تفسير سورة الماعون

تفسير التستري
تفسير سورة سورة الماعون من كتاب تفسير التستري المعروف بـتفسير التستري .
لمؤلفه سهل التستري . المتوفي سنة 283 هـ

قوله تعالى :﴿ أرءيت الذي يكذب بالدين ﴾ [ ١ ] قال : أي بالحساب يوم يدان الناس.
﴿ فذلك الذي يدع اليتيم ﴾ [ ٢ ] أي يدفعه عن حقه.
﴿ ولا يحض على طعام المسكين ﴾ [ ٣ ] أي لا يطعم مسكينا، نزلت في العاص بن وائل١.
١ - العاص بن وائل بن هاشم السهمي القرشي (...- نحو ٣ق. هـ): أحد الحكام في الجاهلية. أدرك الإسلام، وظل على الشرك. وهو والد عمرو بن العاص الصحابي فاتح مصر. (الأعلام ٣/٢٤٧)..
﴿ فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون ﴾ [ ٤-٥ ] قال : هم المنافقون، غافلون عن مراعاة أوقات الصلاة ومراعاة حقوقها، وهذا وعيد شديد ؛ إذ ليس كل من كان في صورة المطيعين واقفا مع العابدين، كان مطيعا مقبول العمل. وفي زبور داود عليه السلام : قل للذين يحضرون الكنائس بأبدانهم، ويقفون العباد وقلوبهم في الدنيا : أبي يستخفون ؟ أم إياي يخدعون ؟ وفي الخبر : ليس لأحد من صلاته إلا ما عقل.
قوله تعالى :﴿ الذين هم يراءون ﴾ [ ٦ ] قال : هو الشرك الخفي ؛ لأن المنافقين كانوا يحسنون الصلاة في المساجد، فإذا غابوا عن أعين المسلمين تكاسلوا عنها، ألا ترى كيف أثبتهم أولا مصلين، ثم أوعدهم بالوعيد. واعلموا أن الشرك شركان : شرك في ذات الله عز وجل، وشرك في معاملته، فالشرك في ذاته غير مغفور، وأما الشرك في معاملته قال : نحو أن يحج ويصلي ويعلم الناس، فيثنون عليه، هذا هو الشرك الخفي. وفي الخبر : أخلصوا أعمالكم لله، فإن الله لا يقبل من العمل إلا ما خلص، ولا تقولوا : هذا لله وللرحم، إذا وصلتموه فإنه للرحم، وليس منه شيء١. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ حين قال له : أوصني يا رسول الله، قال :«أخلص لله يكفيك القليل من العمل »٢.
١ - شعب الإيمان ٥/٣٣٦؛ والترغيب والترهيب ١/٢٣؛ والفردوس بمأثور الخطاب ٥/٢٧١؛ وفيض القدير ١/٢١٧؛ وجامع العلوم والحكم ص١٦؛ ومجمع الزوائد ١٠/٢٢١...
٢ - نوادر الأصول ١/٩١؛ وشعب الإيمان ٥/٣٤٢-٣٤٣؛ والفردوس بمأثور الخطاب ١/٤٣٥..
قوله تعالى :﴿ ويمنعون الماعون ﴾ [ ٧ ] قال : الماعون : متاع البيت. وقيل : هو الزكاة، وهو المال بلغة الحبش. والله سبحانه وتعالى أعلم.
Icon