ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
[سورة السجده (٣٢) : الآيات ١ الى ٥]بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الم (١) تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ (٢) أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (٣) اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ (٤)يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (٥)
١- الم:
أي هذه الحروف التي منها كلامكم هى التي صيغ منها القرآن المعجز.
٢- تَنْزِيلُ الْكِتابِ لا رَيْبَ فِيهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ:
تَنْزِيلُ الْكِتابِ مبتدأ، خبره لا رَيْبَ فِيهِ والكتاب، يعنى القرآن الكريم، وقيل: خبره مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ. وقوله لا رَيْبَ فِيهِ اعتراض.
لا رَيْبَ فِيهِ الضمير فى فِيهِ راجع إلى مضمون الجملة، كأنه قيل: لا ريب فى ذلك، أي فى كونه منزلا من رب العالمين. والريب:
الشك.
٣- أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْماً ما أَتاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ:
افْتَراهُ اختلقه.
مِنْ قَبْلِكَ وذلك أن قريشا لم يبعث الله إليهم رسولا قبل محمد صلّى الله عليه وآله وسلم.
٤- اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ ما لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا شَفِيعٍ أَفَلا تَتَذَكَّرُونَ:
مِنْ وَلِيٍّ ناصر ينصركم.
وَلا شَفِيعٍ يشفع لكم.
٥- يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّماءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ:
الْأَمْرَ المأمور به من الطاعات والأعمال الصالحة ينزله مدبرا.
فِي يَوْمٍ كانَ مِقْدارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ يوم القيامة.
[سورة السجده (٣٢) : الآيات ٦ الى ٩]
ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (٦) الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ (٧) ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ (٨) ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً ما تَشْكُرُونَ (٩)
٦- ذلِكَ عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ:
الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ أي ما غاب عن الخلق وما حضرهم.
٧- الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ:
أَحْسَنَ أتقن وأحكم.
بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِينٍ يعنى آدم عليه السلام.
٨- ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِنْ سُلالَةٍ مِنْ ماءٍ مَهِينٍ:
مَهِينٍ ضعيف.
٩- ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا ما تَشْكُرُونَ:
ثُمَّ سَوَّاهُ أي سوى خلق آدم.
[سورة السجده (٣٢) : الآيات ١٠ الى ١١]
وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ (١٠) قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ (١١)
١٠- وَقالُوا أَإِذا ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ:
ضَلَلْنا فِي الْأَرْضِ أي هلكنا وبطلنا وصرنا ترابا.
أَإِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أي نخلق بعد ذلك خلقا جديدا.
بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ كافِرُونَ أي ليس لهم جحود قدرة الله تعالى عن الاعادة، لأنهم يعترفون بقدرته، ولكنهم اعتقدوا أن لا حساب عليهم، وأنهم لا يلقون الله تعالى.
١١- قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ:
يَتَوَفَّاكُمْ يستوفى أرواحكم ثم يقبضها.
مَلَكُ الْمَوْتِ عزرائيل.
[سورة السجده (٣٢) : الآيات ١٢ الى ١٥]
وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (١٢) وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (١٣) فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (١٤) إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (١٥)
١٢- وَلَوْ تَرى إِذِ الْمُجْرِمُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنا أَبْصَرْنا وَسَمِعْنا فَارْجِعْنا نَعْمَلْ صالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ:
وَلَوْ تَرى يا محمد صلّى الله عليه وآله وسلم.
ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ من الندم والخزي والحزن والذل والغم.
عِنْدَ رَبِّهِمْ عند محاسبة ربهم لهم.
رَبَّنا أي يقولون ربنا.
أَبْصَرْنا صدق وعدك، أو أبصرنا ما كنا نكذب.
وَسَمِعْنا ما كنا ننكر، أو تصديق رسلك.
مُوقِنُونَ مصدقون بالبعث.
١٣- وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُداها وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ:
وَلكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّي أي حق القول منى لأعذبن من عصانى بنار جهنم.
١٤- فَذُوقُوا بِما نَسِيتُمْ لِقاءَ يَوْمِكُمْ هذا إِنَّا نَسِيناكُمْ وَذُوقُوا عَذابَ الْخُلْدِ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ:
بِما نَسِيتُمْ أي بترككم الايمان بالبعث فى هذا اليوم.
نَسِيناكُمْ تركناكم من الخير. أو تركناكم فى العذاب.
بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ فى الدنيا من المعاصي.
١٥- إِنَّما يُؤْمِنُ بِآياتِنَا الَّذِينَ إِذا ذُكِّرُوا بِها خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ:
إِذا ذُكِّرُوا بِها وعظوا بها.
خَرُّوا سُجَّداً وقعوا على الأرض ساجدين تواضعا لله وخشوعا.
وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ كما يفعل من يتولى عنادا كأن لم يسمعها.
[سورة السجده (٣٢) : الآيات ١٦ الى ١٩]
تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (١٦) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٧) أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ (١٨) أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (١٩)
١٦- تَتَجافى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ:
تَتَجافى ترتفع وتتنحى.
عَنِ الْمَضاجِعِ عن الفرش ومواضع النوم.
يَدْعُونَ رَبَّهُمْ داعين ربهم عابدين له.
خَوْفاً من سخطه.
وَطَمَعاً فى رحمته.
١٧- فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ:
فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ أي: لا تعلم النفوس كلهن.
ما أُخْفِيَ لَهُمْ ما، بمعنى الذي، أو بمعنى: أي شىء، أي لا تعلم النفوس ما ادخر لها من عظيم الثواب، أخفاه الله من جميع خلائقه، لا يعلمه الا هو.
قُرَّةِ أَعْيُنٍ مما تقر به عيونهم.
١٨- أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ:
مُؤْمِناً محمول على لفظ من.
فاسِقاً محمول على لفظ من.
لا يَسْتَوُونَ محمول على معنى من.
١٩- أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا بِما كانُوا يَعْمَلُونَ:
نُزُلًا عطاء.
[سورة السجده (٣٢) : الآيات ٢٠ الى ٢٤]
وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (٢٠) وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٢١) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ (٢٢) وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ (٢٣) وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ (٢٤)
٢٠- وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ:
فَسَقُوا خرجوا عن الإيمان الى الكفر.
فَمَأْواهُمُ أي ملجؤهم ومنزلهم.
٢١- وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى دُونَ الْعَذابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ:
مِنَ الْعَذابِ الْأَدْنى عذاب الدنيا.
الْعَذابِ الْأَكْبَرِ عذاب الآخرة.
أي نذيقهم عذاب الدنيا قبل أن يصلوا الى عذاب الآخرة.
لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ أي يتوبون عن الكفر.
٢٢- وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآياتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ:
ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْها ثم، للاستبعاد، أي ان الاعراض عن آيات الله بعد وضوحها والتذكير بها مستبعد عقلا وعدلا.
٢٣- وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقائِهِ وَجَعَلْناهُ هُدىً لِبَنِي إِسْرائِيلَ:
أي إنا آتينا موسى عليه السلام مثل ما آتيناك من الكتاب، ولقيناه مثل ما لقيناك من الوحى، فلا تكن فى شك من أنك لقيت مثله ولقيت نظيره.
٢٤- وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَ:
يَهْدُونَ الناس ويدعونهم إلى ما فى التوراة من دين الله وشرائعه.
لَمَّا صَبَرُوا لصبرهم.
[سورة السجده (٣٢) : الآيات ٢٥ الى ٢٩]
إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (٢٥) أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ (٢٦) أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ (٢٧) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٢٨) قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (٢٩)
٢٥- إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ:
يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يقضى بينهم.
فِيما كانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ فيميز المحق من المبطل.
٢٦- أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَساكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ أَفَلا يَسْمَعُونَ:
أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ أي: أو لم يهد الله ويبين.
الْقُرُونِ عاد وثمود وقوم لوط.
يَمْشُونَ الضمير لأهل مكة.
فِي مَساكِنِهِمْ أي مساكن المهلكين، أي يمرون على ديارهم.
٢٧- أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَسُوقُ الْماءَ إِلَى الْأَرْضِ الْجُرُزِ فَنُخْرِجُ بِهِ زَرْعاً تَأْكُلُ مِنْهُ أَنْعامُهُمْ وَأَنْفُسُهُمْ أَفَلا يُبْصِرُونَ:
الْجُرُزِ لا نبات فيها.
مِنْهُ من الزرع.
أَنْعامُهُمْ من عصفه.
وَأَنْفُسُهُمْ من حبه.
٢٨- وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْفَتْحُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ:
الْفَتْحُ النصر، أو الفصل بالحكومة.
صادِقِينَ فى أنه كائن.
٢٩- قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ:
يُنْظَرُونَ يمهلون.
[سورة السجده (٣٢) : آية ٣٠]
فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ (٣٠)
٣٠- فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَانْتَظِرْ إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ:
وَانْتَظِرْ النصرة عليهم وهلاكهم.
إِنَّهُمْ مُنْتَظِرُونَ الغلبة عليكم وهلاككم.