تفسير سورة الزلزلة

معاني القرآن
تفسير سورة سورة الزلزلة من كتاب معاني القرآن .
لمؤلفه الفراء . المتوفي سنة 207 هـ

بسم الله الرحمن الرحيم.
قوله عز وجل :﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَها ﴾.
الزِّلزال مصدر، قال : حدثنا الفراء قال : وحدثني محمد بن مروان قال : قلت للكلبي : أرأيت قوله :﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا ﴾ فقال : هذا بمنزلة قوله :﴿ وَيُخْرِجُكُم إِخْرَاجاً ﴾ قال الفراء : فأضيف المصدر إلى صاحبه، وأنت قائل في الكلام : لأعطينَّك عطيتك، وأنت تريد عطية، ولكن قرّبه من الجواز موافقة رءوس الآيات التي جاءت بعدها.
والزِّلزال بالكسر : المصدر، والزَّلزال بالفتح : الاسم. كذلك القَعْقاع الذي يقعقع : الاسم، والقِعقاع : المصدر. والوَسواس : الشيطان وما وسوس إليك أو حدثك، فهو اسم، والوِسواس : المصدر.
وقوله عزَّ وجلَّ :﴿ وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا ﴾.
لفظَتْ ما فيها من ذهب أو فضة أو ميّت.
وقوله جل وعز :﴿ وَقَالَ الإِنسَانُ ما لَها ﴾.
الإنسان، يعني به ها هنا : الكافر.
قال الله تبارك وتعالى :﴿ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَها ﴾. تخبر بما عَمِلَ [ ١٤٦/ا ] عليها من حسن أو سيء.
وقوله عز وجل :﴿ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَها ﴾.
يقول : تحدِّث أخبارها بوحي الله تبارك وتعالى، وإِذنه لها، ثم قال :﴿ لِّيُرَواْ أَعْمالَهُمْ ﴾ فهي فيما جاء به التفسير متأخرة، وهذا موضعها.
اعترض بينهما ﴿ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ الناسُ أَشْتَاتاً ﴾، مقدم معناه التأخير. اجتمع القراء على ( لِيُرَواْ )، ولو قرئت :( ليَرَواْ ) كان صوابا.
وفي قراءة عبد الله مكان ( تحدّث )، ( تُنَبِّئْ )، وكتابها ( تنبّأ ) بالألف.
﴿ يَرَهُ ﴾ تجزم الهاء وترفع.
Icon