ﰡ
يقول : ليس لها مردودة ولا رد، فالكاذبة ها هنا مصدر مثل : العاقبة، والعافية. قال : وقال لي أبو ثروان في كلامه : إن بني نمير ليس لحدهم مكذوبة، يريد : تكذيب.
إذا زلزلت حتى ينهدم كل بناء على وجه الأرض.
صارت كالدقيق، وذلك قوله :﴿ وَسُيِّرَتِ الْجِبالُ ﴾، وسمعت العرب تنشد :
لا تَخْبِزا خَبْزا وبُسّا بَسّا | مَلْسا بذَوْدا لحلَسِّ مَلْسا |
عجّب نبيّه منهم فقال : ما أصحاب الميمنة ؟ أي شيء هم ؟ وهم أصحاب اليمين..
موضونه : منسوجة، وإنما سمت العرب وضين الناقة وضينا لأنه منسوج، وقد سمعت بعض العرب يقول : فإذا الآجر موضون بعضه على بعض يريد : مُشْرَج، [ قال الفراء : الوضين الحِزام ].
يقال : إنهم على سن واحدة لا يتغيرون، والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يَشمَط : إنهُ لمخلّد، وإذا لم تذهب أسنانه عن الكبر قيل أيضاً : إنه لمخلد، ويقال : مخلّدون مقرّطون، ويقال : مسوَّرون.
والكُوب : ما لا أذن له ولا عروة له. والأباريق : ذوات الآذان وَالعُرَا.
يقال للرجل إذا سكر ؛ قد نُزِف عقله، وإذا ذهب دمه وغشي عليه أو مات قيل : منزوف.
ومن قرأ «يُنْزِفون » : يقول : لا تفنى خمرهم، والعرب تقول للقوم إذا فني زادهم : قد أنْزَفُوا وأقتروا، وأنفضوا، وأرمَلوا، وَأملقوا.
خفضها أصحاب عبد الله وهو وجه العربية، وإن كان أكثر القراء على الرفع ؛ لأنهم هابوا أن يجعلوا الحور العين يطاف بهن، فرفعوا على قولك : ولهم حور عين، أو عندهم حور عين. والخفض على أن تتبع آخر الكلام بأوله، وإن لم يحسن في آخره ما حسن في أوله، أنشدني بعض العرب :
إذا ما الغانيات بَرَزْنَ يَوْماً | وزَجّجن الحواجب والعيونا |
ولقيتُ زوجك في الوغى | متقلداً سيفاً ورمحا |
وقال آخر :
تسمع للأحشاء منه لغطاً | ولليدين جُسْأَةً وبَدَدا |
علفتها تِبنا وماءً بارداً | حتى شَتَتْ همالةً عيناها |
جئني بمثل بني بَدْرٍ لقومهم | أو مثلَ أسرة منظور بن سيار |
إن شئت جعلت السلام تابعاً للقيل، وهو هو، وَإن شئت أردت إلاّ قيل سلامٍ سلامٍ، فإذا نونت نصبت، لأن الفعل واقع عليه، ولو كان مرفوعاً قيلا سلامٌ سلامٌ لكان جائزاً. وأنشدني بعض العرب وهو العقبلي :
فقلنا السلام فاتقت من أميرها | فَما كان إلا ومؤها بالحواجب |
لا شوك فيه.
ذكر الكلبي : أنه الموز، ويقال : هو الطلح الذي تعرفون.
لا شمس فيه كظل ما بين طلوع [ ١٩١/ب ] الفجر إلى أن تطلع الشمس.
جارٍ غير منقطع.
لا تجئ في حين وتنقطع في حين، هي أبداً دائمة وَلا ممنوعة كما يمنع أهل الجنان فواكههم.
لا تجئ في حين وتنقطع في حين، هي أبداً دائمة وَلا ممنوعة كما يمنع أهل الجنان فواكههم.
بعضها فوق بعض.
يقول : أنشأنا الصَّبية والعجوز، فجعلناهن أتراباً أبناء ثلاث وثلاثين.
واحدهن : عَروب، وهي المتحببة إِلى زوجها الغَنِجة.
حدثنا الفراء قال وحدثني شيخ عن الأعمش قال : كنتُ أسمعهم يقرءون :«عُرْباً أتراباً » بالتخفيف، وهو مثل قولك : الرسْل والكتب في لغة تميم وبكر بالتخفيف ولتثقيل وجه القراءة، لأن كلّ فعول أو فعيل أو فِعال جمع على هذا المثال، فهو مثقّل مذكراً كان أو مؤنثاً، والقراء على ذلك.
أي : هذا لأصحاب اليمين.
وقد قال في أول السورة :﴿ ثُلَّةٌ مِن الأوَّلين وقليلٌ مِن الآخِرين ﴾ :
وذكروا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا وشق عليهم.
قوله :﴿ وقليل من الآخرين ﴾، فأنزل الله جل وعز هذه ﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ، وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ ﴾. ورفعها على الاستئناف، وإن شئت جعلتها مرفوعة، تقول : ولأصحاب اليمين ثلتان : ثلة من هؤلاء، وثلة من هؤلاء، والمعنى : هم فرقتان : فرقة من هؤلاء، وفرقة من هؤلاء.
وقد قال في أول السورة :﴿ ثُلَّةٌ مِن الأوَّلين وقليلٌ مِن الآخِرين ﴾ :
وذكروا أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكوا وشق عليهم.
قوله :﴿ وقليل من الآخرين ﴾، فأنزل الله جل وعز هذه ﴿ ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ، وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ ﴾. ورفعها على الاستئناف، وإن شئت جعلتها مرفوعة، تقول : ولأصحاب اليمين ثلتان : ثلة من هؤلاء، وثلة من هؤلاء، والمعنى : هم فرقتان : فرقة من هؤلاء، وفرقة من هؤلاء.
واليحموم : الدخان الأسود.
وجه الكلام أن يكون خفضاً متبعاً لما قبله.
ومثله :﴿ زَيْتُونَةٍ لا شرقيةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ ﴾. وكذلك :﴿ وفاكهةٍ كثيرةٍ لا مقطُوعةٍ ولا ممنوعةٍ ﴾، ولو رفعت ما بعد لا لكان صوابا من كلام العرب، أنشدني بعضهم :
وتُريكَ وجها كالصحيفةِ، لا | ظمآنُ مختلجٌ، ولا جَهْمُ |
كعقيلةِ الدُّرِّ استضاء بها | محراب عرْش عزيزها العُجْمُ |
ولقد أبِيت من الفتاة بمنزلٍ | فأبيت لا زانٍ ولا محروم |
متنعمين في الدنيا.
الشرك : هو الحنث العظيم.
وهي في قراءة عبد الله : الآكلون من شجرة من زقوم، فمعنى شجر وشجرة وَاحد، لأنك إذا قلت : أخذت من الشاء، فإن نويت واحدة أو أكثر من ذلك فهو جائز.
من الشجرة، ولو قال : فمالئون منه إذ لم يذكر الشجرة كان صواباً يذهب إلى الشجر في منه، وتؤنث الشجر، فيكون منها كناية عن الشجر، والشجر تؤنث ويذكر مثل الثمر.
إن شئت كان على الشجر، وإن شئت فعلى الأكل.
حدثنا الفراء قال : حدثني الكسائي عن رجل من بني أمية يقال له : يحيى بن سعيد الأموي قال : سمعت ابن جريج يقرأ :«فشاربونَ شَرْب الهيم » بالفتح، قال : فذكرت ذلك لجعفر ابن محمد قال : فقال : أو ليست كذاك ؟ أما بلغك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بُدَيل ابن ورقاء الخزاعي إلى أهل منى، فقال : إنها أيامُ أَكْلٍ وَشَرْب وبِعالٍ.
قال الفراء : البِعال : النكاح، وَسائر القراء يرفعون الشين :«فشاربونَ شُرْب الهِيم » «والهيم » : الإبل التي يصيبها داء فلا تَروَى من الماء، واحدها : أهيم، والأنثى : هيماء.
ومن العرب من يقول : هائم، وَالأنثى هائمة، ثم يجمعونه على هيم، كما قالوا : عائط وعيط، وَحائل وحُول، وهو في المعنى : حائل حُوْل إِلا أن الضمة تركت في هيم لئلا تصير الياء واوا. وَيقال : إن الهيم الرمل. يقول : يشرب أهل النار كما تشربُ السِّهْلة قال : قال الفراء : الرملة بعينها السهلة، وهي سهلة وَسهلة.
يعني : النُّطَف إذا قدفت في أرحام النساء.
تخلقون تلك النطف أم نحن الخالقون. وقد يقال للرجل : مَنى وأمنى، ومَذى وأمذى، فأمنى أكثر من مني، ومذى أكثر من أمذى.
أي : تنبتونه.
أي : تنبتونه.
تتعجبون مما نزل بكم في زرعكم، ويقال : معنى تفكهون : تندمون.
يقال : إنا لمعذَّبون، ويقال : إنا لمُولَع بنا وهو من قيلهم.
وهو الملح المر الشديد المرارة من الماء.
يعني منفعة للمسافرين إذا نزلوا بالأرض الِقيِّ يعني : القفر.
حدثنا الفراء قال : وحدثني أبو ليلى السجستاني عن أبى جرير قاضى سجستان قال : قرأ عبد الله بن مسعود :«فلا أُقْسِمَ بموقعِ النُّجومِ » والقراء جميعاً على : مواقع.
حدثنا الفراء قال : حدثني الفضيل بن عياض عن منصور عن المنهال بن عمرو رفعه إلى عبد الله فيما أعلم شك الفراء [ ١٩٢/ب ] قال : فلا أقسم بموقع النجوم، قال : بمحكم القرآن، وكان ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم نجوما.
حدثنا الفراء قال : حدثني حِبَّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : لا يمسّ ذلك اللوحَ المحفوظ إلا المطهرون يقول : الملائكة الذين طهروا من الشرك. ويقال : لا يمسه : لا يجد طعمه ونفعه إلا المطهرون من آمن به.
جاء في الأثر : تجعلون رزقكم : شكركم، وهو في العربية حسن أن تقول : جعلت زيارتي إياك أنك استخففت بي، فيكون المعنى : جعلت ثواب الزيارة الجفاء. كذلك جعلتم شكر الرزق التكذيب.
ينظرون إليه. والعرب تخاطب القوم بالفعل كأنهم أصحابه، وإنما يراد به بعضهم : غائباً كان أو شاهداً، فهذا من ذلك كقولك للقوم : أنت قتلتم فلانا، وإنما قتله الواحد الغائب. ألا ترى أنك قد تقول لأهل المسجد لو آذوا رجلا بالازدحام : اتقوا الله، فإنكم تؤذون المسلمين، فيكون صوابا. وإنما تعظ غير الفاعل في كثير من الكلام، ويقال : أين جواب ( فلولا ) الأولى، وجواب التي بعدها ؟ والجواب في ذلك : أنهما أجيبا بجواب واحد وهو ترجعونها، وربما أعادتِ العرب الحرفين ومعناهما واحد. فهذا من ذلك، ومنه :﴿ فَإِما يَأْتِيَنّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمن تَبِعَ هُداي فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِم ﴾. أجيبا بجواب واحد. وهما جزاءان، ومن ذلك قوله :﴿ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا وَّيُحِبُّون أَنْ يُحْمَدُوا بِما لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُم ﴾.
وقوله :﴿ أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إذا مِتُّم وكُنتُم تُراباً وعِظَاما أَنَّكُمْ مُخْرَجُون ﴾ وقد فسِّر في غير هذا الموضوع.
حدثنا الفراء قال : وحدثني شيخ عن حماد بن سلمة عن عبد الله بن شقيق عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :«فَروح وريحان » وقراءة الحسن كذلك، والأعمش وعاصم والسُّلَمي وأهل المدينة وسائر القراء ( فرَوحٌ )، أي : فروح في القبر، ومن قرأ ( فرُوحٌ ) يقول : حياة لا موت فيها، ( وريحان ) : رزق.
أي : فذلك مسلّم لك أنك من أصحاب اليمين، وألقيت أَن وهو معناها كما تقول : أنت مصدّق مسافر عن قليل إذا كان قد قال : إني مسافر عن قليل.
وكذلك تجد معناه : أنت مصدق أنك مسافر، ومعناه : فسلام لك أنت من أصحاب اليمين. وقد يكون كالدعاء له، كقولك : فسقيا لك من الرجال، وإن رفعت السلامَ فهو دعاء.
والله أعلم بصوابه.