تفسير سورة الإخلاص

أسباب نزول القرآن - الواحدي
تفسير سورة سورة الإخلاص من كتاب أسباب نزول القرآن - الواحدي .
لمؤلفه .

[قوله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ...﴾ إلى آخر السورة] [١-٤].
قال قَتادةُ والضَّحَّاكُ ومُقاتِلٌ: جاء ناسٌ من اليهود إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: صفْ لنا ربَّكَ، فإن الله أنزل نَعْتَه في التَّوراة، فأخبرْنا: مِن أيِّ شيء هو؟ ومن أيِّ جِنْس هو؟ [مِنْ] ذَهبٍ هو، أَمْ نُحاسٍ أمْ فِضّةٍ؟ وهل يأكلُ ويشربُ؟ وممن وَرِثَ الدنيا؟ ومَنْ يُوَرِّثُها؟ فأنزل الله تبارك وتعالى هذه السورة، وهي نِسْبةُ اللهِ خاصَّةً.
أخبرنا أبو نصر أحمدُ بن إبراهيمَ المِهْرجانُّي، أخبرنا عُبيد الله بن محمد الزاهدُ حدَّثنا أبو القاسم ابنُ بنت مَنيعٍ، حدَّثنا جَدِّي أحمدُ بن مَنيع، حدَّثنا ابو سعد الصَّغانيُّ، حدَّثنا أبو جعفر الرازيُّ، عن الرَّبيع بن أنَسٍ، عن أبي العالية عن أُبَيِّ بن كعبٍ:
أن المشركين قالوا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: انْسُبْ لنا ربَّك فأنزل الله تعالى: ﴿قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ * ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ﴾ قال: فالصمد: الذي ﴿لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ﴾؛ لأنه ليس شيءٌ يولَدُ إلاَّ سيموتُ، وليس شيءٌ يموتُ إلاَّ سيورَثُ؛ وإن الله تعالى لا يموتُ ولا يورَثُ. ﴿وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ﴾ قال: لم يكن له شَبيهٌ ولا عِدْلٌ، و ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ﴾.
أخبرنا أبو منصور البغداديُّ، أخبرنا أبو الحسن السَّرَّاجُ، أخبرنا محمد بن عبد الله الحَضْرَميُّ، أخبرنا سُرَيْج بن يونُسَ، أخبرنا إسماعيل بن مُجَالِدٍ، عن مُجَالِدٍ، عن الشَّعْبيِّ، عن جابرٍ، قال:
قالوا: يا رسول الله! انْسُبْ لنا ربَّك. فنزلت: ﴿قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ﴾ إلى آخرها.
Icon