ﰡ
اختلف في معنى قوله تعالى :﴿ تزكى ﴾، فقيل طهر نفسه ونماها بالخير. وقال قتادة : من تزكى بالعمل الصالح. وقال عكرمة : من قال لا إله إلا الله. وقال ابن عباس : من تزكى من الشرك ١. وليس في الآية على هذه الأقوال حكم. وقال عطاء : معناه : من تصدق يعني الصدقات كلها. وقال قتادة أيضا فيما روي عنه معناه : أدى زكاة ماله. وقال ابن عباس أيضا وابن المسيب وغيرهما المعنى : من أدى زكاة الفطر. والذين ذهبوا إلى هذا اختلفوا في الآية هل هي منسوخة أو محكمة. فذهب قوم إلى أنها محكمة، واختلفوا هل هي فريضة أو سنة. وظاهر الآية على هذا التأويل أنها سنة. وذهب قوم إلى أنها منسوخة بالزكاة المفروضة ولم يروا زكاة الفطر واجبة. قال عمر بن عبد العزيز : نسخت فصارت سنة بعد أن كانت واجبة. واختلف الذاهبون إلى أنها محكمة هل على من تحل له الصدقة زكاة الفطر أم لا ؟ فعند مالك والشافعي أنها عليه، وهو ظاهر الآية لأنها عامة. ولم يرها أبو حنيفة وأصحابه.
اختلف في معناها، فقيل المراد به الصلوات الخمس. ويأتي على هذا القول المراد بالزكاة الزكاة المفروضة ليقابل الفرض بالفرض. وقيل معناه صلى الصلوات التي فرض الله تعالى عليه وتنفل أيضا بما أمكنه من صلاة. فالآية شاملة للفرض والنفل. وقيل : معناه دعا. وقيل : صلى صلاة العيد. قال أبو سعيد الخدري وابن المسيب وابن عمر : نزلت هذه الآية صبيحة يوم الفطر. فمعنى قوله :﴿ تزكى ﴾ أدى زكاة الفطر. معنى :﴿ وذكر اسم ربه ﴾ ذكر الله في طريق المصلى إلى أن يخرج الإمام، والصلاة هي صلاة العيد. وقد روي هذا التفسير عن النبي صلى الله عليه وسلم. فعلى هنا يستحب أن يخرج الرجل صدقة فطره في غدوه إلى المصلى قبل الصلاة. وقال ابن مسعود : إذا خرجت إلى صلاة العيد فتصدق بشيء إن استطعت، واستشهد بالآية. وظاهر هذا أن الزكاة عندي في الآية إنما هي شيء غير زكاة الفطر ١.