ﰡ
﴿ أَمْراً ﴾ هو منصوب بقوله : يفرق، على معنى يفرق كل أمر فرقاَ وأمرا وكذلك.
خفضها الأعمش وأصحابه، ورفعها أهل المدينة، وقد خفضها الحسن أيضا على أن تكون تابعة لربك رب السماوات.
ومن رفع جعله تابعا لقوله :﴿ إنهُ هُوَ السَّميعُ العَلِيمُ ﴾، ورفع أيضا آخر على الاستئناف كما قال :«وما بينهُما الرحمنُ ».
كان النبي صلى الله عليه دعا عليهم، فقال : اللهم اشدد وطأتك على مُضر، اللهم كَسِنيِ يوسف، فأصابهم جوعٌ، حتّى أكلوا العظام والميتة، فكانوا يرون فيما بينهم وبين السماء دخانا.
يراد به ذلك عذاب، ويقال : إن الناس كانوا يقولون : هذا الدخان عذاب.
يقال : عائدون إلى شرككم، ويقال : عائدون إلى عذاب الآخرة.
يعنى : يوم بدر، وهي البطشة الكبرى.
أي على ربه كريم، ويكون كريم من قومه ؛ لأنه قال : ما بعث نبي إِلا وهو في شرف قومه.
يقول : ادفعوهم إليّ، أرسلوهم معي، وهو قوله :﴿ أَرْسِلْ مَعِيَ بَنيِ إِسْرَائيلَ ﴾.
ويقال : أن أدّوا إلىّ يا عباد الله، والمسألة الأولى نصب فيها العباد بأدوا.
الرجم ههنا : القتل.
يقول : فاتركون لا عليّ، ولا لي.
تفتح ( أنَّ )، ولو أضمرت القول فكسرتها لكان صوابا.
يقول : ساكنا، قال : وأنشدني أبو ثروان :
كأنما أهلُ حجر ينظرون مَتى | يَرَونَني خارجاً طير تَنادِيد |
طيرٌ رأَتْ بازياً نَضْخُ الدماء به | أو أمةٌ خرجَتْ رهواً إلى عيد |
يقال : منازل حسنة، ويقال : المنابر.
قال الفراء : وكذلك ذكره حبان عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس.
وهذا مما أضيف إلى نفسه لاختلاف الاسمين مثل قوله :﴿ ولَدَارُ الآخِرَةِ خيرٌ ﴾. مثل قوله :﴿ وذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ﴾ وهي في قراءة عبد الله :«وذلك الدينُ القَيِّمَةُ ».
يريد : نعم مبيِّنة، منها : أن أنجاهم من آل فرعون، وظللهم بالغمام، وأنزل عليهم المنَّ والسلوى، وهو كما تقول للرجل : إن بلائي عندك لحسن، وقد قيل فيهما : إن البلاء عذاب، وكلٌّ صواب.
يخاطبون النبي - صلى الله عليه وسلم - وحده، وهو كقوله :﴿ يا أيُّها النَّبيُ إذا طلَّقتُمُ النِّساء ﴾ في كثير من كلام العرب، أن تجمع العرب فعل الواحد، منه قول الله عز وجل :﴿ قَالَ رَبِّ أرْجِعونِ ﴾.
يريد : للحق.
يريد : الأولين والآخرين، ولو نصب ﴿ مِيقَاتُهم ﴾ لكان صواباً يجعل اليوم صفة، قال : أنشدني بعضهم :
لو كنت أعلم أنّ آخر عهدكم | يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل |
فإن المؤمنين يشفّع بعضهم في بعض، فإِن شئت فاجعل - من - في موضع رفع، كأنك قلت : لا يقوم أحد إلا فلان، وإن شئت جعلته نصبا على الاستثناء والانقطاع عن أول الكلام تريد : اللهم إلاَّ من رحمت.
يريد : الفاجر.
قرأها كثير من أصحاب عبد الله :«تغلى »، وقد ذُكرت عن عبد الله، وقرأها أهل المدينة كذلك، وقرأها الحسن «يغلى ». جعلها للطعام أو للمهل، ومن أنثها ذهب إلى تأنيث الشجرة.
ومثله قوله :﴿ أَمَنَةً نُعاساً ﴾ تغشى ويغشى ؛ فالتذكير للنعاس، والتأنيث للأمَنَة، ومثله :﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَّنِيٍّ تُمْنَى ﴾ التأنيث للنطفة، والتذكير من المني.
قرأها بالكسر عاصم والأعمش، وقرأها أهل المدينة :«فاعتلُوه ». بضم التاء.
قرأها القراء بكسر الألف. حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال : حدثني شيخ عن حجر عن أبي قتادة الأنصاري عن أبيه قال : سمعت الحسن بن على بن أبى طالب على المنبر يقول :«ذُقْ أَنك » بفتح الألف. والمعنى في فتحها : ذق بهذا القول الذي قلته في الدنيا، ومن كسر حكى قوله، وذلك أن أبا جهل لقي النبي - صلى الله عليهٍ وسلم - قال : فأخذه النبي صلى الله عليه فهزه، ثم قال [ له ] : أولى لك يا أبا جهل أولى فأنزلها الله كما قالها النبي صلى الله عليه وسلم. ورد عليه أبو جهل، فقال :[ و ] الله ما تقدر أنت ولا ربك عليَّ، إني لأكرم أهل الوادي على قومه، وأعزُّهم ؛ فنزلت كما قالها قال : فمعناه - فيما نرى والله أعلم - : انه توبيخ أي [ ١٧٣/ب ] ذق فإنك كريم كما زعمت، ولست كذلك.
قرأها الحسن والأعمش وعاصم :﴿ مَقامٍ ﴾، وقرأها أهل المدينة ( في مُقام ) بضم الميم. والمَقام بفتح الميم أجود في العربية ؛ لأنه المكان، والمُقام : الإقامة وكلٌّ صواب.
وفي قراءة عبد الله :«وَأَمْدَدْناهُمْ بِعِيسٍ عِين »، والعيساء : البيضاء. والحوراء كذلك.
يقول القائل : كيف استثنى موتا في الدنيا قد مضى من موت الآخرة، فهذا مثل قوله :﴿ ولا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكم من النِّساء إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ ﴾ فإلاّ في هذا الموضع بمنزلة سوى، كأنه قال : لا تنكحوا، لا تفعلوا سوى ما قد فعل آباؤكم، كذلك قوله :﴿ لا يذُوقون فيها الموتَ ﴾. سوى الموتة الأولى، ومثله :﴿ خالدِينَ فيها ما دَامتِ السّماوَاتُ والأرضُ إِلا ما شَاء ربُّك ﴾ أي سوى ما شاء ربك لهم من الزيادة على مقدار الدنيا من الخلود. وأنت قائل في الكلام : لك عندي ألفٌ إِلاَّ ما لَكَ من قِبَل فلان، ومعناه : سوى مالك على من قِبَل فلان، وإلا تكون على أنها حطٌّ مما قبلها وزيادة عليها فما ذكرناه لك من هذه الآيات فهو زيادة على ما قبل إلا، والحط مما قبلَ إلا قولُك : هؤلاء ألفٌ إلاَّ مائة فمعنى هذه ألف ينقصون مائة.
أي فعله تفضلا منه، وهو مَّما لو جاء رفعا لكان صوابا أي : ذلك فضل من ربك.