تفسير سورة سورة الأنبياء من كتاب معاني القرآن
.
لمؤلفه
الفراء
.
المتوفي سنة 207 هـ
ﰡ
وقوله :﴿ ما يَأْتِيهِمْ مِّن ذِكْرٍ مِّن رَّبِّهِمْ مُّحْدَثٍ٢ ﴾
لو كان المحدَث نصباً أو رفعاً لكان صواباً. النصب على الفعل : ما يأتيهم مُحْدَثاً. والرفع على الردّ على تأويل الذكر ؛ لأنك لو ألقيت ( مِن ) لرفعت الذكر. وهو كقولك : ما مِن أحَد قائمٍ وقائمٌ وقائما. النصب في هذه على استحسان الباء، وفي الأولى على الفعل.
وقوله :﴿ لاَهِيَةً قُلُوبُهُمْ٣ ﴾ منْصوبة على العطف على قوله ﴿ وهم يلعبونَ ﴾ لأن قوله وهم يلعبون بمنزلة لاعبينَ. فكأنه : إلاّ استمعوه لاعبينَ لاهيةً قلوبهم. ونَصْبه أيضاً من إخراجه من الاسم المضمر في ( يلعبُون ) يلعبونَ كذَلك لاهِيةً قلوبهم. ولو رفعت ( لاهية ) تُتبِعها يلعبون كانَ صَوَاباً ؛ كما تقول : عبد الله يلهُوا وَلاَعبٌ. ومثله قول الشاعر :
يَقْصِدُ في أَسْوُقها وجائر ***...
ورُفع أيضاً على الاستئناف لا بالردّ على يلعبُونَ.
وقوله ﴿ وَأَسَرُّواْ النَّجْوَى ﴾ إنما قيل : وأَسَرُّوا لأَنها للناس وُصفوا باللهو واللعب و ( الذينَ ) تابَعة للناس محفوضة ؛ كأنك قلت : اقتربَ للناس الذين هذه حالهم. وإن شئتَ جعلت ( الذين ) مستأنَفَةَ مرفوعة، كأنكَ جعلتها تفسيراً للأسماء التي في أسرُّوا ؛ كما قال ( فَعَمُوا وصَمُّوا ثمَّ تَابَ اللهُ عليهم ثم عَمُوا وصَمُّوا كثير منهم.
وقوله :﴿ قَالَ رَبِّي٤ ﴾ و﴿ قُل ربّى ﴾ وكلّ صواب.
وقوله :﴿ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ بَلِ افْتَرَاهُ بَلْ هُوَ شَاعِرٌ٥ ﴾
رُدّ ببل على معنى تكذيبهم، وإن لم يظهر قبله الكلام بجحودهم، لأن معناه خطاب وإخبار عن الجاحِدين.
وقوله :﴿ فَلْيَأْتِنا بِآيَةٍ كَما أُرْسِلَ الأَوَّلُونَ ﴾ كالآيات التي جاء بها الأوّلونَ.
فقال الله ﴿ ما آمَنَتْ قَبْلَهُمْ مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها٦ ﴾ ممَّن جاءته آية فكيف يؤمن هؤلاء.
وقوله :﴿ فاسألوا أَهْلَ الذِّكْرِ٧ ﴾ أي أهل الكُتُب التوراة والإنجيل.
وقوله :﴿ وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لاَّ يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ٨ ﴾ وحّد الجسد ولم يجمعه وهو عربيّ لأن الجَسَد كقولكَ شيئا مجسَّدا لأنه مأخوذ من فعل فكفي مِن الجمع، وكذلكَ قراءة من قرأ ﴿ لِبُيُوتِهِمْ سَقْفاً من فِضَّةٍ ﴾ والمعني سقوف ثم قال ﴿ لا يأكلونَ الطعَام ﴾ يَقول : لم نجعلهم جَسَداً إلاّ ليأكلوا الطعام ﴿ وَما كانوا خالدينَ ﴾ بأكلهم وشربهم، يعنى الرجال المرسَلينَ ١١٦ ا ولو قيل : لا يأكل الطعام كان صوابا تجعل الفعل للجسد، كَما تقول. أنتما شيئان صَالحان، وشيء صَالح وشيء صَالحان. ومثله ﴿ أَمَنةً نُعَاساً تَغْشَى طائفَةً ﴾ و ﴿ يَغْشَى ﴾ مثله ﴿ إنَّ شَجَرةَ الزقُّومِ طَعَامُ الأثيمِ ﴾ قال ﴿ كَالمُهْلِ تَغْلِى ﴾ للشجرة و ( يَغْلِى ) للطعام وكذلك قوله ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنْيّ يُمْنَى ﴾ وتُمْنَى.
وقوله :﴿ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ١٠ ﴾ شَرَفكم.
وقوله :﴿ إِذَا هُمْ مِّنْها يَرْكُضُونَ١٢ ﴾ : يهرُبُونَ وينهزمون.
وقوله :﴿ فَما زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ١٥ ﴾ يعنى قَولهم : إنا كنا ظالمينَ، أي لم يزالوا يردِّدونها. وفي هذا الموضع يصلح التذكير. وهو مثل قوله ﴿ ذَلَكَ مِنْ أنْباء الغَيْبِ ﴾ و ﴿ تِلْكَ مِنْ أَنْبَاء الغَيْبِ ﴾.
وقوله :﴿ لَوْ أَرَدْنا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً١٧ ﴾ قال الفراء حدثني حِبَّان عن الكلبي عن أبى صالح عن ابن عباس قال : اللهو : الولد بلغة حضرموت.
وقوله :﴿ إِن كُنا فَاعِلِينَ ﴾ جاء في التفسير : ما كنا فاعلين و ( إنْ ) قد تكون في معنى ( ما ) كقوله ﴿ إنْ أَنْتَ إلاّ نَذِيرٌ ﴾ وقد تكون إِن التي في مذهب جزاء فيَكون : إن كنا فاعلينَ ولكنا لا نفعل. وهو أشبهُ الوجهين بمذهب العربيّة والله أعْلم.
وقوله :﴿ لَوْ كَانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا٢٢ ﴾
إلاَّ في هذا الموضع بمنزله سِوَى كأنكَ قلت : لو كان فيهَما آلهة سِوَى ( أو غير ) اللهِ لفسد أَهْلهما ( يعنى أهل السماء والأرض ).
وقوله :﴿ سُبْحانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ٢٦ ﴾
معناه : بل هم عباد مكرَمونَ. ولو كانت : بل عبادا مكرَمينَ مردودة على الولد أي لم نتَّخذهم ولداً ولكن اتخذناهم عباداً مكرمينَ ( كان صوابا ).
وقوله :﴿ أَنَّ السَّماوَاتِ وَالأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما٣٠ ﴾
فُتِقت السَماء بالقَطْر والأرضُ بالنبت ( وقال ) ( كَانَتَا رَتْقاً ) ولم يقل : رَتْقِين ( وهو ) كما قَالَ ﴿ مهما جَعَلناهم جَسَداً ﴾.
وقوله :﴿ وَجَعَلْنا مِنَ الماء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ خَفْض ولو كانت : حيّا كان صَوَابَا أي جعلنا كلَّ شيء حيّاً من الماء.
وقوله :﴿ وَجَعَلْنا السَّماء سَقْفاً مَّحْفُوظاً٣٢ ﴾ ولو قيل : محفوظة يُذهب بالتأنيث إلى السَّماء وبالتذكير إلى السقف كما قال ﴿ أَمَنَةً نُعَاساً تَغْشَى ﴾ و ( يَغْشَى ) وقيل ( سَقْفاً ) وهي سموات لأنها سَقْف على الأرض كالسَّقْف على البَيت. ومعنى قوله ( مَّحْفُوظاً ) : حُفظت ( منَ الشياطين ) بالنجوم.
وقوله :﴿ وَهُمْ عَنْ آيَاتِها مُعْرِضُونَ ﴾ فآياتُها قمرها وشمسَها ونجومها. قد قرأ مجاهد ( وهم عن آياتِها مُعْرِضونَ ) فَوَحَّد ( وَجَعَلَ ) السماء بما فيها آية وكلٌ صواب.
وقال :﴿ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ٣٣ ﴾ لغير الآدميّين للشمس والقمر والليَل والنهار، وذلك أن السِّبَاحة من أفعال الآدميين فقيلتْ : بالنون، كما قيل :﴿ والشمسَ والقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِين ﴾ لأنَّ السجود من أفعال الآدميِّينَ. ويقال : إن الفَلَك موْج مَكفوف يَجرين فِيه.
وقوله :﴿ أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ٣٤ ﴾ دخلت الفاء في الجزاء وهو ( إن ) وفي جوابه ؛ لأن الجزاء متّصل بقُرآن قبلهُ. فأدخلت فيه ألفِ الاستفهام على الفاء من الجزاء. ودخلت الفاء في قوله ( فهم ) لأنه جواب للجزاء. ولو حُذفت الفاء من قوله ( فهم ) كان صَوَاباً من وجهين أحدهما أن تريد الفاء فتُضمرها، لأنها لا تغّير ( هم ) عن رفعها فهناك يصلح الإضمار. والوجه الآخر أن يراد تقديم ( هم ) إلى الفاء فكأَنَّه ١١٦ ب قيل : أفهم الخالدون إن متّ.
وقوله :
﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَائقَةُ الْمَوْتِ٣٥ ﴾ ولو نوَّنت في ( ذائقة ) ونصبت ( الموت ) كان صَوَاباً. وأكثر ما تختار العرب التنوينَ والنصب في المستقبل. فإذا كان معناه ماضيا لم يكادوا يقولون إلاّ بالإضافة. فأما المستقبل فقولك : أنا صَائم يومَ الخميس إذا كان خميساً مستقبلاً. فإن أخبرت عن صوم يَوم خميس ماضٍ قلت : أنا صَائمُ يومِ الخميس فهذا وجه العمل. ويختارون أيضاً التنوين. إذا كان مع الجحد. من ذلكَ قولهم : ما هو بتاركٍ حَقّه، وهو غير تارك حقه، لا يكادون يتركون التنوين. وتركه كثير جَائز وينشدونَ قول أبى الأسود :
فألفَيْتُه غير مستعتب | ولا ذاكرِ اللهَ إلا قليلاَ |
فمن حذف النون ونصب قال : النّية التنوين مع الجحد، ولكني أسْقطت النون للساكن الذي لقيها وأعلمت معناها. ومَنْ خفض أضاف.
وقوله :
﴿ أَهَذَا الَّذِي يَذْكُرُ آلِهَتَكُمْ٣٦ ﴾ يريد : يعيب آلهتكم. وكذلك قوله :
﴿ سَمِعْنا فَتَى يَذْكُرُهم يُقَالُ لَهُ إبراهِيمُ ﴾ أي يعيبهم. وأنت قائل للرجل : لئن ذكرتني لتندمَنّ وأنت تريد : بسوء قال عنترة :
لا تذكري مُهْرِي وَما أطعمتُهُ | فيكونَ جِلْدكِ مثل جِلد الأشهبِ |
أي لا تعيبيني بأَثَرة مُهْري فجعل الذكر عيباً.
وقوله :﴿ خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ٣٧ ﴾ وعلى عجلٍ كأنك قلت : بَنَيته وخَلَقْته من العجلة وعلى العجلة.
وقوله :﴿ وَيَقُولُونَ مَتَى هذَا الْوَعْدُ إِن كُنتُمْ٣٨ ﴾ ( مَتَى ) في موضع نصب، لأنكَ لو أظهرت جوابها رأيته منصوباً فقلت : الوعدُ يومَ كذا وكذا ( ولو ) جعلت ( متى ) في موضع رفع كما تقول : متى الميعَاد ؟ فيقول : يومُ الخميس ويَوْمَ الخميس. وقال الله ﴿ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ ﴾ فلو نصبت كان صَوَاباً. فإذا جَعَلت الميعَاد في نكرة من الأيّام والليالي والشهور والسنينَ رفعت فلقت : معادكَ يَوْمٌ أو يومان، وليلة وليلتان كما قال الله ﴿ غُدُوُّها شَهْرٌ وَرَوَاحُها شَهْرٌ ﴾ والعرب تقول : إنما البَرْد شهران وإنما الصيف شهران. ولو جاء نصباً كان صَوَاباً. وإنّما اختارُوا الرفع لأنكَ أبهمت الشهرين فصارا جميعاً كأنهما وقت للصّيف. وإنما اختارُوا النصب في المعرفة لأنها حينٌ معلومٌ مسند إلى الذي بعدهُ، فحسُنت الصّفة، كما أنك تقول : عبد الله دونٌ من الرجال، وعبد الله دونكَ فتنصب، ومثله اجتمع الجيشان فالمسلمون جانِبٌ والكفّار جانب. فإذا أضفت نصبت فقلت : المسلمونَ جانبَ صَاحبهم، والكفّار جانب صاحبهم فإذا لم تضف الجانب صَيرتهم هم كالجَانب لا أنهم فيه فقس على ذا
وقوله :﴿ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ٣٩ ﴾.
وقوله :﴿ فَمَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ الله إن عَصَيْتُه ﴾ : فمن يمنعني. ذلك معناه - والله أعلم - في عامَّة القرآن.
وقوله :
﴿ قُلْ مَن يَكْلَؤُكُم٤٢ ﴾. مهموز ( ولو ) تركت ١١٧ ا همز مثله في غير القرآن قلت : يَكْلوكم بواو ساكنةٍ أو يكلاكم بألفٍ سَاكنة ؛ مثل يخشاكم : ومن جعلها واواً ساكنةً قال كَلاَن بالألف تترك منها النَّبْرة. ومن قال : يكلاكم قالَ : كَلَيت مثل قضيت. وهي من لغة قريش. وكلٌّ حسن، إلا أنهم يقولون في الوجهين مكلوَّةٌ بغير همز، ومكلوٌّ بغير همز أكثر مما يقولونَ مكليَّة. ولو قيل مَكْلِىّ في قول الذينَ يقولون كليتُ كان صَوَاباً. وسمعت بعض العرب ينشد قول الفرزدق :
وما خاصم الأقوامَ مِن ذي خُصُومةٍ | كَورْهاء مَشْنِيّ إليها حَليلُها |
فبنى على شنِيت بترك النبرة. وقوله
﴿ مَن يَكْلَؤُكُم بِالْلَّيْلِ وَالنَّهارِ مِنَ الرَّحْمانِ ﴾ يريد : مِن أمر الرحمن، فحذف الأمر وهو يراد كما قال في موضع آخر
﴿ فَمَنْ يَنْصُرنِي مِنَ اللهِ ﴾ يريد : مَن يمنعني من عذاب الله. وَأظهر المعنَى في موضع آخر فقال
﴿ فَمَنْ يَنْصُرُنا مِنْ بَأْسِ اللهِ إِنْ جَاءنا ﴾.
وقوله :﴿ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَ أَنْفُسِهِمْ٤٣ ﴾
يعنى الآلهة لا تمنع أنفسها ﴿ وَلاَ هُمْ مِّنا يُصْحَبُونَ ﴾ يعنى الكفار يعنى يُجارونَ ( وهي منا لا تُجار ) ألا ترى أن العرب تقول ( كان لنا جاراً ) ومعناه يُجيركَ ويمنعكَ فقال ( يُصْحَبُونَ ) بالإجازة.
وقوله :﴿ وَلاَ يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء ٤٥ ﴾ ترفع ( الصُمّ ) لأن الفعل لهم. وقد قرأ أبو عبد الرحمن السُّلَمِيّ ( وَلاَ تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء )، نصب ( الصم ) بوقوع الفعل عليه.
وقوله :﴿ وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ٤٧ ﴾ القِسط من صفة الموازين وإن كان موحَّداً. وهو بمنزلة قولك للقوم : أنتم رِضاً وَعَدْل. وكذلكَ الحقّ إذا كانَ من صفة واحدٍ أو اثنين أو أكثر من ذلك كان واحداً.
وقوله :﴿ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ وفي يوم القيامة.
وقوله : عز وجَل ﴿ أَتَيْنا بِها ﴾ ذهب إلى الحبَّة، ولو كان أتينا به ( كان صَوَاباً ) لتذكير المثقال. ولو رُفع المثقال كما قال ﴿ وإنْ كَانَ ذُو عُسْرَة فَنِظرةٌ ﴾ كان صَوَاباً، وقرأ مجاهد ( آتَيْنا بها ) بمدّ الألف يريد : جازينا بها على فاعلنا. وهو وجه حَسَنٌ.
وقوله :﴿ وَلَقَدْ آتَيْنا مُوسَى وَهارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاء٤٨ ﴾
هو من صفة الفرقان ومعناه - والله أعلم - آتينا مُوسَى وهارونَ الفرقان ضِيَاء وذكراً، فدخلت الواو كما قال ﴿ إِنا زَيَّنا السَّماء الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الكوَاكِب وَحِفْظاً ﴾ جَعَلنا ذلك، وكذلك ( وضِيَاء وذكراً ) آتينا ذلك.
وقوله :﴿ وَهذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْناهُ٥٠ ﴾ المبارك رفع من صفة الذكر. ولو كان نصبَا على قولكَ : أنزلناه مباركاً كان صَوَاباً.
وقوله :﴿ وَلَقَدْ آتَيْنا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ٥١ ﴾ هُدَاه، إذ كان في السَّرَب حتّى بلّغه الله ما بلّغه. ومثله ﴿ وَلَوْ شئنا لآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍ هُدَاها ﴾ : رُشْدها.
وقوله :﴿ وَتَاللَّهِ لأَكِيدَنَّ أَصْنامَكُمْ بَعْدَ أَن تُوَلُّواْ مُدْبِرِينَ٥٧ ﴾
كانوا أرادوا الخروج إلى عِيد لهم، فاعتلَّ عليهم إبراهيم، فتخلّف ( وقال ) : إني سَقِيم، فلما مَضَوا كسرَ آلهتهم إلاّ أكبرها، فلما رَجَعُوا قال قائل منهم : أَنا سمعت إبراهيم يقول : وتالله لأكيدَنَّ أصنامكم. وهو قوله ﴿ سَمِعْنا فَتيً يَذْكُرُهُمْ يُقَال لَهُ إبراهيم ﴾ : يذكرهم بالعيب ( والشتم ) وبما قال من الكيد.
وقوله :﴿ فَجَعَلَهُمْ جُذَاذاً٥٨ ﴾ قرأها يَحيْىَ بن وثاب ( جِذَاذاً ) وقراءة الناس بَعْدُ ١١٧ ب ( جُذَاذاً ) بالضم فمن قال ( جُذَاذاً ) فرفع الجيم فهو واحد مثل الحُطَام والرُفَات. ومن قال ( جِذَاذاً ) بالكسر فهو جمع ؛ كأنه جَذِيذ وجِذَاذ مِثْل خَفيف وخِفَاف.
وقوله :﴿ على أَعْيُنِ الناسِ٦١ ﴾ : على رءوس الناس ﴿ لَعَلَّهُمْ يَشْهَدُونَ ﴾ عليه بما شهِد به الواحد. ويقال : لعلّهم يشهَدُونَ أَمره وما يُفْعل به.
وقوله :﴿ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هذَا٦٣ ﴾ هذا، قال بعض الناس بل فعَلَّه كبيرهم مشدّدة يريد : فلَعَلّه كبيرهم، وقال بعض الناس : بل فَعَله كبيرهم إن كانوا ينطقون. فجعل فِعْل الكبير مسنداً إليه إِن كانوا ينطقونَ وهم لا ينطقونَ. والمذهب الذي العوامّ عليه : بل فَعَله كما قال يوسف ﴿ أَيَّتُها العِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ﴾ ولم يسرقوا. وقد أيّد الله أنبياءه بأكثر من هذا.
وقوله :
﴿ ثُمَّ نُكِسُواْ على رُءُوسِهِمْ٦٥ ﴾ يقول : رجعوا عندما عرفوا من حُجّة إِبراهيم فقالوا :
﴿ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤلاء يَنطِقُونَ ﴾ ( والعِلم والظنّ بمنزلة اليمين. فلذلكَ لِقيت العلم بما ) فقال :
﴿ عَلِمْتَ ما هؤلاء ﴾ كقول القائل : والله ما أنت بأخينا، وكذلك قوله :( وظَنُّوا ما لَهُمْ مِنْ مَحِيصٍ.
ولو أدخلت العربُ ( أنْ ) قبل ( ما ) فقيل : علمتُ أَنْ ما فيك خَير وظننت أَنْ ما فيك خير كان صَوَاباً. ولكنهم إِذا لقي شيئا من هذه الحروف أداةُ مثل ( إن ) التي معها اللام أو استفهام كقولك : اعلم لي أقام عبد الله أَمْ زيد ( أَوْ لئِن ) ولَو اكتفَوا بتلك الأداة فلم يُدخلوا عَليها ( أَنْ ) ألا ترى قوله
﴿ ثُمَّ بَدَا لَهُم مِنْ بَعْدِ ما رَأَوُا الآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ ﴾ لو قيلَ : أن لَيَسْجُنُنَّهُ كان صَواباً ؛ كما قال الشاعر :
وخبَّرتما أن إنما بين بيشَةٍ | ونَجْرانَ أَحوى والمحلُّ خَصيب |
فأدخل أَنْ على إنما فلذلكَ أجزنا دخولها على ما وصفت لك من سائر الأدوات.
وقوله :﴿ وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً٧٢ ﴾ النافلة ليعقوب خاصّة لأنه ولد الولد، كذلك بلغني.
وقوله :﴿ وَلُوطاً آتَيْناهُ٧٤ ﴾ نَصْب لوط من الهاء التي رَجَعت عليه من ﴿ آتَيْناه ﴾، والنصب الآخر على إِضمار ﴿ واذكر لوطا ﴾ أو ﴿ ولقد أرسلنا ﴾ أو ما يذكر في أوّل السورة وإن لم يذكر فإنَّ الضمير إنما هو من الرسالة أو من الذكر وَمثله ﴿ وَلِسُلَيْمانَ الرِّيحَ ﴾ فنصب ( الريح ) بفعل مضمر معلوم معناه : إما سخّرنا، وإما آتيناه.
وكذلك قوله :﴿ ونُوحا إذ نادَى ﴾ فهو على ضمير الذكر.
وقوله :﴿ وَدَاوُدَ وَسُلَيْمان ﴾ وجمع ما يأتيك من ذكر الأنبياء في هذه السورة نصبتهم على النَسَق على المنصوب بضمير الذكر.
وقوله :﴿ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ٧٨ ﴾
النفش بالليل، وكانت غنما لقوم وقعت في كَرْمِ آخرين ؛ فارتفعوا إِلى داود، فقضى لأهل الكَرْم بالغنم، ودَفْع الكَرْم إلى أهل الغنم فبلغ ذلك سُليمان ابنه، فقال : غيْرُ هذا كان أرفق بالفريقين. فعزم عليه داود لَيَحكُمنّ. فقال : أرى أن تُدفعَ الغَنَم إلى أهل الكرم فينتفعوا بألبانها وأولادها وأصوافها، ويُدفعَ الكَرْم إلى أرباب الشاء ١١٨ ا فيقوموا عليه حتى يعود كَهيئته يوم أُفسِد، فذُكر أن القيمتين كانتا في هذا الحم مستويتين : قيمة ما نالوا من الغنم وقيمة ما أَفسدت الغنم من الكَرْم. فذلك قوله :﴿ فَفَهَّمْناها سُلَيْمانَ ﴾. وقوله :﴿ وَكُنا لحكمِهم ﴾.
وفي بعض القراءة :( وَكُنا لِحُكْمَهِما شاهِدِين ) وهو مثل قوله :﴿ فَإنْ كَانَ لَهُ إخْوَةٌ ﴾ يريد : أَخَوين فما زاد. فهذا كقوله :﴿ لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ ﴾ إذ جَمَع اثنين.
وقوله :﴿ وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ٨٠ ﴾
و ( ليُحْصِنَكم ) و ( لنُحْصِنكم ) فمن قال :( ليُحصنكم ) بالياء كان لتذكير اللَّبوس. ومنْ قال :( لِتُحْصنكم ) بالتاء ذهب إلى تأنيث الصنعة. وإن شئت جَعَلته لتأنيث الدروع لأنها هي اللبوس. ومن قرأ :( لنُحصنكم )، بالنون يقول : لنحصنكم نحن : وعلى هذا المعنى يجوز ( ليُحصنكم ) بالياء الله من بأسكم أيضاً.
وقوله :﴿ تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ٨١ ﴾
كانت تجرى بسليمان إلى كلّ موضع ؛ ثم تعود به من يومه إِلى منزله. فذلكَ قوله ﴿ تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الأَرْضِ ﴾.
وقوله :﴿ وَيَعْمَلُونَ عَمَلاً دُونَ ذلك٨٢ ﴾ دون الغَوْص. يريد سِوى الغوص. من البناء.
وقوله :﴿ وَكُنا لَهُمْ حافِظِينَ ﴾ للشياطين. وذلك أنهم كانوا يُحفظونَ من إفساد ما يعملون فكان سُليمان إذا فرغ بعضُ الشياطين من عمله وكّله بالعمل الآخر، لأنه كان إِذا فرغ مما يَعمل فلم يكن له شُغُل كَرّ على تهديم ما بَنَى فذلك قوله :﴿ وَكُنا لَهُمْ حافِظِينَ ﴾.
وقوله :﴿ وَآتَيْناهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ٨٤ ﴾ ذُكر أنه كان لأيُّوب سَبعة بنينَ وسبع بناتٍ فماتُوا في بلائه. فلما كشفه الله عنه أحيا الله لهُ بنيه وبناتِهِ، ووُلد له بعد ذلك مثلُهم. فذلك قوله ﴿ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَّعَهُمْ رَحْمَةً ﴾ فعلنا ذلكَ رَحْمَةً.
وقوله :﴿ فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ٨٧ ﴾ يريد أن لن نقدر عليه من العقوبة ما قَدَرنا.
وقوله :﴿ فَنادَى فِي الظُّلُماتِ أَن لاَّ اله إِلاَّ أَنتَ ﴾ يقال : ظلمة البحر، وبطنِ الحُوت ومِعاها ( مقصور ) الذي كان فيه يونس فتلك الظلمات.
وقوله :﴿ وَكَذلك نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ٨٨ ﴾ القراء يقرءونَها بنونين، وكتابَها بنون واحدة. وذلك أن النون الأولى متحركة والثانية ساكنة، فلا تظهر السَّاكنة على اللسان، فلما خفيت حُذِفت.
وقد قرأ عاصم - فيما أعلم - ( نُجِّى ) بنونٍ واحدةٍ ونصب ( المؤمنين ) كأنه احتمل اللحن ولا نعلم لها جهة إلاّ تلك ؛ لأن ما لم يسمّ فاعله إذا خلا باسم رَفعه، إلا أن يكون أضمر المصدر في نُجّى فنوِى به الرفع ونصب ( المؤمنين ) فيكون كقولك : ضُرب الضربُ زيداً، ثم تكنى عن الضرب فتقول : ضُرِبَ زيداً. وكذلك نُجِّىَ النجاء المؤمنين.
وقوله :﴿ وَأَصْلَحْنا لَهُ زَوْجَهُ٩٠ ﴾ يقول : كانت عقيما فجعلناها تَلد فذلك صلاحها.
وقوله :﴿ أَحْصَنَتْ فَرْجَها٩١ ﴾ ذكر المفسّرون أنه جَيب دِرْعها ومنه نُفخ فيها.
وقوله :﴿ وَجَعَلْناها وَابْنَها آيَةً ﴾ ( ولم يقل آيتين ) لأن شأنهما واحد. ولو قيل : آيتين لكان صَوَاباً لأنها وَلَدت وهي بكر، وتكلَّم عيسى في المهد ؛ فتكون آيتين إذ اختلفتا.
وقوله :﴿ إِنَّ هذه أُمَّتُكُمْ أُمَّةً ١١٨ ب وَاحِدَةً٩٢ ﴾ تنصب ( أمّة واحدة ) على القطع. وقد رَفَع الحسن ( أمتكم أمةٌ واحدةٌ ) على أن يجعل الأمة خبراً ثم يَكُرّ على الأمة الواحدة بالرفع على نيّة الخبر أيضاً ؛ كقوله :﴿ كَلاَّ إنَّها لَظَى نَزَّاعَةٌ لِلشَّوَى ﴾.
وفي قراءة أُبَىّ فيما أعلم :( إنَّها لإَحْدَى الكُبَر نَذِيرٌ للبَشَرِ } الرفع على التكرير ومثله :( ذُو العَرْشِ المَجِيدُ فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ ).
وقوله :﴿ وَحَرَامٌ على قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها٩٥ ﴾ قرأها ابن عباس. حدثني بذلك غير واحد. منهم هُشَيم عن داود عن عكرمة عن ابن عباس، وسفيانُ عن عمير وعن ابن عباس. وحدثني عمرو بن أبى المقدام عنْ أبيه عن سعيد بن جُبَير ( وَحِرْمٌ ) وحدَّثني بعضهم عن يحيى بن وثاب وإبراهيم النَخَعيّ ( وحِرْمٌ على ) وأهل المدينة والحسن ( وحَرامٌ ) بألف. وحرام أفشى في القراءة. وهو بمنزلة قولك : حِلّ وحلال، وحرم وحرام.
وقوله :﴿ وَهُمْ مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ ٩٦ ﴾ والحدب كل أكمة ( ومكانٍ مرتفعٍ ).
وقوله :
﴿ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ٩٧ ﴾ مَعْناهُ - والله أعلم - : حتى إذا فُتحت اقترب. ودخول الواو في الجواب في ( حَتّى إذا ) بمنزلة قوله
﴿ حَتَّي إذا جَاءوها وَفُتِحَتْ أَبوابُها ﴾. وفي قراءة عبد الله ( فَلَما جَهَّزَهُمْ بِجَهازِهم جَعَل السَّقَايَةَ ) وفي قراءتنا بغير واو. ومثله في الصافات
﴿ فَلَما أَسْلَما وَتَلَّهُ لِلْجَبينِ وَنادَيْناهُ ﴾ معناه ناديناه، وقال امرؤ القيس :
فلما أَجَزْنا سَاحَةَ الحيّ وانتحى | بنا بَطْنُ خَبْتٍ ذِي قِفَاف عَقْنَقِل |
يريد انتحى.
وقوله :
﴿ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ﴾ تكون ( هي ) عماداً يصلح في موضعها ( هو ) فتكون كقوله :
﴿ إنَّهُ أَنا اللهُ العَزِيزُ الحكِيمُ ﴾ ومثله قوله :
﴿ فَإنَّها لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ ﴾ فجاء التأنيث لأن الأبصار مؤنّثة والتذكير للعماد. وسمعت بعض العرب يقول : كان مرَّةً وهو ينفع الناسَ أَحْسَابهم فجعل ( هو ) عماداً. وأنشدني بعضهم :
بثوب ودينارٍ وشاة ودرهمٍ | فَهَل هُوَ مرفوع بما هاهنا راسُ |
وإن شئت جَعَلت ( هي ) للأبصار كنيت عنها ثم أظهرت الأبصار لتفسرها ؛ كما قال الشاعر :
لعمرُ أبيها لا تقول ظَعينتي | ألاَ فَرّعني مالكُ بن أبى كعب |
فذكر الظعينة وقد كَنَى عنهما في ( لَعمر ).
وقوله :﴿ حَصَبُ جَهَنَّمَ٩٨ ﴾ ذُكر أن الحَصَب في لغة أهل اليمن الحطب. حدّثنا أبو العباس قال حدَّثنا محمد قال حدثنا الفراء قال : حدَّثني قيس بن الربيع عن محمد بن الحكم الكاهليّ عن رجل سمع علياً يقرأ ( حَطَب ) بالطاء. حدّثنا أبو العباس قال حدثنا محمد قال حدثنا الفراء قال حدثني ابن أبى يحيى المَدَنيّ عن أبى الحويرث رَفَعه إلى عائشة أنها قرأت ( حَطَبُ ) كذلك. وبإسْنادٍ لابن أبى يَحْيى عن ابن عباس أنه قرأ ( حَضَب ) بالضاد. وكلُّ ما هيَّجت به النار أَوْ أوقدتها به فهو حَضَب. وأما الحَصَب فهو في معنى لغة نجد : ما رميت به في النار، كقولك : حصبت الرجل أي رميته.
وقوله :﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّماء١٠٤ ﴾ بالنون والتاء ( تُطْوَى ) ولو قيل ( يَطْوِي ) كما قيل ( نطوى ) بالنون جَاز.
واجتمعت القراء على ( السّجِلّ ) بالتثقيل.
وأَكثرهم يقول ( للكِتَابِ ) وأصْحاب عَبد الله ( للكُتُب ) والسّجِلّ : الصَّحِيفة. فانقطع الكلام عند الكتب، ثم اسْتأنف فقال ﴿ كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ ﴾ فالكاف للخَلْق كأنك قلت : نعيد الخلق كما بدأناهم ( أَوّل مَرّة ).
وقوله ﴿ وَعْداً عَلَيْنا ﴾ كقولك حَقّاً علينا.
وقوله :﴿ أَنَّ الأَرْضَ ١١٩ ا يَرِثُها عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ١٠٥ ﴾
يقال : أَرض الجنَّة. ويقال : إنها الأرض التي وُعِدها بنو اسرائيل، مثل قوله :﴿ وَأَوْرَثْنا القَوْمَ الذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفونَ مشَارِقَ الأرْضَ وَمغارِبَها ﴾.
وقوله :﴿ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاَغاً١٠٦ ﴾ أي في القرآن.
وقوله :﴿ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّما إلهكُمْ١٠٨ ﴾ وجه الكلام ( فتح أَنَّ ) لأن ( يُوحَى ) يقع عليها. و( إنَّما ) بالكسر يجوز. وذلك أَنها أَداة كما وصفت لك من قول الشاعر :
أَنْ إنَّما بَيْنَ بِيشَةٍ ***...
فتلقى ( أنْ ) كأنه قيل : إنما يوحى إلى أَنْ إنَّما إلهكم إله واحد.
وقوله :﴿ إِنْ أَدْرِي١١١ ﴾
رفع على معنى ما أدرى.
وقوله :﴿ قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ١١٢ ﴾
جَزْم : مسألة سألها ربَّه. وقد قيل :( قل رَبّى أحْكَمُ بالحق ) ترفع ( أحكم ) وتهمز ألفها. ومن قال قل ربى أحكم بالحق كان موضع ربى رفعاً ومن قال : ربِّ احْكُمْ موصولة كانت في موضع نصب بالنداء.