ﰡ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
و «إِذا وَقَعَتِ الْواقِعَةُ» (١) «أَزِفَتِ الْآزِفَةُ» (٥٣/ ٥٧) وهى القيامة والساعة..وَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ خافِضَةٌ»
(٢- ٣) مجازها فى الكلام الأول، ولو كانت فى الكلام [الثاني] لنصبت قوله إذا وقعت الواقعة خافضة رافعة والعرب إذا كرروا الأخبار وأعادوها أخرجوها من النصب إلى الرفع فرفعوا، وفى آية أخرى.
«كَلَّا إِنَّها لَظى نَزَّاعَةً لِلشَّوى تَدْعُوا مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى» (٧٠/ ١٥- ١٧) رفعت وقطعت من النصب إلى الرفع كأنك تخبر عنها، قال الراجز:
من يك ذا بتّ فهذا بتّى... مقيّظ مصيّف مشتّى
«١» [٨٩٥] من ثلّة من نعجات ستّ.
«إِذا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا» (٤) اضطربت والسهم يرتجّ فى الغرض «٢»..
«وَبُسَّتِ الْجِبالُ بَسًّا» (٥) مجازها كمجاز السّويق المبسوس أي المبلول
(٢). - ١٢ «والسهم... الغرض» : هذا الكلام فى الطبري ٢٧/ ٨٧.
لا تخبزا خبزا وبسّا بسّا
«٢» [٨٩٦].
«فَكانَتْ هَباءً مُنْبَثًّا» (٦) «٣» الهباء الغبار الذي تراه فى الشمس من الكوّة منبثّا منثورا متفرقا والهبوة من الغبار والعجاج يرى فى الظل..
«أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ» (٩) أصحاب الميسرة ويقال لليد اليسرى: الشؤمي ويقال: أهو الجانب الأشمى الأيسر سمّيت اليمنى لأنها عن يمين الكعبة والشام أنها عن شمال الكعبة..
«ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ» (١٣) تجىء جماعة وأمة وتجىء بقيّة..
«عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ» (١٥) بعضها على بعض مداخلة كما توضن كحلق الدرع بعضها فى بعض مضاعفة وقال الأعشى:
ومن نسج داؤد موضونة | تساق مع الحىّ عيرا فعيرا |
(٢). - ٨٩٦: فى الطبري ٢٧/ ٨٧ والصحاح واللسان (بسس) والقرطبي ١٧/ ١٩٦.
(٣). - ١- ٢ «لص... عجينا» : كما فى الطبري ٢٧/ ٨٧. وهو فى الصحاح واللسان (بسس) والقرطبي «١٧/ ١٩٧» مروى عن أبى عبيدة.
(٤). - ٨٩٧: ديوانه ص ٧١ والطبري ٢٧/ ٨٩ واللسان (وضن).
(٥). - ١٠- ١٥ «موضونة... مقتول» : أخذ الطبري (٢٧/ ٨٩) هذا الكلام بتغيير يسير.
إليك تعدو قلقا وضينها | معترضا فى بطنها جنينها |
«وِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ» (١٧) من الخلد أي لا يهرمون يبقون على حالهم لا يتغيرون ولا يكبرون..
«بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ» (١٨) واحدها كوب وهو الذي لا خرطوم له من الأباريق واسع الرأس..
«وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ» (١٨) شراب من معين والمعين الماء الطاهر..
«لا يُصَدَّعُونَ عَنْها» (١٩) من الصّداع فى الرأس..
«وَلا يُنْزِفُونَ» (١٨) لا يسكرون قال الأبيرد:
لعمرى لئن أنزفتم أو صحوتم | لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا |
«وَلَحْمِ طَيْرٍ» (٢١) جماعة طائر وقد يجوز أن يكون واحدا..
«لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً» (٢٥) مجازه مجاز «أكلت خبزا ولبنا» واللبن لا يوكل فجاز إذا كان معها شىء يوكل، والتأثيم لا يسمع إنما يسمع اللغو «٢».
(٢). - ١٥- ١٦ «مجاز... اللغو» : رواه الطبري (٢٧/ ٩٢) عن بعض أهل العلم بكلام العرب من أهل البصرة وهو أبو عبيدة.
«سِدْرٍ مَخْضُودٍ» (٢٨) لا شوك فيه..
«وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ «١» » (٢٩) زعم المفسرون أنه الموز وأما العرب الطلح عندهم شجر عظيم كثير الشوك، وقال الحادي:
بشّرها دليلها وقالا... غدا ترين الطّلح والحبالا
«٢» [٨٩٩].
«وَظِلٍّ مَمْدُودٍ «٣» » (٣٠) ولا تنسجه الشمس، دائم يقال: للدهر الممدود والعيش إذا كان لا ينقطع قال لبيد:
غلب العزاء وكنت غير مغلّب... دهر طويل دائم ممدود
«٤» [٩٠٠].
«وَماءٍ مَسْكُوبٍ» (٣١) مصبوب سائل..
«وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ» (٣٢/ ٣٣) جرها على الجر الأول و «لا» لا تعمل إنما هى لمعنى الموالاة تتبع الأول..
«وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ» (٣٤) مجازها طويلة، يقال: بناء مرفوع، أي طويل.
(٢). - ٨٩٩: فى الطبري (٢٧/ ٩٣) وهو منسوب فى القرطبي (١٧/ ٢٠٨) للجعدى. [.....]
(٣). - ٧ «تقول... ممدود» الذي ورد فى الفروق: رواه القرطبي عن أبى عبيدة (٨٧/ ١٥٩).
(٤). - ٩٠٠: ديوانه ١/ ٢٧ والطبري ٢٧/ ٩٤، القرطبي ١٧/ ٢٠٩.
«عُرُباً» (٣٧) واحدها عروب وهى الحسنة التبعّل قال لبيد:
وفى الحدوج عروب غير فاحشة | ريّا الروادف يعشى دونها البصر |
«وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ» (٤٣) من شدة سواده يقال: أسود يحموم «٣»..
«لا بارِدٍ» (٤٤) جرّه على الأول..
«مُتْرَفِينَ» (٤٥) متكبّرين..
«وَكانُوا يُصِرُّونَ» (٤٦) المصرّ المقيم على الإثم..
«أَوَآباؤُنَا الْأَوَّلُونَ» (٤٨) الواو متحركة لأنها ليست بواو وإنما «وآباؤنا الأولون» فدخلت عليها ألف الاستفهام فتركت مفتوحة.
و «الْهِيمِ» (٥٥) واحدها أهيم وهو الذي لا يروى من رمل كان أو بعير..
«فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ» (٥٧) فهلا تصدقون..
«أَفَرَأَيْتُمْ ما تُمْنُونَ» (٥٨) من المنى.
«أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ» (٥٩)..
«وَنُنْشِئَكُمْ فِي ما لا تَعْلَمُونَ»
(٦١) نبدّلكم عما تعلمون من أنفسكم «٤»..
«حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ» (٦٥) الحطام الهشيم والرّفات والرّخام واحد ومتاع الدنيا حطام..
«إِنَّا لَمُغْرَمُونَ» (٦٦) معذبون قال بشر بن أبى خازم:
(٢). - ٩٠١) : ديوانه ١/ ٥٤ والطبري ٢٧/ ٩٦ والقرطبي ١٧/ ٢١١.
(٣). - ٤ «وظل من... يحموم» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة فى فتح الباري ٨/ ٤٨٠.
(٤). - ١٣ «نبدلكم... أنفسكم» : كما فى الطبري ٢٧/ ١٠٢.
ويوم النّسار ويوم الجفا | ر كانا عذابا وكانا غراما |
«الْمُزْنِ» (٦٩) السّحاب واحدها مزنة..
«أُجاجاً» (٧٠) أشدّ الملوحة..
«النَّارَ الَّتِي تُورُونَ» (٧١) تستخرجون، من أوريت وأكثر ما يقال:
وريت، وأهل نجد يقولون ذلك..
«مَتاعاً لِلْمُقْوِينَ» (٧٣) المقوي الذي لا زاد معه ولا مال وكذلك الدار التي قد أقوت من أهلها. وموضع آخر المقوي الكثير المال، يقال: أكثر من مال فلان فإنه مقو «١»..
«فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ» (٧٥) فأقسم بمواقع النجوم ومواقعها مساقطها ومغايبها «٢»..
«أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ» (٨١) واحدها مدهن وهو المداهن «٣»..
«غَيْرَ مَدِينِينَ» (٨٦) غير مجزييّن، دنته، كما تدين تدان «٤»، والعبد مدين، قال الأخطل:
(٢). - ٩ «مواقع... تغيب» الذي ورد فى الفروق: رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٤٨١). وهو فى القرطين مروى عنه أيضا (٢/ ١٥٥).
(٣). - ١١ «مدهنون... المداهن» : رواه ابن حجر عن أبى عبيدة (فتح الباري ٨/ ٤٨١).
(٤). - ١٢ «كما... تدان» : هذا قطعة بيت ثم أصبح مثلا كما مر فى أول الكتاب فى تفسير سورة الفاتحة
ربت وربا فى كرمها ابن مدينة | يظلّ على مسحاته يتركّل |
«فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ «٣» » (٨٩) فحياة وبقاء «٤» ورزق وروح أي برد..
«لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ» (٩٥) مضافا إلى اليقين وقد يكون صفة له، كقولك:
صلاة الأولى وصلاة العصر.
(٢). - ٢ «دين... أمة» : قال فى اللسان: قال أبو عبيدة أي دين أمة وقال الأعرابى معنى ابن مدينة عالم بها كقولهم هذا ابن بجدتها (دين).
(٣). - ٣ «فروح والريحان» : واختلف القراء فى قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء الأمصار: فروح بفتح الراء بمعنى: فله برد وريحان (الطبري ٢٧/ ١٠٩).
(٤). - ٣ «فحياة وبقاء» : رواه ابن قتيبة عن أبى عبيدة (القرطين ٢/ ١٥٧). [.....]