تفسير سورة سبأ

معاني القرآن
تفسير سورة سورة سبأ من كتاب معاني القرآن .
لمؤلفه الأخفش . المتوفي سنة 215 هـ

قال ﴿ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ ( ٧ ) فلم يعمل ﴿ يُنْبِئُكُمْ ﴾ لأن ﴿ أَنْكُمْ ﴾ موضع ابتداء لمكان اللام كما تقول : " أَشْهَدُ إِنَّكَ لَظَرِيفٌ ".
وقال ﴿ أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً ﴾ ( ٨ ) فالألف قطع لأنها ألف الاستفهام وكذلك ألف الوصل إذا دخلت عليها ألف الاستفهام.
وقال ﴿ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ ﴾ ( ١٥ ) أي على : هذهِ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ.
وقال ﴿ إِلاَّ لِنَعْلَمَ ﴾ ( ٢١ ) على البدل كأنه قال : ما كان ذلك الابتلاءُ إِلاَّ لِنَعْلَم ".
وقال ﴿ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ﴾ ( ٢٣ ) لأن في المعنى لا يشفع إلا لمن له أذن له*.
وقال ﴿ قَالُواْ الْحَقَّ ﴾ ( ٢٣ ) إن شئت رفعت وإن شئت نصبته.
وقال ﴿ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى ﴾ ( ٢٤ ) فليس هذا لأنه شك ولكن هذا في كلام العرب على أنه هو المهتدي. وقد يقول الرجل لعبده " أحَدُنَا ضَارِبٌ صاحِبَه " فلا يكون فيه إشكال على السامع أن المولى [ ١٦١ ء ] هو الضارب.
وقال ﴿ يَرْجِعُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ الْقَوْلَ ﴾ ( ٣١ ) لأنك تقول " قَدْ رَجَعْتُ إِلَيْهِ القَوْلَ ".
وقال ﴿ بَلْ مَكْرُ الْلَّيْلِ وَالنَّهَارِ ﴾ ( ٣٣ ) أي : هذا مكرُ اللَّيْلِ والنهار. والليل والنهارُ لا يمكران بأحد ولكن يُمْكَرُ فيهما كقوله ﴿ مِّن قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ ﴾ وهذا من سعة العربية.
وقال ﴿ تُقَرِّبُكُمْ عِندَنَا زُلْفَى ﴾ ( ٣٧ ) [ و ]. " زُلْفى " ها هنا اسم المصدر كأنه أراد : بالتي تُقَرِّبَكُمُ عندَنا إِزْلافا.
وقال ﴿ مِعْشَارَ مَا آتَيْنَاهُمْ ﴾ ( ٤٥ ) أي : عُشْرَهُ. ولا يقولون هذا في سوى العَشْرُ.
Icon