تفسير سورة العلق

تفسير ابن جزي
تفسير سورة سورة العلق من كتاب التسهيل لعلوم التنزيل المعروف بـتفسير ابن جزي .
لمؤلفه ابن جُزَيِّ . المتوفي سنة 741 هـ
سورة العلق
مكية وآياتها ١٩، وهي أول ما نزل من القرآن.
نزل صدرها بغار حراء، وهو أول ما نزل من القرآن حسبما ورد عن عائشة في الحديث الذي ذكرناه في أول الكتاب.

سورة العلق
مكية وآياتها ١٩ وهي أول ما نزل من القرآن بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
(سورة العلق) نزل صدرها بغار حراء، وهو أول ما نزل من القرآن حسبما ورد عن عائشة في الحديث الذي ذكرناه في أول الكتاب اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ فيه وجهان: أحدهما أن معناه اقرأ القرآن مفتتحا باسم ربك، أو متبركا باسم ربك وموضع باسم ربك نصب على الحال ولذا كان تقديره: مفتتحا، فيحتمل أن يريد ابتداء القراءة بقول: بسم الله الرحمن الرحيم أو يريد الابتداء باسم الله مطلقا والوجه الثاني أن معناه اقرأ هذا اللفظ وهو باسم ربك الذي خلق فيكون باسم ربك مفعولا وهو المقروء الَّذِي خَلَقَ حذف المفعول لقصد العموم كأنه قال: الذي خلق كل شيء، ثم خصص خلقة الإنسان لما فيه من العجائب والعبر، ويحتمل أنه أراد الذي خلق الإنسان كما قال «الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ» ثم فسره بقوله خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ والعلق جمع علقة، وهي النطفة من الدم والمراد بالإنسان هنا جنس بني آدم، ولذلك جمع العلق لما أراد الجماعة بخلاف قوله فَإِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ [الحج: ٥] لأنه أراد كل واحد على حدته، ولم يدخل آدم في الإنسان هنا لأنه لم يخلق من علقة وإنما خلق من طين اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ كرر الأمر بالقراءة تأكيدا والواو للحال والمقصود تأنيس النبي ﷺ كأنه يقول: افعل ما أمرت به فإن ربك كريم. وصيغة أفعل للمبالغة الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ هذا تفسير للأكرم فدل على أن نعمة التعليم أكبر نعمة، وخص من التعليمات الكتابة بالقلم لما فيها من تخليد العلوم ومصالح الدين والدنيا، وقرأ ابن الزبير: علم الخط بالقلم عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ يحتمل أن يريد بهذا التعليم الكتابة، لأن الإنسان لم يكن يعلمها في أول أمره أو يريد التعليم لكل شيء على الإطلاق، وقيل: إن الإنسان هنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والأظهر أنه جنس الإنسان على العموم.
كَلَّا إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى نزل هذا وما بعده إلى آخر السورة في أبي جهل بعد نزول صدرها بمدة، وذلك أنه كان يطغى بكثرة ماله ويبالغ في عداوة النبي صلى الله عليه وعلى
﴿ خلق الإنسان من علق ﴾ والعلق جمع علقة، وهي النطفة من الدم، والمراد بالإنسان هنا جنس بني آدم، ولذلك جمع العلق لما أراد الجماعة بخلاف قوله :﴿ فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ﴾ [ الحج : ٥ ] لأنه أراد كل واحد على حدته، ولم يدخل آدم في الإنسان هنا ؛ لأنه لم يخلق من علقة، وإنما خلق من طين.
﴿ اقرأ وربك الأكرم ﴾ كرر الأمر بالقراءة تأكيدا، والواو للحال، والمقصود تأنيس النبي صلى الله عليه وسلم كأنه يقول : افعل ما أمرت به، فإن ربك كريم، وصيغة أفعل للمبالغة.
﴿ الذي علم بالقلم ﴾ هذا تفسير للأكرم، فدل على أن نعمة التعليم أكبر نعمة، وخص من التعليمات الكتابة بالقلم لما فيها من تخليد العلوم ومصالح الدين والدنيا، وقرأ ابن الزبير علم الخط بالقلم.
﴿ علم الإنسان مالم يعلم ﴾ يحتمل أن يريد بهذا التعليم الكتابة ؛ لأن الإنسان لم يكن يعلمها في أول أمره، أو يريد التعليم لكل شيء على الإطلاق، وقيل : إن الإنسان هنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، والأظهر أنه جنس الإنسان على العموم.
﴿ كلا إن الإنسان ليطغى ﴾ نزل هذا وما بعده إلى آخر السورة في أبي جهل بعد نزول صدرها بمدة، وذلك أنه كان يطغى بكثرة ماله، ويبالغ في عداوة النبي صلى الله عليه وسلم، و " كلا " هنا يحتمل أن تكون زجرا لأبي جهل، أو بمعنى حقا أو استفتاحا.
آله وسلم، وكلا هنا يحتمل أن تكون زجرا لأبي جهل أو بمعنى حقا أو استفتاحا
أَنْ رَآهُ اسْتَغْنى في موضع المفعول من أجله، أي يطغى من أجل غناه. والرؤية هنا بمعنى العلم، بدليل إعمال الفعل في الضمير. ولا يكون ذلك إلا في أفعال القلوب، والمعنى رأى نفسه استغنى واستغنى هو المفعول الثاني إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى
هذا تهديد لأبي جهل وأمثاله أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهى عَبْداً إِذا صَلَّى اتفق المفسرون أن العبد الذي صلى هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الذي نهاه أبو جهل لعنه الله وسبب الآية أن أبا جهل جاء إلى النبي ﷺ وهو يصلي في المسجد الحرام فهم بأن يصل إليه ويمنعه من الصلاة، وروي أنه قال: لئن رأيته يصلي، لأطأنّ عنقه فجاءه وهو يصلي ثم انصرف عنه مرعوبا فقيل له ما هذا؟ فقال لقد اعترض بيني وبينه خندق من نار وهول وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا.
أَرَأَيْتَ إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوى أرأيت في الموضوع الذي قبله والذي بعده بمعنى: أخبرني فكأنه سؤال يفتقر إلى جواب وفيها معنى التعجيب والتوقيف والخطاب فيها يحتمل أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم، أو لكل مخاطب من غير تعيين، وهي تتعدى إلى مفعولين وجاءت بعدها إن الشرطية في موضعين وهما قوله: إِنْ كانَ عَلَى الْهُدى وقوله: إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى فيحتاج إلى كلام في مفعولي أرأيت في المواضع الثلاثة، وفي جواب الشرطين وفي الضمائر المتصلة بهذه الأفعال، وهي إن كان على الهدى، وأمر بالتقوى وكذب وتولى، على من تعود هذه الضمائر؟ فقال الزمخشري: إن قوله الذي ينهى هو المفعول الأول لقوله: أرأيت الأولى وأن الجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني، وكررت أرأيت بعد ذلك للتأكيد فهي زائدة لا تحتاج إلى مفعول وإن قوله: ألم يعلم بأن الله يرى هو جواب قوله إن كذب وتولى فهو في المعنى جواب للشرطين معا، وأن الضمير في قوله: إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى للذي نهى عن الصلاة وهو أبو جهل، وكذلك الضمير في قوله إن كذب وتولى وتقدير الكلام على هذا: أخبرني عن الذي ينهى عبدا إذا صلى، إن كان هذا الناهي على الهدى أو كذب وتولى؟ ألم يعلم بأن الله يرى جميع أحواله من هداه وضلاله وتكذيبه ونهيه عن الصلاة وغير ذلك؟ فمقصود الآية تهديد له وزجر وإعلام بأن الله يراه.
وخالفه ابن عطية في الضمائر فقال: إن الضمير في قوله: إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى للعبد الذي صلى، وأن الضمير في قوله: إن كذب وتولى للذي نهى عن الصلاة، وخالفه أيضا في جعله أرأيت الثانية مكررة للتأكيد وقال: إنها في المواضع الثلاثة توقيف [سؤال] وأن جوابه في المواضع الثلاثة قوله: أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرى فإنه
﴿ إن إلى ربك الرجعى ﴾ هذا تهديد لأبي جهل وأمثاله.
﴿ أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى ﴾ اتفق المفسرون أن العبد الذي صلى هو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الذي نهاه أبو جهل لعنه الله، وسبب الآية أن أبا جهل جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يصلي في المسجد الحرام فهم بأن يصل إليه، ويمنعه من الصلاة، وروي أنه قال :" لئن رأيته يصلي لأطأن عنقه "، فجاءه وهو يصلي ثم انصرف عنه مرعوبا، فقيل له : ما هذا ؟ فقال : لقد اعترض بيني وبينه خندق من نار، وهول وأجنحة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" لو دنا مني لاختطفته الملائكة عضوا عضوا ".
﴿ أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ أرأيت في الموضع الذي قبله والذي بعده بمعنى أخبرني، فكأنه سؤال يفتقر إلى جواب، وفيها معنى التعجيب والتوقيف، والخطاب فيها يحتمل أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل مخاطب من غير تعيين، وهي تتعدى إلى مفعولين، وجاءت بعدها إن الشرطية في موضعين وهما : قوله﴿ إن كان على الهدى ﴾ وقوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ فيحتاج إلى الكلام في مفعولي ﴿ أرأيت ﴾ في المواضع الثلاثة، وفي جواب الشرطين، وفي الضمائر المتصلة بهذه الأفعال : وهي ﴿ إن كان على الهدى ﴾ و﴿ أمر بالتقوى ﴾ و﴿ كذب وتولى ﴾ على من تعود هذه الضمائر، فقال الزمخشري : إن قوله :﴿ الذي ينهى ﴾ هو المفعول الأول لقوله :﴿ أرأيت ﴾ الأولى، وأن الجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني وكررت ﴿ أرأيت ﴾ بعد ذلك للتأكيد، فهي زائدة لا تحتاج إلى مفعول، وإن قوله :﴿ ألم يعلم بأن الله يرى ﴾ هو جواب قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ فهو في المعنى جواب للشرطين معا، وأن الضمير في قوله :﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ للذي نهى عن الصلاة وهو أبو جهل، وكذلك الضمير في قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ وتقدير الكلام على هذا أخبرني عن الذي ينهى عبدا إذا صلى إن كان هذا الناهي على الهدى، أو كذب وتولى، ألم يعلم بأن الله يرى جميع أحواله من هداه وضلاله وتكذيبه ونهيه عن الصلاة وغير ذلك، فمقصود الآية : تهديد له وزجر وإعلام بأن الله يراه، وخالفه ابن عطية في الضمائر فقال : إن الضمير في قوله :﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ للعبد الذي صلى، وأن الضمير في قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ للذي نهى عن الصلاة، وخالفه أيضا في جعله ﴿ أرأيت ﴾ الثانية مكررة للتأكيد، وقال : إنها في المواضع الثلاثة توقيف، وأن جوابه في المواضع الثلاثة قوله :﴿ ألم يعلم بأن الله يرى ﴾ فإنه يصلح مع كل واحد منها، ولكنه جاء في آخر الكلام اختصارا، وخالفهما أيضا الغرنوي في الجواب فقال : إن جواب قوله :﴿ إن كان على الهدى ﴾ محذوف فقال : إن تقديره إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أليس هو على الحق، واتباعه واجب، والضمير على هذا يعود على العبد الذي صلى وفاقا لابن عطية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:﴿ أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ أرأيت في الموضع الذي قبله والذي بعده بمعنى أخبرني، فكأنه سؤال يفتقر إلى جواب، وفيها معنى التعجيب والتوقيف، والخطاب فيها يحتمل أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل مخاطب من غير تعيين، وهي تتعدى إلى مفعولين، وجاءت بعدها إن الشرطية في موضعين وهما : قوله﴿ إن كان على الهدى ﴾ وقوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ فيحتاج إلى الكلام في مفعولي ﴿ أرأيت ﴾ في المواضع الثلاثة، وفي جواب الشرطين، وفي الضمائر المتصلة بهذه الأفعال : وهي ﴿ إن كان على الهدى ﴾ و﴿ أمر بالتقوى ﴾ و﴿ كذب وتولى ﴾ على من تعود هذه الضمائر، فقال الزمخشري : إن قوله :﴿ الذي ينهى ﴾ هو المفعول الأول لقوله :﴿ أرأيت ﴾ الأولى، وأن الجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني وكررت ﴿ أرأيت ﴾ بعد ذلك للتأكيد، فهي زائدة لا تحتاج إلى مفعول، وإن قوله :﴿ ألم يعلم بأن الله يرى ﴾ هو جواب قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ فهو في المعنى جواب للشرطين معا، وأن الضمير في قوله :﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ للذي نهى عن الصلاة وهو أبو جهل، وكذلك الضمير في قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ وتقدير الكلام على هذا أخبرني عن الذي ينهى عبدا إذا صلى إن كان هذا الناهي على الهدى، أو كذب وتولى، ألم يعلم بأن الله يرى جميع أحواله من هداه وضلاله وتكذيبه ونهيه عن الصلاة وغير ذلك، فمقصود الآية : تهديد له وزجر وإعلام بأن الله يراه، وخالفه ابن عطية في الضمائر فقال : إن الضمير في قوله :﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ للعبد الذي صلى، وأن الضمير في قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ للذي نهى عن الصلاة، وخالفه أيضا في جعله ﴿ أرأيت ﴾ الثانية مكررة للتأكيد، وقال : إنها في المواضع الثلاثة توقيف، وأن جوابه في المواضع الثلاثة قوله :﴿ ألم يعلم بأن الله يرى ﴾ فإنه يصلح مع كل واحد منها، ولكنه جاء في آخر الكلام اختصارا، وخالفهما أيضا الغرنوي في الجواب فقال : إن جواب قوله :﴿ إن كان على الهدى ﴾ محذوف فقال : إن تقديره إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أليس هو على الحق، واتباعه واجب، والضمير على هذا يعود على العبد الذي صلى وفاقا لابن عطية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:﴿ أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ أرأيت في الموضع الذي قبله والذي بعده بمعنى أخبرني، فكأنه سؤال يفتقر إلى جواب، وفيها معنى التعجيب والتوقيف، والخطاب فيها يحتمل أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل مخاطب من غير تعيين، وهي تتعدى إلى مفعولين، وجاءت بعدها إن الشرطية في موضعين وهما : قوله﴿ إن كان على الهدى ﴾ وقوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ فيحتاج إلى الكلام في مفعولي ﴿ أرأيت ﴾ في المواضع الثلاثة، وفي جواب الشرطين، وفي الضمائر المتصلة بهذه الأفعال : وهي ﴿ إن كان على الهدى ﴾ و﴿ أمر بالتقوى ﴾ و﴿ كذب وتولى ﴾ على من تعود هذه الضمائر، فقال الزمخشري : إن قوله :﴿ الذي ينهى ﴾ هو المفعول الأول لقوله :﴿ أرأيت ﴾ الأولى، وأن الجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني وكررت ﴿ أرأيت ﴾ بعد ذلك للتأكيد، فهي زائدة لا تحتاج إلى مفعول، وإن قوله :﴿ ألم يعلم بأن الله يرى ﴾ هو جواب قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ فهو في المعنى جواب للشرطين معا، وأن الضمير في قوله :﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ للذي نهى عن الصلاة وهو أبو جهل، وكذلك الضمير في قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ وتقدير الكلام على هذا أخبرني عن الذي ينهى عبدا إذا صلى إن كان هذا الناهي على الهدى، أو كذب وتولى، ألم يعلم بأن الله يرى جميع أحواله من هداه وضلاله وتكذيبه ونهيه عن الصلاة وغير ذلك، فمقصود الآية : تهديد له وزجر وإعلام بأن الله يراه، وخالفه ابن عطية في الضمائر فقال : إن الضمير في قوله :﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ للعبد الذي صلى، وأن الضمير في قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ للذي نهى عن الصلاة، وخالفه أيضا في جعله ﴿ أرأيت ﴾ الثانية مكررة للتأكيد، وقال : إنها في المواضع الثلاثة توقيف، وأن جوابه في المواضع الثلاثة قوله :﴿ ألم يعلم بأن الله يرى ﴾ فإنه يصلح مع كل واحد منها، ولكنه جاء في آخر الكلام اختصارا، وخالفهما أيضا الغرنوي في الجواب فقال : إن جواب قوله :﴿ إن كان على الهدى ﴾ محذوف فقال : إن تقديره إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أليس هو على الحق، واتباعه واجب، والضمير على هذا يعود على العبد الذي صلى وفاقا لابن عطية.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١١:﴿ أرأيت إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ أرأيت في الموضع الذي قبله والذي بعده بمعنى أخبرني، فكأنه سؤال يفتقر إلى جواب، وفيها معنى التعجيب والتوقيف، والخطاب فيها يحتمل أن يكون للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل مخاطب من غير تعيين، وهي تتعدى إلى مفعولين، وجاءت بعدها إن الشرطية في موضعين وهما : قوله﴿ إن كان على الهدى ﴾ وقوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ فيحتاج إلى الكلام في مفعولي ﴿ أرأيت ﴾ في المواضع الثلاثة، وفي جواب الشرطين، وفي الضمائر المتصلة بهذه الأفعال : وهي ﴿ إن كان على الهدى ﴾ و﴿ أمر بالتقوى ﴾ و﴿ كذب وتولى ﴾ على من تعود هذه الضمائر، فقال الزمخشري : إن قوله :﴿ الذي ينهى ﴾ هو المفعول الأول لقوله :﴿ أرأيت ﴾ الأولى، وأن الجملة الشرطية بعد ذلك في موضع المفعول الثاني وكررت ﴿ أرأيت ﴾ بعد ذلك للتأكيد، فهي زائدة لا تحتاج إلى مفعول، وإن قوله :﴿ ألم يعلم بأن الله يرى ﴾ هو جواب قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ فهو في المعنى جواب للشرطين معا، وأن الضمير في قوله :﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ للذي نهى عن الصلاة وهو أبو جهل، وكذلك الضمير في قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ وتقدير الكلام على هذا أخبرني عن الذي ينهى عبدا إذا صلى إن كان هذا الناهي على الهدى، أو كذب وتولى، ألم يعلم بأن الله يرى جميع أحواله من هداه وضلاله وتكذيبه ونهيه عن الصلاة وغير ذلك، فمقصود الآية : تهديد له وزجر وإعلام بأن الله يراه، وخالفه ابن عطية في الضمائر فقال : إن الضمير في قوله :﴿ إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى ﴾ للعبد الذي صلى، وأن الضمير في قوله :﴿ إن كذب وتولى ﴾ للذي نهى عن الصلاة، وخالفه أيضا في جعله ﴿ أرأيت ﴾ الثانية مكررة للتأكيد، وقال : إنها في المواضع الثلاثة توقيف، وأن جوابه في المواضع الثلاثة قوله :﴿ ألم يعلم بأن الله يرى ﴾ فإنه يصلح مع كل واحد منها، ولكنه جاء في آخر الكلام اختصارا، وخالفهما أيضا الغرنوي في الجواب فقال : إن جواب قوله :﴿ إن كان على الهدى ﴾ محذوف فقال : إن تقديره إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أليس هو على الحق، واتباعه واجب، والضمير على هذا يعود على العبد الذي صلى وفاقا لابن عطية.
يصلح مع كل مع واحد منها، ولكنه جاء في آخر الكلام اختصارا.
وخالفهما أيضا الغزنوي في الجواب فقال: إن جواب قوله: إن كان على الهدى محذوف فقال: إن تقديره إن كان على الهدى أو أمر بالتقوى أليس هو على الحق واتباعه واجب، والضمير على هذا يعود على العبد الذي صلى وفاقا لابن عطية
لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعاً بِالنَّاصِيَةِ أوعد أبا جهل إن لم ينته عن كفره وطغيانه أن يؤخذ بناصيته فيلقى في النار، والناصية مقدم الرأس فهو كقوله: فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالْأَقْدامِ [الرحمن: ٤١] والسفع هنا الجذب والقبض على الشيء، وقيل: هو الإحراق من قولك سفعته النار وأكد لنسفعن باللام والنون الخفيفة، وكتبت في المصحف بالألف مراعاة للوقف، ويظهر لي أن هذا الوعيد نفذ عليه يوم بدر حين قتل وأخذ بناصيته فجرّ إلى القليب ناصِيَةٍ كاذِبَةٍ خاطِئَةٍ أبدل ناصية من الناصية، ووصفها بالكذب والخطيئة تجوزا، والكاذب الخاطئ في الحقيقة صاحبها، والخاطئ الذي يفعل الذنب متعمدا، والمخطئ الذي يفعله بغير قصد فَلْيَدْعُ نادِيَهُ النادي والنّدي المجلس الذي يجتمع فيه الناس، وكان أبو جهل قد قال: أيتوعدني محمد فو الله ما بالوادي أعظم ناديا مني فنزلت الآية تهديدا وتعجيزا له، والمعنى: فليدع أهل ناديه لنصرته إن قدروا على ذلك، ثم أوعده بأن يدعو له زبانية جهنم، وهم الملائكة الموكلون بالعذاب، الزبانية في اللغة الشرط واحدهم زبنية: وقيل: زبني وفي الحديث أن رسول الله ﷺ قال: لو دعا ناديه لأخذته الزبانية عيانا وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ أي تقرب إلى الله بالسجود كما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد «١» فاجتهدوا في الدعاء وهذا موضع سجدة عند الشافعي وليست عند مالك من عزائم السجود
(١). الحديث رواه مسلم وأبو داود والنسائي وأحمد عن أبي هريرة.
﴿ ناصية كاذبة خاطئة ﴾ أبدل ناصية من الناصية، ووصفها بالكذب والخطيئة تجوزا، والكاذب الخاطئ في الحقيقة صاحبها، والخاطئ الذي يفعل الذنب متعمدا، والمخطئ الذي يفعله بغير قصد.
﴿ فليدع ناديه ﴾ النادي والندي المجلس الذي يجتمع فيه الناس، وكان أبو جهل قد قال : أيتوعدني محمد ؟ فوالله ما بالوادي أعظم ناديا مني، فنزلت الآية تهديدا وتعجيزا له، والمعنى : فليدع أهل ناديه لنصرته إن قدروا على ذلك.
﴿ سندع الزبانية ﴾ ثم أوعده بأن يدعو له زبانية جهنم، وهم الملائكة الموكلون بالعذاب، والزبانية في اللغة الشرط، واحدهم زبنية، وقيل : زبني، وفي الحديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" لو دعا ناديه لأخذته الزبانية عيانا ".
﴿ واسجد واقترب ﴾ أي : تقرب إلى الله بالسجود كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فاجتهدوا في الدعاء "، وهذا موضع سجدة عند الشافعي، وليست عند مالك من عزائم السجود.
Icon