تفسير سورة قريش

تفسير ابن أبي حاتم
تفسير سورة سورة قريش من كتاب تفسير ابن أبي حاتم المعروف بـتفسير ابن أبي حاتم .
لمؤلفه ابن أبي حاتم الرازي . المتوفي سنة 327 هـ

سُورَةُ قُرَيْشٍ
١٠٦
١٩٤٨٦ - عن أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ وَيْحَكُمْ يَا قُرِيشُ اعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف
«١».
قَوْلُهُ تَعَالَى: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ
١٩٤٨٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ قَالَ: نِعْمَتُهُ عَلَى قُرِيْشٍ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ قَالَ: كَانُوا يشتون بمكة، ويصيفون بالطائف، ليعبدوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ
قَالَ الْكَعْبَةُ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ قَالَ الْجُزَامُ «٢».
١٩٤٨٨ - عَنْ مُجَاهِدٍ قَوْلُهُ: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ قَالَ نِعْمَتِي عَلَى قُرَيْشٍ «٣».
إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ والصيف قَالَ: إِيلافِهِمْ ذَلِكَ، فَلا يَشُقُّ عَلَيْهِمْ رِحْلَةُ الشِّتَاءِ وَلا صَيْفٌ وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ قَالَ مِنْ كُلِّ غَزْوٍ فِي حَرَمِهِمْ «٤».
قَوْلُهُ تَعَالَى: الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ
١٩٤٨٩ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ يَعْنِي قُرَيْشًا أهل مكة بدعوة إِبْرَاهِيمَ- حَيْثُ قَالَ: وَارْزُقْهُمْ مِنَ الثَّمَرَاتِ وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ حَيْثُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ: رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا «٥».
١٩٤٩٠ - عَنْ قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ: لِإِيلافِ قُرَيْشٍ قَالَ: عَادَةُ قُرَيْشٍ رِحْلَةٌ فِي الشِّتَاءِ ورحلة في الصَّيْفِ، وَفِي قَوْلِهِ: وَآمَنَهُم مِنْ خَوْفٍ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ نَحْنُ مَنْ حَرَّمَ اللَّهُ، فَلا يَعْرِضُ لَهُمْ أَحَدٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَأْمَنُونَ بِذَلِكَ، وَكَانَ غَيْرُهُمْ مِنْ قَبَائِلِ الْعَرَبِ إِذَا خَرَجَ أُغِيرَ عَلَيْهِمْ «٦».
١٩٤٩١ - عَنْ عِكْرَمَةَ قَالَ: كَانَتْ قُرَيْشٌ تَتَّجِرُ، شِتَاءً وَصَيْفًا، فَتَأْخُذُ فِي الشِّتَاءِ عَلَى طَرِيقِ الْبَحْرِ وَأَيَلَةَ إِلَى فِلَسْطِينَ يَلْتَمِسُونَ الدِّفَاءَ، وَأَمَّا الصَّيْفُ فَيَأْخُذُونَ قِبَلَ بَصْرَى وَأَذْرِعَاتِ، يَلْتَمِسُونَ البرد فذلك قوله: إيلافهم.
(١) الدر ٨/ ٦٤٥.
(٢) الدر ٨/ ٦٤٥.
(٣) الدر ٨/ ٦٤٥.
(٤) الدر ٨/ ٦٤٥.
(٥) الدر ٨/ ٦٤٥.
(٦) الدر ٨/ ٦٤٥.
عن ابن عباس في قوله :﴿ لإيلاف قريش ﴾ قال : نعمته على قريش ﴿ إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ﴾ قال : كانوا يشتون بمكة، ويصيفون بالطائف.
عن مجاهد قوله :﴿ إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ﴾ قال : إيلافهم ذلك، فلا يشق عليهم رحلة الشتاء ولا صيف ﴿ وآمنهم من خوف ﴾ قال : من كل غزو في حرمهم.
عن عكرمة قال : كانت قريش تتجر شتاء وصيفا، فتأخذ في الشتاء على طريق البحر وأيلة إلى فلسطين يلتمسون الدفء، وأما الصيف فيأخذون قبل بصري وأذرعات، يلتمسون البرد، فذلك قوله :﴿ إيلافهم ﴾.
عن أسماء بنت يزيد قالت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :﴿ لإيلاف قريش إيلافهم رحلة الشتاء والصيف ﴾ ويحكم يا قريش، اعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع، وآمنهم من خوف. عن ابن عباس في قوله :﴿ فليعبدوا رب هذا البيت ﴾ قال : الكعبة.
قوله تعالى :﴿ الذي أطعمهم من جوع ﴾
عن ابن عباس في قوله :﴿ الذي أطعمهم من جوع ﴾ يعني قريشا أهل مكة بدعوة إبراهيم حيث قال :﴿ وارزقهم من الثمرات ﴾. ﴿ وآمنهم من خوف ﴾ حيث قال إبراهيم :﴿ رب اجعل هذا البلد آمنا ﴾.
عن قتادة في قوله :﴿ وآمنهم من خوف ﴾ قال : كانوا يقولون : نحن من حرم الله، فلا يعرض لهم أحد في الجاهلية، يأمنون بذلك، وكان غيرهم من قبائل العرب إذا خرج أغير عليهم.
عن ابن عباس في قوله :﴿ الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ﴾ قال الجذام.
Icon