تفسير سورة العلق

تفسير ابن أبي زمنين
تفسير سورة سورة العلق من كتاب تفسير القرآن العزيز المعروف بـتفسير ابن أبي زمنين .
لمؤلفه ابن أبي زَمَنِين . المتوفي سنة 399 هـ
تفسير سورة اقرأ باسم ربك الذي خلق وهي مكية كلها.

قَوْلُهُ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خلق﴾ ((أَوَّلُ مَا كَلَّمَ جِبْرِيلُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ تَبَدَّى لَهُ قَالَ لَهُ: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾.
قَوْله: ﴿الَّذِي علم بالقلم﴾ وَهُوَ الْكتاب بالقلم.
﴿كلا﴾ قَالَ الْحَسَنُ: مَعْنَاهَا حَقًا ﴿إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى﴾ تَفْسِيرُ الْكَلْبِيِّ: يَعْنِي: يَرْتَفِعُ مِنْ مَنْزِلَةٍ إِلَى مَنْزِلَةٍ قَالَ بَعْضُهُمْ: نزلت فِي أبي
﴿ أن رآه استغنى( ٧ ) ﴾ تفسير الكلبي : يعني : يرتفع من منزلة إلى منزلة، قال بعضهم : نزلت في أبي جهل.
جَهْلٍ ﴿إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى﴾ الْمرجع يَوْم الْقِيَامَة
﴿أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صلى﴾ كَانَ أَبُو جَهْلٍ يَنْهَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الصَّلَاة
﴿أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَو أَمر بالتقوى﴾ وَهُوَ مُحَمَّدٌ، كَانَ عَلَى الْهُدَى وَأمر الْعباد بِطَاعَة الله.
﴿ أو أمر بالتقوى( ١٢ ) ﴾ وأمر العباد بطاعة الله.
﴿أَرَأَيْت إِن كذب وَتَوَلَّى﴾ يَعْنِي: أَبَا جَهْلٍ كَذَّبَ بِكِتَابِ اللَّهِ وَتَوَلَّى عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ
﴿أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى﴾ عمله
﴿كلا لَئِن لم ينْتَه﴾ أَبُو جهل عَن كفره وتكذبيه ﴿لنسفعن بالناصية﴾ لَنَأْخُذَنَّ بِنَاصِيَتِهِ تَجُرُّهُ الْمَلائِكَةُ بِنَاصِيتَهِ فَتُلْقِيهِ فِي النَّارِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: يُقَالُ: سَفَعَتَ بِالشَّيْءِ إِذَا قَبَضْتَ عَلَيْهِ وجبذته جبذاً شَدِيدا.
نص مكرر لاشتراكه مع الآية ١٥:﴿ كلا لئن لم ينته( ١٥ ) ﴾ أبو جهل عن كفره وتكذبيه ﴿ لنسفعا بالناصية( ١٥ ) ﴾ لنأخذن بناصيته تجره الملائكة بناصيته فتلقيه في النار.
قال محمد : يقال : سفعت بالشيء إذا قبضت عليه وجبذته جبذا شديدا١.
١ انظر لسان العرب (٣/٢٠٢٨)-مادة/سفع)..

﴿فَليدع نَادِيه سَنَدع الزَّبَانِيَة﴾ فَلْيَدْعُ أَبُو جَهْلٍ إِذَا دَعَوْنَا بالزبانية خَزَنَةَ النَّارِ فَجَرُّوا بِنَاصِيَتِهِ إِلَى النَّارِ فَلْيَدْعُ حِينَئِذٍ نَادِيَهُ؛ يَعْنِي: عَشِيرَتَهُ وَجُلَسَاءَهُ فَلْيَمْنَعُوهُ مِنْ ذَلِكَ.
قَالَ مُحَمَّدٌ: وَاحِدُ الزَّبَانِيَةِ: زِبْنِيَةٌ مَأْخُوذٌ مِنَ الزَّبْنِ، وَالزَّبْنُ: الدَّفْعُ؛ كَأَنَّهُمْ يَدْفَعُونَ أَهْلَ النَّارِ إِلَيْهَا.
﴿ سندع الزبانية( ١٨ ) ﴾ فليدع أبو جهل إذا دعونا بالزبانية خزنة النار فجروا بناصيته إلى النار. قال محمد : واحد الزبانية : زبنية، مأخوذ من الزبن، والزبن : الدفع كأنهم يدفعون أهل النار إليها١.
١ انظر لسان العرب (٣/١٨٠٨)-مادة/زبن)..
﴿كلا لَا تطعه﴾ لَا تُطِعْ أَبَا جَهْلٍ فِيمَا؛ يَأْمُرك بِهِ يَقُولُهُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلم ﴿واسجد﴾ أَي: وصل لِرَبِّك ﴿واقترب﴾ وَهُوَ الدُّنُوُّ أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ إِلَى اللَّهِ إِذَا كَانَ سَاجِدًا.
148
تَفْسِيرُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَهِيَ مَكِّيَّةٌ كُلُّهَا

بِسْمِ الله الرَّحْمَن الرَّحِيم

[تَفْسِير سُورَة الْقدر من آيَة ١ إِلَى آيَة ٥]
149
Icon