياً ».
وأخرج ابن عساكر عن أبي موسى : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :«إذا كان يوم القيامة مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا، ويبقى أهل التوحيد، فيقال لهم : ما تنتظرون وقد ذهب الناس ؟ فيقولون : إن لنا لرباً كنا نعبده في الدنيا لم نره. قال : وتعرفونه إذا رأيتموه ؟ فيقولون : نعم، فيقال لهم : وكيف تعرفونه ولم تروه ؟ قالوا : إنه لا شبيه له. قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك وتعالى فيخرون له سجداً، ويبقى أقوام في ظهورهم مثل صياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون، فذلك قول الله عز وجل :﴿ يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ﴾ [ القلم : ٤٢ ] ويقول الله عز وجل : عبادي ارفعوا رؤوسكم فقد جعلت بدل وفي لفظ فداء كل رجل منكم رجلاً من اليهود أو النصارى في النار ».
وأخرج الدارقطني عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«ما من أحد إلا ويخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر ».
وأخرج الدارقطني عن
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٢٢:أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : ناعمة.
وأخرج ابن المنذر والآجري في الشريعة واللالكائي في السنة والبيهقي في الرؤية عن ابن عباس في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : يعني حسنها ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : نظرت إلى الخالق.
وأخرج ابن المنذر والآجري عن محمد بن كعب القرظي في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : نضر الله تلك الوجوه وحسنها للنظر إليه.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم واللالكائي عن مجاهد ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : مسرورة.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن أبي صالح ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : بهجة لما هي فيه من النعمة.
وأخرج ابن المنذر عن الضحاك ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : النضارة البياض والصفاء ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : ناظرة إلى وجه الله.
وأخرج ابن المنذر والآجري واللالكائي والبيهقي عن عكرمة ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : ناضرة من النعيم ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر إلى الله نظراً.
وأخرج الدارقطني والآجري واللالكائي والبيهقي عن الحسن في الآية قال : النضرة الحسن نظرت إلى ربها فنضرت بنوره.
وأخرج ابن جرير عن الحسن ﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ يقول : حسنة ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر إلى الخالق.
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : مسرورة ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : انظر ما أعطى الله عبده من النور في عينيه أن لو جعل نور أعين جميع خلق الله من الإِنس والجن والدواب وكل شيء خلق الله فجعل نور أعينهم في عيني عبد من عباده ثم كشف عن الشمس ستراً واحداً ودونها سبعون ستراً ما قدر على أن ينظر إلى الشمس، والشمس جزء من سبعين جزءاً من نور الكرسي، والكرسي جزء من سبعين جزءاً من نور العرش، والعرش جزء من سبعين جزءاً من نور الستر. قال عكرمة : انظروا ماذا أعطى الله عبده من النور في عينيه أن نظر إلى وجه الرب الكريم عياناً.
وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر إلى وجه ربها.
وأخرج ابن مردويه عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في قول الله :﴿ وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة ﴾ قال :«ينظرون إلى ربهم بلا كيفية ولا حد محدود ولا صفة معلومة ».
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد والترمذي وابن جرير وابن المنذر والآجري في الشريعة والدارقطني في الرؤية والحاكم وابن مردويه واللالكائي في السنة والبيهقي عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إن أدنى أهل الجنة منزلاً لمن ينظر إلى جناته وأزواجه ونعيمه وخدمه وسرره مسيرة ألف سنة، وأكرمهم على الله من ينظر إلى وجهه غدوة وعشية، ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم :﴿ وجوه يومئذ ناضرة ﴾ قال : البياض والصفاء ﴿ إلى ربها ناظرة ﴾ قال : تنظر كل يوم في وجه الله ».
وأخرج عبد الرزاق وأحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والنسائي والدارقطني في الرؤية والبيهقي في الأسماء والصفات عن أبي هريرة قال :«قال الناس يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس فيقول من كان يعبد شيئاً فليتبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر القمر، ويتبع من كان يعبد الطواغيت الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها فيأتيهم الله في غير الصورة التي يعرفون، فيقول : أنا ربكم فيقولون : نعوذ بالله منك هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا فإذا أتانا ربنا عرفناه فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون فيقول : أنا ربكم، فيقولون : أنت ربنا فيتبعونه. ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«فأكون أول من يجيز ودعاء الرسل يومئذ اللهم سلم سلم، وفيه كلاليب مثل شوك السعدان، غير أنه لا يعلم قدر عظمتها إلا الله فتخطف الناس بأعمالهم منهم الموبق بعمله، ومنهم المخردل، ثم ينجو حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرجه ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بآثار السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة فينبتون نبات الحبة في جميل السيل. ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، فيقول : يا رب قد قشبني ريحها وأحرقني ذكاؤها فاصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعوا الله فيقول لعلي إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره. فيصرف وجهه عن النار، ثم يقول بعد ذلك : يا رب قربني إلى باب الجنة فيقول : أليس قد زعمت لا تسألني غيره ؟ ويلك يا ابن آدم ما أغدرك فلا يزال يدعو فيقول لعلي : إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره. فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت فيقول : رب أدخلني الجنة. فيقول : أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك. فيقول : رب لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك الله عز وجل، فإذا ضحك منه أذن له في الدخول فيها، فإذا دخل فيها قيل له : تمنّ من كذا فيتمنى، ثم يقال له : تمنَّ من كذا فيتمنى حتى تنقطع به الأماني، فيقول : هذا لك ومثله معه. قال أبو هريرة : وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً الجنة. قال : وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغير عليه شيئاً من حديثه حتى انتهى إلى قوله : هذا لك ومثله معه. قال أبو سعيد : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :«هذا لك وعشرة أمثاله » قال أبو هريرة : حفظت ومثله معه ».
وأخرج الدارقطني في الرؤية عن أبي هريرة قال :«سأل الناس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا يا رسول الله : هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر ليس في سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله قال : فهل تضارون في رؤية الشمس عند الظهيرة ليست في سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : فوالذي نفسي بيده لا تضارون في رؤية ربكم عز وجل كما لا تضارون في رؤيتهما، فيلقى العبد فيقول : يا عبدي ألم أكرمك ؟ ألم أسودك ؟ ألم أزوجك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإِبل، وأتركك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى يا رب. قال : فاليوم أنساك كما نسيتني ثم يلقى الثاني فيقول : ألم أسودك ؟ ألم أزوجك ؟ ألم أسخر لك الخيل والإِبل ؟ وأتركك ترأس وتربع ؟ فيقول : بلى يا رب. قال : أفظننت أنك ملاقيّ ؟ قال : لا يا رب. قال : فاليوم أنساك كما نسيتني. قال : ثم يلقى الثالث فيقول : ما أنت ؟ فيقول : أنا عبدك آمنت بك وبنبيك وبكتابك وصمت وصليت وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع، فيقال له : ألا نبعث عليك شاهداً فيفكر في نفسه من الذي يشهد علي ؟ قال : فيختم على فيه ويقال لفخذه انطقي فينطق فخذه ولحمه وعظمه بما كان يعمل ذلك المنافق وذلك بعذر من نفسه، وذلك الذي يسخط الله عليه، ثم ينادي منادٍ : ألا اتبعت كل أمة ما كانت تعبد، فيتبع أولياء الشيطان الشيطان، واتبعت اليهود والنصارى أولياءهم إلى جهنم، ثم نبقى أيها المؤمنون فيأتينا ربنا عز وجل، وهو ربنا، فيقول : علام هؤلاء قيام فيقولون : نحن عباد الله المؤمنون عبدناه وهو ربنا وهو آتينا ومثيبنا وهذا مقامنا، فيقول الله عز وجل : أنا ربكم فامضوا فيوضع الجسر وعليه كلاليب من نار تخطف الناس، فعند ذلك حلت الشفاعة أي اللهم سلم، فإذا جاوز الجسر فمن أنفق زوجاً من المال مما يملك في سبيل الله وكل خزنة الجنة يدعوه يا عبد الله يا مسلم هذا خير فتعال. قال أبو بكر : يا رسول الله إن ذلك العبد لا ترى عليه يدع باباً ويلج من آخر فضرب النبي صلى الله عليه وسلم منكبيه وقال : والذي نفسي بيده إني لأرجو أن تكون منهم ».
وأخرج الدارقطني في الرؤية عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة جاء الرب عز وجل إلى المؤمنين، فوقف عليهم والمؤمنون على كوم فيقول : هل تعرفون ربكم عز وجل ؟ فيقولون : إن عرفنا نفسه عرفناه. فيقول لهم الثانية : هل تعرفون ربكم ؟ فيقولون : إن عرفنا نفسه عرفناه.
فتجلى لهم عز وجل فيضحك في وجوههم فيخرون له سجداً ».
وأخرج النسائي والدارقطني وصححه عن أبي هريرة قال :«قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا ؟ قال : هل ترون الشمس في يوم لا غيم فيه، وترون القمر في ليلة لا غيم فيها ؟ قلنا : نعم قال : فإنكم سترون ربكم عز وجل حتى إن أحدكم ليحاضر ربه محاضرة، فيقول عبدي : هل تعرف ذنب كذا وكذا ؟ فيقول : ألم تغفر لي ؟ فيقول : بمغفرتي صرت إلى هذا ».
وأخرج الدارقطني عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :«ترون الله عز وجل يوم القيامة كما ترون القمر ليلة البدر أو كما ترون الشمس ليس دونها سحاب ».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والدارقطني عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم :«أن الله ليتجلى للناس عامة ويتجلى لأبي بكر خاصة ».
وأخرج أحمد وعبد بن حميد والبخاري ومسلم والدارقطني والحاكم والبيهقي عن أبي سعيد الخدري قال :«قلنا يا رسول الله : هل نرى ربنا يوم القيامة ؟ قال : هل تضارون في رؤية الشمس بالظهيرة صحواً ليس فيه سحاب ؟ قلنا : لا يا رسول الله. قال : هل تضارون في رؤية القمر ليلة البدر صحواً ليس فيه سحاب ؟ قالوا : لا يا رسول الله. قال : ما تضارون في رؤيته يوم القيامة إلا كما تضارون في رؤية أحدهما ».
وأخرج عبد بن حميد والدارقطني وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«يجمع الله الأمم يوم القيامة بصعيد واحد، فإذا أراد الله عز وجل أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحموهم النار، ثم يأنينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع، فيقول : من أنتم ؟ فيقولون : نحن المسلمون، فيقول : ما تنتظرون ؟ فيقولون : ننتظر ربنا عز وجل. فيقول : وهل تعرفونه إن رأيتموه ؟ فيقولون : نعم، فيقول : كيف تعرفونه ولم تروه ؟ فيقولون : نعرفه إنه لا عدل له. فيتجلى لنا ضاحكاً ثم يقول : أبشروا يا معشر المسلمين فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت له مكانه في النار يهودياً أو نصرانياً ».
وأخرج ابن عساكر عن أبي موسى : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :«إذا كان يوم القيامة مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون في الدنيا، ويبقى أهل التوحيد، فيقال لهم : ما تنتظرون وقد ذهب الناس ؟ فيقولون : إن لنا لرباً كنا نعبده في الدنيا لم نره. قال : وتعرفونه إذا رأيتموه ؟ فيقولون : نعم، فيقال لهم : وكيف تعرفونه ولم تروه ؟ قالوا : إنه لا شبيه له. قال : فيكشف لهم الحجاب فينظرون إلى الله تبارك وتعالى فيخرون له سجداً، ويبقى أقوام في ظهورهم مثل صياصي البقر يريدون السجود فلا يستطيعون، فذلك قول الله عز وجل :﴿ يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون ﴾ [ القلم : ٤٢ ] ويقول الله عز وجل : عبادي ارفعوا رؤوسكم فقد جعلت بدل وفي لفظ فداء كل رجل منكم رجلاً من اليهود أو النصارى في النار ».
وأخرج الدارقطني عن بريدة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«ما من أحد إلا ويخلو الله به كما يخلو أحدكم بالقمر ليلة البدر ».
وأخرج الدارقطني عن

أخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له : أخبرني عن قوله :﴿ ووجوه يومئذ باسرة ﴾ قال : كالحة قاطبة. قال : وهل تعرف العرب ذلك ؟ قال : نعم. أما سمعت عبيد بن الأزرق وهو يقول :
صبحنا تميماً غداة النسا ر شهباء ملمومة باسرة
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه :﴿ ووجوه يومئذ باسرة ﴾ قال : كالحة ﴿ تظن أن يفعل بها فاقرة ﴾ قال : أن يفعل بها شر.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ ووجوه يومئذ باسرة ﴾ قال : كاشرة. ﴿ تظن أن يفعل بها فاقرة ﴾ قال : داهية.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ ووجوه يومئذ باسرة ﴾ قال : كاشرة. ﴿ تظن أن يفعل بها فاقرة ﴾ قال : داهية.
أخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿إِذا بلغت التراقي﴾ قَالَ: الْحُلْقُوم
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن جرير عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ ﴿وَقيل من راق﴾ قَالَ: من طَبِيب شاف
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن أبي قلَابَة رَضِي الله عَنهُ ﴿وَقيل من راق﴾ قَالَ: التمسوا الْأَطِبَّاء فَلم يغنوا عَنهُ من قَضَاء الله شَيْئا ﴿وَظن أَنه الْفِرَاق﴾ قَالَ: استيقن أَنه القراق ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ قَالَ: مَاتَت ساقاه فَلم تحملاه وَكَانَ عَلَيْهِمَا جوّالاً
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ ﴿وَقيل من راق﴾ قَالَ: هُوَ الطَّبِيب
وَأخرج عبد بن حميد عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿وَقيل من راق﴾ قَالَ: من راق يرقي
وَأخرج ابْن جرير عَن عِكْرِمَة مثله
وَأخرج ابْن أبي الدُّنْيَا فِي ذكر الْمَوْت وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: ﴿وَقيل من راق﴾ قيل: تنتزع نَفسه حَتَّى إِذا كَانَت فِي تراقيه قيل من يرقى بِرُوحِهِ مَلَائِكَة الرَّحْمَة أَو مَلَائِكَة الْعَذَاب ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ قَالَ: الْتفت عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَابْن الْمُنْذر عَن أبي الْعَالِيَة فِي قَوْله: ﴿وَقيل من راق﴾ قَالَ: يخْتَصم فِيهِ مَلَائِكَة الرَّحْمَة وملائكة الْعَذَاب أَيهمْ يرقى بِهِ
وَأخرج ابْن جرير عَن أبي الجوزاء رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿وَقيل من راق﴾ قَالَ: قَالَت الْمَلَائِكَة بَعضهم لبَعض من يصعد بِهِ أملائكة الرَّحْمَة أم مَلَائِكَة الْعَذَاب
361
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا أَنه كَانَ يقْرَأ: وأيقن أَنه الْفِرَاق
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ يَقُول: آخر يَوْم من أَيَّام الدُّنْيَا وَأول يَوْم من أَيَّام الْآخِرَة فَتلقى الشدَّة بالشدة إِلَّا من رحم الله
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن مُجَاهِد ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ قَالَ: التف أَمر الدُّنْيَا بِأَمْر الْآخِرَة عِنْد الْمَوْت
وَأخرج عبد بن حميد عَن الْحسن ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ قَالَ: لفت سَاق الْآخِرَة بساق الدُّنْيَا وَذكر قَول الشَّاعِر: وَقَامَت الْحَرْب بِنَا على سَاق وَأخرج عبد بن حميد عَن عِكْرِمَة وَالربيع وعطية وَالضَّحَّاك مثله
وَأخرج عبد بن حميد عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ قَالَ: بلَاء ببلاء
وَأخرج عبد بن حميد عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ قَالَ: اجْتمع فِيهِ الْحَيَاة وَالْمَوْت
وَأخرج عبد بن حميد عَن أبي مَالك رَضِي الله عَنهُ ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ قَالَ: تلف ساقاه عِنْد الْمَوْت للنزع
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ قَالَ: الْتفت ساقاه عِنْد الْمَوْت
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ قَالَ: أما رَأَيْت إِذا حضر ضرب بِرجلِهِ رجله الْأُخْرَى
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير عَن الضَّحَّاك رَضِي الله عَنهُ ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ قَالَ: النَّاس مجهزون بدنه وَالْمَلَائِكَة مجهزون روحه
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن الْحسن رَضِي الله عَنهُ أَنه سُئِلَ عَن قَوْله: ﴿والتفت السَّاق بالساق﴾ قَالَ: هما ساقاه إِذا التفتا فِي الأكفان
وَأخرج ابْن الْمُنْذر عَن ابْن جريج رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿إِلَى رَبك يَوْمئِذٍ المساق﴾ قَالَ: فِي الْآخِرَة
362
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن قَتَادَة رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿فَلَا صدق﴾ قَالَ: بِكِتَاب الله ﴿وَلَا صلى وَلَكِن كذب﴾ بِكِتَاب الله ﴿وَتَوَلَّى﴾ عَن طَاعَة الله ﴿ثمَّ ذهب إِلَى أَهله يتمطى﴾ قَالَ: يتبختر وَهُوَ أَبُو جهل بن هِشَام كَانَت مشيته
ذكر لنا أَن نَبِي الله أَخذ بِمَجَامِع ثَوْبه فَقَالَ: ﴿أولى لَك فَأولى ثمَّ أولى لَك فَأولى﴾ وعيداً على وَعِيد فَقَالَ: مَا تَسْتَطِيع أَنْت وَلَا رَبك لي شَيْئا وَإِنِّي لأعز من مَشى بَين جبليها وَذكر لنا أَن نَبِي الله كَانَ يَقُول: إِن لكل أمة فرعوناً وَإِن فِرْعَوْن هَذِه الْأمة أَبُو جهل
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد رَضِي الله عَنهُ فِي قَوْله: ﴿ثمَّ ذهب إِلَى أَهله يتمطى﴾ قَالَ: يتبختر وَهُوَ أَبُو جهل
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله: ﴿يتمطى﴾ قَالَ: يختال
وَأخرج سعيد بن مَنْصُور وَعبد بن حميد وَالنَّسَائِيّ وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه عَن سعيد بن جُبَير قَالَ: سَأَلت ابْن عَبَّاس عَن قَول الله: ﴿أولى لَك فَأولى﴾ أَشَيْء قَالَه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لأبي جهل من قبل نَفسه أم أمره الله بِهِ قَالَ: بلَى قَالَه من قبل نَفسه ثمَّ أنزلهُ الله
وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا فِي قَوْله: ﴿أَن يتْرك سدى﴾ قَالَ: هملاً
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْمُنْذر عَن مُجَاهِد فِي قَوْله: ﴿أَن يتْرك سدى﴾ قَالَ: بَاطِلا لَا يُؤمر وَلَا ينْهَى
وَأخرج عبد الرَّزَّاق وَعبد بن حميد عَن قَتَادَة فِي قَوْله: ﴿أَن يتْرك سدى﴾ قَالَ: أَن يهمل وَفِي قَوْله: ﴿أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى﴾ قَالَ: ذكر لنا أَن نَبِي الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ يَقُول إِذا قَرَأَهَا: سُبْحَانَهُ وبلى
وَأخرج عبد بن حميد وَابْن الْأَنْبَارِي فِي الْمَصَاحِف عَن صَالح أبي الْخَلِيل قَالَ: كَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا قَرَأَ هَذِه الْآيَة ﴿أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى﴾ قَالَ: رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: سُبْحَانَ رَبِّي وبلى
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي هُرَيْرَة أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم كَانَ إِذا قَرَأَ ﴿أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى﴾ قَالَ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وبلى
وَأخرج البُخَارِيّ فِي تَارِيخه عَن أبي أُمَامَة قَالَ: صليت مَعَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
363
بعد حجَّته فَكَانَ يكثر من قِرَاءَة ﴿لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة﴾ فَإِذا قَالَ ﴿أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى﴾ سمعته يَقُول: بلَى وَأَنا على ذَلِك من الشَّاهِدين
وَأخرج عبد بن حميد وَأَبُو دَاوُد وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن مُوسَى بن أبي عَائِشَة قَالَ: كَانَ رجل يُصَلِّي فَوق بَيته فَكَانَ إِذا قَرَأَ ﴿أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى﴾ قَالَ: سُبْحَانَكَ فبلى فَسَأَلُوهُ عَن ذَلِك فَقَالَ: سمعته من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَأخرج أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن الْمُنْذر وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه وَالْبَيْهَقِيّ فِي سنَنه عَن أبي هُرَيْرَة قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: من قَرَأَ مِنْكُم (والتين وَالزَّيْتُون) فَانْتهى إِلَى آخرهَا (أَلَيْسَ الله بِأَحْكَم الْحَاكِمين) فَلْيقل: بلَى وَأَنا على ذَلِك من الشَّاهِدين
وَمن قَرَأَ ﴿لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة﴾ فَانْتهى إِلَى ﴿أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى﴾ فَلْيقل: بلَى وَمن قَرَأَ (والمرسلات) فَبلغ (فَبِأَي حَدِيث بعده يُؤمنُونَ) فَلْيقل: آمنا بِاللَّه
وَأخرج ابْن الْمُنْذر وَابْن مرْدَوَيْه عَن جَابر بن عبد الله قَالَ: قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم: إِذا قَرَأت ﴿لَا أقسم بِيَوْم الْقِيَامَة﴾ فبلغت ﴿أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى﴾ فَقل: بلَى
وَأخرج ابْن أبي حَاتِم وَابْن الْمُنْذر عَن ابْن عَبَّاس قَالَ: إِذا قَرَأت (سبح اسْم رَبك الْأَعْلَى) فَقل: سُبْحَانَ رَبِّي الْأَعْلَى وَإِذا قَرَأت ﴿أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى﴾ فَقل: سُبْحَانَكَ وبلى
364

بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

٧٦
سُورَة الْإِنْسَان
مَدَنِيَّة وآياتها إِحْدَى وَثَلَاثُونَ
الْآيَة ١ - ٧
365
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه ﴿ وقيل من راق ﴾ قال : من طبيب شاف.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن أبي قلابة رضي الله عنه ﴿ وقيل من راق ﴾ قال : التمسوا الأطباء فلم يغنوا عنه من قضاء الله شيئاً ﴿ وظن أنه الفراق ﴾ قال : استيقن أنه الفراق ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : ماتت ساقاه فلم تحملاه، وكان عليهما جوّالاً.
وأخرج سعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه ﴿ وقيل من راق ﴾ قال : هو الطبيب.
وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ وقيل من راق ﴾ قال : من راق يرقي.
وأخرج ابن جرير عن عكرمة مثله.
وأخرج ابن أبي الدنيا في ذكر الموت وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ وقيل من راق ﴾ قيل : تنتزع نفسه حتى إذا كانت في تراقيه قيل من يرقى بروحه ؟ ملائكة الرحمة، أو ملائكة العذاب ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت عليه الدنيا والآخرة.
وأخرج سعيد بن منصور وابن المنذر عن أبي العالية في قوله :﴿ وقيل من راق ﴾ قال : يختصم فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب أيهم يرقى به ؟
وأخرج ابن جرير عن أبي الجوزاء رضي الله عنه في قوله :﴿ وقيل من راق ﴾ قال : قالت الملائكة بعضهم لبعض من يصعد به أملائكة الرحمة أم ملائكة العذاب ؟
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ :«وأيقن أنه الفراق ».
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ يقول : آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة، فتلقى الشدة بالشدة إلا من رحم الله.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التف أمر الدنيا بأمر الآخرة عند الموت.
وأخرج عبد بن حميد عن الحسن ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : لفت ساق الآخرة بساق الدنيا، وذكر قول الشاعر :
وقامت الحرب بنا على ساق ***. . .
وأخرج عبد بن حميد عن عكرمة والربيع وعطية والضحاك مثله.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : بلاء ببلاء.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : اجتمع فيه الحياة والموت.
وأخرج عبد بن حميد عن أبي مالك رضي الله عنه ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : تلف ساقاه عند الموت للنزع.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : التفت ساقاه عند الموت.
وأخرج ابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : أما رأيت إذا حضر ضرب برجله رجله الأخرى.
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه ﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : الناس مجهزون بدنه والملائكة مجهزون روحه.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن الحسن رضي الله عنه أنه سئل عن قوله :﴿ والتفت الساق بالساق ﴾ قال : هما ساقاه إذا التفتا في الأكفان.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله :﴿ إلى ربك يومئذ المساق ﴾ قال : في الآخرة.
أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ فلا صدق ﴾ قال : بكتاب الله ﴿ ولا صلى ولكن كذب ﴾ بكتاب الله ﴿ وتولى ﴾ عن طاعة الله ﴿ ثم ذهب إلى أهل يتمطى ﴾ قال : يتبختر، وهو أبو جهل بن هشام كانت مشيته. ذكر لنا أن نبي الله أخذ بمجامع ثوبه فقال :﴿ أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ﴾ وعيداً على وعيد، فقال : ما تستطيع أنت ولا ربك لي شيئاً وإني لأعز من مشى بين جبليها، وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :«إن لكل أمة فرعوناً وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل ».
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ٣١:أخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله :﴿ فلا صدق ﴾ قال : بكتاب الله ﴿ ولا صلى ولكن كذب ﴾ بكتاب الله ﴿ وتولى ﴾ عن طاعة الله ﴿ ثم ذهب إلى أهل يتمطى ﴾ قال : يتبختر، وهو أبو جهل بن هشام كانت مشيته. ذكر لنا أن نبي الله أخذ بمجامع ثوبه فقال :﴿ أولى لك فأولى، ثم أولى لك فأولى ﴾ وعيداً على وعيد، فقال : ما تستطيع أنت ولا ربك لي شيئاً وإني لأعز من مشى بين جبليها، وذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول :«إن لكل أمة فرعوناً وإن فرعون هذه الأمة أبو جهل ».
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله :﴿ ثم ذهب إلى أهله يتمطى ﴾ قال : يتبختر، وهو أبو جهل.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله :﴿ يتمطى ﴾ قال : يختال.
وأخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد والنسائي وابن جرير وابن المنذر والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه عن سعيد بن جبير قال : سألت ابن عباس عن قول الله :﴿ أولى لك فأولى ﴾ أشيء قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي جهل من قبل نفسه، أم أمره الله به ؟ قال : بلى. قاله من قبل نفسه، ثم أنزله الله.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله :﴿ أن يترك سدى ﴾ قال : هملاً.
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن مجاهد في قوله :﴿ أن يترك سدى ﴾ قال : باطلاً لا يؤمر ولا ينهى.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله :﴿ أن يترك سدى ﴾ قال : أن يهمل. وفي قوله :﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأها :«سبحانه وبلى».
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة في قوله :﴿ أن يترك سدى ﴾ قال : أن يهمل. وفي قوله :﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ قال : ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول إذا قرأها :«سبحانه وبلى».
وأخرج عبد بن حميد وابن الأنباري في المصاحف عن صالح أبي الخليل قال :«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قرأ هذه الآية ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم :«سبحان ربي وبلى ».
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ قال :«سبحانك اللهم وبلى ».
وأخرج البخاري في تاريخه عن أبي أمامة قال : صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد حجته، فكان يكثر من قراءة ﴿ لا أقسم بيوم القيامة ﴾ فإذا قال ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ سمعته يقول :«بلى وأنا على ذلك من الشاهدين ».
وأخرج عبد بن حميد وأبو داود والبيهقي في سننه عن موسى بن أبي عائشة قال : كان رجل يصلي فوق بيته فكان إذا قرأ ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ قال : سبحانك فبلى، فسألوه عن ذلك فقال : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأخرج أحمد وأبو داود والترمذي وابن المنذر والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في سننه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«من قرأ منكم ﴿ والتين والزيتون ﴾ فانتهى إلى آخرها ﴿ أليس الله بأحكم الحاكمين ﴾ [ التين : ٨ ] فليقل : بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين. ومن قرأ ﴿ لا أقسم بيوم القيامة ﴾ فانتهى إلى ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ فليقل : بلى، ومن قرأ ﴿ والمرسلات ﴾ فبلغ ﴿ فبأي حديث بعده يؤمنون ﴾ فليقل : آمنا بالله ».
وأخرج ابن المنذر وابن مردويه عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«إذا قرأت ﴿ لا أقسم بيوم القيامة ﴾ فبلغت ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ فقل : بلى ».
وأخرج ابن أبي حاتم وابن المنذر عن ابن عباس قال : إذا قرأت ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾ فقل : سبحان ربي الأعلى، وإذا قرأت ﴿ أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى ﴾ فقل : سبحانك وبلى.
Icon