سورة إبراهيم

برواية السوسي عن أبي عمرو
وَاَلَّذِينَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡ لَا يَعۡلَمُهُمۡ إِلَّا اَ۬للَّهُۚ جَآءَتۡهُمۡ رُسۡلُهُم بِالۡبَيِّنَٰتِ فَرَدُّواْ أَيۡدِيَهُمۡ فِي أَفۡوَٰهِهِمۡ وَقَالُواْ إِنَّا كَفَرۡنَا بِمَا أُرۡسِلۡتُم بِهِۦ وَإِنَّا لَفِي شَكّٖ مِّمَّا تَدۡعُونَنَا إِلَيۡهِ مُرِيبٖ ۞قَالَتۡ رُسۡلُهُمۡ أَفِي اِ۬للَّهِ شَكّٞ فَاطِرِ اِ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَاَلۡأَرۡضِۖ يَدۡعُوكُمۡ لِيَغۡفِر لَّكُم مِّن ذُنُوبِكُمۡ وَيُؤَخِّرَكُمۡ إِلَىٰ أَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ قَالُواْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعۡبُدُ ءَابَآؤُنَا فَاتُونَا بِسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٖ قَالَتۡ لَهُمۡ رُسۡلُهُمۡ إِن نَّحۡنُ إِلَّا بَشَرٞ مِّثۡلُكُمۡ وَلَٰكِنَّ اَ۬للَّهَ يَمُنُّ عَلَىٰ مَن يَشَآءُ مِنۡ عِبَادِهِۦۖ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّاتِيَكُم بِسُلۡطَٰنٍ إِلَّا بِإِذۡنِ اِ۬للَّهِۚ وَعَلَى اَ۬للَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ اِ۬لۡمُومِنُونَ وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اَ۬للَّهِ وَقَدۡ هَدَىٰنَا سُبۡلَنَاۚ وَلَنَصۡبِرَنَّ عَلَىٰ مَا ءَاذَيۡتُمُونَاۚ وَعَلَى اَ۬للَّهِ فَلۡيَتَوَكَّلِ اِ۬لۡمُتَوَكِّلُونَ وَقَالَ اَ۬لَّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسۡلِهِمۡ لَنُخۡرِجَنَّكُم مِّنۡ أَرۡضِنَا أَوۡ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَاۖ فَأَوۡحَىٰ إِلَيۡهِمۡ رَبُّهُمۡ لَنُهۡلِكَنَّ اَ۬لظَّٰلِمِينَ وَلَنُسۡكِنَنَّكُمُ اُ۬لۡأَرۡضَ مِنۢ بَعۡدِهِمۡۚ ذَٰلِكَ لِمَنۡ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ وَاَسۡتَفۡتَحُواْ وَخَابَ كُلُّ جَبّ۪ارٍ عَنِيدٖ مِّن وَرَآئِهِۦ جَهَنَّمُ وَيُسۡقَىٰ مِن مَّآءٖ صَدِيدٖ
يَتَجَرَّعُهُۥ وَلَا يَكَادُ يُسِيغُهُۥ وَيَاتِيهِ اِ۬لۡمَوۡتُ مِن كُلِّ مَكَانٖ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٖۖ وَمِن وَرَآئِهِۦ عَذَابٌ غَلِيظٞ مَّثَلُ اُ۬لَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡۖ أَعۡمَٰلُهُمۡ كَرَمَادٍ اِ۪شۡتَدَّتۡ بِهِ اِ۬لرِّيحُ فِي يَوۡمٍ عَاصِفٖۖ لَّا يَقۡدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيۡءٖۚ ذَٰلِكَ هُوَ اَ۬لضَّلَٰلُ اُ۬لۡبَعِيدُ أَلَمۡ تَرَ أَنَّ اَ۬للَّهَ خَلَقَ اَ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَاَلۡأَرۡضَ بِالۡحَقِّۚ إِن يَشَأۡ يُذۡهِبۡكُمۡ وَيَاتِ بِخَلۡقٖ جَدِيدٖ وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اَ۬للَّهِ بِعَزِيزٖ ۞وَبَرَزُواْ لِلَّهِ جَمِيعٗا فَقَالَ اَ۬لضُّعَفَٰٓؤُاْ لِلَّذِينَ اَ۪سۡتَكۡبَرُواْ إِنَّا كُنَّا لَكُمۡ تَبَعٗا فَهَلۡ أَنتُم مُّغۡنُونَ عَنَّا مِنۡ عَذَابِ اِ۬للَّهِ مِن شَيۡءٖۚ قَالُواْ لَوۡ هَدَىٰنَا اَ۬للَّهُ لَهَدَيۡنَٰكُمۡۖ سَوَآءٌ عَلَيۡنَا أَجَزِعۡنَا أَمۡ صَبَرۡنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٖ
وَقَالَ اَ۬لشَّيۡطَٰنُ لَمَّا قُضِيَ اَ۬لۡأَمۡرُ إِنَّ اَ۬للَّهَ وَعَدَكُمۡ وَعۡدَ اَ۬لۡحَقِّ وَوَعَدتُّكُمۡ فَأَخۡلَفۡتُكُمۡۖ وَمَا كَانَ لِي عَلَيۡكُم مِّن سُلۡطَٰنٍ إِلَّا أَن دَعَوۡتُكُمۡ فَاَسۡتَجَبۡتُمۡ لِيۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُمۖ مَّا أَنَا۠ بِمُصۡرِخِكُمۡ وَمَا أَنتُم بِمُصۡرِخِيَّ إِنِّي كَفَرۡتُ بِمَا أَشۡرَكۡتُمُونِۦ مِن قَبۡلُۗ إِنَّ اَ۬لظَّٰلِمِينَ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ وَأُدۡخِلَ اَ۬لَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ اُ۬لصَّٰلِحَٰت جَّنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا اَ۬لۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡۖ تَحِيَّتُهُمۡ فِيهَا سَلَٰمٌ أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ ضَرَبَ اَ۬للَّهُ مَثَلٗا كَلِمَةٗ طَيِّبَةٗ كَشَجَرَةٖ طَيِّبَةٍ أَصۡلُهَا ثَابِتٞ وَفَرۡعُهَا فِي اِ۬لسَّمَآءِۚ تُوتِي أُكۡلَهَا كُلَّ حِينِۢ بِإِذۡنِ رَبِّهَاۗ وَيَضۡرِبُ اُ۬للَّهُ اُ۬لۡأَمۡثَال لِّلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٖ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اِ۟جۡتُثَّتۡ مِن فَوۡقِ اِ۬لۡأَرۡضِ مَا لَهَا مِن قَر۪ارٖ يُثَبِّتُ اُ۬للَّهُ اُ۬لَّذِينَ ءَامَنُواْ بِالۡقَوۡلِ اِ۬لثَّابِتِ فِي اِ۬لۡحَيَوٰةِ اِ۬لدُّنۡيۭا وَفِي اِ۬لۡأٓخِرَةِۖ وَيُضِلُّ اُ۬للَّهُ اُ۬لظَّٰلِمِينَۚ وَيَفۡعَلُ اُ۬للَّهُ مَا يَشَآءُ ۞اَ۬لَمۡ تَرَ إِلَى اَ۬لَّذِينَ بَدَّلُواْ نِعۡمَتَ اَ۬للَّهِ كُفۡرٗا وَأَحَلُّواْ قَوۡمَهُمۡ دَارَ اَ۬لۡبَو۪ارِ جَهَنَّمَ يَصۡلَوۡنَهَاۖ وَبِيسَ اَ۬لۡقَرَارُ وَجَعَلُواْ لِلَّهِ أَندَادٗا لِّيَضِلُّواْ عَن سَبِيلِهِۦۗ قُلۡ تَمَتَّعُواْ فَإِنَّ مَصِيرَكُمۡ إِلَى اَ۬لنّ۪ارِ قُل لِّعِبَادِيَ اَ۬لَّذِينَ ءَامَنُواْ يُقِيمُواْ اُ۬لصَّلَوٰةَ وَيُنفِقُواْ مِمَّا رَزَقۡنَٰهُمۡ سِرّٗا وَعَلَانِيَةٗ مِّن قَبۡلِ أَن يَاتِي يَّوۡمٞ لَّا بَيۡعَ فِيهِ وَلَا خِلَٰلَ
اَ۬للَّهُ اُ۬لَّذِي خَلَقَ اَ۬لسَّمَٰوَٰتِ وَاَلۡأَرۡضَ وَأَنزَلَ مِنَ اَ۬لسَّمَآءِ مَآءٗ فَأَخۡرَجَ بِهِۦ مِنَ اَ۬لثَّمَرَٰتِ رِزۡقٗا لَّكُمۡۖ وَسَخَّر لَّكُمُ اُ۬لۡفُلۡكَ لِتَجۡرِيَ فِي اِ۬لۡبَحۡرِ بِأَمۡرِهِۦۖ وَسَخَّر لَّكُمُ اُ۬لۡأَنۡهَٰرَ وَسَخَّر لَّكُمُ اُ۬لشَّمۡسَ وَاَلۡقَمَرَ دَآئِبَيۡنِۖ وَسَخَّر لَّكُمُ اُ۬لَّيۡلَ وَاَلنَّهَارَ وَءَاتَىٰكُم مِّن كُلِّ مَا سَأَلۡتُمُوهُۚ وَإِن تَعُدُّواْ نِعۡمَتَ اَ۬للَّهِ لَا تُحۡصُوهَاۗ إِنَّ اَ۬لۡإِنسَٰنَ لَظَلُومٞ كَفَّارٞ وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِيمُ رَبِّ اِ۪جۡعَلۡ هَٰذَا اَ۬لۡبَلَدَ ءَامِنٗا وَاَجۡنُبۡنِي وَبَنِيَّ أَن نَّعۡبُدَ اَ۬لۡأَصۡنَامَ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضۡلَلۡنَ كَثِيرٗا مِّن اَ۬لنَّاسِۖ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُۥ مِنِّيۖ وَمَنۡ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ رَّبَّنَا إِنِّيَ أَسۡكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيۡرِ ذِي زَرۡعٍ عِندَ بَيۡتِكَ اَ۬لۡمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ اُ۬لصَّلَوٰةَ فَاَجۡعَلۡ أَفۡــِٔدَةٗ مِّنَ اَ۬لنَّاسِ تَهۡوِي إِلَيۡهِمۡ وَاَرۡزُقۡهُم مِّنَ اَ۬لثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَشۡكُرُونَ رَبَّنَا إِنَّكَ تَعۡلَم مَّا نُخۡفِي وَمَا نُعۡلِنُۗ وَمَا يَخۡفَىٰ عَلَى اَ۬للَّهِ مِن شَيۡءٖ فِي اِ۬لۡأَرۡضِ وَلَا فِي اِ۬لسَّمَآءِ ۞اِ۬لۡحَمۡدُ لِلَّهِ اِ۬لَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى اَ۬لۡكِبَرِ إِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَۚ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ اُ۬لدُّعَآءِ
رَبِّ اِ۪جۡعَلۡنِي مُقِيمَ اَ۬لصَّلَوٰةِ وَمِن ذُرِّيَّتِيۚ رَبَّنَا وَتَقَبَّلۡ دُعَآءِۦ رَبَّنَا اَ۪غۡفِر لِّي وَلِوَٰلِدَيَّ وَلِلۡمُومِنِينَ يَوۡمَ يَقُومُ اُ۬لۡحِسَابُ وَلَا تَحۡسِبَنَّ اَ۬للَّهَ غَٰفِلًا عَمَّا يَعۡمَلُ اُ۬لظَّٰلِمُونَۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمۡ لِيَوۡمٖ تَشۡخَصُ فِيهِ اِ۬لۡأَبۡصَٰرُ مُهۡطِعِينَ مُقۡنِعِي رُءُوسِهِمۡ لَا يَرۡتَدُّ إِلَيۡهِمۡ طَرۡفُهُمۡۖ وَأَفۡــِٔدَتُهُمۡ هَوَآءٞ وَأَنذِرِ اِ۬لنَّاسَ يَوۡمَ يَاتِيهِمِ اِ۬لۡعَذَابُ فَيَقُولُ اُ۬لَّذِينَ ظَلَمُواْ رَبَّنَا أَخِّرۡنَا إِلَىٰ أَجَلٖ قَرِيبٖ نُّجِبۡ دَعۡوَتَكَ وَنَتَّبِعِ اِ۬لرُّسُلَۗ أَوَ لَمۡ تَكُونُواْ أَقۡسَمۡتُم مِّن قَبۡلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٖ وَسَكَنتُمۡ فِي مَسَٰكِنِ اِ۬لَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمۡ وَتَبَيَّن لَّكُمۡ كَيۡف فَّعَلۡنَا بِهِمۡ وَضَرَبۡنَا لَكُمُ اُ۬لۡأَمۡثَالَ وَقَدۡ مَكَرُواْ مَكۡرَهُمۡ وَعِندَ اَ۬للَّهِ مَكۡرُهُمۡ وَإِن كَانَ مَكۡرُهُمۡ لِتَزُولَ مِنۡهُ اُ۬لۡجِبَالُ فَلَا تَحۡسِبَنَّ اَ۬للَّهَ مُخۡلِفَ وَعۡدِهِۦ رُسُلَهُۥۚ إِنَّ اَ۬للَّهَ عَزِيزٞ ذُو اُ۪نتِقَامٖ يَوۡمَ تُبَدَّلُ اُ۬لۡأَرۡضُ غَيۡرَ اَ۬لۡأَرۡضِ وَاَلسَّمَٰوَٰتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ اِ۬لۡوَٰحِدِ اِ۬لۡقَهّ۪ارِ وَتَر۪ي اَ۬لۡمُجۡرِمِينَ يَوۡمَئِذٖ مُّقَرَّنِينَ فِي اِ۬لۡأَصۡفَاد
sound-btn
من آية
الى آية
Icon