ﰡ
قوله عز وجل :﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ ﴾.
ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قام على المروة، فقال : يا آل غالب، فاجتمعت إليه، ثم قال : يا آل لؤي، فانصرف ولد غالب سوى لؤي، ثم قال ذلك حتى انتهى إلى قصي. فقال أبو لهب : فهذه قصي قد أتتك فما لهم عندك ؟ فقال : " إن الله تبارك وتعالى قد أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين، فقد أبلغتكم "، فقال أبو لهب : أما دعوتنا إِلاَّ لهذا ؟ تبّاً لك، فأنزل الله عز وجل :﴿ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ ﴾. وفي قراءة عبد الله :«وقد تب »، فالأول : دعاء، والثاني : خبر. قال الفراء :«تب » : خسر، كما تقول للرجل : أهلكك الله، وقد أهلكك، أو تقول : جعلك الله صالحا، وقد جعلك.
إحداهما [ ١٥١/ا ] أن تجعل الحمالة قطعا ؛ لأنها نكرة ؛ ألا ترى أنك تقول : وامرأته الحمالة الحطب، فإذا ألقيت الألف واللام كانت نكرة، ولم يستقم أن تنعت معرفة بنكرة.
والوجه الآخر : أن تشتمها بحملها الحطب، فيكون نصبها على الذم، كما قال صلى الله عليه وسلم سيّد المرسلين، سمعها الكسائي من العرب. وقد ذكرنا [ مثله ] في غير موضع.
وفي قراءة عبد الله :«وامرأته حمالةً للحطب » نكرة منصوبة، وكانت تنُم بين الناس، فذلك حملها الحطب، يقول : تُحرِّش بين الناس، وتقود بينهم العداوة.
وهي : السلسلة التي في النار، ويقال : من مَسد : هو ليف المُقْل.