تفسير سورة القصص

مجاز القرآن
تفسير سورة سورة القصص من كتاب مجاز القرآن المعروف بـمجاز القرآن .
لمؤلفه أبو عبيدة معمر بن المثنى . المتوفي سنة 209 هـ

«سورة القصص» (٢٨)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

«طس» (١) ساكن لأنه جرى مجرى فواتح سائر السور اللواتى مجازهن مجاز حروف التهجي ومجاز موضعه فى المعنى مجاز ابتداء فواتح سائر السور..
«تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ» (٢) مجازها: هذه آيات القرآن بمنزلة قوله:
«الم ذلِكَ الْكِتابُ» (٢/ ١- ٢) مجازه: هذا القرآن وقد فرغنا من تلخيصه فى موضعه وفى غير موضع..
«مِنْ نَبَإِ مُوسى» (٢) أي من خبر موسى قال الرّبيع بن زياد العبسي:
إنّى أرقت فلم أغمّض حار جزعا من النبإ الجليل السّارى
«١» [٦٦٠] جزعا أي فزعا..
«إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الْأَرْضِ» (٤) أي عظم وشرف وغلب عليها وطغى..
«وَجَعَلَ أَهْلَها شِيَعاً» (٤) أي فرقا متفرقين، قال الأعشى:
وبلدة يكره الجوّاب دلجتها حتى تراه عليها يبتغى الشّيعا
«٢» [٦٦١] أي الأصحاب والجماعات فى تفرقة.
(١). - ٦٦٠: أول بيت من كلمة فى الحماسة ٣/ ٣٤ والأغانى ١٦/ ٢٦.
(٢). - ٦٦١: ديوانه ص ٨٣ والقرطبي ١٣/ ٢٨٤ وشواهد الكشاف ص ١٧٧.
«وَقالَتِ امْرَأَتُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ» (٩) ومجازه مجاز المختصر الذي فيه ضمير كقولك: هذا قرة عين لى ولك وعلى هذا التفسير وقعت «قُرَّتُ عَيْنٍ»..
«وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً» (١٠) مجازه: فارغا من الحزن لعلمها أنه لم يغرق «١» «٢» «٣» «٤» ومنه قولهم دم فرغ أي لا قود فيه ولا دية فيه..
«وَقالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ» (١١) أي ابتغى إثره، يقال: قصصت آثار القوم..
«فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ» (١١) وأبصرته لغتان، عن جنب عن بعد وتجنب، ويقال: ما تأتينا إلا عن جنب وعن جنابة، قال علقمة بن عبدة:
فلا تحرمنّى نائلا عن جنابة فإنى امرؤ وسط القباب غريب
(١٥١)
(١). - ٦٦٢: من كلمة فى شعراء النصرانية ٢/ ٦٨.
(٢). - ٦٦٣: فى الجمهرة ٣/ ٦٣.
(٣). - ٣- ٤ «فارغا... لم يفرق» : روى القرطبي (١٣/ ٢٥٥) هذا الكلام عنه.
(٤). - ٦٦٤ «طليحة» : هو طليحة بن خويلد بن نوفل الأسدى من بنى ثعلبة، فارس مشهور وبطل مذكور خرج خالد بن الوليد إلى قتاله فى زمن أبى بكر قتل هو وأخوه من أصحاب خالد بن الوليد ثم أسلم وحسن إسلامه ثم شهد القادسية واستشهد بها سنة ١١ للهجرة وانظر السيرة ص ٤٥٢ والكامل لابن الأثير ٢/ ٢٦٠ والعيني ٣/ ١٥٤- والبيت فى السيرة واللسان والتاج (فرغ) والعيني ٣/ ١٥٤.
وقال الحطيئة:
والله يا معشر لاموا امرأ جنبا فى آل لأى بن شمّاس لأكياس
«١» [٦٦٥].
«يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ» (١٢) أي يضمونه..
«بَلَغَ أَشُدَّهُ» (١٤) بلغ أي انتهى وموضع أشدّه موضع جميع ولا واحد له من لفظه. قال الفراء والكسائي واحد الأشدّ شدّ على فعل وافعل مثل بحر وأبحر، أشده مضعف مشدّد..
«وَاسْتَوى» (١٤) أي استحكم وتمّ..
«فَوَكَزَهُ مُوسى» (١٥) بمنزلة لهزه فى صدره بجمع كفه، فهو اللكز «٢» «٣» واللهز..
«فَقَضى عَلَيْهِ» (١٥) أي فقتله وأتى على نفسه..
«فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً» (١٧) أي معينا خائفا..
«يَتَرَقَّبُ» (١٨) أي ينتظر.
(١). - ٦٦٥: مطلع قصيدة فى ديوانه رقم ٢٠ وهو فى المختارات ص ١١٦. [.....]
(٢). - ٩ «اللكز» : قال الجوهري: قال أبو عبيدة اللكز الضرب بالجمع على الصدر (لكز).
واللهز: الضرب بجمع اليد فى الصدر مثل اللكز كما رواه القرطبي (١٣/ ٢٦٠) عن أبى عبيدة.
(٣). - ٦٦٦: ديوانه فى ص ٦٣- ٦٥ والعيني ٤/ ٢١٩ والأولان فقط فى اللسان والتاج (بهز، ضز).
«فَإِذَا الَّذِي اسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ» (١٨) مجازه فإذا ذلك الذي كان استنصر هذا يستصرخه أي يستصرخ الذي كان بالأمس استنصره وهو من الصارخ يقال: يا آل بنى فلان يا صاحباه..
«أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُما» (١٩) الطاء مكسورة ومضمومة لغتان..
«إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ» (٢٠) مجازه يهمون بك ويتوامرون فيك ويتشاورون «١» فيك ويرتئون، قال النّمر بن تولب:
أرى النّاس قد أحدثوا شيمة... وفى كل حادثة يؤتمر
«٢» [٦٦٧] وقال ربيعة بن جشم النّمرىّ:
أحار بن عمرو كأنى خمر... ويعدو على المرء ما يأتمر
«٣» «٤» [٦٦٨] ما يأتمر: ما يرى لنفسه فيرى أنه رشد فربما كان هلاكه من ذلك.
(١). - ٦ «يتشاورون... ليقتلوك» الذي ورد فى الفروق: روى ابن قتيبة هذا الكلام وقال: وهذا غلط بين لمن تدبره ومناداة للمعنى كيف يعدو على المرء ما شاور فيه والمشاورة بركة وخير وإنما أراد يعدو عليه ما هم به الناس من الشر... (القرطين ٢/ ٦١).
(٢). - ٦٦٧: الطبري ٢٠/ ٣١ والقرطبي ١٣/ ٢٦٦.
(٣). - ٦٦٨: من الأبيات المختلف فى عزوها قال فى الخزانة (١/ ١٨٠) وأثبت هذه القصيدة له (أي لا مرىء القيس بن حجر) أبو عمرو الشيباني والمفضل وغيرهما ورغم الأصمعى فى روايته عن أبى عمرو بن العلاء أنها لرجل من أولاد النمر بن قاسط يقال له ربيعة بن (جشم) وهو فى ملحق ديوان امرئ القيس من الستة فى ١٩٧ والصحاح واللسان والتاج (أمر) والعيني ١/ ٩٥، ٤/ ٢٦٤.
(٤). - ٦٦٩: ديوانه ص ١٤.
«وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ» (٢٢) مجازه: نحو مدين ولا تنصرف مدين لأنها اسم مؤنثة، ويقال: فعل ذلك من تلقاء نفسه ودار فلان تلقاء دار فلان..
«سَواءَ السَّبِيلِ» (٢٢) مجازه قصد السبيل ووسطه قال:
حتى أغيّب فى سواء الملحد
(٦١) وهو مفتوح ممدود..
«وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ يَسْقُونَ» (٢٣) أي جماعة..
«تَذُودانِ» (٢٣) مجازه: تمنعان وتردان وتطردان قال جرير:
وقد سلبت عصاك بنو تميم فما تدرى بأى عصا تذود
«١» [٦٧٠] وقال سعيد بن كراع:
أبيت على باب القوافي كأنما أذود بها سريا من الوحش نزّعا
«٢» [٦٧١] ويروى الحوش، والحوش إبل الجنّ يزعمون أنها تضربه فى المهريّة «٣» والعمانية فمن ثم هى هكذا.
(١). - ٦٧٠: فى قصيدة يهجو بها القتم فى ديوانه ص ١٦٠- ١٦٨ والبيت فى الطبري ٢٠/ ٣٣ والقرطبي ١٣/ ٢٦٨.
(٢). - ٦٧١: «سويد بن كراع» : هو من عكل جاهلى إسلامى وكان هجا قومه فاستعدوا عليه عثمان بن عفان رضى الله عنه فأوعده عليه ألا يعود انظر ترجمته فى الشعراء ص ٤٠٣ والأغانى ١١/ ١٢١ والإصابة ٣/ ١٧٣- والبيت من كلمة فى البيان والتبيين ٢/ ١١ والشعراء والأغانى وهو فى الطبري ٢٠/ ٣٣ والقرطبي ١٣/ ٢٦٨.
(٣). - ١١ «الحوش... المهرية» : كما هو فى اللسان (حوش) باختلاف يسير.
«قالَ ما خَطْبُكُما» (٢٣) أي ما أمركما وحالكما وشأنكما، قال:
يا عجبا ما خطبه وخطبى
(٥٥٤).
«عَلى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمانِيَ حِجَجٍ» (٢٧) مجازه من الإجارة وهى أجر العمل يقال: أجرت أجيرى أي أعطيته أجره ويفعل منها: «يأجر» تقديره أكل يأكل ومنه قول الناس: أجرك الله وهو يأجرك أي أثابك الله «١»..
«أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ» (٢٨) أي الغايتين والشرطين ومجازه أي الأجلين و «ما» من حروف الزوائد فى كلام العرب قال عبّاس بن مرداس:
فأيّى ما وأيك كان شرّا فقيد إلى المقامة لا يراها
(٦٢٨).
«فَلا عُدْوانَ عَلَيَّ» (٢٨) وهو من العدا والتعدي والعدو واحد كله وهو الظلم..
«آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً» (٢٩) أي أبصر، قال:
آنس خربان فضاء فانكدر دانى جناحيه من الطور فمرّ
(٦٢٥) الطور: الجبل..
«أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ» (٢٩) أي قطعة غليظة من الحطب ليس فيها لهب
(١). - ٤- ٥ «يقال... أثابك الله» : انظر هذا الكلام فى الطبري (٢٠/ ٣٩).
ببعض نقص وزيادة وما رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٤/ ٣٦٦، ٨/ ٣٩١.
وهى مثل الجذمة من أصل الشجرة «١» وجماعها الجذا «٢»، قال ابن مقبل:
باتت حواطب ليلى يلتمسن لها... جزل الجذا غير خوّار ولا دعر
«٣» [٦٧٢].
«شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ» (٣٠) شطّ الوادي هو ضغة الوادي وعدوته وعدوتا وعدوتاه «٤»، ومنه شطّ السنام لنصفه..
«تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ» (٣١) وفى آية أخرى: «فَإِذا هِيَ حَيَّةٌ تَسْعى» (٢٠/ ٢٠) فالحيات أجناس فيها الجان وغير ذلك والأفعى والحفّاث ومجازها كأنها جان من الحيّات ومجاز الأخرى فإذا هى حيّة من الجان..
«وَلَمْ يُعَقِّبْ» (٣١) أي لم يرجع يقال: عقّب على ما كان فردّه أي رجع عليه..
«اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ» (٣٢) مجازه: أدخل وهما لغتان سلكته واسلكته وقد فسّرناه فوق هذا.
(١). - ١٤- من ص ١٠٢- ٢ «قطعة... الشجرة» : أخذ الطبري هذا الكلام برمته (٢٠/ ٤١).
(٢). - ٤- ٩ «والجذوة... لم يكن» الذي ورد فى الفروق: رواه القرطبي ١٣/ ٢٨١.
(٣). - ٦٧٢: نعله من كلمة فى حماسة البحتري ص ٢٩٣ وهو فى الطبري ٢٠/ ٤١ والقرطبي ١٣/ ٢٨١ واللسان (جذو) وشواهد الكشاف ١٣٠.
(٤). - ١ «الشاطبي... وعدوناه» الذي ورد فى الفروق: روى ابن حجر هذا الكلام عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٣٩١. [.....]
«بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ» (٣٢) أي من غير برص..
«وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ» (٣٢) أي يدك. و «الرَّهْبِ» مثل الرّهبة ومعناهما الخوف والفرق «١»..
«فَذانِكَ بُرْهانانِ» (٣٢) واحدهما برهان وهو البيان يقال: هات على ما تقول ببرهان ونون قوله «فَذانِكَ» مشددة لأنها أشد مبالغة منه إذا خففتها وقد يخفّف فى الكلام.
وقوله: «هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِساناً» (٣٤) لأن موسى كانت فى لسانه عقدة ويقال للفرس والبعير إذا كان صافى الصهيل وصافى الهدير: إنه لفصيح الصّهيل وإنه لفصيح الهدير..
«رِدْءاً» (٣٤) أي معينا ويقال: قد أردأت فلانا على عدوه وعلى ضيعته أي أكنفته وأعنته أي صرت له كنفا..
«سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ» (٣٥) أي سنقوّيك به ونعينك به يقال إذا أعزّ رجل رجلا ومنعه: قد شد فلان على عضد فلان وهو من عاضدته على أمره أي عاونته «٢» «٣» وآزرته عليه.
(١). - ٣ «الخوف والفرق» : كما فى الطبري ٢٠/ ٤٣.
(٢). - ١٢- ١٤ «سنقويك... عاونته» : أخذ الطبري (٢٠/ ٤٤) هذا الكلام برمته.
(٣). - ٦٧٣: فى ديوانه ٢/ ٥٦ والجمهرة ٣/ ١٥٨ واللسان والتاج (كنف).
قال ابن مقبل:
عاضدتها بعنود غير معتلث كأنه وقف عاج بات مكنونا
«١» [٦٧٤] معتلث يعنى القدح، العنود: السهم، والمعتلث: تكون السهام من قنا فيكون فيها السهم من غير قنا، فذاك المعتلث وكذاك الخشب وقف عاج: موقّف فيه طرائق من حسنه والمعتلث يقال: امتلث وافتلث واسم علائة مشتق منه، وفلان يأكل العليث إذا أكل خبز الشعير والحنطة، وافتلث واعتلث واحد وهو المختلط يعنى قوسا أنه عاضدها بسهم.
«إن هذا إلّا سحر مفترى» (٣٦) مجازه: ما هذا إلا سحر مفترى يقال إذا افتعل الرجل من قبله شيئا: افتريته..
«عاقِبَةُ الدَّارِ» (٣٧) وعاقبة الأمر أي آخره.
[ «صَرْحاً» ] (٣٨) الصرح البناء والقصر، قال الشاعر:
بهن نعام بناها الرجا ل تحسب أعلامهن الصّروحا
«٢» (٦٥٩)
(١). - ٦٧٤: من قصيدة خمسين بيتا فى جمهرة الأشعار ص ١٦٠- ١٦٢ ولكن بين رواية جمهرة الأشعار وبين رواية أبى عبيدة لخلافا حيث إن صدر البيت قد أصبح صدرا لبيت آخر ورواه الطبري (٢٠/ ٤٤) كما هو عند أبى عبيدة.
(٢). - ٦٥٩: انظر ما ورد من الخلاف فى هذا البيت فى الرواية التي تقدمت
«فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ» (٤٠) أي فجمعناه وجنوده..
«فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ» (٤٠) أي فألقيناهم فى البحر فأهلكناهم وغرقناهم قال العجّاج:
كبازخ اليمّ زهاه اليمّ
(٢٥٦) وقال أبو الأسود الدّؤلىّ:
نظرت إلى عنوانه فنبذته كنبذك نعلا أطلقت من نعالكا
(٥٦).
«أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ» (٤١) والإمام يكون فى الخير وفى الشر..
«أَتْبَعْناهُمْ» (٤٢) مجازه ألزمناهم..
«مِنَ الْمَقْبُوحِينَ» (٤٢) مجازه: المهلكين «١»..
«بِجانِبِ الْغَرْبِيِّ» (٤٤) وهو حيث تغرب الشمس والنجوم والقمر..
«وَلكِنَّا أَنْشَأْنا قُرُوناً» (٤٥) أي خلقنا قرونا أي أمما..
«الْعُمُرُ» (٤٥) والعمر واحد وهما لغتان وهما مثل الضّعف والضّعف والمكث والمكث «٢».
(١). - ٩ «المهلكين» : أخذ البخاري تفسير أبى عبيدة هذا وقال ابن حجر هو قول أبى عبيدة أيضا (فتح الباري ٨/ ٢٩١) ورواه القرطبي عن أبى عبيدة (١٣/ ٢٩٠).
(٢). - ٦٧٥: الرواية الأولى وهى رواية الأصمعى فى الجمهرة ٢/ ٣٨٧، ٣/ ٤٢٧ واللسان والتاج (عمر) والرواية الثانية فى أمالى القالي ٣/ ١٣٩ واللسان والتاج (عذر) وأما رواية أبى عبيدة فأشار إليها البكري فى السمط (الذيل ص ٦٥).
«ثاوِياً فِي أَهْلِ مَدْيَنَ» (٤٥) أي مقيما، قال الأعشى:
أثوى وقصّر ليلة ليزوّدا... فمضت وأخلف من قتيلة موعدا
«١» [٦٧٦] ويروى أثوى الثّوىّ الصّيف، قال العجّاج:
فبات حتى يدخل الثّوىّ... مجرمزا وليله قسىّ
«٢» [٦٧٧].
«وَلَوْلا أَنْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ» (٤٧) وهى من كل نقمة وعذاب، نقمة بكسر القاف:.
«بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ» (٤٧) مجازه: بما كانوا اكتسبوا وليس هاهنا..
«لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولًا» (٤٧) مجازه هلّا، وفى آية أخرى:.
«لَوْلا أُوتِيَ» (٤٨) مجازه: هلّا أوتى.
«ساحران تظاهرا» (٤٨) أي تعاونا..
«فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ» (٥٠) مجازه: فإن لم يجيبوك، وقال الغنوي:
وداع دعا يا من يجيب إلى النّدى... فلم يستجبه عند ذاك مجيب
(٨٣)
(١). - ٦٧٦: ديوانه ص ١٥٠ والطبري ٢٠/ ٤٧.
(٢). - ٦٧٧: ديوانه ص ٦٩ والشطر الأول فى القرطبي ١٣/ ٢٩١.
«وَلَقَدْ وَصَّلْنا لَهُمُ الْقَوْلَ» (٥١) أي أتممناه «١»، قال:
جعلت عمامتى صلة لحبلى
«٢» [٦٧٨] وقال الأخطل:
فقل لبنى مروان ما بال ذمة وحبل ضعيف لا يزال يوصّل
«٣» [٦٧٩].
«وَإِذا يُتْلى عَلَيْهِمْ» (٥٣) أي يقرأ عليهم..
«وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ» (٥٤) مجازه: يدفعون السيّء بالحسن..
«وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ» (٥٥) مجازه هاهنا الفحش والقبيح..
«يُجْبى إِلَيْهِ ثَمَراتُ كُلِّ شَيْءٍ» (٥٧) مجازه يجمع كما يجبى الماء فى الجابية فيجمع للواردة «٤»..
«بَطِرَتْ مَعِيشَتَها» (٥٨) مجازها أنها أشرت وطغت وبغت «٥»..
«وَما كانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّها رَسُولًا» (٥٩) أم القرى مكة وأم الأرضين فى قول العرب وفى آية أخرى: «لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرى وَمَنْ حَوْلَها «٦» » (٦/ ٩٢).
(١). - ١ «أتممناه» : رواى ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٣٩٢) وكذا فى القرطبي ١٣/ ٢٩٥.
(٢). - ٦٧٨: من كلمة ١١ بيتا للقحيف العقيلي العامري فى الأغانى ٢٠/ ١٤٢.
(٣). - ٦٧٩: ديوانه ص ١٠ والطبري ٢٠/ ٥١ والقرطبي ١٣/ ٢٩٥.
(٤). - ٨ «يجمع... للواردة» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٣٩٢.
(٥). - ١٠ «أشرت... وبغت» روى ابن حجر تفسير أبى عبيدة هذا فى فتح الباري ٨/ ٣٩٣. [.....]
(٦). - ١٢- ١٣ «أم... حولها» : رواه ابن حجر فى فتح الباري ٨/ ٣٩٣.
«مِنَ الْمُحْضَرِينَ» (٦١) أي من المشهدين..
«وَيَوْمَ يُنادِيهِمْ» (٦٢) مجازه: يوم يقول لهم..
«الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ» (٦٢) مجازه: وجب عليهم العقاب..
«إِيَّانا يَعْبُدُونَ» (٦٣) مجازه: مجاز إياك نعبد لأنه بدأ بالكناية قبل الفعل..
«فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الْأَنْباءُ» (٦٦) مجازه: فخفيت عليهم الأخبار، يقال:
عمى علىّ خير القوم..
«وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ» (٦٨) مجازه: عن الذين يشركون به.
«تُكِنُّ صُدُورُهُمْ «١» » (٦٩) أي تخفى، ويقال: أكننت ذلك فى صدرى، وكننت الشيء بغير ألف: صنته..
«إِنْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ اللَّيْلَ سَرْمَداً» (٧١) مجازه: دائما لا نهار فيه، وكل شىء لا ينقطع من عيش أو رخاء أو غم وبلاء دائم فهو سرمد «٢».
(١). - ٨ «تُكِنُّ صُدُورُهُمْ» : وفى البخاري: تكن تخفى، أكننت الشيء أخفيته وكننته وأظهرته وقال ابن حجر: وقال أبو عبيدة فى قوله «وربك يعلم... صدورهم» أي تخفى...
بغير ألف وقال فى موضع آخر أكننت وكننت واحد وقال أبو عبيدة أكننته إذا أخفيته وأظهرته وهو من الأضداد (فتح الباري ٨/ ٣٩٣).
(٢). - ٦٨٠: من معلقته وهو فى شرح العشر ص ٥١ وديوانه من الستة ص ٥٩ والقرطبي ١٣/ ٣٠٨.
«وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ» (٧٣) مجازه: لتسكنوا فى الليل ولتبتغوا فى النهار من فضل الله..
«وَنَزَعْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً» (٧٥) مجازه: وأحضرنا من كل أمة، لها موضعان أحدهما: من كل أمة نبىّ، والآخر: من كل قرن وجماعة وشهيد فى موضع شاهد بمنزلة عليم فى موضع عالم ويقال: نزع فلان بحجته أي أخرجها وأحضرها..
«ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي الْقُوَّةِ» (٧٦) أي مفاتح خزائته، ومجازه: ما إنّ العصبة ذوى القوة لتنوء بمفاتح نعمه ويقال فى الكلام: إنها لتنوء بها عجيزتها، وإنما هى تنوء بعجيزتها كما ينوء البعير بحمله، والعرب قد تفعل مثل هذا، قال الشاعر:
فديت بنفسه نفسى ومالى ولا ألوك إلّا ما أطيق
(٦٢٣) والمعنى فديت بنفسي وبمالى نفسه وقال:
وتركب خيل لا هوادة بينها وتشقى الرماح بالضّياطرة الحمر
«١» [٦٨١] الخيل هاهنا الرجال، وإنما تشقى الضياطرة بالرماح «٢»، وقال أبو زبيد:
(١). - ٦٨١: لخداش بن زهير فى الكامل للمبرد ص ٢٦٤ والطبري (٢٠/ ٦٤) واللسان (ضطر) وشواهد الكشاف ١٢٠. قال فى اللسان حاكيا عن ابن سيده: يجوز أن يكون عنى أن الرماح تشقى بهم أي أنهم يحسنون حملها وإلا الطعن بها ويجوز أن يكون على القلب أي تشقى الضياطرة الحمر بالرماح يعنى أنهم يقتلون بها، والهوادة المصالحة والموادعة والضيطار التاجر لا يبرح مكانه.
(٢). - ٨- ١٤ «ومجازه... بالرماح» : روى الطبري (٢٠/ ٦٤) هذا الكلام عن بعض أهل البصرة وهو أبو عبيدة.
والصّدر منه فى عامل مقصود
«١» [٦٨٢] وإنما الرمح فى الصدر. ويقال: أعرض الناقة على الحوض وإنما يعرض الحوض على الناقة..
«لا تَفْرَحْ» (٧٦) أي لا تأشر ولا تمرح، قال هدبة:
ولست بمفراح إذا الدهر سرّنى... ولا جازع من صرفه المتقلّب
«٢» [٦٨٣] وقال ابن أحمر:
ولا ينسينى الحدثان عرضى... ولا ألقى من الفرح الإزارا
«٣» [٦٨٤] أي لا أبدى عورتى للناس..
«وَلا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيا» (٧٧) مجازه: لا تدع حظّك وطلب الرزق الحلال منها..
«وَلا يُلَقَّاها إِلَّا الصَّابِرُونَ» (٨٠) مجازه: لا يوقف لها ولا يرزقها ولا يلقاها..
«فَما كانَ لَهُ مِنْ فِئَةٍ» (٨١) أي من أعوان وظهراء، قال خفاف «٤» :
(١). - ٦٨٢: من كلمة فى جمهرة الأشعار ص ١٣٨- ١٤١ وهو فى الشعراء النصرانية ٣/ ٨٢ وتمام البيت فى جمهرة الأشعار:
فدعا دعوة المحنق والتلبيب منه فى عامل مقصود.
«لا تأشر» : كما هو فى القرطبي ١٣/ ٣١٣]
(٢). - ٦٨٣: «هدبة» : هو هدبة بن خشرم بن كرز بن حجير من سعد هديم وله أخبار وأشعار فى الشعراء ص ٤٣٤ والكامل للمبرد ص ٧٦٥ والاشتقاق ص ٣٢٠ والأغانى ٢١/ ٠١٦٩- والبيت فى الشعراء ٤٣٧ قال ابن قتيبة أخذه من تأبط شرا... وهو فى القرطبي ١٣/ ٣١٣ وشواهد الكشاف ص ٣٥.
(٣). - ٦٨٤: فى الكامل للمبرد ص ٢٧، ٤١١]
(٤). - ١٣ «خفاف» : هو خفاف بن ندبة.
فلم أر مثلهم حيّا لقاحا وجدّك بين قاصية وحجر «١» [٦٨٥]
أشدّ على صروف الدهر آدا وآمر منهم فيئة بصير.
«وَيْكَأَنَّ اللَّهَ» (٨٢) مجازه: ألم تر أن الله يبسط الرزق، قال الشاعر:
وى كأنّ من يكن له نشب يجب ومن يفتقر يعش عيش ضرّ
«٢» [٦٨٦].
«إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ» (٨٥) مجازه: أنزل عليك..
«كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ» (٨٨) مجازه: إلّا هو وما استثنوه من جميع فهو منصوب وهذا المعنى بين النفختين، فإذا هلك كل شىء من جنّة ونار وملك وسماء وأرض وملك الموت فإذا بقي وحده نفخ فى الصور النفخة الآخرة وأعاد كل جنة ونار وملك وما أراد، فتم خلود أهل الجنة فى الجنة وأهل النار فى النار.
(١). - ٦٨٥: البيتان فى الطبري (٢٠/ ٧٠) والأول فى معجم ما استعجم ٢/ ٤٥٧ فى رسم خفاف) والسمط ص ٧٥٢.
(٢). - ٦٨٦: من الأبيات المختلف فى عزوها، فانظر الخلاف فى الخزانة ٣/ ٦٥ وهو فى الكتاب ١/ ٢٥ والطبري ٢٠/ ٧١ والشنتمرى ١/ ٢٩٠ والقرطبي ١٣/ ٣١٣، وابن يعيش ١/ ٥٣٥ وشواهد المغني ص ٢٦٦ وشواهد الكشاف ١٣٦.
Icon