ﰡ
ورُوي أن عثمان سأل الناس عن ذلك، فقال له ابن عباس مثل ذلك، وأن عثمان رجع إلى قول عليّ وابن عباس. ورُوي عن ابن عباس أن كل ما زاد في الحمل نقص من الرضاع، فإذا كان الحمل تسعة أشهر فالرضاع واحد وعشرون شهراً وعلى هذا القياس جميع ذلك.
ورُوي عن ابن عباس أن الرضاع حَوْلان في جميع الناس، ولم يفرقوا بين من زاد حمله أو نقص ؛ وهو مخالف للقول الأول. وقال مجاهد في قوله :﴿ وما تغيض الأرحام وما تزداد ﴾ [ الرعد : ٨ ] : ما نقص عن تسعة أشهر أو زاد عليها.
قوله تعالى :﴿ حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ ﴾. رُوي عن ابن عباس وقتادة :" أشده ثلاث وثلاثون سنة ". وقال الشعبي :" هو بلوغ الحلم ". وقال الحسن :" أشدّه قيام الحجة عليه ".
وحدثنا عبدالله بن محمد قال : حدثنا الجرجاني قال : أخبرنا عبدالرزاق عن معمر في قوله :﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ في حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا ﴾ قال : إن عمر بن الخطاب قال :" لو شئتُ أن أُذهب طيباتي في حياتي لأمَرْتُ بجَدْي سمين يُطبخ باللبن ".
وقال معمر : قال قتادة : قال عمر :" لو شئتُ أن أكون أطيبكم طعاماً وألْينكم ثياباً لفعلت، ولكنّي أستبقي طيباتي ".
وعن عبد الرّحمن بن أبي ليلى قال : قدم على عمر بن الخطاب ناسٌ من أهل العراق، فقرَّب إليهم طعامه، فرآهم كأنهم يتعذرون في الأكل، فقال :" يا أهل العراق لو شئتُ أن يُدَهْمَق لي كما يُدَهْمَقُ لكم لفعلت، ولكن نستبقي من دنيانا لآخرتنا، أما سمعتم الله يقول :﴿ أَذْهَبْتُمْ طَيِّبَاتِكُمْ في حَيَاتِكُمُ الدُّنْيَا ﴾.
قال أبو بكر : هذا محمول على أنه رأى ذلك أفضل لا على أنه لا يجوز غيره ؛ لأن الله قد أباح ذلك، فلا يكون آكله فاعلاً محظوراً، قال الله تعالى :﴿ قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق ﴾ [ الأعراف : ٣٢ ].