سورةُ (لُقْمانَ) من السُّوَر المكية، وقد جاءت ببيانِ عظمة هذا الكتاب، واتصافه بالحِكْمة، ومن ثَمَّ إثبات صفة الحِكْمة لله عز وجل، كما ذكرت السورةُ الكريمة وصايا (لُقْمانَ) الحكيمِ لابنه، التي يجدُرُ بكلِّ مَن آمَن بهذا الكتاب أن يأخذ بها، وقد تعرَّضتِ السورةُ لدلائلِ وَحْدانية الله وعظمته في هذا الكون، وبيان أقسام الناس، وموقفهم من الكتاب؛ من مؤمنٍ به وكافر.
* سورة (لُقْمانَ):
سُمِّيتْ سورةُ (لُقْمانَ) بهذا الاسم؛ لذكرِ (لُقْمانَ) فيها، ولم يُذكَرْ في سورة أخرى.
اشتمَلتْ سورةُ (لُقْمانَ) على الموضوعات الآتية:
1. المحسِنون: تعريفٌ وجزاء (١-٥).
2. فريق اللَّهْوِ من الناس (٦-٧).
3. آية الحِكْمة والقُدْرة (٨-١١).
4. نعمة الحِكْمة، والدعوةُ إلى شُكْرها (١٢-١٩).
5. إسباغ النِّعَم (٢٠-٢١).
6. الإنسان بين الكفرِ والإيمان (٢٢-٢٦).
7. كلمات الله التى لا تَنفَدُ (٢٧- ٢٨).
8. نعمة التسخير (٢٩- ٣٢).
9. المُغيَّبات وغُرور الحياة (٣٣-٣٤).
ينظر: "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" لمجموعة من العلماء (6 /27).
جاءت سورةُ (لُقْمانَ) بمقاصِدَ عظيمةٍ؛ منها: إثباتُ الحِكْمة للكتاب، التي يلزم منها حِكْمةُ مُنزِلِه في أقواله وأفعاله؛ وهو اللهُ عزَّ وجلَّ.
ومنها: تذكيرُ المشركين بدلائلِ وَحْدانية الله تعالى، وبنِعَمِه عليهم؛ من خلال
وصايا (لُقْمانَ) عليه السلام لابنه، وذكَرتْ مزيَّةَ دِين الإسلام،
وتسليةَ الرسول صلى الله عليه وسلم بتمسُّك المسلمين بالعُرْوة الوثقى، وأنه
لا يُحزِنه كفرُ مَن كفروا.
ينظر: "مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور" للبقاعي (2 /356)، "التحرير والتنوير" لابن عاشور (21 /139).