ﰡ
وهذا خطأ ؛ لأنه يجوز أن يقول ظلمت نفسي بإقدامي على الوَكْزِ من غير توقيف ولا دلالة فيه على أن القتل عمد، إذ الظلم لا يختص بالقتل دون الظلم، وكان صغيرةً.
قال أبو بكر : هذا سلام مُتَارَكَةٍ وليس بتحية، وهو نحو قوله :﴿ وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً ﴾ [ الفرقان : ٦٣ ]، وقوله :﴿ واهجرني مليّاً ﴾ [ مريم : ٤٦ ]، وقال إبراهيم :﴿ سلام عليك سأستغفر لك ربي ﴾ [ مريم : ٤٧ ].
ومن الناس من يظنّ أن هذا يجوز على جواز ابتداء الكافر بالسلام. وليس كذلك، لما وصفنا من أن السلام ينصرف على معنيين، أحدهما : المسالمة التي هي المتاركة، والثاني : التحية التي هي دعاء بالسلامة والأمن، نحو تسليم المسلمين بعضهم على بعض، وقوله صلى الله عليه وسلم :" للْمُؤْمِنِ عَلَى المُؤْمِنِ سِتٌّ أَحَدُهَا أَنْ يُسَلِّمَ عَلَيْهِ إِذَا لَقِيَهُ "، وقوله تعالى :﴿ وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها ﴾ [ النساء : ٨٦ ]، وقوله :﴿ تحيتهم فيها سلام ﴾ [ إبراهيم : ٢٣ ].
وقد رُوي عن النبي صلى الله عليه وسلم في الكفار :" لا تَبْدَأُوهُمْ بالسَّلامِ " و " إِنَّهُ إِذَا سَلَّمَ عَلَيْكُمْ أَهْلُ الكِتَابِ فَقُولُوا وعَلَيْكُمْ ".