تفسير سورة سورة إبراهيم من كتاب تذكرة الاريب في تفسير الغريب
.
لمؤلفه
ابن الجوزي
.
المتوفي سنة 597 هـ
ﰡ
الظلمات الكفر والنور الايمان
وذكرهم بايام الله أي بنعمة الله وقيل بوقائعه في الامم وانما خص الصبار لانتفاعه بالايات وما يحل من المشكل فقد تقدم
فردوا أيديهم في أفواهم أي عضوا عليها غيظا وحنقا على الرسلبما أرسلتم به أي على زعمكم
من زائدهالى اجل وهو الموت والمعنى لا يعالجكم بالعذاب
يمن على من يشاء بالتوبه
خاف أي مقامه بين يدي
واستفتحوا استنضروا وهم الرسل
من ورائه أي قدامهوالصديد القيح والدم
ويأتيه الموت أي كرب الموت وغمه من كل مكان أي من كل شعرة في جسدهومن ورائه بعد هذا العذاب
أعمالهم كرماد أي مثل اعمالهم في يوم عاصف أي عاصف الريح والمعنى ان طاعة الكافر تحبط فلا ينتفع منها بشئ في الاخره
فقال الضعفاء وهم الاتباع للمتبوعينلو هدانا الله أي لو ارشدنا في الدين لارشدناكم والمعنى انه أضلنا فدعونا ما سألتموه ما بمعنى الذي
أفئده من الناس أراد بالافئده القلوب والمعنى اجعل قلوبا من القلوب تحن اليهم
اغفر لي ولوالدي انما استغفر لابويه وهما حيان طمعا في ان يسلما
مهطعين أي مسرعين مقنعي المقنع الذي قد رفع راسه وأقبل بطرفه الى ما بين يديهلا يرتد من شدة النظر وأفئدتهم هواء أي فارغه من العقول لهول ما رأوه
الى اجل قريب أي مدة يسيرة
وقد مكروا مكرهم وهو مكرهم برسول الله ليقلوه وقيل هو نمرود حين اراد صعود السماء وعند الله مكرهم أي محفوظ عنده ليجازيهم بهلتزول منه الجبال من كسر اللام الاولى وفتح الثانيه فالمعنىما كان مكرهم لتزول منه الجبال أي هو أضعف ومن فتح الاولى وضم الثانيه أراد قد كادت الجبال تزول من مكرهم
تبدل الارض تغير بذهاب اكامها وشجرها وجبالها وتمد مد الاديموالسموات تكوير شمسها وتناثر نجومها
مقرنين يقرنون مع الشياطين والاصفاد الاغلال
والسرابيل القمص والقطران شيء يتحلب من شجر يهنأ به الابل وانما ذكر القطران لانه يبالغ في اشتغال النار في الجلود