ﰡ
وروى وكيع عن أبي بكر الهذلي عن الحسن في قوله :﴿ وما أدري ما يفعل بي ولا بكم ﴾، قال : في الدنيا٦.
وقال آخرون : بل ذلك على وجهه في أمر الدنيا وفي ذنوبه وما يختم له من عمله، حتى نزلت :﴿ ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ﴾٧، فخرج رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وقال :( هي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس )٨، وهذا يعني تفسير قتادة، والضحاك، والكلبي، وروى مثله يزيد بن إبراهيم التستري عن الحسن. ( ت : ٢١/٢٢٧ )
٢ سورة الانفطار: ١٣-١٤..
٣ سورة المائدة: ٧٤..
٤ سورة النساء: ٤٧..
٥ سورة الأنعام: ٥٨..
٦ أخرجه ابن جرير بسنده إلى الحسن البصري، انظر جامع البيان: ٢٦/٧..
٧ سورة الفتح: ٢..
٨ أخرجه الإمام البخاري في التفسير: سورة الفتح: ١. ١٨/٩٤-٩٥..
قال أبو عمر- رحمه الله- : وكذلك سورة الأحقاف مكية، فالقولان جميعا لا وجه لهما عند الاعتبار ؛ إلا أن يكون في معنى قوله : فاسأل الذين يقرؤون الكتاب من قبلك، وقد تكون السورة مكية، وفيها آيات مدنية كالأنعام وغيرها٢. ( الاستيعاب : ٣/٩٢٢-٩٢٣ )
٢ قال ابن جرير: والصواب من القول في ذلك عندنا أن الذي قاله مسروق في تأويل ذلك أشبه بظاهر التنزيل، لأن قوله: ﴿قل أرأيتم إن كان من عند الله وكفرتم به وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله﴾. في سياق توبيخ الله تعالى ذكره مشركي قريش. واحتجاجا عليهم لنبيه- صلى الله عليه وسلم- وهذه الآية نظيرة سائر الآيات قبلها. ولم يجر لأهل الكتاب ولا لليهود قبل ذلك ذكر، فتوجه هذه الآية إلى أنها فيهم نزلت: ولا دل على انصراف الكلام عن قصص الذين تقدم الخبر عنهم معنى، غير أن الأخبار قد وردت عن جماعة من أصحاب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- بأن ذلك عنى به عبد الله بن سلام، وعليه أكثر أهل التأويل، وهم كانوا أعلم بمعاني القرآن، والسبب الذي فيه نزل، وما أريد به، فتأويل الكلام إذا كان ذلك كذلك، وشهد عبد الله بن سلام، وهو الشاهد من بني إسرائيل على مثله، يعني على مثل القرآن، وهو التوراة، وذلك شهادته أن محمدا مكتوب في التوراة أنه نبي تجده اليهود مكتوبا عندهم في التوراة. كما هو مكتوب في القرآن أنه نبي. جامع البيان: ٢٦/١٢..
٤٣٤- قال أبو عمر : في الآية الجزاء بعذاب الهون على الكفر والفسق. ( س : ٢٦/٣٥٠ )
٤٣٥- قال أبو عبيد : إنما سميت منازلهم بالأحقاف١، لأنها كانت بالرمال. ( ت : ٢٣/٣٤٥ )