ﰡ
قوله عز وجل :﴿ وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ﴾.
قال ابن عباس : هو تينكم هذا وزيتونكم، ويقال : إنهما جبلان بالشام. وقال مرة أخرى : مسجدان بالشام، أحدهما الذي كلّم الله تبارك وتعالى موسى صلى الله عليه وسلم عليه. قال الفراء : وسمعت [ ١٤٣/ا ] رجلا من أهل الشام وكان صاحب تفسير قال : التين جبال ما بين حلوان إلى همدان، والزيتون : جبال الشام، ﴿ وَطُورِ سِينِينَ ﴾ : جبل.
مكة، يريد : الآمِن، والعرب تقول للآمن. الأمين، قال الشاعر :
ألم تعلى يا أسْم ويْحكِ أنني | حَلفتُ يمينا لا أخون أميني ؟ |
يقول : إِنا لنبلغ بالآدمي أحسن تقويمه، وهو اعتداله واستواء شبابه، وهو أحسن ما يكون، ثم نرده بعد ذلك إلى أرذل العمر، وهو وإن كان واحدا، فإنه يراد به نفعل ذا بكثير من الناس، وقد تقول العرب : أَنْفَق ماله على فلان، وإنما أنفق بعضه، وهو كثير في التنزيل ؛ من ذلك قوله في أبي بكر :﴿ الذي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى ﴾ لم يُرد كل ماله ؛ إنما أراد بعضه.
يقول : فما الذي يكذبك بأن الناس يدانون بأعمالهم، كأنه قال : فمن يقدر على تكذيبك بالثواب والعقاب بعد ما تبين له من خلقنا الإنسان على ما وصفنا.