تفسير سورة الفلق

البسيط للواحدي
تفسير سورة سورة الفلق من كتاب التفسير البسيط المعروف بـالبسيط للواحدي .
لمؤلفه الواحدي . المتوفي سنة 468 هـ

تفسير سورة الفلق (١)

بسم الله الرحمن الرحيم

١ - ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ قال الكلبي (٢)، ومقاتل (٣): إن لبيد بن أعصم اليهودي سحر النبي -صلى الله عليه وسلم- في إحدى عشر عقدة في وتر، ودسه في بئر يقال لها ذَرْوَان (٤)، فمرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، (واشتد) (٥) عليه (٦) ذلك ثلاث ليال، فنزلت المعوذتان لذلك، وأخبره جبريل بمكان السحر، فأرسل إليها عليًّا
(١) تسمى سورتا الفلق والناس المعوذتان، والمشتققتان أي المبرئتان من النفاق. الإتقان: ١/ ١٥٩، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٧٣.
وفيها قولان: أحدهما: أنها مدنية، رواه أبو صالح عن ابن عباس، وقتادة. والثاني: أنها مكية، رواه كريب عن ابن عباس، والحسن، وعطاء، وعكرمة، وجابر، قال ابن الجوزي: الأول أصح."المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٨، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٢.
(٢) "معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٦، و"لباب النقول": ص ٢٣٨ - ٢٣٩ من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس.
(٣) "تفسير مقاتل" ٢٥٧ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٤٦.
(٤) بياض في (ع).
(٥) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٦) في (أ): (على).
451
رضي الله عنه فجابها، فقال جبريل للنبي -صلى الله عليه وسلم- حل عقدة واقرأ آية، ففعل، وجعل كلما يقرأ آية انحلت عقدة، وذهب عنه ما كان يجده. وهذه القصة صحيحة (١)،.......
(١) وردت في: "صحيح البخاري" من طريق هشام عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سُحِرَ حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن. قال سفيان: وهذا أشد ما يكون من السحر إذا كان كذا. فقال: يا عائشة أعلمت أن الله قد أفتاني فيما استفتيه فيه؟ أتاني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال الذي عند رأسي للآخر: ما بال الرجل؟ قال: مطبوب. قال: ومن طبَّه؟ قال لبيد بن أعصم رجل من بني زُريق حليف ليهود كان منافقًا. قال: وفيم؟. قال في مشط ومشاطة. قال: وأين؟ قال في جُف طلعةٍ ذكر تحت رعوفة في بئر ذَرْوان. قالت: فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- البئر حتى استخرجه. فقال هذه البئر التي أريتها، وكأن ماءها نقاعة الحناء، وكان نخلها رؤوس الشياطين. قال: فاستخرج. قالت: فقلت أفلا -أي تنشرت- فقال: أما والله فقد شفاني، وأكره أن أثير على أحد من الناس شرًّا. "صحيح البخاري" ٤/ ٤٨ - ٤٩: ح ٥٧٦٣. ٥٧٦٥: باب ٤٧، ٤٩، ٥٠، ج ٢/ ٤٣٧: ح ٣٢٦٨: كتاب بدء الخلق: باب ١١.
ومسلم في "صحيحه": ٤/ ١٧١٩: ح ٤٣، ٤٤ مختصرًا: كتاب السلام: باب ١٧ ومن خلال ما ورد في الصحيحين يتبين أنه ليس فيه ما يدل على نزول المعوذتين على الرسول -صلى الله عليه وسلم- عندما سحر.
قال ابن حجر: وقد وقع في حديث ابن عباس فيما أخرجه البيهقي في: الدلائل: بسند ضعيف في آخر قصة السحر الذي سحر به النبي -صلى الله عليه وسلم- أنهم وجدوا وترًا فيه إحدى عشرة عقدة، وأنزلت سورة الفلق، والناس وجعل كلما قرأ آية انحلت عقده. وأخرجه ابن سعد بسند آخر منقطع عن ابن عباس: أن عليا وعمارًا لما بعثهما النبي -صلى الله عليه وسلم- لاستخراج السحر وجدا طلعة فيها إحدى عشرة عقدة فذكر نحوه. فتح البارى: ١٠/ ٢٢٥.
وقد وردت قصة سحر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن ذلك كان سببًا في نزول المعوذتين في "أسباب النزول": تح: ايمن ص ٤١٠، و"لبات النقول": ٢٣٨ - ٢٣٩، و"الكشف والبيان" =
452
والمعتزلة تنكرها (١)، ويقولون: لا يجوز أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم- مسحورًا، لأن الكفار كانوا يعيرونه بذلك، فلو قلنا: إنه سحر، وجوزنا ذلك كنا قد جاوزنا ما عير به.
والجواب: أن هذه القصة قد ثبتت (قصتها) (٢)، وصحتها عند المفسرين، وأهل النقل، والعلم بالرواية، ودلت هذه السورة على ذلك، وهو قوله: ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ﴾ يعني اللاتي ينفثن بالرقي والعزائم، فلولا أن لشرهن تأثيرًا وإلا لم يؤمر بالاستعاذة من شرهن.
ولا يجوز أن يكون النبي -صلى الله عليه وسلم-مسحورًا على الوجه الذي عيره به الكفار (٣)، فإنهم كانوا يريدون أنه مخدوع مجنون سحر بتخيل عقله،
= ١٣/ ١٩٢/ ١، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٦، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٢، و"معاني القرآن" للفراء ٣/ ٣٠١ قال ابن كثير تعليقًا على رواية الثعلبي: هكذا أورده بلا إسناد، وفيه غرابة وفي بعضه نكارة شديدة، ولبعضه شواهد. "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٥ "الدر المنثور" ٨/ ٦٨٧ وعزاه إلى ابن مردويه والبيهقي في الدلائل عن عائشة وابن عباس.
(١) قال المازني: أنكر بعض المبتدعة هذا الحديث، وزعموا أنه يحط من منصب النبوة ويشكك فيها -ثم قال- وهذا كله مردود. "فتح الباري" ١٠/ ٢٢٦ وقال ابن القيم: وهذا الحديث -يعني الذي في الصحيح- ثابت عند أهل العلم بالحديث يتلقى بالقبول بينهم لا يختلفون في صحته، وقد اعتاص على كثير من أهل الكلام وغيرهم، وأنكروه أشد الإنكار، وقابلوه بالتكذيب. "تفسير المعوذتين" تحقيق مصطفى العدوي ٥٧ - ٥٨ وقد أنكره أيضًا الجصاص في "أحكام القرآن" ١/ ٤٩.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) نحو ما جاء في قوله تعالى: ﴿وَقَالَ الظَّالِمُونَ إِنْ تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَسْحُورًا﴾ [سورة الفرقان: ٨]، وكقوله تعالى: ﴿قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ الْمُسَحَّرِينَ﴾ [الشعراء: ١٥٣: ١٨٥].
453
فلذلك خالفهم في الدعاء إلى توحيد الله، فأما أن يكون مسحورًا بوصف يجده في بدنه، فذلك ما لا ينكره أحد، ولم يكن الله ليسلط عليه شيطانًا أو جنيًّا أو انسيًّا فيما يؤدي إلى الضرورة في الدين، والنبوة، ولا الرسالة، وبيان الدعوة، فأما على الإضرار ببدنه فقد صح أن وجهه شج (١)، وأن رباعيته (٢) كسرت يوم أحد (٣)، ولم يقدح ذلك في نبوته كذلك السحر، والخيلة، والتوصل بالرقي الإضرار ببدنه لا ينكر (٤).
واختلفوا في معنى "الفلق" فالأكثرون على أنه الصبح، وهو قول جابر (٥)، وسعيد بن جبير (٦)،
(١) شج: أي حصل جرح في رأسه الشريف، والجراحة إذا كانت في الوجه أو الرأس تسمى شجة. "حاشية صحيح مسلم" ٣/ ١٤١٧.
(٢) الرباعية: هي السن التي تلي الثنية من كل جانب وللإنسان أربع رباعيات. "شرح صحيح مسلم" ١٢/ ٣٩٠.
(٣) أخرج مسلم في "صحيحه" ٣/ ١٤١٧: ح ١٠٤: كتاب الجهاد والسير: باب ٣٧ عن أنس أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- كسرت رباعيته يوم أحد، وشج في رأسه، فجعل يسلت الدم عنه ويقول: كيف يفلح قوم شجوا نبيهم، وكسروا رباعيته وهو يدعوهم إلى الله فأنول الله عَزَّ وَجَلَّ ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ﴾
(٤) قال القاضي عياض عن بعض المحققين: وهذه الطوارئ والتغييرات المذكورة، إنما تختص بأجسامهم البشرية المقصود بها مقاومة البشر ومعاناة بني آدم لمشاكله الجنس وأما بواطنهم فمنزهة غالبًا من ذلك معصومة منه متعلقة بالملأ الأعلى والملائكة لأخذهم عنهم وتلقيها الوحي. "الشفاء" ٢/ ٨٦٣.
(٥) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥٠، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٢ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٧٤، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٧، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥٤، و"البحر المحيط" ٨/ ٥٣٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣.
(٦) المراجع السابقة عدا "النكت"، وانظر أيضًا: "المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٨، و"تفسير سعيد بن جبير" ص ٣٨٣.
454
(والحسن (١)، وعكرمة (٢)، ومجاهد (٣)، وقتادة (٤)، وابن عباس، وفي رواية عطاء (٥)، وعطية (٦)) (٧).
(وقال في رواية الوالبي يعني الخلق (٨). وهو قول الضحاك (٩)،
(١) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٢/ ٢، و"معالم التنزيل" ٤/ ٢٤٧، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٨، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥٤، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣، و"تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤٤٥.
(٢) "المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٨.
(٣) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥٠، و"تفسير الإمام مجاهد" ٧٦١، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٢ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٧، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٨، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥٤، و"البحر المحيط" ٨/ ٥٣٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣.
(٤) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٤٠٨، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣٥٠، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٧، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٨، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٣.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله من طريق عطاء.
(٦) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥٠، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٢ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٧، وذكرت رواية ابن عباس من غير بيان طريقها في: "البحر المحيط" ٨/ ٥٣٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣، و"الدر المنثور" ٨/ ٦٨٨ وهذا القول رجحه الطبري، وابن كثير، والبخاري في "صحيحه"، وعزاه الفخر إلى أكثر المفسرين ٣٢/ ١٩٠.
(٧) ما بين القوسين ذكر بدلاً من ذكرهم عبارة (وجماعة) وذلك في (أ).
(٨) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥١، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٢ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٧ حاشية، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٢٩، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣، و"الدرالمنثور" ٨/ ٦٨٩ وعزاه إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم، "صحيفة علي بن أبي طلحة": ص ٥٤٤.
(٩) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٢ ب، وانظر إضافة: "النكت والعيون" ٦/ ٣٧٤، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٧، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣.
455
ومقاتل (١)) (٢).
وروى (مهاجر الشامي (٣)) (٤) عن رجل (من) (٥) أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: الفلق بيت في النار إذا فتح صاح أهل النار من شدة حره (٦)، وهو قول السدي قال: جب في جهنم (٧).
(١) "تفسير مقاتل" ٢٥٧ ب.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) مُهاجر الشامي: هو مهاجر بن أبي مسلم، واسمه دينار الشامي الأنصاري. روى عن تُبيع الحميري بن امراة كعب الأحبار، وعنه ابناه محمد، وعمرو مقبول من الثالثة. كتاب الثقات: ٥/ ٤٢٧، و"تهذيب الكمال" ٢٨/ ٥٨٢: ت ٦٢١٧، و"تقريب التهذيب" ٢/ ٢٧٨، ت: ١٤١١.
(٤) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٥) ساقط من (أ).
(٦) وردت الرواية عن كعب الأحبار في: "بحر العلوم" ٣/ ٥٢٦، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣ وورد في: "الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٢ ب من طريق هشيم بن العوام عن عبد الجبار الحولاني عن رجل من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وفي "الجامع لأحكام القرآن" عن أبي بن كعب: ٢٠/ ٢٥٤، وفي "البحر المحيط" ٨/ ٥٣٠ وعزاه إلى أحد الصحابة، وقد أورد ابن كثير الرواية وعزاه إلى ابن أبي حاتم وأسندها أيضًا إلى عمر بن عنبسة وابن عباس والسدي وزيد بن علي عن آبائه -ثم قال- وقد ورد في ذلك حديث مرفوع منكر إسناده غريب ولا يصح رفعه. وقال ابن تيمية: وأما من قال إنه واد في جهنم أو شجرة في جهنم أو إنه اسم من أسماء جهنم، فهذا أمر لا تعرف صحته لا بدلالة الاسم عليه، ولا بنقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا في تخصيص ربوبيته بذلك حكمه بخلاف ما إذا قال: رب الخلق أو رب كل ما انفلق أو رب النور الذي يظهر على العباد بالنهار، فإن تخصيص هذا بالذكر ما يظهر به عظمة الرب المستعاذ به. "مجموع الفتاوى" ١٧/ ٥٠٥.
(٧) "الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٣ أ، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٣، و"البحر المحيط" ٨/ ٣٥٠ وعزاه إلى أحد التابعين، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣.
456
وقال (أبو عبد الرحمن) (١) الحُبُلي (٢): الفلق: اسم من أسماء جهنم (٣). (هذا قول المفسرين) (٤).
وقال أبو إسحاق: الفلق الصبح وبيانه، يقال: هو أبين من فلق الصبح (٥).
-قال- وقيل الفلق: الخَلْق قال الله تعالى: ﴿فَالِقُ (الْإِصْبَاح) (٦)﴾ [الأنعام: ٩٥]، ﴿فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى﴾ [الأنعام: ٩٦] وكذلك فلق الأرض بالنبات، والسحاب بالقطر، وإذا تأملت الخلق تبين لك أن أكثره عن (٧) الانفلاق، فالفلق جميع المخلوقات، وفلق الصبح من ذلك (٨).
وروى عمرو عن أبيه: الفلق جهنم، والفلق بيان الصبح (٩).
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) أبو عبد الرحمن الحبلي: هو عبد الله بن يزيد المعافري أبو عبد الرحمن الحُبُلي المصري -وعن ابن سعد الجبلي بالجيم- روى عن عبد الله بن عمر ثقة من الثالثة، مات سنة ١٠٠ بإفريقية "الطبقات الكبرى" ٧/ ٥١١، و"تهذيب الكمال" ١٦: ٣١٦/ ت ٣٦٦٣، "تقريب بالتهذيب" ١/ ٤٦٢: ت ٧٤٩.
(٣) وقد ورد قوله في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥٠، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٢ ب، و"النكت والعيون" ٦/ ٣٧٤، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٣، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥٤، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣.
(٤) ساقط من (أ).
(٥) هذا من أمثلة العرب راجع في ذلك: "جمهرة الأمثال" ١/ ٢٠٥ رقم ٣٤٨، و"مجمع الأمثال"١/ ٢٠٨: رقم ٥٩٧.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٧) في (أ): (على).
(٨) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٧٩.
(٩) "تهذيب اللغة" ٩/ ١٥٧ برواية ثعلب عن عمرو عن أبيه.
457
٢ - وقوله: ﴿مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ﴾ قال عطاء عن ابن عباس: يريد إبليس خاصة، لأن الله تعالى (لم) (١) يخلق خلقًا هو شر منه (٢).
وقال الكلبي: يريد من شر كل ذي شر (٣).
وقال مقاتل: من شر ما خلق من الجن والإنس (٤).
٣ - (قوله) (٥): ﴿وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ﴾ قال ابن عباس: الغاسق: الليل (٦). يريد إذا أقبلت ظلمته من المشرق فدخل في النهار.
وقال مقاتل: يعني ظلمة الليل إذا دخل سواده في ضوء النهار (٧)، وهو قول الحسن (٨)،.......
(١) ساقط من (أ).
(٢) "التفسير الكبير" ٣٢/ ٩٢، كما ورد مثله من غير عزو في: "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥٦، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٣٠، وورد بمثله عن الحسن، وثابت البناني. "تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣.
(٣) "بحر العلوم" ٣/ ٥٢٦، وورد بمثله من غير عزو في: "الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥٦، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٣٠.
(٤) لم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بمثله من غير عزو في: "لباب التأويل" ٤/ ٤٣٠.
(٥) ساقط من (أ).
(٦) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥١، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٧، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٤، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥٦، و"البحر المحيط" ٨/ ٥٣٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣، و"الدر المنثور" ٨/ ٨٨٦ وعزاه إلى الطستي.
(٧) "تفسير مقاتل" ٢٥٧ ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٧، و"تفسير المعوذتين" لابن القيم ص ٤٥.
(٨) "تفسير عبد الرزاق" ٢/ ٤٠٨، و"جامع البيان" ٣٠/ ٣٥١، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٣ أ، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٧، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٤، و"البحر المحيط" ٨/ ٥٣٠، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣، و"تفسير الحسن البصري" ٢/ ٤٤٦.
458
ومجاهد (١) (ومحمد بن كعب (٢)) (٣) قالوا: يعني الليل إذا أقبل ودخل.
قال الفراء: الغاسق: الليل "إذا وقب" إذا دخل في كل شيء، يقال غسق وأغسق إذا أظلم (٤)، نحو هذا قال أبو عبيدة (٥) وأنشد لابن الرقيات:
إنَّ هَذا الليلَ قَدْ غَسَقَا واشْتَكَيْتُ الهَمَّ والأرَقَا (٦)
وقال الزجاج: يعني به الليل إذا دخل، قال: وقيل: الليل غاسق، لأنه أبرد من النهار، والغاسق البارد (٧).
والغاسق (٨) على قول الفراء: المظلم، وعلى قول الزجاج معناه: (في اللغة) (٩) البارد (١٠).
(١) "تفسير الإمام مجاهد" ص ٧٦١، "الجامع الصحيح" للبخاري: ٣٠/ ٣٣٤: كتاب التفسير: باب ١١٣ والمراجع السابقة عدا "تفسير عبد الرزاق".
(٢) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥١، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٣ أ، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٤، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣.
(٣) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٤) "معاني القرآن" ٣/ ٣٠١ بيسير من التصرف.
(٥) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٦) ورد البيت في: "ديوانه" ص ١٨٧، ط. دار بيروت، و"لسان العرب" ١٠/ ٢٨٨ (غسق)، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٨، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥٦، و"فتح القدير" ٥/ ٥٢٠.
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٧٩ بيسير من التصرف.
(٨) في (ع): (فالغاسق).
(٩) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(١٠) ولا تنافي بين القولين، فإن الليل بارد مظلم، فمن ذكر برده فقط أو ظلمته فقط أقتصر على وصفيه، والظلمة في الآية أنسب لمكان الاستعاذة فإن الشر الذي =
459
وذكرنا الكلام في الأصلين عند قوله: ﴿إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ (١) وقوله ﴿حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ﴾ [ص: ٥٧].
وقال غيرهما (٢): الغاسق: السائل من قولهم: غسقت العين تغسق غسقا. إذا سألت بالغمص والماء.
وسمي الليل غاسقًا، لانصباب ظلامه على الأرض.
وإنما أمر أن يتعوذ من شر الليل، لأن الليل تخرج السباع من آجامها (٣) والهوام (٤) من مكامنها، وتبعث أهل الشر (٥) على العبث
= يناسب الظلمة أولى بالاستعاذة من البرد الذي في الليل، ولهذا استعاذ برب الفلق الذي هو الصبح والنور من شر الغاسق الذي هو الظلمة، فناسب الوصف المستعاذ به المعنى المطلوب بالاستعاذة قاله ابن القيم "تفسير المعوذتين" ص ٤٥.
(١) سورة الإسراء: ٧٨ قال تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ﴾ ومما جاء في تفسير الغسق الوارد في هذه الآية: غسق الليل سواده وظلمته، وقال آخرون: غسق الليل دخول أوله وأتيته حيث غسق الليل أي حين يختلط وتسد المناظر، وأصل هذا الحرف من السيلان يقال: غسقت العين يغسق وهو هملان العين بالغمص، والماء والغاسق السائل. ومن هذا قيل لما يسيل من أهل النار الغساق فمعنى غسق الليل أي انصبت بظلامه، وذلك أن الظلمة تنزل من فوق. وأما قول المفسرين، فقال ابن عباس غسق الليل: اجتماع الليل وظلمته، ولعطاء أوله حين يدخل، وعن ابن مسعود: إظلام الليل. وعن ابن عباس: دخول الليل بظلمته. "البسيط" باختصار.
(٢) وهو أبو زيد كما في "تهذيب اللغة" ١٦/ ١٢٧ (غسق).
(٣) آجامها: الأجمة الشجر الكثير الملتف، والجم أجمٌ، وأُجُم، أُجَمٌ، وآجام وإجام. "لسان العرب" ٨/ ١٢ (أجم).
(٤) الهوام: جمع الهامَّة، ولا يقع هذا الاسم إلا على المخوف من الأحناش. "الصحاح" ٥/ ٢٠٦٢ (هوم).
(٥) وتبعث أهل الشر غير واضح في (ع).
460
والفساد، فينبت الضرر على الخلق إلا من أعاذه الله (١).
وذكر المفسرون في تفسير هذه الآية (٢) ما روى أبو سلمة عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٣) أخذ بيدها (٤)، وأشار إلى القمر، وقال: "استعيذي بالله من شر هذا، فإنه الغاسق إذا وقب" (٥).
قال ابن قتيبة: الغاسق: القمر سمي به، لأنه يكسف فيغسق أي يذهب ضوؤه ويسود -قال- ومعنى قوله -صلى الله عليه وسلم- لعائشة: "تعوذي بالله من شر هذا" أي من مر شره "إذا وقب" إذا دخل في الكسوف (٦).
(١) قال بذلك ابن عباس والضحاك وقتادة والسدي. "النكت والعيون" ٦/ ٣٧٥.
(٢) (هذه الآية) بياض في (ع).
(٣) (أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-) بياض في (ع).
(٤) بياض في (ع).
(٥) أخرجه الإمام أحمد في "المسند" ٦/ ٦١، ٢٠٦، ٢٣٧ والترمذي في "السنن" ٥/ ٤٥٢: ح ٣٣٦٦: باب ٩٤: من طريق أبي سلمة عن عائشة، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح، والحاكم في "المستدرك" ٢/ ٥٤٧ وصححه، ووافقه الذهبي.
وقال الحافظ ابن حجر: إسناده حسن. "فتح الباري" ٨/ ٧٤١، وابن الجزري في "جامع الأصول" ٢/ ٤٤٥: ح ٨٩٨، وقال الأرناؤوط: وإسناده قوي، وأبو عبيدة في "غريب الحديث" ١/ ٣١٣، والطبري في "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥٢، والسيوطي في "الدر" ٨/ ٦٨٩ وعزاه إلى ابن المنذر، وأبي الشيخ في العظمة، وابن مردويه، وانظر: "كنز العمال" ٢/ ١٥: ح: ٢٩٥٥، قال الشوكاني: وهذا لاينافي قول الجمهور، لأن القمر آية الليل ولا يوجد له سلطان إلا فيه، وهكذا يقال في جواب من قال إنه الثريا. "فتح القدير" ٥/ ٥٢٠.
(٦) "تهذيب اللغة" ١٦/ ١٢٨ - ١٢٩ (غسق)، وانظر "تفسير غريب القرآن" ص ٥٤٣، فالإمام الواحدي نقل عبارة ابن قتيبة من التهذيب، وأما تفسيره فلم أجد عند ابن قتيبة ذكر لحديث عائشة والله أعلم =
461
قال الأزهري: هذا حديث غير صحيح، والصواب في تفسير هذه الآية: من شر الليل إذا دخل ظلامه في كل شيء (١).
وقال ابن زيد: يعني الثريا إذا سقطت، قال: وكانت الأسقام تكثر عند وقوعها، وترتفع عند طلوعها (٢). وعلى هذا سمي الثريا غاسقًا، لانصبابه عند وقوعه في المغرب، ووقوبه (٣): دخوله إذا غاب عن الأعين، فلم ير، يقال: وقب يقب وقوبًا إذا دخل، والوقبة النُّقْرة، لأنه يدخل فيها، والإيقاب: إدخال الشيء في الوَقْبة (٤).
= وقد رد ابن تيمية أيضًا تفسير ابن قتيبة قال: وهذا القول من ابن قتيبة ضعيف فإن ما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يعارض بقول غيره، وهو لا يقول إلا الحق، وهو لم يأمر عائشة بالاستعاذة منه عند كسوفه بل مع ظهوره، وقد قال الله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً﴾ فالقمر آية الليل، وكذلك النجوم إنما تطلع فترى بالليل، فأمره بالاستعاذة من ذلك أمر بالاستعاذة من آية الليل، ودليله وعلامته، والدليل مستلزم للمدلول، فإذا كان شر القمر موجود فشر الليل موجود، وللقمر من التأثير ما ليس لغيره فتكون الاستعاذة من الشر الحاصل عنه أقوى... فالقمر أحق ما يكون بالليل بالاستعاذة، والليل مظلم تنتشر فيه شياطين الإنس والجن ما لا تنشر بالنهار... فالشر دائمًا مقرون بالظلمة.
"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٥٠٦ - ٥٠٧.
(١) "تهذيب اللغة" ١٦/ ١٢٩ بيسير من الاختصار.
(٢) "جامع البيان" ٣٠/ ٣٥٢، و"الكشف والبيان" ١٣/ ١٩٣ أ - ب، و"معالم التنزيل" ٤/ ٥٤٧ مختصرًا، و"المحرر الوجيز" ٥/ ٥٣٨، و"زاد المسير" ٨/ ٣٣٤، و"التفسير الكبير" ٣٢/ ١٩٤، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥٧، و"لباب التأويل" ٤/ ٤٣٠ من غير عزو، و"البحر المحيط" ٨/ ٥٣١ مختصرًا، و"تفسير القرآن العظيم" ٤/ ٦١٣، و"فتح القدير" ٥/ ٥٢٠، و"مجموع الفتاوى" ١٧/ ٥٠٦.
(٣) في (ع): (ووقوه).
(٤) انظر فيه: "تهذيب اللغة" ٩/ ٣٥٤ (وقب)، و"مقاييس اللغة" ٦/ ١٣١.
462
٤ - قوله تعالى: ﴿وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَد﴾ يعني السحرة، والسواحر.
ومعنى النفث: النفخ، وكانت العرب ترقي به إذا رقت، وأنشد (أبو عبيدة) (١) لعنترة (٢):
فإن يَبْرَأ فلم أَنْفِث عَلَيْهِ وإنْ يَفْقَدْ فَحَقَّ له الفُقُودُ (٣) (٤)
وقال (أبو عبيد) (٥): النفث بالفم شبيه بالنفخ (٦).
وقال أبو إسحاق: تنفث، وتتفل بلا ريق كأنه نفخ كما يفعل كل من يرقى (٧).
والعقد: الأخذ (٨). جمع عقود من عقد يعقد.
(١) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٢) في (ع): (قول عنترة)، بدلاً من: (لعنترة).
(٣) وورد قوله في: "ديوانه" ص ٢٨٣، تح: محمد مولوي، و"الكشف والبيان"، ١٣/ ١٩٣ ب، و"الجامع لأحكام القرآن" ٢٠/ ٢٥٧.
ومعنى قوله: فإن يبرا: يريد جريه، يقول: إن يفق من تلك الطعنة فيتأخر أجله، فإني ما رقيته، ولا نفثت عليه، وإن يفقد أي يمت فحق له ذلك، فقد مات من هو خير منه ويحتمل أنه يريد فحق له الموت من شدة الطعنة، وأن مثلها لا يبرأ منها. "ديوانه" ٢٨٣.
(٤) "مجاز القرآن" ٢/ ٣١٧.
(٥) أبو عبيدة: في كلا النسختين، والصواب ما أثبته لنقل الإمام الواحدي قول أبي عبيدة عن "تهذيب اللغة".
(٦) "تهذيب اللغة" ١٥/ ١٠٣ (نفث)، وانظر: "لسان العرب" ٢/ ١٩٥ (نفث).
(٧) "معاني القرآن وإعرابه" ٥/ ٣٧٩ بنصه.
(٨) يراد بالأُخْذة: الكلام الذي يقوله الساحر، وقيل خرزه يرقى عليها، أو هي الرقية نفسها. قال ابن حجر في "فتح الباري" ١٠/ ٢٣٣، وانظر: "القاموس المحيط" ١/ ٣٥٠ (أخذ).
463
قال مقاتل: يعني السحرة، والأُخذة ينفثن في العقد والأُخذ (١).
وقال (عطاء عن) (٢) ابن عباس: يريد السحرة الذين عقدوا السحر للنبي -صلى الله عليه وسلم- (٣)، وإنما أتى على لفظ جمع الإناث لتأنيث الجماعات نحو ﴿وَالصَّافَّاتِ﴾، ﴿فَالتَّالِيَاتِ﴾، ﴿فَالزَّاجِرَاتِ﴾ (٤)، ومثل ذلك كثير في التنزيل ومعناه الجماعات. وقال صاحب النظم: إنما أنث (٥) النفاثات من بنات لبيد بن أعصم اليهودي سحرن النبي -صلى الله عليه وسلم- (٦).
(١) "تفسير مقاتل" ٢٥٧ ب.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ).
(٣) "الوسيط" ٤/ ٥٧٤.
(٤) سورة الصافات: والآيات كاملة: ﴿وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (١) فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (٢) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا﴾ [١ - ٣].
(٥) إنما أنت: غير مقروء في (ع).
(٦) هكذا وردت عبارة صاحب النظم في النسختين. ولم أعثر على مصدر لقوله، وقد ورد بنحوه في: "زاد المسير" ٨/ ٣٣٤ معزوًا إلى المفسرين: وهذا القول: إن النفاثات من بنات لبيد ليس بسديد، لأن الذي سحر النبي -صلى الله عليه وسلم- هو لبيد بن عاصم، وليس بناته كما جاء ذلك في الصحيح.
والجواب المحقق: أن النفاثات هنا: من الأرواح، والأنفس النفاثات لا النساء النفاثات، لأن تأثير السحر إنما هو من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح الشريرة، وسلطانه إنما يظهر منها، فلهذا ذكرت النفاثات هنا بلفظ التأنيث دون التذكير، والله أعلم. قاله ابن القيم. "تفسير المعوذتين" تح مصطفى العدوي: ٥٣ - ٥٤. وأما ابن تيمية فقال: وخص من السحر النفاثات في العقد، وهن النساء، والحاسد الرجال في العادة، ويكون من الرجال ومن النساء والشر الذي يكون من الأنفس الخبيثة من الرجال والنساء هو شر منفصل عن الإنسان ليس هو في قلبه كالوسواس الخناس. "مجموع الفتاوى" ١٧/ ٥٠٧.
464
٥ - قوله: ﴿وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ﴾ قال ابن عباس (١)، ومقاتل (٢): يريد اليهود حسدوا النبي -صلى الله عليه وسلم-، وقال الفراء: يعني لبيدًا الذي حسده (٣).
(١) لم أعثر على مصدر لقوله.
(٢) "تفسير مقاتل" ٢٥٧ ب، وقد ورد بمثله من غير عزو في"لباب التأويل" ٤/ ٤٣٠.
(٣) "معاني القرآن" ٣/ ٣٠١ بتصرف.
465
سورة الناس
467
Icon