ﰡ
تفسير سورة الزلزلة
مكية او مدينة وآيها تسع او ثمان بسم الله الرحمن الرحيم
إِذا چون زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ اى حركت تحريكا عنيفا متكررا متداركا فان تكرر حروف لفظه ينبئ عن تكرر معنى الزلل زِلْزالَها اى الزلزال المخصوص بها الذي تستوجبه فى الحكمة ومشيئة الله وهو الزلزال الشديد الذي لا غاية وراءه وهو معنى زلزالها بالاضافة العهدية يقال زلزله زلزلة وزلزالا مثلثة حركه كما فى القاموس وقال اهل التفسير الزلزال بالكسر مصدر وبالفتح اسم بمعنى المصدر وفعلان بالفتح لا يوجد الا فى المضاعف كالصلصال ونحوه وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقالَها اختيار الواو على الفاء مع أن الاحراج متسبب عن الزلزال للتفويض الى ذهن السامع واظهار الأرض فى موضع الإضمار لأن إخراج الأثقال حال بعض اجزائها والأثقال كنوز الأرض وموتاها جمع ثقل بالكسر واما ثقل محركة فمتاع المسافر وحشمه على ما فى القاموس والمعنى وأخرجت الأرض ما فى جوفها من دفائها وكنوزها كما عند زلزال النفخة الاولى الذي هو من اشراط الساعة وكذا من امواتها عند زلزال النفخة الثانية وفى الخبر تقيئ الأرض أفلاذ كبدها أمثال الاسطوانة من الذهب فجئ القاتل فيقول فى هذا قتلت ويحئ القاطع رحمه فيقول فى هذا قطعت رحمى ويجيئ السارق فيقول فى هذا قطعت يدى ثم يدعونه فلا يأخذون منه شيأ قوله أفلاذ كبدها أراد انها تخرج الكنوز المدفونة فيها وقيئها إخراجها ويدخل فى الأثقال الثقلان وفيه اشارة الى أن الجن تدفن ايضا وَقالَ الْإِنْسانُ اى كل فرد من افراده لما يغشاهم من الأهوال ويلحق بهم من فرط الدهشة وكمال الحيرة ما لَها اى شىء للارض زلزلت هذه المرة الشديدة من الزلزال وأخرجت ما فيها من الأثقال استعظاما لما شاهده من الأمر الهائل وتعجبا لما يرونه من العجائب التي لم تسمع بها الآذان ولا ينطق بهما اللسان لكن المؤمن يقول بعد الافاقة هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون والكافر من بعثنا من مرقدنا يَوْمَئِذٍ يدل من إذا تُحَدِّثُ أَخْبارَها عامل فيهما وهو جواب الشرط وهذا على القول بأن العامل فى إذا لشرطية جوابها واخبارها مفعول لتحدث والاول محذوف لعدم تعلق الغرض بذكره إذ الكلام مسوق لبيان تهويل اليوم وان الجمادات تنطق فيه واما ما ذكر ابن الحاجب من ان حدث
هى به ذات قدر من القوى والأرواح وهيئات الأعمال والاعتقادات الراسخة فى القلب وقال الإنسان مالها زلزلت واضطربت ماطبها وما داؤها الانحراف المزاج أم لغلبة الاخلاط يومئذ تحدث اخبارها بلسان حالها بأن ربك أشار إليها وأمرها بالاضطراب والخراب وإخراج الأثقال عند زهوق الروح وتحقق الموت يَوْمَئِذٍ اى يوم إذ يقع ما ذكر يَصْدُرُ النَّاسُ من قبورهم الى موقف الحساب وانتصب يومئذ بيصدر والصدر يكون عن ورود اى هو رجوع وانصراف بعد الورود والمجيء فقال الجمهور هو كونهم مدفونين فى الأرض والصدر قيامهم للبعث والصدر والصدور بالفارسية بازگشتن. يعنى الصدر بسكون الدال الرجوع والاسم بالتحريك ومنه طواف الصدر وهو طواف الوداع أَشْتاتاً يقال جاؤا أشتاتا اى متفرقين فى النظام واحدهم شست بالفتح اى متفرق ونصب على الحال اى حال كونهم متفرقين بيض الوجوه والثياب آمنين ينادى المنادى بين يديه هذا ولى الله وسود الوجوه حفاة عراة مع السلاسل والاغلال فزعين والمنادى ينادى بين يديه هذا عدو الله وعن ابن عباس رضى الله عنهما أن جبرائيل عليه السلام جاء الى النبي عليه السلام يوما فقال يا محمد