ﰡ
١٤
قَوْلهُ تَعَالَى: يَسْتَحِبُّونَ
١٢٢٠٥ - عَنِ أَبِي مَالِكٍ رَضِى اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: يَسْتَحِبُّونَ قَالَ:
يَخْتَارُونَ «١».
قَوْلهُ تَعَالَى: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلا بلسان قومه
١٢٢٠٦ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: إِنَّ اللهَ فَضَّلَ مُحَمَّدًا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْل السَّمَاء وَعَلَى الأَنْبِيَاء عَلَيْهِمْ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ. قِيلَ: مَا فَضَّلَهُ عَلَى أَهْل السَّمَاء؟ قَالَ: إِنَّ الله قَالَ لأَهْلِ السَّمَاء: وَمَنْ يَقُلْ مِنْهُمْ إِنِّي إِلَهٌ مِنْ دُونِهِ فَذَلِكَ نَجْزِيهِ جَهَنَّمَ. وَقَالَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ فَكَتَبَ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّار، قِيلَ لَهُ: فَمَا فَضَّلَهُ عَلَى الأَنْبِيَاء؟ قَالَ: إِنَّ الله تَعَالَى يَقُولُ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ وَقَالَ لِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ فَأَرْسَلَهُ إِلَى الإِنْس وَالْجِنّ «٢».
١٢٢٠٧ - عَنْ قَتَادَة- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رسول إلا بلسان قومه قَالَ: بلغة قَوْمِهِ، إِنَّ كَانَ عربيًا فعربيًا، وإن كان عجميًا فعجميًا، وإِنَّ كَانَ سُريانياً فسُريانياً، ليبين لَهُمْ الّذِي أَرْسَلَ الله إِلَيْهِمْ، ليتخذَ بِذَلِكَ الْحُجَّة عَلَيْهِمْ «٣».
١٢٢٠٨ - عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: لَمْ يَنْزِل وَحْي إلا بالعربيةِ ثُمَّ يُتَرْجِم كُلّ نَبِيّ لقومِه بلسَانهم. قَالَ: ولسانِ يَوْم الْقِيَامَة السُّرْيَانِيَّة، ومن دَخَلَ الْجَنَّة تَكَلَّمَ بالعربيةِ «٤».
١٢٢٠٩ - عَنْ عُمْرَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: لا تَأْكُلُوا ذَبِيحَة الْمَجُوس ولا ذَبِيحَة نَصَارَىَ العَرَب، أترونهم أهل الكتاب؟ فإنهم ليسوا بأهل كتاب. قَالَ الله تَعَالَى:
وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُول إِلا بِلِسَانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ وإنما أَرْسَلَ عيسى عليه السلام
(٢). الدر ٥/ ٤- ٥.
(٣). الدر ٥/ ٤- ٥.
(٤). الدر ٥/ ٤- ٥.
قَوْلهُ تَعَالَى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا
١٢٢١٠ - عَنْ مُجَاهِدٍ وَعَطَاءٍ وَعُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ فِى قَوْلِهِ: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا قَالَ: بالبينات التسع: الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا ويده والسنين ونقص مِنَ الثمرات.
قَوْلهُ تَعَالَى: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ.
١٢٢١١ - حَدَّثَنَا مُحَمَّد بْنُ أَبَانٌ الجُعْفِىُّ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ أَبِي بْنِ كَعْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قوله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ، قَالَ بنعم الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى «١».
١٢٢١٢ - عَنْ مُجَاهِدٍ- رَضِى اللهُ عَنْهُ- قَالَ: لما نَزَلَتْ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ قَالَ: وعظهم.
١٢٢١٣ - عَنِ الرَّبِيعِ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ قَالَ:
بوقائع الله في القرون الأولى.
قَوْلهُ تَعَالَى: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ.
١٢٢١٤ - عَنْ قَتَادَة- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ قَالَ: نعم الْعَبْد عَبْد إِذَا ابْتَلَى صَبَرَ، وَإِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ.
١٢٢١٥ - مِنْ طَرِيق أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: الصَّبْر نِصْف الإِيمَان، واليقين الإِيمَان كُلّهُ. قَالَ: فذكرت هَذَا الحَدِيث للعلاء بن يَزِيد- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فقال: أوليس هَذَا في القرآن إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِلْمُوقِنِينَ.
قَوْلهُ تَعَالَى: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
١٢٢١٦ - عَنِ الرَّبِيعِ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ
١٢٢١٧ - عَنْ قَتَادَة- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ قَالَ: حق عَلَى الله إِنَّ يعطي مِنْ سأله ويزيد مِنْ شكره، والله منعم يحب الشاكرين، فاشكروا لله نعمه «٢».
١٢٢١٨ - عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ قَالَ: لا تَذْهَبْ أَنْفُسكُمْ إِلَى الدُّنْيَا فإنها أهون عَلَى الله مِنْ ذَلِكَ، ولكن يَقُولُ: لَئِنْ شَكَرْتُمْ هذه النعمة إنها مني لأزيدنكم من طاعتي «٣».
قوله تعالى: عاد وَثَمُودَ
١٢٢١٩ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّهُ كَانَ يقرؤها «عادا وثمودا والذين مِنْ بعدهم لا يعلمهم إلا الله» قَالَ: كذب النسابون.
١٢٢٢٠ - عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: مَا وَجَدْنَا أَحَدًا يَعْرِفُ مَا وَرَاءَ مَعْدِ بن عدنان «٤».
قَوْلهُ تَعَالَى: وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ.
١٢٢٢١ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- في الآية قَالَ: لما سمعوا كتاب الله، عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم، وَقَالُوا إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ وَإِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ يقولون: لا نصدقكم فيما جئتم به، فإن عندنا فيه شكًا قويًا.
قَوْلهُ تَعَالَى: جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ... «٥».
١٢٢٢٢ - عَنْ قَتَادَة- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ قَالَ: كذبوا رسلهم بما جاءوهم مِنَ البينات، فردوه عَلَيْهِمْ بأفواههم وقالوا: إِنَّا لَفِي شَكٍّ مِمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ وكذبوا مَا في الله عزّ وجل شك، أفي مِنْ فطر السموات وَالْأَرْضِ؟ وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَأَظْهَرَ لَكُمْ مِنَ النعم والآلاء الظاهرة مَا لا يشك في الله عزّ وجل «٦».
(٢). الدر ٥/ ٦- ٧.
(٣). الدر ٥/ ٦- ٧.
(٤). الدر ٥/ ٩- ١١.
(٥). الدر ٥/ ٩- ١١.
(٦). الدر ٥/ ٩- ١١.
١٢٢٢٣ - عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ قَالَ عضوا عليها. وفي لفظ: عضوا عَلَى أناملهم غيظًا عَلَى رسلهم «١».
١٢٢٢٤ - عَنِ ابْنِ زَيْدٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ فِي أَفْوَاهِهِمْ قَالَ: أدخلوا أصابعهم في أفواههم قَالَ: وَإِذَا غضب الإنسان، عض علي يده «٢».
١٢٢٢٥ - عَنْ مُحَمَّد بْنِ كَعْبٍ القُرَظِيِّ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: فَرَدُّوا أَيْدِيَهُمْ في أفواههم قال: هو التكذيب «٣».
قَوْلهُ تَعَالَى: وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى
١٢٢٢٦ - عَنْ مُجَاهِدٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى قَالَ: مَا قد خط مِنَ الأجل، فإذا جاء الأجل مِنَ الله لَمْ يؤخر «٤».
١٢٢٢٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما في الآية قَالَ: كَانَتِ الرُّسِل والمؤمنون يستضعفهم قومهم ويقهرونهم ويكذبونهم ويدعونهم إِلَى إِنَّ يعودوا في ملتهم، فأبى الله لرسله والمؤمنين إِنَّ يعودوا في مِلَّة الكُفْرِ، وأمرهم إِنَّ يتوكلوا عَلَى الله وأمرهم إِنَّ يستفتحوا علي الجبابرة، ووعدهم إِنَّ يسكنهم الأَرْض مِنْ بعدهم، فأنجز الله لَهُمْ وعدهم واستفتحوا كما أمرهم الله أن يستفتحوا «٥».
قَوْلهُ تَعَالَى: وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْض مِنْ بَعْدِهِمْ
١٢٢٢٨ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْض مِنْ بَعْدِهِمْ قَالَ: وعدهم النصر في الدُّنْيَا، والجنة في الآخرة. فبين الله تَعَالَى مِنْ يسكنها مِنْ عباده، فقال: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ وإن لله مقامًا هُوَ قائمه، وإن أَهْل الإِيمَان خافوا ذَلِكَ المقام فنصبوا، ودأبوا الليل والنهار «٦».
١٢٢٢٩ - عَنْ عَبْد العزيز بن أَبِي أرواد- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلا هَذِهِ الآيَةَ: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا الناس والحجارة
(٢). الدر ٥/ ٩- ١١.
(٣). الدر ٥/ ٩- ١١.
(٤). الدر ٥/ ١١- ١٣.
(٥). الدر ٥/ ١١- ١٣.
(٦). الدر ٥/ ١١- ١٣.
واستفتحوا وخاب كل جَبَّارٍ عَنِيدٍ
١٢٢٣٠ - عَنْ مُجَاهِدٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَاسْتَفْتَحُوا قَالَ:
للرسل كلها. يَقُولُ: استنصروا. وفي قوله: وَخَابَ كُلّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ قَالَ:
معاند للحق مجانب لَهُ «٢».
١٢٢٣١ - عَنْ قَتَادَة- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: وَاسْتَفْتَحُوا قَالَ:
استنصرت الرُّسِل عَلَى قومها وَخَابَ كُلّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ يَقُولُ: بعيد عَنِ الحق، معرض عنه، أَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ «٣».
١٢٢٣٢ - عَنْ كَعْبٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: يجمع الله الخلق في صَعِيدٍ وَاحِدٍ يَوْم الْقِيَامَة: الجِنّ والإِنْس والدواب والهوام، فيخرج عنق مِنَ النَّار فَيَقُولُ: وكلت بالعزيز الكريم والجبار العنيد، الّذِي جعل مع الله إلهًا آخر. قَالَ: فيلقطهم كما يلقط الطير الحب فيحتوي عَلَيْهِمْ، ثُمَّ يذهب بهم إِلَى مدينة مِنَ النَّار، يقال لها: كيت وكيت، فيثوون فيها ثلاثمائة عام قبل القَضَاءِ «٤».
قَوْلهُ تَعَالَى: وَيُسْقَى مِنْ ماء صديد يتجرعه
١٢٢٣٣ - عَنِ أَبِي أمامة- رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قوله: وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ قال: «يقرب إليه فيتكرهه، فإذا دنا منه شوى وجهه ووقعت فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج من دبره». يقول
(٢). الدر ٥/ ١٣- ١٤.
(٣). الدر ٥/ ١٣- ١٤. [.....]
(٤). الدر ٥/ ١٤- ١٥.
١٢٢٣٤ - عَنْ عِكْرِمَةَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ قَالَ القيح والدم «٢».
١٢٢٣٥ - عَنْ قَتَادَة- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ قَالَ: ماء يسيل مِنْ بين لحمه وجلده «٣».
١٢٢٣٦ - حَدَّثَنَا عَلَى بن إسحاق، أنبأ عَبْد الله، أنا صَفْوَانُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ عبيد الله بن بسر، عَنِ أَبِي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قوله: وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ يَتَجَرَّعُهُ، قال: يقرب إليه فَيَتَكَرَّهُهُ، فَإِذَا أَدْنَى مِنْهُ شَوَى وَجْهَهُ، وَوَقَعَتْ فروة رأسه، فإذا شربه قطع أمعاءه حتى يخرج مِنْ دبره. يَقُولُ الله تَعَالَى: وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ، ويقول: وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ «٤».
قَوْلهُ تَعَالَى: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلّ مَكَانٍ.
١٢٢٣٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلّ مَكَانٍ قَالَ: أنواع العذاب. وليس منها نوع إلا الموت يأتيه منه لو كَانَ يموت، ولكنه لا يموت لأن الله لا يقضي عَلَيْهِمْ فيموتوا «٥».
١٢٢٣٨ - عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مَهْرَانَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلّ مَكَانٍ قَالَ: مِنْ كُلّ عظم وعرق وعصب «٦».
١٢٢٣٩ - عَنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِنْ كُلّ مَكَانٍ قَالَ: مِنْ كُلّ موضع شعرة في جسده وَمِنْ وَرَائِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ قَالَ:
الخلود «٧».
قَوْلهُ تَعَالَى: مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ
١٢٢٤٠ - عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قَوْلِهِ: مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ قَالَ: الذين كفروا بربهم عبدوا غيره، فأعمالهم يَوْم الْقِيَامَة كرماد اشتدت به الريح في يَوْم عاصف، لا يقدرون عَلَى شيء مِن أعمالهم ينفعهم، كما لا يقدر عَلَى الرماد إذا أرسل في يوم عاصف «٨».
(٢). الدر ٥/ ١٤- ١٥.
(٣). الدر ٥/ ١٤- ١٥.
(٤). ابن كثير ٤/ ١٦.
(٥). الدر ٥/ ١٦- ١٧-
(٦). الدر ٥/ ١٦- ١٧-
(٧). الدر ٥/ ١٦- ١٧-
(٨). الدر ٥/ ١٦- ١٧-
قَوْلهُ تَعَالَى: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا
١٢٢٤٢ - عَنْ زَيْدٍ بْنِ أَسْلَمَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا قَالَ: جزعوا مائة سنة، صبروا مائة سنة «١».
١٢٢٤٣ - عن ابن زيد- رضي الله عنه- في الآية قَالَ: إِنَّ أَهْل النَّار قَالَ بعضهم لبعض: تعالوا نبك ونتضرع إِلَى الله تَعَالَى، فإنما أدرك أَهْل الْجَنَّة الجنة ببكائهم وتضرعهم إِلَى الله.... فبكوا، فلما رأوا ذَلِكَ لا ينفعهم قالوا: تعالوا نصبر، فإنما أدرك أَهْل الْجَنَّة الجنة بالصبر... فصبروا صبرًا لَمْ ير مثله، فلما ينفعهم ذَلِكَ. فعند ذَلِكَ قالوا: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ «٢»
١٢٢٤٤ - عَنْ كَعْبٍ بْنِ مَالِكٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- رفعه إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيما أحسب فِي قَوْلِهِ: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ قَالَ:
«يَقُولُ أَهْل النَّار: هلموا فلنصبر، فيصبرون خمسمائة عام «٣»
قَوْلهُ تَعَالَى: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ..
١٢٢٤٥ - حَدَّثَنِي دُخَيْنٌ الحَجَرِيِّ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ: «إِذَا جَمَعَ الله الأولين والآخرين، فقَضَى بَيْنَهُمْ، ففرغ مِنَ القَضَاءِ، قَالَ المُؤْمنُونَ: قد قَضَى بَيْنَنَا رَبُّنَا، فمن يَشْفَعْ لنا؟ فيقولون: انطلقوا بنا إِلَى آدم- وذكر نوحا، وإبراهيم، وموسى، وعيسى- فَيَقُولُ عِيسَى: أدلكم عَلَى النَّبِيّ الأمي: فيأتوني، فيأذن الله لي إِنَّ أقوم إليه، فيثور مِنْ مجلسي مِنَ أطيب ريح شمها أحد قط، حتي آتي ربي فيشفعني، ويجعل لي نورًا مِنْ شعر رأسي إِلَى ضفر قدمي، ثُمَّ يَقُولُ الكافرون هَذَا: قد وجد المُؤْمنُونَ مِنْ يَشْفَعْ لَهُمْ، فمن يَشْفَعْ لنا؟ مَا هُوَ إلا إبليس هُوَ الّذِي أضلنا، فيأتون إبليس فيقولون، قد وجد المُؤْمنُونَ مِنْ يَشْفَعْ لَهُمْ، فقم أنت فاشفع لنا، فإنك أنت أضللتنا، فيقوم فيثور مِنْ مجلسه مِنَ أنتن ريح شمها أحد قط، ثم يعظم نحيبهم،
(٢). الدر ٥/ ١٦- ١٧.
(٣). الدر ٥/ ١٦- ١٧.
١٢٢٤٦ - عَنِ الحَسَنِ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: إِذَا كَانَ يَوْم الْقِيَامَة، قام إبليس خطيبًا عَلَى منبر مِنْ نار فقال: إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ... إِلَى قَوْلِهِ: وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ قَالَ: بناصري إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْل قَالَ:
بطاعتكم إياي في الدُّنْيَا «٢».
قَوْلهُ تَعَالَى: مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ.
١٢٢٤٧ - السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ بِمُصْرِخِيَّ قَالَ: مَا أنا بنافعكم وما أنتم بنافعي إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ قَالَ: شركه عبادته «٣».
١٢٢٤٨ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فِي قَوْلِهِ: بِمُصْرِخِيَّ قال: بمغيثي «٤»
قوله تعالى: أصلها ثابت
١٢٢٤٩ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا أَبَانٌ- يَعْنِي ابن يَزِيد العَطَّارُ- حَدَّثَنَا قَتَادَة، إِنَّ رَجُلاً قَالَ: يا رَسُول الله، ذهب أَهْل الدثور بالأجور! فقال: «أرأيت لو عمد إِلَى متاع الدُّنْيَا. فركب بعضها عَلَى بعض أكان يبلغ السَّمَاء؟
أفلا أخبرك بعمل أصله في الأَرْض وفرعه في السَّمَاء؟ قَالَ: مَا هُوَ يا رَسُول الله؟
قَالَ: تقول: «لَا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَسُبْحَانَ الله، والحمد لله»، عشر مرات في دبر كُلّ صلاة، فذاك أصله في الأَرْض وفرعه في السَّمَاء «٥».
قَوْلهُ تَعَالَى: اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْض مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً شهادة إِنَّ لا إله إلا الله كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وهو المُؤْمِن أَصْلُهَا ثَابِت يَقُولُ: لا إله إلا الله ثَابِت في قول المُؤْمِن وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء يَقُولُ:
يرفع بها عمل المُؤْمِن إِلَى السَّمَاء وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ وهي الشرك
(٢). الدر ٥/ ١٨- ١٩. [.....]
(٣). الدر ٥/ ١٨- ١٩.
(٤). الدر ٥/ ١٨- ١٩.
(٥). الدر ٥/ ٢٠.
١٢٢٥٠ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مثلا... الآية. قَالَ: يعنى بالشجرة الطيبة، المُؤْمِن. ويعني بالأصل الثابت في الأَرْض وبالفرع في السَّمَاء، يكون المُؤْمِن يعمل في الأَرْض ويتكلم، فيبلغ عمله وقوله السَّمَاء وهو في الأَرْض تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا يَقُولُ: يذكر الله كُلّ ساعة مِنَ الليل والنهار. وفي قوله: وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ قَالَ: ضرب الله مثل الشجرة الخبيثة كمثل الكافر، يَقُولُ: إِنَّ الشجرة الخبيثة اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْض مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ يَعْنِي إِنَّ الكافر لا يقبل عمله ولا يصعد إِلَى الله تَعَالَى، فليس لَهُ أصل ثَابِت في الأَرْض ولا فَرْع في السَّمَاء، يَقُولُ: ليس لَهُ عمل صالح في الدُّنْيَا ولا في الآخرة «٢».
١٢٢٥١ - عَنِ الرَّبِيعِ بن أنس- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: إِنَّ اللَّهِ جَعَلَ طَاعَتَهُ نُورًا، وَمَعْصِيَتَهُ ظُلْمَةً. إِنَّ الإِيمَان فِي الدُّنْيَا هُوَ النُّورُ يَوْم الْقِيَامَة، ثُمَّ إِنَّهُ لَا خَيْرَ فِي قَوْلٍ وَلا عَمَلٍ لَيْسَ لَهُ أَصْلٌ وَلا فَرْع، وإنه قد ضرب مثل الإِيمَان فقال: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً... إلي قوله: وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء وإنما هي الأمثال في الإِيمَان والكفر. فذكر إِنَّ الْعَبْد المُؤْمِن المخلص، هُوَ الشجرة. إنما ثبت أصله في الأَرْض وبلغ فرعه في السَّمَاء. إِنَّ الأصل الثابت، الإِخْلاصُ لِلَّهِ وَحْدَهُ وَعِبَادَتُهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، ثُمَّ إِنَّ الفرع هي الحسنة ثُمَّ يصعد عمله أول النهار وآخره، فهي تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا ثُمَّ هي أربعة «٣».
١٢٢٥٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ- هُوَ ابن سَلَمَةَ عَنْ شُعَيْب بن الحُبْحَابِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«وَمَثلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ»، هي الحنظلة. فأخبرت بِذَلِكَ أبا العالية فقال:
هكذا كنا نسمع «٤».
(٢). الدر ٥/ ٢١- ٢٢.
(٣). الدر ٥/ ١٢- ٢٢.
(٤). ابن كثير ٤/ ٤١٣.
عَنْ عِكْرِمَةَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ قَالَ: هي النخلة، لا يزال فيها شيء ينتفع به، إما ثمرة وإما حطب. قَالَ: وكذلك الكلمة الطيبة، تنفع صاحبها في الدُّنْيَا والآخرة «٢».
قَوْلهُ تَعَالَى: تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ
١٢٢٥٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ: تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ قَالَ: كُلّ ساعة، بالليل والنهار، والشتاء والصيف. وذلك مثل المُؤْمِن، يطيع ربه بالليل والنهار والشتاء والصيف «٣».
١٢٢٥٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- تُؤْتِي أُكُلَهَا قَالَ: يكون أخضر، ثُمَّ يكون أصفر «٤».
١٢٢٥٦ - عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قَوْلِهِ: تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ قَالَ: جذاذ النخل «٥».
١٢٢٥٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ قَالَ:
تطعم في كُلّ ستة أشهر «٦».
١٢٢٥٨ - عَنْ عِكْرِمَةَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أنه سئل عَنْ رجل حلف إِنَّ لا يصنع كذا وكذا إِلَى حين، فقال: إِنَّ مِنَ الحين حينا يدرك، ومن الحين حينًا لا يدرك.
فالحين الّذِي لا يدرك، قوله: وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ والحين، الّذِي يدرك تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وذلك مِنْ حين تصرم النخلة إلى حين تطلع، وذلك ستة أشهر «٧».
١٢٢٥٩ - عن سعيد ابن المُسَيَّبِ قَالَ: الحين يكون شهرين والنخلة إنما يكون حملها شهرين.
عَنْ قَتَادَة- رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ قَالَ: تؤكل ثمرتها في الشتاء والصيف «٨».
(٢). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٣). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٤). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٥). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٦). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٧). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥. [.....]
(٨). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
١٢٢٦١ - عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ اللَّهَ قلب العباد ظهرًا وبطنًا، فكان خير العَرَب قريشًا. وهي الشجرة المباركة التي قَالَ الله في كتابه: مَثَلا كَلِمَةً طَيِّبَةً يَعْنِي القرآن كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ يَعْنِي بها قريشاً أَصْلُهَا ثَابِت يَقُولُ: أصلها كبير وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء يَقُولُ: الشرف الّذِي شرفهم الله بالإسلام الّذِي هداهم الله لَهُ وجعلهم مِنَ أهله» «٢».
١٢٢٦٣ - عَنِ أَبِي صَخْرٍ حُمَيْدِ بْنِ زِيَادٍ الخَرَّاطِ في الآية قَالَ: الشجرة الخبيثة، التي تجعل في المسكر «٣».
قَوْلهُ تَعَالَى: اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ.
١٢٢٦٤ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الأَرْض قَالَ:
استؤصلت مِنْ فوق الأَرْض «٤».
١٢٢٦٥ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: اعقلوا عَنِ الله الأمثال «٥».
قَوْلهُ تَعَالَى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ...
١٢٢٦٦ - حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ حَكِيمٍ الأَوْدِيُّ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ مَسْلَمَةَ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عامر بن سعد البجلي، عَنِ أَبِي قَتَادَة الأَنْصَارِي فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخرة الآية، قَالَ: إِنَّ المُؤْمِن إِذَا مات أجلس في قبره، فيقال لَهُ: مِنْ ربك؟ فَيَقُولُ: الله. فيقال لَهُ: مِنْ نبيك؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّد بن عَبْد الله.
فيقال لَهُ ذَلِكَ مرات. ثُمَّ يفتح لَهُ باب إِلَى النَّار، فيقال لَهُ انظر إلى منزلك في النَّار لو زُغت، ثم يفتح له باب إلى الجنة، فيقال لَهُ: انظر إِلَى منزلك مِنَ الْجَنَّة إِذَا ثبت.
وَإِذَا مات الكافر أجلس في قبره، فيقال لَهُ: مِنْ ربك؟ مِنْ نبيك؟ فَيَقُولُ: لا أدرى، كنت أسمع الناس يقولون. فيقال لَهُ: لا دريت. ثُمَّ يفتح لَهُ باب إلى الجنة،
(٢). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٣). الدر ٥/ ٢٤- ٢٥.
(٤). الدر ٥/ ٢٦.
(٥). الدر ٥/ ٢٦.
١٢٢٦٧ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: إِنَّ المُؤْمِن إِذَا حضره الموت، شهدته الملائكة، فسلموا عليه وبشروه بالجنة، فإذا مات، مشوا معه في جنازته، ثُمَّ صلوا عليه مع الناس، فإذا دفن، أجلس في قبره فيقال لَهُ: مِنْ ربك؟ فَيَقُولُ: ربي الله. فيقال لَهُ: مِنْ رسولك؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّد. فيقال لَهُ: مَا شهادتك؟ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ إِنَّ لَا إِلَهَ إِلَا اللَّهُ وَأَشْهَدُ إِنَّ محمدًا رَسُول الله.
فذلك قوله:
يُثَبِّتُ اللَّهُ الذين آمنوا | الآية. فيوسع لَهُ في قبره مد بصره. |
قوله تعالى: وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ.
١٢٢٦٨ - عَنْ قَتَادَةَ الأَنْصَارِي قَالَ: إِنَّ المُؤْمِن إِذَا مات أجلس في قبره، فيقال لَهُ مِنْ ربك؟ فَيَقُولُ: الله. فيقال لَهُ: مِنْ نبيك؟ فَيَقُولُ: مُحَمَّد بن عَبْد الله. فيقال لَهُ ذَلِكَ ثلاث مرات، ثُمَّ يفتح لَهُ باب إِلَى النَّار فيقال لَهُ: انظر إِلَى منزلك لو زغت ثُمَّ يفتح له باب إلى الجنة فيقال له انظر إِلَى منزلك في الجنة إِنَّ ثبت.
وَإِذَا مات الكافر، أجلس في قبره فيقال لَهُ: مِنْ ربك؟ مِنْ نبيك؟... فَيَقُولُ:
لا أدرى... كنت أسمع الناس يقولون. فيقال لَهُ: لا دريت. ثُمَّ يفتح لَهُ باب إِلَى الْجَنَّة فيقال لَهُ: انظر إِلَى منزلك لو ثبت، ثُمَّ يفتح لَهُ باب إِلَى النَّار فيقال لَهُ: انظر إِلَى منزلك إِذَا زغت. فذلك قوله: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ: لا إله إلا الله وَفِي الآخِرَةِ قَالَ: المسألة في القبر «٣».
١٢٢٦٩ - عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ قَالَ: «شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
(٢). الدر ٥/ ٢٩.
(٣). المرجع السابق ٥/ ٣١.
فَيَقُولُ لَهُ: صدقت. ثُمَّ يفتح لَهُ باب إِلَى النَّار فَيَقُولُ لَهُ: هَذَا كَانَ منزلك لو كفرت بربك، فأما إِذَا آمنت فهذا منزلك. فيفتح لَهُ باب إِلَى الْجَنَّة، فيريد إِنَّ ينهض إليه فَيَقُولُ لَهُ: اسكن. ، يفسح لَهُ في قبره.
وإن كَانَ كافرًا أو منافقًا، قِيلَ لَهُ: مَا تقول في هَذَا الرجل؟ فَيَقُولُ: لا أدري... سمعت الناس يقولون شيئًا. فَيَقُولُ: لا دريت ولا تليت ولا اهتديت. ثُمَّ يفتح لَهُ باب إِلَى الْجَنَّة فَيَقُولُ: هَذَا منزلك لو آمنت بربك، فأما إذ كفرت به، فإن الله أبدلك منه هَذَا، ويفتح لَهُ باب إِلَى النَّار، ثُمَّ يقمعه مقمعة بالمطراق يسمعها خلق الله كلها غير الثقلين. فقال بعض القوم: يا رَسُول الله، مَا أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هبل عند ذَلِكَ. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ «١».
١٢٢٧٠ - عَنْ طَاوُسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ: لا إله إلا الله وَفِي الآخِرَةِ قَالَ: المسألة في القبر «٢».
١٢٢٧١ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ قَالَ: أما الحياة الدُّنْيَا، فيثبتهم بالخير والعمل الصالح، وأما قوله: وَفِي الآخِرَةِ ففي القبر «٣».
قَوْلهُ تَعَالَى: الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ
١٢٢٧٢ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ القَاسِم بن أَبِي بزة، عَنْ أَبِي الطُّفَيْل: إِنَّ ابْنَ الكَوَّاء سَأَلَ عليًا عَنْ: الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ قَالَ: كفار قريش يَوْم بدر «٤».
١٢٢٧٣ - حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا ابن نُفَيْل قَالَ: قرأت عَلَى معقل، عن ابن أبي
(٢). الدر ٥/ ٣٣.
(٣). الدر ٥/ ٣٣.
(٤). ابن كثير ٤/ ٤١٧.
فقال: مشركوا قريش، أتتهم نعمة الله: الإيمان، ف بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ «كُفْرًا» وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ البوار «١».
١٢٢٧٤ - حدثنا محمد بن يحي، حَدَّثَنَا الحَارِث بن مَنْصُور، عَنِ إِسْرَائِيلُ، عَنِ أَبِي إِسْحَاقَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مرة قَالَ: سمعت عليا قرأ هذه الآية: وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ، قَالَ: هما الأفجران مِنْ قريش، بنو أمية وبنو المغيرة، فأما بنو المغيرة فأهلكوا يَوْم بدر، وأما بنو أمية فمتعوا إِلَى حين «٢».
١٢٢٧٥ - عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا قَالَ: هما الأفجران مِنْ قريش، بنو أمية وبنو المغيرة. فأما بنو المغيرة، فقطع الله دابرهم يَوْم بدر. وأما بنو أمية، فمتعوا إِلَى حين «٣».
١٢٢٧٦ - عَنِ أَبِي الطُّفَيْل رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، إِنَّ ابن الكَوَّاء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ سأل عليًا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مِنْ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا قَالَ: هم الفجار مِنْ قريش كفيتهم يَوْم بدر. قَالَ: فمن الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا قَالَ: منهم أَهْل حروراء «٤».
١٢٢٧٧ - عَنِ ابْنِ أَبِي حُسَيْنٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قام عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فقال: ألا أحد يسألني عن القرآن؟ فو الله لو أعلم اليوم أحدًا أعلم به مني، وإن كَانَ مِنْ وراء البحور لأتيته. فقام عَبْد الله بن الكَوَّاء رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فقال: مِنْ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا؟ قَالَ: هم مشركوا قريش، أتتهم نعمة الله الإِيمَان فبدلوا قومهم دار البوار.
١٢٢٧٨ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كفرا... الآية. قَالَ: كنا نحدث أنهم أَهْل مكة، أبو جهل وأصحابه الذين قتلهم الله يَوْم بدر «٥».
(٢). ابن كثير ٤/ ٤١٧.
(٣). الدر ٥/ ٤٠- ٤١.
(٤). الدر ٥/ ٤٠- ٤١.
(٥). الدر ٥/ ٤٢.
١٢٢٨٠ - عن ابن زيد رضي الله عنه في قَوْلِهِ: دَارَ الْبَوَارِ قَالَ: النَّار. قَالَ: وقد بين الله ذَلِكَ وأخبرك به فقال جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ «٢».
قَوْلهُ تَعَالَى: جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا
١٢٢٨١ - عَنْ قَتَادَة فِي قَوْلِهِ: جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا قَالَ: هي دارهم في الآخرة.
قَوْلهُ تَعَالَى: قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّار
١٢٢٨٢ - عَنِ أَبِي رَزِينٍ فِي قَوْلِهِ: قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّار قَالَ:
تمتعوا إِلَى أجلكم «٣».
قَوْلهُ تَعَالَى: مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ
١٢٢٨٣ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: مِنْ قَبْلِ إِنَّ يَأْتِيَ يَوْم لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خِلالٌ قَالَ: إِنَّ الله تَعَالَى قد علم إِنَّ في الدُّنْيَا بيوعًا وخلالا يتخالون بها في الدُّنْيَا، فلينظر رجل مِنْ يخالل، وعلام يصاحب، فإن كَانَ لله فليداوم، وإن كَانَ لغير الله فليعلم إِنَّ كُلّ خلة ستصير عَلَى أهلها عداوة يوم القيامة، إلا خلة المتقين «٤».
قَوْلهُ تَعَالَى: وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ
١٢٢٨٤ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ قَالَ:
بكل بلدة «٥».
١٢٢٨٥ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قَالَ: الشمس بمنزلة الساقية، تجري بالنهار في السَّمَاء في فلكها، فإذا غربت جرت الليل في فلكها تحت الأَرْض حتي تطلع من مشرقها، وكذلك القمر «٦».
(٢). الدر ٥/ ٤٢- ٤٣.
(٣). الدر ٥/ ٤٢- ٤٣.
(٤). الدر ٥/ ٤٢- ٤٣.
(٥). الدر ٥/ ٤٢- ٤٣.
(٦). الدر ٥/ ٤٢- ٤٣.
عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ :" ﴿ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ ﴾، قَالَ : بكل بلدة ".
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، قَالَ : " الشمس بمنزلة الساقية، تجري بالنهار في السَّمَاء في فلكها، فإذا غربت جرت الليل في فلكها تحت الأَرْض حتى تطلع مِنْ مشرقها، وكذلك القمر ".
١٢٢٨٦ - عَنْ عِكْرِمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَآتَاكُمْ مِنْ كُلّ مَا سَأَلْتُمُوهُ قَالَ: مِنْ كُلّ شيء رغبتم إليه فيه.
قَوْلهُ تَعَالَى: وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ إِنَّ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ.
١٢٢٨٧ - عَنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ قَالَ: مِنْ يأمن البلاء بعد قول إبراهيم وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ إِنَّ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ؟.
قَوْلهُ تَعَالَى: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ...
١٢٢٨٨ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ قَالَ: الأصنام فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ قَالَ: اسمعوا إِلَى قول خليل الله إبراهيم عَلَيْهِ السَّلامُ، لا والله مَا كانوا لعانين ولا طعانين قَالَ: وكان يقال: إِنَّ مِنَ أشرار عباد الله كُلّ لعان. قَالَ: وَقَالَ نَبِيّ الله ابن مريم عَلَيْهِ السَّلامُ إِنَّ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أنت العزيز الحكيم
قَوْلهُ تَعَالَى: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
١٢٢٨٩ - عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ قَالَ:
لو قَالَ أفئدة الناس تهوي إِلَيْهِمْ، لازدحمت عليه فارس والروم.
١٢٢٩٠ - عَنِ الحكم قَالَ: سألت عِكْرِمَةَ وطاوسا وعطاء بن أَبِي رباح عَنْ هذه الآية فقالوا: البيت تهوي إليه قلوبهم يأتونه. وفي لفظ، قَالَ: هواهم إِلَى مكة إِنَّ يحجوا.
١٢٢٩١ - عَنْ مُحَمَّد بن مسلم الطائفي إِنَّ إبراهيم عليه السلام لَمَّا دَعَا لِلْحَرَمِ وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ، نقل الله الطائف مِنْ فلسطين «١».
١٢٢٩٢ - عَنِ الزهري رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ الله تَعَالَى نقل قرية مِنْ قرى الشام فوضعها بالطائف، لدعوة إبراهيم عليه السلام «٢».
(٢). الدر ٥/ ٤٥- ٤٧.
١٢٢٩٣ - عَنْ قَتَادَة بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ قَالَ: مكة. لَمْ يكن بها زرع يومئذ «١»
عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: رَبُّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ وأنه بيت طهره الله مِنَ السوء وجعله قبلة وجعله حرمه، اختاره نَبِيّ الله إبراهيم عَلَيْهِ السَّلامُ لولده «٢».
١٢٢٩٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ قَالَ: إِنَّ إبراهيم سأل الله أن يجعل أناسا من الناس يهوون سكنى مكة «٣».
١٢٢٩٥ - عَنِ السُّدِّيِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ يَقُولُ: خذ بقلوب الناس إِلَيْهِمْ، فإنه حيث يهوى القلب يذهب الجسد، فلذلك ليس مِنْ مؤمن إلا وقلبه معلق بحب الكعبة «٤».
قَالَ ابن عباس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: لو إِنَّ إبراهيم عَلَيْهِ السَّلامُ حين دعا قَالَ: اجعل أفئدة الناس تهوي إِلَيْهِمْ لازدحمت عليه اليهود والنصارى. ولكنه خص حين قَالَ:
أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ فجعل ذَلِكَ أفئدة المؤمنين «٥».
قَوْلهُ تَعَالَى: رَبُّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي
١٢٢٩٦ - عَنِ ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: رَبُّنَا إِنَّكَ تَعْلَمُ مَا نُخْفِي مِنْ حب إسماعيل وأمه وَمَا نُعْلِنُ قَالَ: وما نظهر مِنَ الجفاء لهما «٦».
قَوْلهُ تَعَالَى: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الكبر إسماعيل وإسحاق
١٢٢٩٧ - عن ابن عباس في قوله: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ قَالَ: هَذَا بعد ذاك بحين «٧».
١٢٢٩٨ - عَنِ الشعبي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: مَا يسرني بنصيبي مِنْ دعوة نوح وإبراهيم للمؤمنين والمؤمنات حمر النعم «٨».
(٢). الدر ٥/ ٤٥- ٤٧. [.....]
(٣). الدر ٥/ ٤٥- ٤٧.
(٤). الدر ٥/ ٤٥- ٤٧.
(٥). الدر ٥/ ٤٨- ٥١.
(٦). الدر ٥/ ٤٨- ٥١.
(٧). الدر ٥/ ٤٨- ٥١.
(٨). الدر ٥/ ٤٨- ٥١.
عن ميمون ابن مَهْرَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ قَالَ: هي تعزية للمظلوم ووعيد للظالم «١».
قوله: إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ.
١٢٢٩٩ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ قَالَ: شخصت فيه والله أبصارهم فلا ترتد إِلَيْهِمْ «٢».
قوله: مُهْطِعِينَ مقنعي رؤسهم
١٢٣٠٠ - عن ابن عباس رضي الله عنهما في قَوْلِهِ: مُهْطِعِينَ قَالَ: يَعْنِي بالإهطاع النظر مِنْ غير أن تطرف مقنعي رؤسهم قال: الإقناع رفع رؤوسهم لا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ قَالَ: شاخصة أبصارهم وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ ليس فيها شيء مِنَ الخير فهي كالخربة «٣».
١٢٣٠١ - عَنْ مُجَاهِدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ مُهْطِعِينَ قَالَ: مديمي النظر «٤».
قوله: وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ
١٢٣٠٢ - عَنْ مرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ قَالَ: متخرقة لا تعي شيئًا «٥».
قوله: وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْم يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ...
١٢٣٠٤ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَأَنْذِرِ النَّاسَ يَوْم يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ يَقُولُ: أنذرهم في الدُّنْيَا مِنْ قبل إِنَّ يأتيهم العذاب «٦».
قوله: مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ.
١٢٣٠٥ - عَنِ السُّدِّيِّ فِي قَوْلِهِ: مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ قَالَ: بعث بعد الموت «٧».
(٢). الدر ٥/ ٤٨- ٥١.
(٣). الدر ٥/ ٤٨- ٥١.
(٤). الدر ٥/ ٥٢- ٥٣.
(٥). الدر ٥/ ٥٢- ٥٣.
(٦). الدر ٥/ ٥٢- ٥٣.
(٧). الدر ٥/ ٥٢- ٥٣.
١٢٣٠٦ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَسَكَنْتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ قَالَ: سكن الناس في مساكن قوم نوح وعاد وثمود. وقرون بين ذَلِكَ كثيرة ممن هلك مِنَ الأمم وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ قَالَ:
قد والله بعث الله رسله وأنزل كتبه وضرب لكم الأمثال، فلا يصم فيها إلا الأصم، ولا يخيب فيها إلا الخائب فاعقلوا عَنِ الله أمره «١».
قوله: وَإِنْ كَانَ مكرهم لتزول منه الجبال
١٢٣٠٧ - عن ابن عباس رضي الله عنهما في قَوْلِهِ: وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ يَقُولُ شركهم «٢». كقوله تكاد السماوات يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ «٣».
١٢٣٠٨ - عَنْ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قرأ هذه الآية: وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ ثُمَّ فسرها فقال: إِنَّ جبارًا مِنَ الجبابرة قَالَ: لا أنتهي حتى أنظر إِلَى مَا في السَّمَاء، فأمر بفراخ النسور تعلف اللحم حتى شبت وغلظت، وأمر بتابوت فنجر يسع رجلين ثُمَّ جعل في وسطه خشبة ثُمَّ ربط أرجلهن بأوتاد، ثُمَّ جوعهن، ثُمَّ جعل عَلَى رأس الخشبة لحما ثم دخل هو وصاحبه في التابوت، ثُمَّ ربطهن إلى قوائم التابوت ثُمَّ خلى عنهن يردن اللحم فذهبن به مَا شاء الله تَعَالَى.
ثُمَّ قَالَ لصاحبه: افتح فانظر ماذا ترى. ففتح فقال: أنظر إِلَى الجبال... كأنها الذباب..! قَالَ: أغلق. فأغلق فطرن به مَا شاء الله ثُمَّ قَالَ: افتح.. ففتح. فقال: انظر ماذا ترى. فقال: مَا أرى إلا السَّمَاء، وما أراها تزداد إلا بعدًا. قَالَ: صوّب الخشبة. فصوبها فانقضت تريد اللحم، فسمع الجبال هدتها فكادت تزول عَنْ مراتبها «٤».
١٢٣٠٩ - عَنِ أَبِي مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ قَالَ: انطلق ناس وأخذوا هذه النسور فعلقوا عليها كهيئة التوابيت ثُمَّ أرسلوها في السَّمَاء، فرأتها الجبال فظنت أنه شيء نزل من السماء فتحركت لذلك «٥».
(٢). الدر ٥/ ٥٢- ٥٣.
(٣). الدر ٥/ ٥٤- ٥٥.
(٤). الدر ٥/ ٥٤- ٥٥.
(٥). الدر ٥/ ٥٤- ٥٥.
قوله: إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ
١٢٣١١ - عَنْ قَتَادَة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ قَالَ:
عزيز والله في أمره يملي وكيده متين، ثُمَّ إِذَا انتقم انتقم بقدره «٢».
قوله: يَوْم تُبَدَّلُ الأَرْض غير الأرض والسماوات
١٢٣١٢ - حَدَّثَنَا ابن أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ لوبان الكلاعي، عَنِ أَبِي أَيْوبَ الأَنْصَارِي: قَالَ: أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حبر مِنَ اليهود فقال: أرأيت إذ يَقُولُ الله في كتابه: يَوْم تُبَدَّلُ الأَرْض غَيْرَ الأَرْض والسماوات، فأين الخلق عند ذَلِكَ؟ فقال أضياف الله، فلن يعجزهم ما لديه «٣».
(٢). الدر ٥/ ٥٦.
(٣). ابن كثير ٤/ ٤٣٨.
قَالَ: هَذَا يَوْم الْقِيَامَة، خلق سوى الخلق الأول «١».
قوله: مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ
١٢٣١٤ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ: مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ قَالَ: الكبول «٢».
١٢٣١٥ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: فِي الأَصْفَادِ قَالَ في السلاسل «٣».
١٢٣١٦ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: فِي الأَصْفَادِ يَقُولُ:
في وثاق «٤».
قوله: مِنْ قَطِرَانٍ
١٢٣١٧ - عَنِ الحَسَنِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: مِنْ قَطِرَانٍ قَالَ: قطران الإبل.
١٢٣١٨ - عَنْ عِكْرِمَةَ فِي قَوْلِهِ: مِنْ قَطِرَانٍ قَالَ: هَذَا القطران يطلى به حتي يشتعل نارا «٥».
١٢٣١٩ - عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ: مِنْ قَطِرَانٍ قَالَ: هُوَ النحاس المذاب «٦».
١٢٣٢٠ - عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أنه قرأ «مِنْ قَطِرَانٍ» قَالَ: القطر، الصفر، والآن: «٧» الحار.
قوله: وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّار
١٢٣٢١ - عَنِ السُّدِّىِّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّار قَالَ:
تلفحهم «٨» فتحرقهم.
١٢٣٢٢ - عَنِ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «النائحة إِذَا لَمْ تتب قبل موتها، توقف في طَرِيق بين الْجَنَّة والنار، سرابيلها مِنْ قطران وتغشى وجهها النَّار» «٩».
قوله: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ...
١٢٣٢٣ - عَنِ ابْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ: هَذَا بَلاغٌ لِلنَّاسِ قَالَ القرآن: ولينذروا به قال: بالقرآن. «١٠»
(٢). الدر ٥/ ٥٨.
(٣). الدر ٥/ ٥٨- ٦٠.
(٤). الدر ٥/ ٥٨- ٦٠.
(٥). الدر ٥/ ٥٨- ٦٠.
(٦). الدر ٥/ ٥٨- ٦٠.
(٧). الدر ٥/ ٥٨- ٦٠. [.....]
(٨). الدر ٥/ ٥٨- ٦٠.
(٩). الدر ٥/ ٥٨- ٦٠.
(١٠). الدر ٥/ ٥٨- ٦٠.