تفسير سورة الزلزلة

حومد
تفسير سورة سورة الزلزلة من كتاب أيسر التفاسير المعروف بـحومد .
لمؤلفه أسعد محمود حومد .

(١) - كَانَ الكُفَّارُ كَثِيراً مَا يَسْأَلُونَ عَنِ السَاعَةِ وَالحِسَابِ، وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الوَعْدُ، فَذَكَرَ اللهَ تَعَالى فِي هَذِهِ السُّورَةِ عَلاَمَاتِ قِيَامِ السَّاعَةِ.
إِذَا زُلْزِلَت الأَرْضُ وَاضْطَرَبَتْ، وَتَحَرَّكَتْ مِنْ أَسْفَلِهَا حَرَكَةً شَدِيدَةً
(٢) - وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ مَا فِي جَوْفِهَا مِنْ أَمْوَاتٍ وَسَوَائِلَ مُنْصَهِرَةٍ وَمَعَادِنَ. وَهَذَا كَقَوْلِهِ تَعَالى ﴿وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ﴾
﴿الإنسان﴾
(٣) - وَيَقُولُ الأَحْيَاءُ الذِينَ يَشْهَدُونَ هَذِهِ الزَّلْزَلَةَ، وَهُمْ مَشْدُوهُونَ مِنْ هَوْلِ مَا يَرَوْنِ: مَا الذِي وَقَعَ لِهَذِهِ الأَرْضِ؟ فَبَعْدَ أَنْ كَانَتْ سَاكِنَةً مُسْتَقِرَّةً، صَارَتْ مُتَحَرِّكَةً مُضْطَرِبَةً، لَقَدْ أَتَاهَا مِنْ أَمْرِ رَبِّهَا مَا أَتَاهَا.
﴿يَوْمَئِذٍ﴾
(٤) - فإِذَا وَقَعَتِ الزَّلْزَلَةُ، وَاضْطَرَبَتِ الأَرْضُ، وَتَحَرَّكَتْ مِنْ أسْفَلِهَا حِينَئِذٍ تُحَدِّثُ الأَرْضُ بِمَا عَمِلَ العَامِلُونَ عَلَى ظَهْرِهَا.
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةِ: " قَرَأَ رَسُولُ اللهِ هَذِهِ الآيَةَ (يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا)، وَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا أَخْبَارُهَا؟ قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ فَإِنَّ أَخبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدِ وَكُلِّ أَمَةٍ بِمَا عَمِلاَ عَلَى ظَهْرِهَا، أَنْ تَقُولَ عَمِلَ كَذَا وَكَذَا فِي يَوْمِ كَذَا وَكَذَا. فَهِذِهِ أَخْبَارُهَا " (رَوَاهُ البُخَارِيُّ).
(٥) - وَقَدْ حَدَثَ كُلُّ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لأَنَّ اللهَ تَعَالَى أَمرَهَا بِأَنْ تَتَزَلْزَلَ وَتَنْشَقَّ وَتَتَحَدَّثَ بِمَا فَعَلَ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى ظَهْرِهَا فَأَطَاعَتْ أَمْرَ رَبِّهَا.
(٦) - وَيَوْمَ تَتَزَلْزَلُ الأَرْضُ، وَتَنْدَكُّ، وَيَبْعَثُ اللهُ تَعَالَى المَوْتَى مِنْ قُبُورِهِمْ، وَيَجْمَعُهُمْ لِلْحِسَابِ وَيَقْضِي بَيْنَهُمْ بِعَدْلِهِ المُطْلَق، فَيَرْجِعُ النَّاسُ عَنْ مَوْقِفِ الحِسَابِ (يَصْدُرُ النَّاسُ) أَصْنَافاً مُتَمَايِزِينَ، فَيَكُونُ المُحْسِنُونَ مَعاً، فِي طَرِيقِهِمْ إِلى دَار المَثُوَبَةِ، وَيَكُونُ الطُّغَاةُ المُجْرِمُون وَالمُسيئُونَ فِي طَرِيقِهِمْ إِلَى دَارِ العُقُوبَةِ لِيُلاَقُوا جَزَاءَ مَا عَمِلُوهُ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا.
(٧) - فَمَنْ عَمِلَ عَمَلَ خَيْرٍ فَإِنَّهُ سَيَجِدُ ثَوَابَهُ مَهْمَا كَانَ حَقِيراً، حَتَّى وَلَوْ كَانَ فِي وَزْنِ الذَّرَّةِ. وَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ " لا تَحْقِرَنَّ مِنَ المَعْرُوفِ شَيْئاً وَلَو أَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَاءِ المُسْتَسقِي "
وَقَالَ أَيْضاً: " اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ "
(أَخْرَجَهُمَا البُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ).
مِثْقَالَ ذَرَّةٍ - مِثْلَ وَزْنِ الذَّرَّةِ.
(٨) - وَمَنْ عَمِلَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ سُوءٍ فَإنَّهُ وَاجِدٌ جَزَاءَهُ عِنْدَ رَبِّهِ فِي ذَلِكَ اليَوْمِ.
Icon